03 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    اﻻحتلال يبتكر أساليب جديدة لحرمان اﻷسرى من الزيارة

    آخر تحديث: الخميس، 15 مارس 2012 ، 00:00 ص

    بعد عناء طويل وانتظار لمدة 9 شهور حصلت والدة الأسير "ساهر محمود خلف" من الخليل على تصريح لزيارة ابنها في سجن بئر السبع، وكعادة أهالي الأسرى لم تنم ليلة الزيارة حيث أمضت ليلتها تتخيل ابنها وردة فعله عندما يراها لأول مرة منذ اعتقاله، وماذا ستقول له في هذه الزيارة. وفى الساعة الثانية ليلاً ارتدت الحاجة "فاطمة" ملابسها وحملت معها بعض الحاجيات من قهوة وملابس وغيرها لابنها "ساهر" وتوجهت إلى مقر تجمع الأهالي حيث استقلت برفقه أهالي الأسرى الآخرين الحافلة المخصصة لنقلهم إلى السجن، والتي حددتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي التي تشرف على برنامج زيارات الأسرى في كافة سجون الاحتلال.
    عند وصول الحافلات إلى الحاجز العسكري الصهيوني قرب بلدة ترقوميا، أوقفهم الجنود وأمروهم بالنزول من الحافلات والاصطفاف في طابور للتفتيش على التصاريح الخاصة بالزيارة، وتفتيش الأهل شخصياً وقلب محتويات الشنط التي أحضروها معهم، وعند وصولها إلى أول الحاجز أمرها الجندي بإبراز التصريح، وبعد التدقيق فيه ومراجعة الأسماء قام الجندي بتمزيق التصريح، وأشار لها بالعودة إلى الحافلة، حاولت مرارا أن تستوضح السبب دون جدوى، فعادت إدراجها حزينة، بعد أن انتهت أحلامها على هذا الحاجز اللعين.

    سياسة ممنهجة
    قالت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في غزة بان سلطات الاحتلال تتعمد حرمان الآلاف من الأسرى من زيارة ذويهم، ولمدد مختلفة تصل عدة سنوات كأسلوب ممنهج لعقاب الأسير وذويه، وفرض مزيد من التضييق والضغط النفسي عليهم، وقد يكون قرار المنع جماعي كحالة أسرى قطاع غزة الذين يحرمون من الزيارة منذ ما يقارب من 30 شهراً متواصلة بحجة واهية.
    وأوضح رياض الأشقر مدير الإعلام بالوزارة بأن الاحتلال يتفنن في  ابتكار أساليب جديدة لحرمان الأسرى من زيارة ذويهم في السجون، فبالإضافة إلى المنع الأمني المعروف في كافة السجون، والذي يبلغ فيه الأسير بشكل رسمي من قبل إدارة السجون بأنه ممنوع من الزيارة لفترة محددة، قد يتم تجديدها لفترات أخرى، يقوم الاحتلال بحرمان أسرى آخرين بطرق ملتوية، ومنها منح تصاريح لأهالي الأسرى بالزيارة، وعند وصولهم إلى الحواجز يقوم جنود الاحتلال بإنزال الأهالي من الباصات بحجة التفتيش، والإطلاع على تصاريح الزيارة حيث يتعمدون تمزيق التصاريح  لحرمان الأهالي من رؤية أبنائهم المعتقلين، وهذا حدث على سبيل المثال مع الأسير "إياد الفروخ" من الخليل حيث قام جنود الاحتلال بتمزيق التصاريح الخاصة بالزيارة لشقيقاته عدة مرات أثناء وصولهم إلى الحواجز. كذلك الأسير"إياد محمود نصار" 18عاما من طولكرم والمحكوم بالسجن لمدة 30 عاما تقوم قوات الاحتلال بإعادة شقيقته عن الحواجز ومنعها من زيارته رغم حيازتها على التصريح اللازم للزيارة.

