الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير ياسين بين معاناة الأسر وحرمان أسرته الزيارة

    آخر تحديث: الإثنين، 25 يونيه 2012 ، 00:00 ص

     

    بعد شهور من اعتقاله تمكن قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين بلال حسني حسن ياسين ورفيقه في الأسر مهند شعبان زيود من الهرب من سجن "عوفر" العسكري لتبدأ رحلة مطاردته على مدار عامين أدرج اسمه على رأس قائمة المطلوبين للتصفية لكنه رفض تسليم نفسه.
    محطات قاسية عاشتها عائلة بلال في قرية عانين الواقعة غرب جنين على حدود الخط الأخضر في تجربة اعتقاله ثم إفلاته من قبضة السجان والهرب من السجن، ويقول والده: "خلال انتفاضة الأقصى التحق ابني بلال في سن 17 عاما بسرايا القدس بشكل سري ولم نعلم عن نشاطه حتى داهمت قوات الاحتلال منزلنا خلال عام 2003 واعتقلته واقتادته لأقبية التحقيق"، ويضيف "تعرض لتعذيب وحشي أثار غضبه خاصة في ظل العقوبات التعسفية التي فرضت عليه".

    الهرب والمطاردة
    بدأت محكمة الاحتلال بتمديد اعتقال بلال الذي استقر في سجن عوفر وسط حرمانه من زيارة عائلته التي فوجئت بعد 7 شهور من اعتقاله بقوات الاحتلال تقتحم منزلها وتحقق معها حول بلال، ويضيف الوالد "منذ صغره كان بلال كتوما رغم شجاعته ورباطة جأشه وقوة شخصيته لكنه لم يكن يبوح لأحد بسره وحتى قبل اعتقاله كان يشارك في مقاومة الاحتلال ويعود لمنزله وفراشه دون أن يعلم احد شيء عنه".
    ويضيف "وبينما كنا نعيش المعاناة المريرة بسبب اعتقاله وحرماننا من زيارته فوجئنا بعشرات الجنود معهم الكلاب البوليسية في حالة استنفار كمن حضر لساحة حرب وشرعوا في التحقيق معي حول مكان وجود بلال". لم يكن يعلم الوالد في تلك اللحظة أن نجله تمكن من تحدي أبراج المراقبة وكل الاحتياطات الأمنية في سجن عوفر والهرب، ويقول: "شعرت بقلق وخوف وقلت للضابط مستهجنا بلال معتقل لديكم وأنت أكثر قدرة على معرفة في أي سجن وغرفة يحتجز ونحن لم نره منذ اعتقاله". استشاط الضابط الصهيوني غضبا من ردة فعل الوالد فاحتجزه وبدا الجنود والكلاب بتفتيش المنزل، ويقول الوالد: "في البداية لم يبلغونا بأي شيء وتكتموا على مسألة هربه وهم يعتقدون أننا نعلم ونخفي بلال حتى انتهت حملة التفتيش التي كانت وحشية فقد دمروا كل شيء".

    العقاب والانتقام
    لم يعثر الجنود على بلال في المنزل، فقاموا باعتقال والده الخمسيني وشقيقه محمد 23 عاما، ويقول الوالد: "اقتادونا إلى معسكر اعتقال سالم وهناك ابلغونا أن بلال هرب وأننا سنبقى في السجن حتى يسلم نفسه واستمروا في التحقيق معنا لمدة 9 أيام وسط التهديد بتصفيته وهدم منزلنا"، ويضيف "عاقبونا بكل الطرق للانتقام منا والضغط علينا لتسليم بلال ثم أطلقوا سراحنا لكنهم استمروا برصدنا ومراقبة منزلنا وتنغيص حياتنا بالمداهمات والتهديدات".

    مسيرة النضال
    أما بلال الذي يعتبر الابن الخامس في عائلته المكونة من 8 أنفار، فقد تمكن من التخفي والتسلل إلى جنين لكنه لم يتمكن من الوصول لعائلته التي بدأت تعيش كوابيس الرعب والقلق على مصيره، ويقول والده: "أصبح الاحتلال يرصد حتى أنفاسنا بينما معاناتنا تكبر من خوفنا على حياة ابننا وكل يوم نتلقى تهديد جديد بتصفيته ورفيقه زيود الذي ينحدر من السيلة الحارثية ولكنهما رفضا الاستسلام".
    في هذا الوقت، توالت حملات الاحتلال في استهداف واغتيال قادة وكوادر سرايا القدس فأصبح بلال قائدا للسرايا يؤدي المهام الصعبة ويقود المواجهة مع قوات الاحتلال، فتنقل بين جنين ومخيمها والسيلة الحارثية ليتحدى الاحتلال متمسكا برسالته، ويقول والده: "رغم أنه ترك مقاعد الدراسة لمساعدتي في إعالة أسرتنا الكبيرة لكن انتهاكات الاحتلال أثرت عليه كثيرا وكرس حياته للمقاومة وأصبح قائدا ميدانيا في سرايا القدس فقد تميز بصلابة موقفه واستعداده الكبير للتضحية من أجل وطنه وأبناء شعبه وكان يردد دوما على مسامع رفاقه انه يطلب الشهادة ويتمناها في مقاومة الاحتلال".

