السبت 27 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد العارضة انتظار على العشاء طال ثماني سنوات

    آخر تحديث: الإثنين، 04 يونيه 2012 ، 00:00 ص

    "الله يعينّي على ساعة لقائه، هو يوم أصعب من يوم استشهاده".. بهذه الكلمات وصفت والدة الشهيد رمزي فخري العارضة، مشاعرها تجاه اللحظة التي ستشهد فيها لقاء ابنها بعد ثماني سنوات من الفراق. وقالت: "مضت ثماني سنوات لم تجف لي دمعة، لم تعرف الفرحة طريقا نحو قلبي. تمر الأعياد خجولة في حياتي، كنت أتمنى خلالها لو زيارة واحدة لقبره أضع الزهور عليه.. عزائي الوحيد كان الدعاء إلى الله بأن نتسلم جثمانه بأقرب وقت ممكن".
    الشهيد رمزي العارضة من مخيم طولكرم، ورد اسمه ضمن الدفعة الأولى من قائمة شهداء مقابر الأرقام الذين تسلمتهم السلطة الوطنية، وتم الإعلان عنها مساء الثلاثاء، إلى جانب أربعة شهداء آخرين من محافظة طولكرم هم: عادل محمد إبراهيم حدايدة، وهاني أحمد عبد الفتاح خريوش من مخيم طولكرم، وأحمد سامي أحمد غاوي من بلدة عتيل، وعبد الله سعيد إبراهيم بدران من بلدة دير الغصون شمال طولكرم.
    واستشهد العارضة بتاريخ 4- 3- 2004، خلال اشتباك مسلح في مستوطنة "أفني حيفتس" المقامة على أراضي قريتي كفر صور والراس جنوب طولكرم، واحتجزت السلطات الصهيونية جثمانه منذ ذلك الحين، كما أقدمت على هدم منزله بالكامل في الشهر ذاته.
    "الدار رجعت ورمزي ما رجع".. جملة كررتها الأم المكلومة مرات ومرات، في إشارة منها إلى أن بيت الأسرة أعيد بناؤه من جديد وعادت الروح له، لكن رمزي لم يعد. جلست الوالدة تقلب ملابسه وصوره بيديها، تقبلها، تحيطها أوراق متناثرة مزينة بكلمات خطها الشهيد لوالدته قبل استشهاده: "أمي لا تبكِ علي"، "الفراق صعب ولكن الله اختارني شهيدا"، ولم تكف عن الدعاء له بـ"الله يرضى عليه"، وقطرات من الدموع تنهمر بهدوء بين الفينة والأخرى.
    أم الشهيد رمزي البالغة 59 عاما، أسيرة محررة وهي أول أسيرة من مخيم طولكرم، اعتقلتها قوات الاحتلال بتاريخ 14 - 6- 1989 خلال انتفاضة 1987، وأخضعتها للتحقيق في سجن الجلمة قبل الحكم عليها بالسجن ثلاثة أشهر قضتها في سجن تلموند، عاشت خلالها معاناة الأسر، وظلم السجان، تاركة وراءها أطفالها الخمسة يعانون فراق الأم.
    على غير عادته.. مخيم طولكرم هادئ هذا الصباح.. هدوء ما قبل العاصفة، ما قبل وصول رفات شهداء اشتاقت أزقته لضمهم، لطالما شهدت شوارع المخيم خطوات أقدامهم وهم يتصدون لدبابات وآليات الاحتلال، التي دمرت الأخضر واليابس. على جانب الشارع جلس أبو العبد والد رمزي ( 70 عاما)، أمام دكانه المتواضع لبيع الغاز، يسترق النظر يمنة ويسرة، حاله كمن يعد الدقائق بانتظار ما هو قادم، قال: "أنتظر رمزي، أنتظر رؤيته وتقبيله، أن أزور قبره وأقرأ الفاتحة على روحه، لم أجلس مرتاحا منذ ثماني سنوات، وأنا أتنقل من هنا وهناك، من مؤسسة إلى أخرى، من اجتماع إلى آخر، ضمن فعاليات اللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، لاسترداد جثمان ليس رمزي فحسب، وإنما جميع الشهداء".
    ووصف الحياة بعد استشهاد أصغر أبنائه، قائلا إنها عذاب وصعبة جدا. رمزي كان شجاعا وجريئا رغم صغر سنه، لم يتعدَ الثامنة عشرة عند استشهاده، رفض الظلم الذي يعانيه وطنه من الاحتلال، وأبى إلا أن يضحي بدمه من أجل كرامة أهله وشعبه. واعتبر احتجاز جثامين الشهداء بأنه دليل على اللؤم الذي تتصف به سلطات الاحتلال ، وقال: "لا دين ولا عرف يسمح بهذه الإجراءات اللاإنسانية".
    عاد أبو العبد بذاكرته للوراء سنوات طوال، وهو يتحدث كأن ما جرى حصل بالأمس، "ليلة استشهاده، كنا نجهز العشاء للعائلة احتفاء بخروج رمزي من سجون الاحتلال في 1- 3- 2004، أعددنا الكبدة المشوية التي يعشقها، وضعناها على الطاولة ننتظره، وما زلنا ننتظره منذ ذلك اليوم، لتمر ثماني سنوات متواصلة، ليعود مسجى بجثمانه." مع إعلان أسماء الشهداء ومنهم رمزي، لم يتوقف رنين هاتف عائلة العارضة، والجميع يهنئ بعودة جثمان الشهيد، وإن كان رفاتا.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 31/5/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد وائل إبراهيم نصار "قرعان" من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط قطاع غزة

27 إبريل 2006

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية خربة المنصورة قضاء مدينة حيفا

27 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية