الشهيد المجاهد هيثم طلال أبو العلا: عندما تسمو الروح يتحرر الجسد

موضوعات ذات صلةً

• ملف خاص في ذكرى استشهاد الدكتور فتحي الشقاقي
• الشهيد رامي أبو لحية: عزيمة لا تلين

بقلب يعتصره ألماً، وعيون تجمدت فيها العبرات، ووجه ارتسمت على قسماته كل ألوان الحزن، وصوت حمل بين نبرات كل معاني الأمومة قالت والدة الشهيد هيثم طلال حمدان أبو العلا "أم هاني": "إنني كما كل أم فقدت فلذة كبدها، ينتابني شعور بالضيق والاختناق، فقلبي يكاد يتفطر حزناً وألماً على فراقه، لكن ما يخفف حزني ويهون عليه مصيبتي أن ابني قد نال شرف الشهادة في سبيل الله وأجرها العظيم عند الله" وأضافت الأم الثكلى: أن الشهيد هيثم كان من الشباب التواقة للقاء الله فلم أكن في الآونة الأخيرة من حياته أهنأ برؤيته والجلوس معه بسبب غيابه المتواصل عن البيت، ونظراً لمشاركته المتواصلة في الرباط على الثغور".
وأشارت أم هاني إلى أنه طالما حدثها عن الشهادة وفضل الشهداء عند الله، وإلحاحه عليها بالدعاء له بنيل هذا الشرف العظيم، واللحاق بركب الشهداء ممن سبقوه على ذات الشوكة. 
فيما بدا والد الشهيد هيثم "أبو هاني" رابط الجأش قوي العزيمة والشكيمة وهو يتحدث عن الشهيد قائلاً: "الحمد لله الذي شرفني باستشهاد ابني هيثم الذي كنا نتوقع استشهاده في كل لحظة نسمع فيها عن قصف أو اجتياح، حيث كنا نسرع في الاتصال به للاطمئنان عليه حتى كان استشهاده" معتبراً استشهاد فلذته فصل من الفصول ومرحلة من المراحل الطويلة التي قدم فيها الشعب الفلسطيني عشرات آلاف من الشهداء والأسرى والجرحى من أجل تحرير كامل التراب وإعادة الحرية للمسجد الأقصى الأسير منذ قرابة الأربعون عاماً. 
وتسأل أبو هاني عن حالة الترهل والانكسار التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية الغارقة في نومها العميق، فيما يقف الشعب الفلسطيني المحاصر وحيداً في مواجهة أعتا ترسانة عسكرية في العالم مدافعا عن كرامة وشرف الأمة العربية والإسلامية. 

ميلاده ونشأته
ذكر هاني شقيق الشهيد هيثم أن شقيقه ولد في يوم 17/7/1986م، وعاش طفولته مع أسرته المتواضعة المكونة من والديه وأربعة أخوة وثلاثة أخوات وشاء القدر أن يكون ترتيبه الثاني بين الجميع.
درس شهيدنا مراحل تعليمه المختلفة في مدارس بلدة بني سهيلا بمحافظة خان يونس، وأنهى دراسته للمرحلة الثانوية من مدرسة خالد الحسن، حيث التحق بجامعة الأقصى، غير أن استشهاده حال دون إكماله لدراسته الجامعية. 

صفاته وأخلاقه
وارد ف أبو هاني إلى أن عزائه في استشهاد ابنه هيثم أنه كان شاباً مؤمناً ملتزماً في صلاته بمسجدي الرحاب والعودة، متميزاً بحسن الخلق والحياء، ومحباً لعمل الخير وزيارة الأرحام.
وأسهب أبو هاني في وصف أخلاق الشهيد التي تنم على مدى إيمانه بالله وعمله بكتابه وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام قائلا: "لقد كان الشهيد رحمه الله مطيعاً وملبياً ما يطلب منه، محباً لإخوانه وأهل بيته وجيرانه، مخلصاً في جهاده زاهداً في الدنيا راغباً فيما وعد الله عباده المجاهدين الأطهار".
وأشاد جيرانه وأبناء منطقته بحسن أخلاقه وحسن معاشرته ومعاملته، وأبدو حزنهم الشديد على فراقه، ويقول أبو حمزة أحد رفاقه: لقد عرفته لسنوات طويلة لم تفارق الابتسامة الهادئة شفتاه، كان رحمه الله نموذجاً فريداً للمجاهد المخلص الملتزم المقبل الشجاع في مواجهة الأعداء، فقد كان شديد الحب والدفاع عن الإسلام والبغض والكراهية لأعدائه والصهاينة وأذيالهم. 

مشواره الجهادي
انضم Ø´Ù‡ÙŠØ¯Ù†Ø§ هيثم Ø¥Ù„Ù‰ صفوف حركة الجهاد الإسلامي مع بداية انتفاضة الأقصى، وعمل ضمن إطارها الإعلامي، شارك خلال تلك الفترة في العديد من الفعاليات والأنشطة الإعلامية المختلفة التي كانت تدعوا لها حركة الجهاد.
انضم الشهيد هيثم في مطلع عام 2004م إلى سرايا القدس، تلقى خلالها العديد من الدورات العسكرية المختلفة، حيث عمل ضمن وحدات الرصد والمتابعة.
وذكر أبو قتادة أحد رفاقه المجاهدين في سرايا القدس أن الشهيد هيثم شارك في صد العديد من الاجتياحات الصهيونية في بلدة خزاعة وعبسان الكبيرة، ومنطقة الفراحين، وشرق القرارة، ذاكراً أن الشهيد شارك في عمليات نصب الألغام الأرضية وقصف المستوطنات المحيطة بقطاع ØºØ²Ø© المحاصر بقذائف الهاون وصواريخ القدس.
هكذا هي نهاية الشهداء العظام، يكتبون بمداد دماءهم ما تعجز المعاني والكلمات عن ذكره، ويرسمون لامتنا المترامية الأطراف مجدها، ويحافظون بتضحياتهم على تاريخها المضيء.

استشهاده
وكان الشهيد هيثم طلال حمدان أبو العلا " أبو فدا" 21عاماً من سكان بني سهيلا شرق محافظة خان يونس، قد استشهد يوم 26/12/2007 إثر إصابته بجراح بالغة استشهد على إثرها بمستشفى ناصر بخان يونس، جراء استهدافه بصاروخ طائرة استطلاع صهيونية ورفيقه الشهيد القائد الميداني محمد شتات المصري، وأثناء تصديهم لقوات الاحتلال المتوغلة شرق بلدة عبسان الكبيرة بمحافظة خان يونس.

(المصدر: سرايا القدس، 26/12/2007)

تعليقات الفيسبوك