الأربعاء 01 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الحزن يخيم على عدد من منازل الأسرى في جنين

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

     

    بدأت‎ ‎الاحتفالات‎ ‎باستقبال‎ ‎الأسرى المحررين‎ ‎ضمن‎ ‎صفقة‎ ‎التبادل‎ ‎التي‎ ‎وقعت‎ ‎بين‎ ‎‎حركة"حماس"‎‏ والكيان الصهيوني،‎ ‎ورغم‎ ‎أجواء‎ ‎الفرح‎ ‎أثارت‎ ‎الصفقة‎ ‎مشاعر‎ ‎حزن‎ ‎وألم‎ ‎لدى الكثير‎ ‎من‎ ‎العائلات‎ ‎التي‎ ‎‎صدمت‎ ‎لاستثناء‎ ‎أبنائها‎ ‎وشطبهم‎ ‎من الصفقة‎ ‎رغم‎ ‎أن‎ ‎المعايير‎ ‎التي‎ ‎أعلنت‎ ‎تنطبق‎ ‎عليهم.‎
    الحاجة‎ ‎فتحية‎ ‎يوسف‎ ‎‎العارضة‎ ‎ورغم‎ ‎ما‎ ‎تتمتع‎ ‎به‎ ‎من‎ ‎معنويات عالية،‎ ‎وتكرارها‎ ‎جملة: "‎افخر‎ ‎أن‎ ‎أولادي‎ ‎مجاهدون"‎ØŒ‎ ‎لكنها‎ ‎لم تحتمل‎ ‎‎الصدمة‎ ‎عندما‎ ‎أنهت‎ ‎إذاعة‎ ‎الأحلام‎ ‎المحلية‎ ‎في‎ ‎جنين‎ ‎أسماء المحررين‎ ‎ولم‎ ‎تستمع‎ ‎لاسم‎ ‎احد‎ ‎من‎ ‎أبنائها،‎ ‎أصيبت‎ ‎‎بصدمة‎ ‎وأغمي عليها‎ ‎ولم‎ ‎تستعد‎ ‎وعيها‎ ‎حتى‎ ‎حضر‎ ‎الطبيب،‎ ‎وعندما‎ ‎استعادت وعيها‎ ‎لم‎ ‎تتوقف‎ ‎عن‎ ‎الحزن‎ ‎‎والبكاء‎ ‎وهي‎ ‎تقول: "‎إنها‎ ‎مصيبة، على‎ ‎الأقل‎ ‎أطلقوا‎ ‎سراح‎ ‎محمود‎ ‎المحكوم‎ ‎مدى‎ ‎الحياة،‎ ‎لمن‎ ‎تركوه وكيف‎ ‎‎سيتحرر‎ ‎وهو‎ ‎يدخل‎ ‎عامه‎ ‎العشرين‎ ‎في‎ ‎الأسر‎ ‎وشطب‎ ‎من‎ ‎كل الصفقات‎ ‎السابقة".
    الحاجة‎ ‎التي‎ ‎تجاوزت‎ ‎العقد‎ ‎‎السابع،‎ ‎لم‎ ‎تجد‎ ‎سوى‎ ‎الصلاة‎ ‎والدعاء لتخفف‎ ‎حزنها‎ ‎وألمها،‎ ‎ولكنها‎ ‎عندما‎ ‎تتابع‎ ‎الأخبار‎ ‎وتشاهد‎ ‎صور أبنائها‎ ‎‎الثلاثة‎ ‎المعتقلين‎ ‎محمود‎ ‎واحمد‎ ‎ورداد‎ ‎تنتابها‎ ‎موجه‎ ‎بكاء جديد‎ ‎وتقول: "الله‎ ‎اكبر،‎ ‎لا‎ ‎اصدق‎ ‎أنه‎ ‎لن‎ ‎يعود،‎ ‎ابني‎ ‎‎معتقل‎ ‎منذ ‏20‏‎ ‎عاما،‎ ‎اعتقل‎ ‎في‎ ‎سن‎ ‎‏16‏‎ ‎عاما‎ ‎واليوم‎ ‎يبلغ‎ ‎‏36‏‎ ‎عاما،‎ ‎انه‎ ‎فدائي ومجاهد‎ ‎حقيقي‎ ‎ضحى‎ ‎بكل‎ ‎شيء‎ ‎‎في‎ ‎سبيل‎ ‎وطنه،‎ ‎عذبوه‎ ‎وتحمل وصمد‎ ‎ولم‎ ‎يخن‎ ‎القضية‎ ‎فالحرية‎ ‎أقل‎ ‎مكافأة‎ ‎يستحقها". وأضافت: "هل‎ ‎يدرك‎ ‎‎الذي‎ ‎لم‎ ‎يدرج‎ ‎اسم‎ ‎ابني‎ ‎ضمن‎ ‎الصفقة‎ ‎ما عشته‎ ‎من‎ ‎عذاب‎ ‎طوال‎ ‎عشرين‎ ‎عاما،‎ ‎لم‎ ‎يبق‎ ‎سجن‎ ‎من‎ ‎الجلمة‎ ‎وحيفا ‏والمسكوبية‎ ‎والقدس‎ ‎والخليل‎ ‎إلا‎ ‎ووقفت‎ ‎على‎ ‎أبوابه‎ ‎بمرضي‎ ‎وعجزي انتظر،‎ ‎والدهم‎ ‎توفي‎ ‎وأنا‎ ‎أقاوم‎ ‎مرضي‎ ‎‎بعون‎ ‎الله‎ ‎وكان‎ ‎أملي‎ ‎الأخير‎ ‎في الحياة‎ ‎أن‎ ‎أرى‎ ‎محمود‎ ‎وعانقه‎ ‎وافرح‎ ‎بزفافه".
    غضب‎ ‎وسخط‎ ‎لا‎ ‎يتوقف‎ ‎ينتاب‎ ‎‎الحاجة‎ ‎الصابرة،‎ ‎ولكنها‎ ‎تخرج عن‎ ‎هدوئها‎ ‎المعتاد‎ ‎لتقول: "إلى‎ ‎متى‎ ‎سأبقى‎ ‎انتظر‎ ‎ولم‎ ‎يبق‎ ‎درب للسجون‎ ‎إلا‎ ‎‎وسلكته،‎ ‎ابني‎ ‎احمد‎ ‎محكوم‎ ‎‏20‏‎ ‎عاما‎ ‎وقضى‎ ‎‏19‏‎ ‎عاما ويمكنه‎ ‎أن‎ ‎ينتظر‎ ‎عامه،‎ ‎ورداد‎ ‎محكوم‎ ‎‏20‏‎ ‎عاما‎ ‎وقضى‎ ‎‎‏13‏‎ ‎عاما‎ ‎ولا أطالب‎ ‎به،‎ ‎لكن‎ ‎محمود‎ ‎محكوم‎ ‎مدى‎ ‎الحياة،‎ ‎إنها‎ ‎صدمه‎ ‎واحمل‎ ‎حركة حماس‎ ‎والمفاوضين‎ ‎‎المسؤولية،‎ ‎كان‎ ‎بإمكانهم‎ ‎أن‎ ‎يستمروا‎ ‎في‎ ‎المفاوضات وعدم‎ ‎إبرام‎ ‎الصفقة‎ ‎قبل‎ ‎تحرير‎ ‎كل‎ ‎الأسرى‎ ‎القدامى".‎
    وارتسمت‎ ‎معالم‎ ‎الحزن‎ ‎والألم‎ ‎على‎ ‎محيا‎ ‎المحرر‎ ‎همام‎ ‎تركمان‎ ‎بعدما لم‎ ‎يعثر‎ ‎على‎ ‎اسمه‎ ‎شقيقه‎ ‎الأسير‎ ‎محمد‎ ‎‎يوسف‎ ‎سليمان‎ ‎تركمان المعتقل‎ ‎منذ‎ ‎عام‎ ‎‏28‏ / ‎‏10‏ / ‎‏1992‏‎ ‎والمحكوم‎ ‎بالسجن‎ ‎المؤبد‎ ‎إضافة‎ ‎لـ‎ ‎‏50‏ عاما‎ ‎في‎ ‎‎القوائم،‎ ‎وقال: "‎كل‎ ‎أبناء‎ ‎شعب‎ ‎فلسطين‎ ‎الأحرار‎ ‎يرحبون بالإفراج‎ ‎عن‎ ‎أي‎ ‎أسير‎ ‎وأي‎ ‎عملية‎ ‎لتحرير‎ ‎الأسرى‎ ‎‎الغائبين‎ ‎عن‎ ‎أذهان كافة‎ ‎العرب‎ ‎والمسلمين‎ ‎ولكن‎ ‎جاءت‎ ‎هذه‎ ‎الصفقة‎ ‎ممزوجة‎ ‎بالفرحة والألم: ‎فرحة‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎‎هذا‎ ‎العدد‎ ‎والألم‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎بمثابة‎ ‎صفعة لأهالي‎ ‎غالبية‎ ‎الأسرى‎ ‎وخيبة‎ ‎أمل‎ ‎للغالبية‎ ‎العظمى‎ ‎منهم‎ ‎هؤلاء الذين‎ ‎بنوا‎ ‎‎آمالا‎ ‎كبيرة‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎أبناؤهم‎ ‎مدرجين‎ ‎ضمن المفرج‎ ‎عنهم".
    وأضاف: "‎بنينا‎ ‎هذه‎ ‎الآمال‎ ‎على‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎‎المعايير‎ ‎أهمها‎ ‎الأقدمية في‎ ‎السجن‎ ‎والمرضى‎ ‎وعدم‎ ‎التحيز‎ ‎لفصيل‎ ‎فلسطين‎ ‎دون‎ ‎الآخر‎ ‎وعدم الأخذ‎ ‎بعين‎ ‎‎الاعتبار‎ ‎وجود‎ ‎عدد‎ ‎من‎ ‎الأشقاء‎ ‎من‎ ‎ذوي‎ ‎الأحكام‎ ‎العالية وإبقاؤهم‎ ‎جميعا‎ ‎رهن‎ ‎القيود‎ ‎وغير‎ ‎ذلك‎ ‎من‎ ‎تلك‎ ‎‎المعايير".