    إجراءات مهينة
    وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يمارس سياسة التضييق والإذلال بحق أهالي الأسرى أثناء توجههم لزيارة أبنائهم حيث المعاناة والانتظار لشهور طويلة حتى تصدر لهم سلطات الاحتلال التصاريح الخاصة بالزيارة بواسطة منظمة الصليب الأحمر الدولي. ويضطر الأهالي للخروج في ساعات الفجر الأولى حتى يتمكنوا من الوصول إلى السجون قبل إغلاقها، وينتقلون من حافلة إلى أخرى  ومن نقطة تفتيش إلى ثانية وينتظرون الساعات الطويلة ليسمح لهم بالمرور عن الحواجز هذا عدا عن إجراءات التفتيش المهينة، وإرغام النساء المنقبات على خلع مناديلهن، والتفتيش العاري للنساء من  قبل مجندات كما حدث مع الكثير من أهالي الأسرى. وكذلك مصادرة الأغراض التي يحضرها الأهل لأبنائهم، وفى كثير من الأحيان يتم التحجج بالعثور على غرض ممنوع مثل مقص أو قلامة أظافر، أو ما شابه لحرمان كافة الأهالي من الزيارة وإرجاعهم إلى بيوتهم عن الحاجز دون أن يتمكنوا من الوصول إلى أبواب السجون. وقد يتم إرجاع بعضهم  عن أبواب السجون ولا يسمح لهم بالزيارة حيث ينتظر هؤلاء إلى أن ينتهي جميع الأهالي من الزيارة حتى يتمكنوا من العودة معهم، وهذا له تأثير سيئ على نفسية الأهل الذين ينتظرون على أبواب السجن ولا تفصلهم سوى مسافة قصيرة عن أبنائهم ولا يستطيعون رؤيتهم، كذلك تأثيره أسوء على الأسير الذي يبلغ عن طريق زملائه الذين سمح لهم بالزيارة  بان أهله ينتظرون في الخارج ولا يستطيعون الوصول إليه.
    ناهيك عن وضع المكان الذي ينتظر فيه الأهل على أبواب السجن حتى يسمح لهم بالدخول فهو لا يقي حرارة الصيف ولا برد الشتاء، ولا يوجد به مقاعد كافية للأهل، والأرضية غير مناسبة، ولا يتوفر بها ماء للشرب، ولا يوجد  بها حمامات مياه، Ùˆ لا مكان لقضاء الحاجة، ويطلق عليها الأهل "الحظيرة".

    معاناة مقابل نصف ساعة
    كل تلك المعاناة التي يلاقيها الأهل خلال زيارة أبنائهم فمن يسمح له بالوصول إلى مكان الزيارة الضيق معدوم التهوية، لا يستطيع الانتظار أكثر من نصف ساعة يروى بها للأسير أشواقه ويخبره بما يستجد من أحداث في الخارج تخص أحبائه وأقاربه، وبالكاد يستطيع الأسير سماع صوت الأهل عبر الهاتف الداخلي الذي غالباً ما يكون معطل، في ظل وجود الحاجز الزجاجي السميك الذي يفصل الأسير عن ملامسة أهله واحتضان أبنائه.
    ثم يعود الأهل مرة أخرى إلى رحلة المعاناة لساعات طويلة للوصول إلى بيوتهم، يحملون هم أبنائهم، ويقاسون إذلال التفتيش على الحواجز مرة أخرى.

    مخالف للقوانين
    حسب القانون الدولي فان حرمان الأسير من الزيارة مخالف لكل الاتفاقيات والمواثيق الإنسانية ذات العلاقة بالأسرى، حيث يضرب الاحتلال بعرض الحائط اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 التي تنص المواد "70، 71، 111، 113، 116" منها على حق الأسرى في زيارة ذويهم بصورة متواترة ومنتظمة، وهذا الأمر يلزم الاحتلال بالقيام بالتدابير والترتيبات اللازمة، لتمكين أهالي الأسرى من زيارة ذويهم، وفق برنامج محدد، على أن يشمل أماكن الاعتقال والتوقيف، وفي مواعيد ثابتة يبلغ فيها كل من المعتقل وذويه الراغبين بزيارته وعلى أن يشمل كافة المعتقلين دون استثناء أو تمييز، وأكدت على المعنى ذاته القاعدة 27 من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء والتي تبنتها الأمم المتحدة عام 1955.
    واعتبرت الوزارة  تذرع الاحتلال بالانقسام الفلسطيني لحرمان الأسرى من زيارة ذويهم، كذب واضح وحجة غير مقنعة حيث أن الصليب الأحمر هو من كان يتولى برنامج الزيارات وليس أي طرف فلسطيني سواء من فتح أو حماس، بالإضافة إلى أن الاحتلال كان يضع عراقيل ومضايقات على زيارة أهالي الأسرى منذ سنوات طويلة، ويحرم الآلاف منهم من الزيارة بحجج واهية.
    وطالبت الوزارة المنظمات الدولية التدخل والضغط على الاحتلال للسماح للأسرى بزيارة ذويهم والاطمئنان عليهم، وخاصة في ظل قلق الأهالي على أبنائهم الذين يعيشون ظروفا قاسية في السجون.

    (المصدر: موقع صابرون)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تسيطر على قرية العباسية قضاء يافا

03 مايو 1948

السلطان العثماني عبد الحميد الثاني يرفض اقتراح ثيودور هيرتزل بإنشاء جامعة يهودية في القدس

03 مايو 1902

الأرشيف
القائمة البريدية