الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير المغربي: أسعد لحظة في حياتي لقاء ابني محمود

    آخر تحديث: الإثنين، 18 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    قبل جميع إخوانه الأسرى في سجن "نفحة" نهض الأسير أحمد يوسف أحمد المغربي مبكرا ليستعد لأول زيارة بعد خروجه من العزل الذي استمر 8 سنوات حرم خلاله من زيارة زوجته وطفله الوحيد محمود الذي رزق به بعد 7 شهور من اعتقاله، فمن شدة الفرح يقول المغربي لمحامي نادي الأسير" أتشوق لرؤية ابني الذي لم اعرفه إلا من خلال الصور لأنهم منعوني من رؤيته انتظرت لحظة إشراقة الشمس وموعد الزيارة على أحر من الجمر وكلي أمل برؤيته".
    في منزله في مخيم الدهيشة لم يختلف المشهد كثيرا، الزوجة الصابرة أم محمود التي لم يرفع عنها المنع الأمني بعد لم يغمض لها جفن وهي تنتظر خيوط الفجر لتقتاد صغيرها لباصات الصليب الأحمر الذي يحمل أشواقا وحنينا وأخبار كثيرة عن رحلة غياب طويلة لوالده الذي حرم من حقه ككل الأزواج بفرحة أول مولود، فعندما أنجبته والدته في تاريخ12-10 -2002 ، كان أحمد يقبع رهن التحقيق.
    انطلقت الحافلة تحمل جسد وأفراح محمود الذي تفتحت عينيه على بوابات السجون في زيارتين وليس أكثر لوالده الذي لم يتمكن من رؤيته إلا بعد عامين، وعاش طفولته مع والدته في الإعتصامات والمسيرات التضامنية يحمل صور والده ومناضلا للوصول إلى اللحظة وسط خوف وقلق وأمنيات أن لا تتحقق.
    أما في سجن "نفحة " فبعد فرحه بخروجه مع أفواج الأسرى الزائرين وقف الأسير المغربي على بوابة غرفة الزيارة يبحث عن طفله محمود الذي لم يره سوى مرتين وكله أمل أن يراه وتتكحل عينيه برؤيته ويتعرف عليه بسرعة، ويقول: "فرحت عندما شاهدت النساء والرجال والأطفال وفرحتهم برؤية أحبتهم وبدأت ابحث عن طفلي محمود بينهم وللأسف لم أعرفه مباشرة فقد كان يقف بين عدد كبير من الأطفال".

    لحظات مؤثرة
    وفي لحظة كان قلب الأسير يخفق بشدة بانتظار سماع الكلمة التي حرمها الاحتلال وسجونه منها، تحقق حلمه عندما تقدم طفله نحو الموقع الذي يقف به خلف الزجاج الذي كان يتمنى انهياره ليقول له وهو يصرخ "أنا محمود ابنك"، ويضيف المغربي" لن تتمكن كل لغات وقصائد ومصطلحات العالم من وصف تلك اللحظة وصوت ابني يتردد أنا ابنك بعدما تمكن من معرفتي لأن صوري كما قال لي لا تفارقه فهي لا تزين جدران المنزل بل مرسومة في قلبه ومطبوعة في ذاكرته".

    أسعد يوم في حياتي
    الأسير المغربي المعتقل منذ27- 5-2002 ØŒ والمحكوم بالسجن المؤبد  18مرة، قال لمحامي نادي الأسير: "منذ صدور قرار بعزلي في نهاية شهر كانون الثاني عام 2004 ØŒ عشنا أوضاعا سيئة بسبب سياسة العقاب والانتقام والموت ببطء عبر قائمة طويلة من الممنوعات منها العزل التام عن كل المحيط الإعتقالي، ثم النفي عن العالم الخارجي، ومنع زيارات الأهل بما فيهم ابني"ØŒ ويضيف: "فرضوا علي الحياة في زنزانةٍ كل شيء فيها ممنوع ويشكل خطر على الأمن الصهيوني".
    ويكمل" لذلك وبعد كل محطات العذاب، عندما شاهدت ابني محمود شعرت بفرحة كبيرة فقد أصبح في عمر 9 سنوات وحرمت منه منذ سنوات وحاولت التعبير له عن مشاعري وعواطفي ففوجئت أن ابني الطفل الصغير يعطيني ويزودني بالمشاعر والعواطف ويقول لي: "يا بابا إن زيارتي لك أسعد يوم بحياتي"، فقلت له: "اليوم بدأت حياتي".
    ويكمل الأسير في وصف مشاعره لمحامي نادي الأسير: "إنه أكبر هدية كرمني الله بها أنا ووالدته الصابرة العظيمة فقد وجدت صبيا لا بل رجلا يقف ويشير لي ويصرخ أنا محمود ولدك ليحررني من القضبان ويمسح بروحه ومعنوياته كل عذابات الأيام القاسية".