    الاعتقال والتحقيق
    نجا بلال من الكمائن وفشلت كل محاولات اغتياله حتى تمكنت قوات الاحتلال من حصاره واعتقاله في تاريخ لن ينساه والده فجر 4- 1- 2005، ويقول: "كنا نتمنى رؤيته والاطمئنان عليه ولكنهم قيدوا حركتنا ولم نتمكن من مشاهدته، وفي ذلك اليوم حضر لعانين دون علم أحد لكن الاحتلال كان له بالمرصاد وحاصروه في أحد المنازل ونجحوا في اعتقاله رغم أنهم كانوا يريدون تصفيته"، ويضيف "صاحب المنزل الذي اعتقل فيه ابلغنا بأنه عندما وصل الجنود إليه وضع قائدهم مسدسه في جبينه وقال له ستموت حتى أوقفه ضابط آخر وقال له لا تقتله صدر أمر باعتقاله فقط".

    خلف القضبان
    كان بانتظاره عقاب ومعاناة وإجراءات صارمة، ويقول والده: "فرح الجنود لإعادة للسجن وأبقوه مقيدا ليل نهار معزولا لمدة 110 أيام في الزنازين في قسم التعذيب الأرضي في مركز تحقيق الجلمة، وعاملوه بقسوة وحقد وكراهية وخضع للصلب لساعات طويلة ولكل أشكال الضغط بسبب هربه ولانتزاع الاعترافات منه".
    ويضيف الوالد "عزل عن العالم ومنع المحامين والصليب ومؤسسات حقوق الإنسان من زيارته لأن القرار كان احتجازه في أقسى الظروف لأنه تجرا على الهرب وكسر قواعد الأمن الصهيوني واستمروا في نقله من عزل لآخر وسط عقوبات واعتداء السجانين ومعاناة في كل شيء في الزنازين والسجون التي تنقل بينها".

    العقوبات المستمرة
    لم تكتف سلطات الاحتلال بكل تلك الإجراءات، ويقول والده: "في المحكمة رفض الوقوف للقاضي والندم وأعلن عدم اعترافه بالمحكمة والقاضي والأحكام التي تصدر عنها فصدر بحقه حكما بالسجن الفعلي لمدة 32 عاما بتهمة قيادة سرايا القدس والضلوع في عمليات مقاومة ضد الاحتلال ولم يتجرأوا على ذكر هربه لأن ذلك يشكل وصمة عار في تاريخ مصلحة السجون".
    ويضيف "لم يبق عزل أو سجن إلا ونقلوه بين أقسامه وزنازينه من مجدو وشطة حتى بئر السبع وريمون وسط عقوبات لا تتوقف كان أبرزها المنع الأمني"، ويقول والده: "منذ 3 سنوات ونصف لم يصدر تصريح لي بزيارته بسبب الرفض الأمني أما أشقاؤه فلسطين 36 عاما، محمد 33 عاما وأمير 23 عاما فهم مثلي مرفوضون أمنيا من زيارته ووحدها والدته أم جلال التي تزوره".
    الحاجة الخمسينية خديجة "أم جلال"، تبكي بين الزيارة والأخرى لأنها لم تعد تحتمل ظروف الزيارة القاسية وحرمانها من ابنها، وتقول: "يؤلمني حرمانهم لي من عناقه وضمه لصدري نتحمل العذاب والمشقة لنبقى على تواصل معه ولكن يجب أن يستمر العمل حتى تحريرهم أبناؤنا مناضلون ومكانهم منازلهم والحرية وليس السجان"، وتضيف "أشعر دوما بمدى معاناة ابني رغم صموده واعتزازي به ولكن قلب الأم لا يتخيل غياب ابنها فكيف إذا كان أسيرا أتمنى أن يتحرر الأسرى ونحتفل بكسر تلك القيود".
    شارك في الإضراب المفتوح في 17 نيسان ورغم أنه خسر من وزنه 18 كغم وعانى الكثير إلا أنه واصل المعركة التي توجت بالانتصار"، وأضاف "لكن الإدارة تواصل الضغط عليهم وعقابهم ولم تكتف بمداهمة الأقسام بل حاولت إرغامهم على التفتيش العاري ولأنهم رفضوا نكلت بهم. ولكن ابني وإخوانه صامدون ولن يركعوا مهما مورس بحقهم ونحن معهم حتى حريتهم".
    وطالب الوالد بتعزيز الحراك الشعبي وعدم اقتصاره على الاعتصامات والبيانات الخجولة، وقال: "تضحيات وبطولات الأسرى بحاجة لوقفه جادة وخطة شاملة تبقي قضيتهم حية دوما لذلك المطلوب أن تصبح قضيتهم عنوانا لكل الشعب الفلسطيني"، مطالبا القيادة وكافة الفصائل الاهتمام بقضية الأسرى ووضعها على رأس الأولويات والتمسك بالموقف الفلسطيني بعدم الذهاب لأي مفاوضات أو توقيع أي اتفاق قبل تحرير الأسرى"، وتابع يقول: "الأسرى هم القضية والحرية وبدون تحررهم لن يكون هناك دولة فلسطينية مستقلة".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 22/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية