الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد المجاهد محمد أكرم الدسوقي: آثر على خوض غمار المعركة مستعيناً بذكر الله

    آخر تحديث: السبت، 29 ديسمبر 2012 ، 00:00 ص

    على أرض خان يونس الصمود والإباء، كان الموعد مع الشهادة وكانت نهاية القصة، ففي تلك اللحظات باغت جنود الاحتلال الصهيوني المجاهد "محمد أكرم الدسوقي" ابن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وهو يتقدم بعبوته الناسفة المعبئة بجراح وآلام شعبه نحو أحد الأبراج العسكري المقامة على الشريط الحدودي لما يسمى بمستوطنة "جني طال" الصهيونية البائدة، حيث أصيب بعشرات الطلقات النارية التي اخترقت جسده الطاهر لترتقي روحه إلى العلا.

    ميلاد الفارس
    بزغ فجر ميلاد الشهيد المجاهد محمد أكرم عبد الحميد الدسوقي "22 عام" في منطقة "حي الأمل" غرب خان يونس، في العام 1982م، عاش في كنف عائلة معروفٌ عنها حبّ الجهاد والبذل والعطاء، ترعرع الشهيد أحمد بين أحضان أسرته المتواضعة الملتزمة بتعاليم الإسلام الحنيف فتربّى على موائد القرآن منذ نعومة أظفاره، فكان لتربيته الإسلامية الأثر الكبير في تشكيل شخصيته العاشقة للجهاد في سبيل الله.
    تلقى شهيدنا تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس حي الأمل بخان يونس لينتقل بعدها إلى كلية الصناعة بغزة وبعد تخرجه، عمل مع جانب والده في حرفة البناء لمساعدته في إعالة أسرته.

    أخلاقه وصفاته
    وفي حي الأمل غرب مدينة خان يونس حيث ترعرع شهيدنا وعاش سنوات طفولته وشبابه, تحدث العديد من جيرانه عن أخلاقه العالية وتدينه والتزامه منذ نعومة أظفاره في رحاب المساجد وحلقات حفظ القرآن.
    في ذات السياق يقول عمه "أبو أسامة": إنّ محمد كان طيّب القلب يحبّ الجميع، تربطه علاقاتٌ مميّزة مع جيرانه وأصدقائه وأهل الحي جميعاً، فكان محمد من الشباب الملتزمة بصلاة الفجر في جماعة كما كل الصلوات، كما كان رحمه الله مطيعاً لوالديه باراً بهما يساعدهم ويخفف عنهم أحزانهم من خلال إدخال البهجة والسرور إلى نفوسهم و إضفاء جو المرح داخل بيت عائلته.
    وبين الدسوقي أنه رغم مرور سبع سنوات على استشهاده، لم يغب طيفه عنهم، مستذكراً له العديد من المواقف النبيلة التي تنم على مدى الإيمان الله، ومؤكداً على إيمان أسرته وصبرهم وتقبله نبأ استشهاده مقبلاً غير مدبر في سبيل الله.
    وأوضح الدسوقي أن للشهيد العديد من القصص والمواقف الطريفة التي لا يحلوا ذكرها إلا في هذا الشهر الفضيل حيث تجتمع العائلة على مائدة واحدة ساعة الإفطار، وتصلي صلاة العشاء والتروايح، تتبادل الحديث عن واقع الحياة وما يمكن أن يحمله المستقبل من خبايا وغيرها من أمور الحياة، التي كان الشهيد يقطعها دوماً بفاصل مضحك يضفي السرور  والبهجة على الحضور.
    ويضيف: "لا أخفيك إنني لا أجد في جعبتي من الكلمات التي ممكن أن تفي الشهيد حقه، وهو الذي صاغ  بعظام أشلاءه وبدمه الذي أريق على أرض فلسطين كلمات من نور لا يخبو ولا يفل".

    فارس الجهاد وسراياها
    كان للحس الإسلامي دوره في تحديد وجهة الشهيد محمد نحو حركة الجهاد الإسلامي.. ومع تفتح وعي الشهيد على أصوات الرصاص الذي كان صداه يتردد في أذنيه حيث المواجهات الدامية في مخيمه، بدأ محمد يدرك من هم أعداء شعبه، فشارك بقوة مع إخوانه في حركة الجهاد الإسلامي في فعاليات الانتفاضة الأولى خاصة في المواجهات التي كانت تشهدها شوارع قطاع غزة، ومع انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة، وبدء إعادة تشكيل الجهاز العسكري للحركة سرايا القدس، وحظي محمد بشرف المشاركة في تكوين الخلايا الأولى للسرايا القدسية، حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية السرية على مختلف أنواع الأسلحة التي كانت متوفرة في ذلك الوقت.
    ويقول رفيق الشهيد المجاهد أبو سليم: "كان محمد من الشباب المجاهد الملتزم وكان يعرف بإقدامه وشجاعته في سبيل الله، وحرصه الشديد على الشهادة، حيث كان يبحث عنها في كل مواجهة، ويتحدث عن شوقه للجنان.
    ويضيف: "كان يظهر على محمد حماسةٌ قوية للعمل الجهاديّ وتميز بروحه القتالية العالية أثناء المواجهة حيث شارك في صد العديد من الاجتياحات المتكررة لمدينة خان يونس كما شارك في زرع العديد من العبوات الناسفة ".
    وأكد أبو سليم أن استشهاد محمد كان خسارة كبيرة في ذلك الوقت لسرايا القدس، غير أن عزائها دوماً وهي تودع أبنائها المخلصين أنهم إن شاء الله أصابوا الفردوس الأعلى ونالوا شرف الشهادة في سبيل الله لا يبتغون إلا وجهه الكريم وفضله وقبوله لعملهم المتواضع من أجل  إعلاء كلمته  والدفاع عن أمته.

    ارتقاءه شهيداً
    في صباح يوم الأربعاء 25/12/2003م، قام شهيدنا بوداع أهله وأخبرهم أنه سيتأخر اليوم لأنه سيذهب للتسجيل في دورة للشرطة الفلسطينية بمدينة غزة, كي لا يقلقوا عليه.
    وفي مساء نفس اليوم كان شهيدنا علي موعد مع الشهادة حيث خرج الشهيد محمد ومجموعة من سرايا القدس لزرع عبوة ناسفة بالقرب من البرج العسكري المقام علي مستوطنة "جني طال" الصهيونية كي يضرب العدو وآلياته التي كانت تفتح نيران أسلحتها تجاه منازل المواطنين غرب المدينة, ليذيقهم مر الأذى.
    حيث تقدم شهيدنا المجاهد نحو البرج العسكري الصهيوني وقام بزرع العبوة، وأثناء ربطه سلك العبوة باغتته نيران العدو الصهيوني التي اخترقت أشلاء جسده الطاهر، ليرتقي إلى العلا شهيدا بإذن الله.
    وقام العدو المجرم باحتجاز جثة الشهيد والتمثيل بها وفي عصر اليوم التالي قامت قوات الاحتلال بتسليم جثة الشهيد المجاهد إلي الجانب الفلسطيني ليوارى جثمانه الطاهر الثرى في المقبرة الغربية "النمساوي" التي عشقها وعشقته، وستشهد له عند ربه بإذن الله بما كان يقوم به من عمل جهادي خالص.

    (المصدر: سرايا القدس، 25/12/2003)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

الاستشهاديان محروس البحطيطي وحازم الوادية من سرايا القدس يقتحمان موقع كيسوفيم ويوقعان عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال

06 مايو 2002

الأسرى داخل السجون يعلنون الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على أوضاعهم السيئة

06 مايو 2002

استشهاد المجاهد محمد عبد الله زقوت من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال وسط قطاع غزة

06 مايو 1989

الأرشيف
القائمة البريدية