    أصعب لحظة
    وبمقدار الفرح والغبطة والسعادة في لحظات اللقاء والزيارة التي لم يتوقف فيها حديث الأب المشتاق لابنه الأكثر اشتياقا كانت أصعب لحظة كما يقول الأسير المغربي "عندما رفض السجان السماح لي بعناق ابني، فقد حاول الدخول عندي وطلب 4  Ù…رات من السجانين منحه تلك الفرصة وهو يردد بالعربية أنا مشتاق ومحتاج لعناق أبي، لكنهم رفضوا وحتى آخر ثانية في الزيارة لم يفقد محمود الأمل فكرر الأمر ولكن دون جدوى".
    الطفل الذي أنجبته والدته بعد اعتقال والده في تاريخ 12-10-2002، وتفتحت عينيه على بوابات السجون في زيارتين وليس أكثر لوالده الذي لم يتمكن من رؤيته إلا بعد عامين، وعاش طفولته مع والدته في الإعتصامات والمسيرات التضامنية.
    وحول مشاعره بعد نقله من العزل للأقسام العامة في سجن "نفحة"، قال الأسير المغربي لمحامي نادي الأسير "أمضى في العزل 9 سنوات تساوي 9 آلاف مؤبد وعندما انتصرت معركة الإضراب وخرجت أخيرا.. شعرت أننا انتقلنا إلى عالم آخر وحياة جديدة"، وأضاف "كل شيء جديد وأحيانا لا نصدق فرحنا بمشاركة إخواننا بكل شيء الصلاة الجماعية والطعام الجماعي بالأكل و الشرب واللعب وحقا ولدنا من جديد".
    ويكمل الأسير" لم أصدق أنني تمكنت من أكل ليمون لأنني حرمت منه وكنت مشتاقا له جدا، و لم أصدق أنني أكلت أخيرا ترمس ومعمول من صنع محلي) وإعداده يتم في الغرف من سميد و تمر( فمنذ عشر سنوات لم أشاهد مأكولات أو أتذوق طعام حقيقي".
    وعبر الأسير المغربي عن اعتزازه بالأسرى واستقبالهم ومعاملتهم الرائعة منذ دخوله للسجن، ويقول: "الأسرى غمرونا بمشاعر الحب والأمل من روعة معاملتهم الطيبة حتى شعرنا أننا عائدون من كوكب آخر"، ويضيف" كل يوم احتفال وعزائم مستمرة تتزين بالطعام اللذيذ الذي يصنعه الأسرى والذي لم نره من سنوات فالأكل مع الإخوة له طعم آخر، فالأسرى يتسابقون لرعايتنا وتكريمنا وراحتنا وأغرقونا بكرمهم حتى أصبحت أشعر بخجل منهم".
    وأضاف المغربي: "نشكر الله الذي كرمنا بالخروج من مقابر الأحياء بعد عزلتي واجتمعت مع إخواني الأسرى وخاصة الأسير حسن سلامة فرغم احتجازنا في قسم واحد لم نلتق مرة ولم يسمحوا لنا بالعناق طوال 9 سنوات سوى عندما حضرنا إلى هنا فكانت بحق ولادة جديدة"ØŒ ويقول محامي نادي الأسير: "إن المغربي أبلغه  Ø£Ù†Ù‡ يجلس ساعة يوميا ينظر للشمس والسماء في الفورة".

    المنع الأمني
    ومن جانبه ، قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، إن هناك متابعة حثيثة لكافة بنود الاتفاق الذي وقعه الأسرى مع مصلحة السجون وبدأت الوحدة القانونية بالتركيز على قوائم الممنوعين أمنيا لإنهائه مع الجهات المعنية ووضع حد لهذا الأسلوب الذي يعتبر عقابا قاسيا دفع ثمنه الأسرى وذويهم غاليا، وأضاف:" بعد الصمود والتضحية والصبر والثبات للمغربي وغيره من الأسرى يستحقون اجتماع شملهم مع أهلهم في هذه المرحلة من خلال الزيارات حتى انجاز الحلم الأكبر بتحريرهم جميعا.

    الأسير في سطور
    تنحدر عائلة المغربي من قرية البريج قضاء الرملة، وبعد نكبة عام 1948 استقرت في مخيم عين الحلوة في الجنوب اللبناني وهناك ولد في24/10/1974 ØŒ وعاش حياة اللجوء في سوريا وعمان ثم السودان وليبيا، حصل على شهادة الثانوية العامة ودرس إدارة الأعمال وقبل انتهاء المرحلة الدراسية انقطع حتى عاد للوطن مع السلطة الوطنية عام1996 ØŒ وانضم لأقاربه في مخيم الدهيشة، في عام 2000 التحق في كلية الهندسة لكن الظروف حالت من إكمال دراسته خاصة بعدما أدرج اسمه ضمن قوائم الاحتلال عقب اندلاع انتفاضة الأقصى التي استشهد فيها شقيقه محمود في كانون الأول عام2000 ØŒ تزوج في24/12/2001 ØŒ اشتدت حملة ملاحقته وأصيب برصاص القوات الصهيونية الذي هدم منزله ثم اعتقله في 27/5/2002 وحوكم بالسجن المؤبد  18 مرة بتهمة تنفيذ العديد من العمليات الفدائية.

    (المصدر: صحيفة القدس، 13/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية