الأربعاء 01 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير بلال منصور بين المصير المجهول والمرض وشوق الأحبة

    آخر تحديث: الثلاثاء، 28 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    "أنا والقهر صديقان حميمان والحزن رافقني منذ ولادتي، فماذا عساكم وأنا الأسير لأجلكم تركت أبنائي وأهلي وزوجتي، يا موقد الصبح الأخير متى المجيء؟ أعود احتضن الصغار بفرشتي؟، دارت بنا الأيام واشتد الظلام، فلتسمعوني وتسمعوا حكايتي، ما يوما قد انحنيت بهامتي فاني لا اطلب مالا أو عرشا ولا ابحث في الإعلام عن شهرتي، احمل عشقا لوطن برسالتي وشوقا لأسرتي فإلى متى تستمر غربتي ؟"
    بهذه الكلمات استهل الأسير بلال فتحي رشيد منصور "ابو صايل" - 31 عاما - من قرية كفر قليل حديثه، ملخصا محطات من مسيرة نضاله ومعاناته المستمرة بعدما أنهى مدة الحكم عليه البالغة خمس سنوات ولا زالت سلطات الاحتلال ترفض الافراج عنه دون تبيان الاسباب.

    يوم الصدمة
    بلال من قادة كتائب شهداء الأقصى، كان يستعد لموعد الافراج عنه في 13 / 11 / 2011، ولكن الاحتلال الذي مارس بحقه كل أشكال العقاب خلال اعتقاله حرمه وعائلته من فرحة اللقاء، ويقول: "كانت سنوات عجاف بسبب ما فرض على عائلتي من إجراءات قاهرة، لكنني صمدت ولم تنحني هامتي وتمسكت بالراية والهدف والرسالة وواصلت معركة التحدي رغم المرض ومضاعفاته، انتظارا للحظة الحرية التي صادرها الاحتلال بقرار تعسفي لا مبرر له، ولا يوجد أي مسمى له بالقانون، وقد راجعنا الادارة لمعرفة السبب، ولكن حتى اللحظة ما من إجابة شافية، تارة يتحدثون عن "المنهلي" ودوما يلتزمون الصمت وهو جزء من الحرب المستمرة ضدنا كأسرى لندفع فاتورة العقاب بسبب مواقفنا الوطنية ونضالاتنا التي لم ولن تتوقف رغم الاعتقال والسجن.

    ألم جديد
    صورة ألم جديدة، ارتسمت في أوساط عائلة الأسير بلال، زوجته وطفله الوحيد ووالداه. تبددت فرحتهم في لحظة بعدما كانوا يتمنون أن تكون يضاف للعيد عيد آخر، وتقول زوجته الصابرة ايمان: "مع بدء العد التنازلي لانتهاء حكم زوجي، بدأنا نستعد بفرح وسعادة فقد عشنا خمس سنوات كأنها قرن بسبب إجراءات الاحتلال القاسية بحقنا، وأجلنا فرحة العيد لنحتفل بها ونسترد 10 أعياد مرت خلال اعتقال بلال دون فرح أو سعادة، ولكن مر اليوم الموعود ولم تفتح أبواب السجن، أشد مرارة أن سلطات الاحتلال لم تحدد موعدا لزوجي لنتجاوز حالة الخوف والقلق في المصير المجهول لحالته ووضعه.

    المصير المجهول
    لم تجد نفعا كل الجهود والاتصالات التي بذلها بلال في جنه، وعائلته مع منظمات حقوق الانسان، فالإجابة يتحكم بها السجان وجهاز الامن الصهيوني الذي يرفض الإفراج عنه، وتقول أم صائل: "نعيش اليوم حالة من القلق والتوتر على مصير زوجي المجهول ولكننا صامدون صابرون ومثلما علمنا زوجي دوما الصمود في مواجهة الاحتلال وقمعه وممارساته، فلدينا أمل وإيمان أن بوابة لسجن لن تغلق على أحد وإن تأجل الإفراج عن بلال الآن فغدا أو مهما طال الزمن سيعود ولن يقهرنا سجن أو جان، فهو مناضل واختار طريق الحرية لأجل شعبه".