    لم‎ ‎يغمض‎ ‎جفن‎ ‎لوالدة‎ ‎تركمان،‎ ‎وتكررت‎ ‎مشاهد‎ ‎الدموع‎ ‎والإحزان في‎ ‎كل‎ ‎جنبات‎ ‎منزلهم‎ ‎في‎ ‎جنين،‎ ‎‎فوقع‎ ‎الصدمة‎ ‎كان‎ ‎كبيرا‎ ‎لأن‎ ‎العائلة كما‎ ‎قال‎ ‎همام: "‎تلقت‎ ‎دوما‎ ‎وعود‎ ‎وتطمنينات‎ ‎أن‎ ‎الأولوية للقدامى، شقيقي‎ ‎‎يعتبر‎ ‎من‎ ‎قدامى‎ ‎الأسرى‎ ‎الذين‎ ‎تم‎ ‎التأكيد‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎كثير‎ ‎من أصحاب‎ ‎أو‎ ‎من‎ ‎المسؤولين‎ ‎عن‎ ‎ملف‎ ‎التفاوض‎ ‎حول‎ ‎‎قضية‎ ‎الصفقة‎ ‎على انه‎ ‎من‎ ‎ضمن‎ ‎المشمولين‎ ‎في‎ ‎الصفقة،‎ ‎وكانت‎ ‎الصاعقة‎ ‎للوالدة‎ ‎ولنا‎ ‎بأن اسمه‎ ‎غير‎ ‎مدرج‎ ‎بين‎ ‎‎الأسماء‎ ‎المفرج‎ ‎عنهم‎ ‎فكانت‎ ‎نتيجة‎ ‎ذلك‎ ‎أن‎ ‎تم نقل‎ ‎الوالدة‎ ‎وعدد‎ ‎من‎ ‎أشقائي‎ ‎للمشفى‎ ‎من‎ ‎هول‎ ‎الصدمة".
    واستنكر‎ ‎‎همام‎ ‎التلاعب‎ ‎بمشاعر‎ ‎أهالي‎ ‎الأسرى‎ ‎الذي‎ ‎تم‎ ‎من‎ ‎قبل الكثير‎ ‎من‎ ‎المحطات‎ ‎المحلية‎ ‎وبعض‎ ‎المسؤولين‎ ‎والتداخل‎ ‎‎بالتصريحات المتناقضة‎ ‎والذي‎ ‎كان‎ ‎نتيجته‎ ‎إصابة‎ ‎الكثير‎ ‎من‎ ‎أمهات‎ ‎الأسرى‎ ‎بنوبات قلبية‎ ‎وحالات‎ ‎هستيريا،‎ ‎‎وفي‎ ‎رسالة‎ ‎وجهها‎ ‎للجميع‎ ‎قال‎ ‎متسائلا :‎‏‏"‎متى‎ ‎سيتم‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎باقي‎ ‎الأسرى‎ ‎الذين‎ ‎كنا‎ ‎متأملين‎ ‎الإفراج عنهم‎ ‎‎كم‎ ‎من‎ ‎السنوات‎ ‎سيقضون‎ ‎في‎ ‎السجون‎ ‎التي‎ ‎جدرانها‎ ‎لو‎ ‎نطقت لتكلمت‎ ‎عن‎ ‎معاناتهم؟"‎

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 19/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد 13 فلسطينيا في اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني لحي الشجاعية شرق غزة؛ ثلاثة منهم من عائلة واحدة

01 مايو 2003

الأمم المتحدة تنشئ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؛ الذين هجروا من قراهم ومدنهم في العام 1948م

01 مايو 1950

اضطرابات في يافا استمرت 15 يوماً أسفرت عن مقتل 47 يهودياً 146 جريحاً، واستشهاد 48 عربياً وإصابة 219 جريحاً، وسلطات الانتداب تؤلف لجنة تحقيق في ذلك

01 مايو 1921

السلطات البريطانية تعلن بشكل رسمي عن وعد بلفور والذي تتعهد من خلاله بريطانيا لليهود بانشاء وطن قومي لهم في فلسطين

01 مايو 1919

الأرشيف
القائمة البريدية