السبت 27 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد أبو عيد: لفظ أنفاسه الأخيرة في حضن والديّه

    آخر تحديث: الإثنين، 18 مارس 2013 ، 00:00 ص

    دم الشهداء، عبير النصر الفواح، ونحن لا نبالي إذا سفكت دماء شبابنا الزكية في سبيل الإسلام، لا نبالي إذا أضحت الشهادة ميراثاً للأجيال القادمة، لا خشية من الشهادة .. الشهادة ميراثٌ وصلنا من أوليائنا.. الشهادة هي العزّة السّرمدية والحياة الأبدية .. الشّهادة هديةٌ إلهيةٌ لمن يستحقّ ولابدّ أن تقوى العزائم بعد كلّ شهادة .. فلماذا نضطرب؟!! ونحن نسير في مسيرة الشهادة ونفكّ قيود الدنيا من الروح ونصل إلى الملكوت الأعلى وفي جوار الحق المتعال فطوبى لأولئك الّذين ارتحلوا شهداء، طوبى لأولئك الّذين ضحّوا بأرواحهم في قافلة النّور، وطوبى للذين ربّوا هذه الجواهر الثّمينة في أحضانهم.
    دمكم أيها الشهداء شمس تسطع بالحقيقة.. تشرق كل يوم تذيب الظلم والظلمات.. تُعطى الأمل بأن يوماً جديداً قد بدأ.. وأن عهد الحرية والاستقلال قد اقترب.. بدمكم تتوحد الأمة وتجتمع، والوصية ألا تفترق، فكل متاع الدنيا زائل.. لا مُلك يبقى ولا مال ولا ولد.. بل عمل صالح به إلى الله نقترب..
    دمكم أيها الشهداء شاهد على العالم الظالم القاسي.. دمكم.. يعلن كل يوم أننا لم نظلمهم، ولم نطاردهم، بل هم من جاءوا إلينا من الأصقاع ليقتلعونا من أرضنا.. بعد أن شردوا أهلنا وسلبوا أرضنا ومالنا وقتلوا رجالنا وشيوخنا .. وهم من بقروا بطون أمهاتنا وقتلوا أطفالنا.. وحرقوا مدننا وقرانا.

    ميلاده ونشأته
    في الثالث والعشرين من نوفمبر لعام 1988م، كانت كروم وبيارات بلدة القرارة بمحافظة خان يونس على موعد مع النور، والخير والبركة ببزوغ فجر ميلاد المجاهد "رأفت جواد أبو عيد" أبو بلال"، وتعود أصول أسرة شهيدنا إلى مدينة "بئر السبع" التي اغتصبتها عصابات البغي والإجرام الصهيونية في العام 1948م، بعد أن هجرت أهلها وساكنيها منها على وقع المجازر البشعة... وشهيدنا متزوج ولديه ثلاثة أطفال أكبرهم "بلال" أربع سنوات، وجواد عامين، وأصغرهم "عالية" التي لم يتجاوز عمرها الثلاثة شهور ونصف.
    لقد عاش وتربى الشهيد في كنف أسرة كريمة مجاهدة تمسكت بالإسلام العظيم منهجاً ودستور حياة، فمنذ نعومة أظافره عرف الشهيد طريق المساجد ومجالس الذكر والعلم.
    درس شهيدنا مراحل التعليم المختلفة في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، وتوجه بعد ذلك لسوق العمل حيث عمل في العديد من الحرف لتوفير لقمة عيش كريمة لعائلته.
    تميز شهيدنا "أبو بلال" بالعديد من الصفات النبيلة  ÙÙ‚د كان هادئ الطبع جميل اللسان، كان حريصاً على زيارة رحمة، وباراً مطيعاً بوالديه عاملاً بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
    كان شديد الحرص على إتمام صلاته في وقتها وقراءة القران ومشاركة إخوانه في كافة المناسبات إضافة إلى تفرغه الكامل للعمل في سبيل الله .

    مشواره الجهادي
    وتعرف شهيدنا رأفت على حركة الجهاد الإسلامي في بداية انتفاضة الأقصى المباركة حيث عمل ضمن الإطار الاجتماعي لحركة الجهاد الإسلامي وكان يشارك في كافة فعالياتها وأنشطتها، وارتبط بعلاقات واسعة مع العديد من القادة الشهداء.
    وفي عام 2005م، اختار شهيدنا البطل الانتقال إلى العمل العسكري ضد دولة الكيان في زمن ماتت فيه كل الهمم وغابت فيه كل القيم، حيث فضل أن يكون ضمن مجموعات المجاهدين المخلصين في العمل ضد العدو الغاصب بكل الإمكانات المتاحة، وعدم التراخي بحجة عدم تكافئ القدرات العسكرية.
    وقد عُرف الشهيد رأفت  Ø¨Ø¥Ø®Ù„اصه في عمله لله، Ùˆ كان معروفا بإقدامه وشجاعته الباسلة، وتصديه المتواصل للاعتداءات المتكررة للقوات الصهيونية على قرانا ومدننا ومخيماتنا، فكان لا يتوانى عن الخروج لمواجهة الاحتلال  Ø§Ù„متوغل نحو منازل وحقول المواطنين، فكان حقاً فارساً مغامراً مسافراً نحو العلا فخاض المعارك تلو المعارك، Ùˆ شارك الشهيد مع إخوانه المجاهدين في قصف العديد من المواقع العسكرية والمستوطنات المقامة في أرضنا المحتلة Ø¨ÙˆØ§Ø¨Ù„ من القذائف المدفعية والصواريخ القدسية.

    رحلة الخلود
    في مساء يوم 12/3/2012 خرج الشهيد المجاهد رأفت بعد أن ودع والديه وزوجته وأطفاله  Ù„ينتقل مع رفاقه إلى ساحة المواجهة للانتقام لروح الشهيد القائد العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي وكل الشهداء، غير أن طائرات الاستطلاع Ø¨Ø§ØºØªØªÙ‡Ù… بصاروخ أصابه إصابة مباشرة فيما أصيب رفاقه بإصابات مختلفة على بعد عشرة أمتار من بيته، حيث مكث فترة من الوقت ينزف في حضن والده ووالدته وأمام أعين أطفاله الصغار، قبل أن تصل سيارة الإسعاف، ولكن روحه ارتقت إلى العلياء  Ø§Ù„مجد مع الشهداء والصديقين مقبلاً غير مدبرين نحو وعد الله لعباده الصادقين.
    وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول سلام لك يا رأفت وحمادة، وفايق، ومحمد وأحمد وعبيد ومعتصم ومحمود وسلام لكل الشهداء وأنتم تغادرون دنيانا وتذهبون إلى مجدكم وإلى خلودكم، وعهداً أن نحفظ وصاياكم، وأن نسير على خطى دمكم الطاهر حتى الوصول إلى هدفنا الذي من أجله سفحت دماؤكم.. سلام لكم وأنتم ترسمون حدود وطننا بطهارة دمكم وعظمة أشلاءكم... طوبى لكم أيها الشهداء، طوبى لآبائكم، طوبى لأمهاتكم، طوبى لإخوانكم وأخواتكم.

    (المصدر: موقع سرايا القدس، 12/3/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد وائل إبراهيم نصار "قرعان" من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط قطاع غزة

27 إبريل 2006

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية خربة المنصورة قضاء مدينة حيفا

27 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية