السبت 27 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الفلسطينيون يزفون شهداء

    آخر تحديث: الأحد، 03 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    زف الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية، الخميس 31-5-2012ØŒ جثامين واحد وتسعين فلسطينياً كانوا محتجزين لدى سلطات الاحتلال الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48ØŒ في ما يعرف بـ"مقابر الأرقام"ØŒ وذلك ضمن المرحلة الأولى من استرداد الفلسطينيين عدد من رفات الشهداء. 
    وقد وصلت جثامين اثني عشر شهيداً إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون، شمال قطاع غزة، فيما كان مِئات المواطنين ينتظرون بلهفة لحظة دخولها.
    وفور أن وصلت الجثامين، أقام رجال أمن فلسطينيين مراسم تشييع رسمية داخل المعبر، وأدوا التحية للشهداء بإطلاقهم 21 طلقة نارية في الهواء. وفي مقر المقاطعة بمدينة رام الله، جرت مراسم رسمية وعسكرية مهيبة لتشييع رفات 79 شهيدا من شهداء "مقابر الأرقام" أيضاً. 
    وشهدت مراسم التشييع حضور رئيس السلطة محمود عباس في رام الله ورئيس الوزراء إسماعيل هنية في قطاع غزة. 
    وفي غزة تعانقت رايات الفصائل الفلسطينية في مشهد وحدوي أمام بوابة معبر بيت حانون، فيما دوت الأناشيد الوطنية بصوتها عبر مكبرات الصوت. 
    وكان ناشطون قد نصبوا خيمة أمام المعبر، شارك فيها عدد من ذوي الشهداء، وقادة من الفصائل الفلسطينية، ومئات المواطنين المتضامنين مع أهالي الشهداء. 

    انتصار وكرامة 
    وعدَّ رئيس المجلس التشريعي بالإنابة د.أحمد بحر، هذا الحشد الجماهيري والفصائلي والشعبي "يوم كرامة وانتصار على طريق تحرير فلسطين". 
    واعتبر أن هذا اليوم "عرس وطني"ØŒ فيما أوصى بتوحد الشعب الفلسطيني "صفاً واحداً" في مُواجهة الاحتلال. 
    وقال بحر في كلمة خلال الصلاة على جثامين الشهداء: إن تسليم رفات الشهداء "دليل على إرادة وصمود الشعب الذي سينتصر، أما إرادة الاحتلال فقد رضخت لصمود شعبنا ولشروط الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني". 
    واعتبر التعاطف العربي الرسمي والجماهير مع الأسرى في إضرابهم الأخير عن الطعام، "دليلاً على عدالة قضيتنا، وأن العدو إلى زوال". 
    واستدرك: "العدو يُحاول أن يصدّر أزمته وهذا القلق داخل المؤسسة الصهيونية، ويفضل التهديدات، ونحن لا نخاف إلا من الله. وسندافع عن كرامة الشهداء، وشبعنا هو المُنتصر لأنه يدافع عن مقدساته وأرضه". 
    يُشار إلى أن مسلحين من سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قد توافدوا عبر موكب عسكري إلى معبر بيت حانون. 
    وحملت مركبات خاصة جثامين الشهداء في موكب مهيب، انطلق من المعبر إلى مستشفى دار الشفاء في مدينة غزة. 

    كلمة الحكومة 
    من جانبه قال وزير الأسرى والمحررين عطا الله أبو السبح: "هؤلاء يرزقون وفرحون ويستبشرون بكم إن شاء الله تعالى، وبالتالي لنا الفوز وكل الهزيمة لبني صهيوني، إن مسيرة الدم الفلسطينية لتؤكد بأننا على الحق ماضون ومستمسكون به". 
    وأضاف أبو السبح في كلمة خلال الصلاة على جثامين الشهداء "ها هو (الاحتلال) يرضخ بعد سنوات طوال ويسلّم المنتصرين عليه إلى ذويهم ليدفنوا في أرض فلسطين وكانوا فيها أيضًا". 
    وشدد أبو السبح على أن فلسطين ليست غزة أو الضفة أو قطعة هنا أو هناك وإنما هي فلسطين التاريخية التي يجاهد الفلسطينيين بكل أجيالهم لاسترجاعها. 
    من جهته، قال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة "رغم مرارة الفقد وألم الفراق تهنئ الحكومة الفلسطينية جماهير شعبنا الفلسطيني وأهالي الشهداء الذين استعيدت جثامينهم اليوم، والذي شكل انتصارا جديداً لإرادة هؤلاء الأبطال الذين ارتقوا دفاعاً عن شعبنا وأرضنا". 
    وأضاف النونو في بيان مكتوب، أن الشعب لا ينسى شهداءه بل يكرمهم ويحيي ذكراهم، وحريص ألا يظل رفاتهم رهينة بأيدي الأعداء "ØŒ متابعا: "باحتجاز رفات شهداء شعبنا يؤكد هذا العدو انعدام إنسانيته وحرصه على معاقبة الفلسطيني حياً أو ميتاً، بشكل يعبر عن حقده وإجرامه". 
    واعتبر النونو أن استعادة رفات أبطال شعبنا هو ثمرة من ثمرات المقاومة داخل وخارج سجون الاحتلال، وحريصون على إطلاق الأسرى حتى لو كانوا رفاتاً.
    وأكد أن الحكومة ستواصل التحرك والعمل لاستعادة رفات باقي الشهداء وإطلاق سراح الأسرى الأحياء، بل والعمل لمعاقبة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال. 
    من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي: "يأتي الإفراج عن رفات جثامين الشهداء بالتزامن مع الذكرى الثانية لمجزرة أسطول الحرية التي نفذت جريمتها ذات اليد الغاشمة التي تعودت على قتل الحقيقة". 
    وأكد المكتب الإعلامي في بيان مكتوب" أن تزامن الحادثتين يرسّخ مبدأ العنصرية والهمجية الصهيونية ويدلل على أن الاحتلال المجرم مستمر في جرائمه وغيه واعتداءاته الغاشمة. 
    وجدد دعمه ومساندته لكل وسائل الإعلام التي تعمل على الجبهة في مواجهة الاحتلال وجرائمه ضد الإنسانية، مطالبا كل المنظمات الدولية والحقوقية خصوصا بملاحقة الاحتلال وتقديم قادته للمحاكمات الدولية على جرائمه ومجازره المستمرة. 
    ودعا العرب والمسلمين وفي مقدمتهم الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى توحيد الجهود من أجل وضع حدٍ للاحتلال الهمجي وجرائمه التي تفوق التصورات. 

    عناوين فلسطينية 
    بدوره، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم: "هؤلاء هم عناوين الشعب الفلسطيني، ورموز المقاومة. لقد استشهدوا من أجل الحرية والكرامة دفاعاً عن الشعب والأرض والمقدسات، وهذا حق كفلته لنا كافة الشرائع والقوانين الدولية". 
    وأضاف: "استرداد جثامين الشهداء، جدد فينا الأمل، وبعث فينا الروح من جديد بأننا ماضون في طريق المقاومة دفاعاً عن الشعب والأرض على نفس الطريق التي رسمها لنا هؤلاء الشهداء". 
    ورأى أن الشعب الفلسطيني قادرٌ على تحقيق انتصارات إيجابية في الصراع مع الاحتلال من خلال المقاومة والسياسة والثورة الشعبية، والانتفاضة، وبأمعاء الأسرى الخاوية. 
    وأردف: "نحن نُعنون في هذا اليوم للمرحلة المقبلة، فهي صراع من أجل العزة والكرامة وحسم الصراع مع الاحتلال من أجل القدس، والمضي قدماً على طريق الشهداء". 
    وأكمل: "إن العدو أراد أن يعذب أهالي الأسرى الشهداء، من خِلال ارتكاب انتهاكات بحق هؤلاء الشهداء، إضافة إلى أنهم لم يدفنوا بأيدي المسلمين، ولم تشيعهم جماهير الشعب الفلسطيني". 
    وأشار إلى أن الاحتلال اعتبر الشهيد عبارة عن رقم في مقابر الأرقام، مؤكداً أن الشهيد بالنسبة للشعب الفلسطيني عبارة عن رمز العزة والقوة والكرامة. 
    وتابع: "باستلامنا جثامين الشهداء تتغير المعادلة من تحويلهم إلى أرقام كما أراد الاحتلال، نحولهم إلى رموز وعناوين بدمائهم وأشلائهم". 
    واعتبر أن استلام الفلسطينيين جثامين 91 شهيداً "فرض معادلة جديدة أراد أن يطمسها الاحتلال، أنهم سيدفنون كما أراد الله عز وجل لا أن تطمس معالم رفاتهم كما أراد لهم الاحتلال". 
    وقال: "إننا ماضون في طريقنا حتى تحرير كافة الأسرى، واسترداد جثامين من تبقوا في مقابر الأرقام". 
    يُشار إلى أن سلطات الاحتلال سلمت السلطة الفلسطينية رفات 91 شهيداً، بينهم 12 شهيداً من غزة. 
    وأدى المصلون صلاة الجنازة على الشهداء في مسجد العمري، وسط مدينة غزة، بعد أن أخرجوهم من مستشفى الشفاء في ذات المدينة. 