    مشوار النضال
    في تلفيت ولد وعاش وتربى ودرس بلال، وعلى مقاعد الدراسة حمل راية فلسطين والتحق في صفوف حركة فتح، وبين دراسته ونجاحه في الثانوية لعامة، تقول زوجته: "انطلق عمله النضالي مع حركة الشبيبة الطلابية في المدرسة حتى اندلعت انتفاضة لأقصى عام 2000 فقام بتأسيس مجموعة السواعد السمراء مع الشهيد القائد ماجد أبو شرار وشارك إخوته درب لنضال حتى أسر مع ابناء مجموعته: كامل منصور وزيد يونس وحازم عواد وشاهر القني ودعاس القني وغيرهم من الأبطال عقب اغتيال الشهيد أبو شرار في البلدة القديمة في نابلس"، وتضيف: "الاحتلال اعتقل ايضا والد بلال وأشقاءه وفي البداية تم تحويله للاعتقال الاداري، ثم جرى نقله للتحقيق وحكم بالسجن الفعلي لمدة 3 سنوات لم تنل من عزيمته ومعنوياته، بل تأثر بشكل بالغ لرحيل رفيق دربه وقرر مواصلة المشوار.

    المطاردة الاعتقال
    واصل بلال نشاطه في حركة فتح في مسيرة الانتفاضة فور الإفراج عنه، والتحق بجهاز المخابرات العامة، وفي شهر نيسان 2004 تزوج ولكن الاحتلال بدأ بملاحقته، وتروي الزوجة أم صائل: "في كل محطات حياته جسد بلال نموذجا للانتماء والوفاء لوطنه وشعبه وحركته، فمارس دورا قياديا بارزا في فعاليات الانتفاضة من المسيرات والمواجهات حتى التحق سرا بكتائب شهداء الاقصى فاشتدت ملاحقة الاحتلال له بعدما اتهمه بأنه المسؤول عن قيادة الكتائب في منطقة الشهيد سعد صايل في الريف ورفض الاستسلام رغم التهديدات والمخاطر، واستمر الاحتلال في نصب الكمائن له، وبعدما أنجبت طفلي الوحيد حاصره الاحتلال في منزلنا الذي حضر إليه لرؤية طفله بعد 40 يوما من إنجابه وتمكنوا من اعتقاله في 29 - 1- 2007.

    آثار التحقيق
    تنقل بين أقسام لتحقيق في السجون وسط أجواء اعتقال قاسية في ظل البرد الشديد، وعندما حكم بالسجن 5 سنوات كانت لأمراض تنال منه، وتقول زوجته: خلال احتجازه في معسكر حوارة تعرض للضرب الشديد فاصبح عاني من ألم ومشاكل في عينه اليمنى وجراء رفض علاجه أصيب بمضاعفات وأصبح لا يرى فيها جيدا، أما المشكلة الثانية فهي اصابته بالتهابات حادة في الاذنين ناجمة عن التحقيق وقبله تأثره بسبب اجواء القصف خلال اجتياحات البلدة القديمة قبل اعتقاله، ورغم نقله أحيانا للمستشفيات فإن حالته ما زالت سيئة ولا يتلقى العلاج لمطلوب.

    لا يوجد صله قرابة
    لم تنته معاناة بلال، فقد عوقب بشكل اكثر قساوة عندما منعت زوجته وطفله من  Ø¹Ù„Ù‰ مدار 4 سنوات بذرائع شتى، وقالت أم صائل: "فجأة توقفت سلطات الاحتلال عن منحي وطفلي تصريح بدعوى أن بلال غير متزوج وليس لديه طفل، واستمروا في عقابي لمدة 4 سنوات ومؤخرا سمح لي بزيارته، أما طفلي فمنع والده من رؤيته لعام ونصف حتى قدمنا شهادات ووثائق تؤكد إنه طفله، وسمح له بزيارته لمرة واحدة بعدما نقل الى سجن مجدو، وكذلك والد زوجي رغم انه يبلغ من العمر 80 عاما فهو مرفوض أمنيا، أما الدته التي تبلغ 75 عاما فإنها من شدة البكاء والألم اصيبت بعدة امراض واصبحت زيارة ابنها صعبه.

    كل العائلة اعتقلت
    وطالت العقوبات كل أفراد عائلة بلال المناضلة والتي تعرضت للاعتقال من الوالد حتى الأشقاء ال 16 خلال انتفاضة الاقصى، وقالت والدته: "لم يبق أحد من اسرتي إلا ونال نصيبه من الاعتقال والظلم العذاب، زوجي وأبنائي اعتقلوا وتعرضوا للتحقيق والتعذيب والعقاب الاقسى منعهم من زيارته، وحتى زوجي الطاعن في السن فأي خطر يشكله على الأمن الصهيوني ليمنعوه من التصاريح والزيارات؟ وكل لحظة حزن الم بسبب شوقي لابني الحبيب على قلبي، ومن شدة المي بكيت بمرارة عندما زوج اشقاؤه جودت وإياد ونعمة وهو محروم من مشاركتهم والفرح معنا ومنذ العيد وأنا أبكي لأنني كنت أنتظر أن يعود لنا".

    العيد المر
    في سجن النقب الذي يقبع فيه حاليا بلال، يتعرض الاسرى لإجراءات قاسية أبرزها سوء المعاملة وإهمال علاج المرضى، ويقول الاسير: "الهجمة لم تتوقف والأوضاع سيئة خاصة على صعيد الحالات المرضية فما زال علاجنا الاكامول لكل اصناف المرض لذلك المطلوب أن تتحمل مؤسسات حقوق الانسان مسؤولياتها لإنقاذ حياة المرضى والمأساة الثانية استمرار اعتقالي ورفض الإفراج عني بعد انتهاء محكوميتي كاستمرار لحربهم التعسفية بحقنا فلا يوجد سبب أو مبرر قانوني لاعتقالي، والأشد مرارة أنه في أول أيام العيد تم نقلي الى محكمة سالم للاستجواب بخصوص الافراج، ولكن الحقيقة أن الهدف الرئيس هو حرماني من رؤية ابني صايل في زيارة العيد، وفعلا لم اشاهده ولم اعد اليه، والعيد مر وليس فيه سوى ألم وحسرة، وأضافت زوجته: "ها نحن ننتظر إنهاء حكم بلال لتبرز شمس الحرية ويعود إلى ابنه ليجد عمره أصبح خمس سنوات دون أن يحتضنه لمرة واحدة، وهو يقول: يا ثورتي لا تسألي عني جدار المعتقل إني الأسير الصامد إني أنا الحر البطل قد ظنوا أني بقيدهم أشبعت قطراناً وذلا لكنهم لم يعلموا إني الذي صنع الأمل في نفس كل مقاتل ضحى وقاتل أو قتل في نفس كل مثابر، ماض لتحقيق العدل يا ثورتي لا تسألي عني وعن ظلم السنين إني الذي أدمى من الأعداء حبات العيون فلتسألي زنزانتي عني وعن ظلم السجون.

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 20/11/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر عبد الوهاب رشاد المصري نتيجة آثار سنوات السجن حيث أمضى 15 سنة في سجون الاحتلال، وتحرر ضمن عملية التبادل عام 85

30 إبريل 1995

استشهاد الأسير المحرر رائد عارف فريد المغير أحد مؤسسي الجهاد الإسلامي، بعد معاناة مع الفشل الكلوي استمرت لمدة 16 عام، أصيب به أثناء اعتقاله

30 إبريل 2011

اغتيال القائد المجاهد عوض عبد الفتاح القيق من سرايا القدس بقصف صهيوني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

30 إبريل 2008

الجيوش العربية تدخل فلسطين بناءً على قرار مؤتمر رؤساء الأركان العرب الذي انعقد في عمان

30 إبريل 1948

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب عدة مجازر في قرى يازور وبيت دجن قضاء مدينة يافا

30 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية