03 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والده توفي حزنا ووالدته فقدت السمع وأشقاؤه منعوا من الزيارة

    آخر تحديث: الأحد، 18 مارس 2012 ، 00:00 ص

    بين البكاء والألم، تستمر رحلة معاناة وعذاب الوالدة صبحية صالح التي بدأت خلال مطاردة جيش الاحتلال لابنها سعيد علي، 32 عاما، ولم تنته عقب اعتقاله، فالأشد من الملاحقة وحملات الدهم والكمائن التي كان يتعرض لها منزلها على مدار 3 سنوات هو الحكم القاسي الذي صدر بحقه، واستمرار العقوبات بين العزل والنقل وحرمان غالبية أشقائه من زيارته بذريعة المنع الامني.
    ورغم ما تتمتع به من معنويات فان الوالدة أم عبد الله تعتبر الأكثر تأثراً من كل ما تعرضت له الأسرة فهي فقدت السمع كما تروي لأن الجنود اعتدوا عليها بالضرب المبرح، والاحتلال استهدف العائلة ولم يكن يمضي يوم دون مداهمات لا تقتصر نتائجها على التخريب والتكسير والتدمير بل يرافقها التنكيل، واجبار العائلة على مغادرة المنزل دون مراعاة لشتاء أو برد وحتى الزوج الضرير كان يرغم على الاحتجاز معهم في ظروف غير انسانية. وبشكل متواصل فإن الوالدة أم عبد الله التي تعاني من الضغط والسكري والمرارة لم تتأخر عن زيارة ابنها في سجن جلبوع لتخفف كما تقول من ألمه وحزنه وعذابات السجن، رغم مشقة الطريق وما تتعرض له من مضايقات وإجراءات لأنها الطريقة الوحيدة ليبقى على صلة مع العالم، وهي المتنفس الوحيد ليشعر الأسير أنه حر لبعض الوقت خاصة وأن كل اخوانه قد مُنعوا من زيارته.
    ولا تتوقف أم عبد الله عن البكاء وهي تتحدث عن حياته، فهو آخر العنقود والأصغر بين 12 ابنا، وولد في 7/ 5/ 1979 ودرس للصف الثامن في مدارس قباطية، في صغره وشبابه كان محبوبا للجميع، ورغم حرصه على العمل في الزراعة والبناء للمساعدة في إعالة الأسرة خاصة لكون والده ضرير فإنه بدأ مسيرته النضالية في مرحلة مبكرة فكان محبا للنضال، وفي بداية انتفاضة الأقصى شارك في المسيرات والمواجهات، وبشكل سري التحق بالمقاومة، وبعد اعتقاله أسس خلية عسكرية تابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وشارك في كافة المعارك مع الاحتلال والاشتباكات المسلحة مما عرضه لملاحقة استمرت ثلاث سنوات.
    وتحفظ أم عبد الله كل التواريخ واللحظات والمحطات التي واكبت حياة نجلها الذي اعتقل في 23 / 11 / 2006 في كمين، وتقول: "حاصرته الوحدات الخاصة وقوات الاحتلال في قباطية ونجا من الموت بأعجوبة، ونقل لتحقيق الجلمة لأربعة شهور، وأضاف شقيقه عدنان: "انقطعت أخباره عقب اعتقاله ولم يتمكن أحد من زيارته، وبعد التحقيق ولدى احضاره للمحكمة شاهدنا آثار التعذيب والضرب على وجهه ويديه، ثم حكم بالسجن 35 عاما.
    وكان والده الضرير الأكثر تأثرا وصدمة إذ أصيب بالهزال الشديد وفقدان الشهية، واسم سعيد لم يكن يغيب عن لسانه، وكانت أمنيته أن يفرح به ويزوجه وعند مماته أن يحمله في نعشه، ولكن شاء الله أن يتوفى الوالد حزينا في 23 / 11 / 2008، وتلقى سعيد خبر وفاة والده عن طريق أهالي الأسرى بعد اسبوعين من رحيله، ومما زاد الصدمة أن إدارة السجن لم تسمح له بالاتصال مع والدته وعائلته لتعزيتهم وكان شقيقه عبدالله، 47 عاما، قد توفي نتيجة جلطة على القلب لحزنه على شقيقه خلال مطاردته والتهديد بتصفيته، أما شقيقه صالح، 42 عاما، فتوفي إثر حادث سير بينما كان يستعد في سجنه لمواصلة دراسة الثانوية العامة.
    الوالدة قالت: كل لحظة نصلي لله ليفرح قلوبنا بالافراج عنه وأتمنى أن يتحقق أملي وأحضنه قريبا، فأنا أدعو له في صلاتي لأن الله لا يرد دعاء المظلومين فهو الذي سيفرج عنه وكافة الأسرى بصبرنا وارادتنا ومعنوياتنا وايماننا بالله.

     

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 4/2/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تسيطر على قرية العباسية قضاء يافا

03 مايو 1948

السلطان العثماني عبد الحميد الثاني يرفض اقتراح ثيودور هيرتزل بإنشاء جامعة يهودية في القدس

03 مايو 1902

الأرشيف
القائمة البريدية