    زمن الانتصارات 
    من جهته، وصف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أن هذا اليوم هو "يوم انتصارات عظيم نؤكد من خلاله على أن دماء الشهداء لم تذهب هدراً". 
    وقال المدلل: "إن دماء الشهداء وأشلاءهم تناثرت لعنات في وجوه الغاصبين، وتؤكد أن هذا الزمن هو زمن الانتصارات للشعب الفلسطيني". 
    وأكد على أن الشعب انتصر بدماء هؤلاء الشهداء وتضحياتهم وأشلائهم، مضيفاً "فلسطين كلها تنتصر والثورة كلها تعود من جديد عندما نزرع هؤلاء أشتالاً للثورة على أرض قطاع غزة وفلسطين ليحيوا القضية من جديد ويظهر فجر الحرية من جديد ويؤكدوا أن فجر النصر آت لا محالة". 
    واستدرك: "إن الشعب الفلسطيني لم ينكسر ومقاومته لا تزال تمتلك القوى في ظل توازن الرعب مع الكيان الصهيوني". 
    وأكد على أن "معركة الأسرى داخل السجون تُؤكد أن زمن الهزائم قد ولى، وأن هذا الزمن هو زمن الانتصارات في ظِل هذه النفحات من أرواحهم التي بعثت الأمل في الحرية والنصر".
    وأكد على أن "إجرام العدو الذي لا يعرف للإنسانية معنى ولا للبشرية وجوداً"ØŒ مؤكداً أن الشهداء الأسرى تحت الثرى يصنعون رعباً لهذا الاحتلال "الغاصب". 
    وقال: "إن على العالم الغربي وأحرار العالم ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ليتحملوا مسؤولياتهم تجاه كرامة هؤلاء الشهداء بتسليمهم لأهلهم". 
    وعدَّ القيادي في الجهاد وجود هؤلاء الشهداء لدى الاحتلال الصهيوني "تنغيصاً في حياة الشعب الفلسطيني وذويهم الذين يظلون في حزن طالما أن ابنهم الشهيد بعيد عنهم". 
    وناشد منظمات حقوق الإنسان الدولية والأمم المتحدة ومنظمات العالم، العمل على تحرير جثامين الشهداء الفلسطينيين. 
    وأكد على ضرورة توحد الفلسطينيين، مضيفاً: "يجب على الفصائل الفلسطينية وفتح حماس أن يسيروا في المصالحة الحقيقية ونحو الوحدة لأن أرواح الشهداء يجب أن تدفعنا نحو الوحدة والمصالحة والتمحور نحو راية الجهاد والمقاومة كخيار وحيد استخدمه هؤلاء الأبطال (الشهداء) من أجل تحرير فلسطين ومن أجل تحقيق ثوابت الشعب الفلسطيني". 

    إحصائية غير رسمية 
    بدوره، بيَّن ممثل الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء نشأت الوحيدي، أنه وفق إحصائية غير نهائية، فإن الاحتلال الصهيوني يحتجز قرابة 296 جثماناً لشهداء فلسطينيين نفذوا عمليات فدائية ضد قوات الاحتلال.
    وأشار إلى أن الاحتلال تعمد إضافة اسمين لشهيدين من قطاع غزة ضِمن قائمة رفات الشهداء الـ91ØŒ كانا قد دفنا من قبل، وهما: الشهيدة ريم الرياشي، وإياد الطهراوي. 
    وبذلك تصبح قائمة رفات الشهداء 89 بدلاً من 91.
    وأوضح الوحيدي: أن تسليم رفات جثامين الشهداء هو ثمرة لجهود الشعب الفلسطيني ونضاله على مراحل التاريخ والنضال، ونتيجة لصمود أهالي الشهداء. 
    وشدَّد على ضرورة فتح ملف محاكمات الاحتلال الصهيوني لجثامين الشهداء، خاصة أنه حكم على جثمان الشهيدة دلال المغربي بالسجن خمسة مُؤبدات، معتبراً ذلك جريمة حرب ترتكب بحق الأموات كما ترتكب بحق الأحياء، في إشارة إلى الأسرى الأحياء القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال، إذ إن بعضهم محكوم عليه بأكثر من عشرة مؤبدات. 
    وأشار إلى أن قرابة 50 شهيداً فلسطينياً من قِطاع غزة مُحتجزة جثامينهم في مقابر الأرقام الصهيونية، من أصل 296ØŒ وفق إحصائية غير رسمية، وغير مكتملة، بحسب الوحيدي. 
    من ناحيته، قال بشير الهسي منسق اللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء: "إن هذا اليوم يجب أن يعتبره الجميع يوماً وطنياً من أجل الشهداء الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الوطن". 
    وأضاف الهسي في تصريح صحفي أمام معبر بيت حانون: "هناك مئات الشهداء المفقودين، على الجميع العمل من أجل العثور عليهم وتحريرهم، وإرجاعهم إلى ذويهم". 

    ونبَّه إلى أن قضية الأسرى الشهداء تعادل في أهميتها قضية الأسرى الأحياء المعتقلين خلف القضبان الصهيونية.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 1/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد وائل إبراهيم نصار "قرعان" من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط قطاع غزة

27 إبريل 2006

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية خربة المنصورة قضاء مدينة حيفا

27 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية