03 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير أحمد المغربي بين حكم المؤبد ومعاناة العزل والمرض ‏

    آخر تحديث: الأحد، 18 مارس 2012 ، 00:00 ص

     Ø¨Ø£Ù…راض تتزايد مضاعفاتها، ووسط حصار وعزل وظروف أقسى من حلكة ليل الاعتقال الطويل، وعتمة الزنازين التي تتحول لعنوان آخر في مسلسل العذاب المستمر، استقبل الأسير أحمد يوسف أحمد المغربي  38 عاما  من مخيم الدهيشة عامه الثامن في العزل في زنزانة انفرادية في سجن "ايالون" الرملة، بقرار تجديد عزله لمدة 6 شهور أخرى، بعدما رفضت محكمة الاحتلال طلب محامي نادي الأسير بإنهاء عزلته فوراً ونقله للمستشفى نظراً لحاجته الماسة للعلاج والرعاية الصحية التي لا تتوفر حتى بأدنى حدودها بقرار من جهاز الامن الصهيوني الذي منع إدارة السجون من علاج المعزولين وحظر زيارتهم حتى إشعار آخر.
    فتعليمات ادارة السجون الصارمة فرضت على الأسير المغربي ظروف مأساوية حولت كل لحظة من اعتقاله لمعاناة، كما قال لمحامي نادي الأسير الذي زاره في سجن "ايالون"، "فمنذ صدور قرار بعزلي في نهاية شهر كانون الثاني عام 2004، والأوضاع تزداد سوءاً لأن الهدف من هذه السياسة العقاب والانتقام والموت ببطء عبر قائمة طويلة من الممنوعات منها العزل التام عن كل المحيط الاعتقالي، ثم النفي عن العالم الخارجي، ومنع زيارات الأهل بما فيهم ابني، أعيش في زنزانةٍ لها نافذة صغيرة مشبكة لا تسمح للضوء أو الهواء بالعبور، وأضطر إلى الاعتماد على ضوء الكهرباء طوال ساعات الليل والنهار بسبب العتمة الداكنة في تلك الزنزانة، لأن كل شيء ممنوع ويشكل خطر على الأمن الصهيوني".
    المغربي، المعتقل منذ 27 - 5- 2002، أفاد لمحامي نادي الأسير، أن محكمة الاحتلال مددت عزله الانفرادي لستة شهور، ولم يبلغ عن أي أمر يتعلق بحل مشكلة العزل كما تم الاتفاق عليه في الصفقة، وقال: "لم يعد هناك مجال للشك بأنها محكمة صورية ولتضليل وخداع الرأي العام، فلا يوجد فيها سوى طلب النيابة والمخابرات، ولا مجال للاستماع لشكوى أو اعتراض وبالتالي القرار جاهز، وكنا نتوقع أن تنتهي مسالة العزل بعد انجاز صفقة شاليط، لأننا علمنا خلال اضرابنا عن الطعام ومع بدء تطبيق الصفقة أن هناك اتفاقا رسميا على إلغاء العزل، ولكن السياسة الصهيونية لم تتغير ومعاناتنا تتفاقم ويجب أن يكون هناك حراك وعمل سريع للتصدي لسياسة العزل".
    وتدفع عائلة المغربي، ثمن تلك السياسة، فزوجته وطفله الوحيد ممنوعين من زيارته، وقالت أم محمود: "زوجي محكوم بالسجن 18 مؤبد، ولكن ذلك لم يؤثر علينا أو ينال من معنوياتنا بقدر ألمنا وحزننا الشديد بسبب حرماننا من زيارته، فأين هي مؤسسات حقوق الإنسان من معاناة طفلي ابن العشر سنوات الذي تقول دولة الكيان إن زيارة والده تشكل خطر على الامن الصهيوني؟، بالطبع لا يوجد اهتمام وعلينا أن ندفع الثمن ونعاقب كل يوم"، وأضافت "هذه ليست حياة، كل يوم يمضي يشتد ألمنا، وعندما فرحنا بحملي لم يتوقف الاحتلال عن ملاحقة أحمد واستهدافه لأنه كان مطلوبا، فأصيب برصاصهم وهدموا منزلنا، وبينما كان يواجه العذاب في سجن عسقلان رزقت بوحيدنا في تاريخ 12 - 10 - 2002، ولكنهم حرموه فرحة رؤية ابنه على مدار 3 سنوات، ومنذ اعتقاله لم يزر محمود والده سوى مرتين ثم صدر قرار منعه من الزيارة حتى اليوم، فأين هي مؤسسات حقوق الانسان؟".
    نفس السؤال، ردده الأسير المغربي على مسامع محامي نادي الأسير وهو يطلعه على تفاصيل وضعه الصحي، وقال محمد: "لا يوجد اهتمام من مؤسسات حقوق الانسان بقضيتنا كمعزولين تهدد حياتنا الأمراض، فمنذ فترة أعاني من مشاكل وآلم كبير في المعدة ولم يوفر لي العلاج، و قبل ما يزيد على 10 شهور وبعد تدهور وضعي نقلوني إلى المستشفى وأجري لي فحص بالناظور و أخذت عينة من المعدة، ولكنهم لم يبلغوني بنتيجة الفحص حتى الآن"، وأضاف "عندما اعادوني إل ى سجن عزل الرملة حولوني إلى طبيب السجن الذي سألني عن نتيجة الفحص الذي أجريته بالناظور وأخبرته أنني لم أحصل على النتيجة، فتعهد لي الطبيب بإحضار نتائج الفحوصات ولكن لم يلتزم بذلك، رغم أن ألمي يشتد ولا أتلقى أي علاج".
    في نفس الوقت، أبلغ المغربي محامي نادي الأسير، أنه منذ حوالي السنة أصبح يعاني من ألم كبير في الرقبة والظهر، ويعتقد أن سببها ظروف العزل وقلة الحركة، ورغم ذلك لا يقدم له أي علاج بهذا الخصوص، وقال المحامي: "أعلمني الأسير أنه تم تحويله قبل فترة إلى تصوير الرقبة بالأشعة، ولكن لم يعطوه النتيجة أو علاج وعندما يسأل عن النتيجة يكون هناك حجج لعدم احضارها وآخر فترة تذرعوا بالأعياد الصهيونية".
    أوضاع المعزولين، تعتبر من أهم القضايا التي يتابعها نادي الأسير الذي أفاد رئيسه قدورة فارس، أن هناك جهود مستمرة من قبل لجان وطواقم النادي لكشف سياسة العزل والضغط على حكومة الكيان لإلغائها واغلاق أقسام العزل التي تعتبر مدافن للأحياء، وأشار إلى توجه النادي للراعي المصري لصفقة شاليط والمطالبة بالضغط على الحكومة الصهيونية للالتزام بما أعلن عنه كأحد شروط الصفقة بتوزيع المعزولين على الأقسام العامة ووقف أساليب العزل التي تعتبر مخالفة وانتهاك صريح للأعراف الدولية"، وأضاف فارس "المغربي يعتبر من أكثر المعزولين استهدافا لأن حرمانه من زيارة طفله يشكل جريمة قاسية وانتهاك صارخا لكافة الأعراف، أضف لذلك احتجازه في زنازين صعبة ومأساوية ورفض علاجه فهو يعاني من جرثومة في المعدة، وآلام في الأسنان وآثار الاصابة والعامود الفقري، فالعزل دمر حياته والخطر يتهددها وأصبحت مؤسسات حقوق الإنسان مطالبة بتحمل مسؤولياتها لحماية أسرانا".
    تنحدر عائلة المغربي من قرية البريج قضاء الرملة، وبعد نكبة عام 1948 استقرت في مخيم عين الحلوة في الجنوب اللبناني وهناك ولد في 24 / 10 / 1974، وعاش حياة اللجوء في سوريا وعمان ثم السودان وليبيا، حصل على شهادة الثانوية العامة ودرس إدارة الأعمال وقبل انتهاء المرحلة الدراسية انقطع حتى عاد للوطن مع السلطة الوطنية عام 1996، وانضم لأقاربه في مخيم الدهيشة، وفي عام 2000 التحق بكلية الهندسة لكن الظروف حالت دون إكمال دراسته خاصة بعدما أدرج اسمه ضمن قوائم الاحتلال عقب اندلاع انتفاضة الاقصى التي استشهد فيها شقيقه محمود في كانون الأول عام 2000. تزوج في 24 / 12 / 2001، اشتدت حملة ملاحقته وأصيب برصاص الاحتلال الذي هدم منزله ثم اعتقله في 27 / 5/ 2002 وحوكم بالسجن المؤبد 18 مرة بتهمة تنفيذ العديد من العمليات الفدائية.

     

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 3/2/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تسيطر على قرية العباسية قضاء يافا

03 مايو 1948

السلطان العثماني عبد الحميد الثاني يرفض اقتراح ثيودور هيرتزل بإنشاء جامعة يهودية في القدس

03 مايو 1902

الأرشيف
القائمة البريدية