الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد المجاهد إسلام محمد حرب: شهيد الواجب والفداء

    آخر تحديث: السبت، 05 يناير 2013 ، 00:00 ص

    هم أولئك القلة الذين حملوا خيار الجهاد والمقاومة وهم الذين حصدهم رصاص السلام فلا فرق بين رصاص الغدر وبين رصاص الكفر، فإسلام والشقاقي والخواجا وصولاً بعمار وأيمن.
    تصدوا لهجمة شرسة وسبحوا ضد التيار فكانت لهم الشهادة كأجمل وسام.. فكل ذنبهم أنهم امتشقوا الحسام من أجل رفعة فلسطين والإسلام. 

    الميلاد والنشأة
    كان ميلاد الشهيد/ إسلام محمد حرب في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح بتاريخ 10/10/1972، ولد وسط عائلة محافظة على تعاليم الإسلام وقيمه الرائعة.. فوالده الفاضل كان له الأثر الطيب في تخريج جميع أولاده دون استثناء.. من مدرسة الإسلام العظيم.
    فجميعهم التزم المسجد منذ الصغر.. وبدون شك إن أجمل شهادة يمكن أن نلصقها في صفحات الجهاد الإسلامي هو الدور العظيم الذي قام به هذا المجاهد العنيد.. نعم عنيد رغم كبر سنه.. لقد احتضن بشائر الجهاد الإسلامي منذ السنوات الأولى، نعم منذ البداية كانت طلائع الجهاد الإسلامي تسافر على كل محطات الوجع وتنادي بقدسية فلسطين بعد أن ضاعت ما بين متاهات الفكر والتقاعس الغريب. 
    كان هذا الشيخ وقتها يحتضن هذا الفكر بإحساسه المرهف يدافع عن الحلم لم يجد من يسانده حيث الجميع ولد ومعه ملعقة من ذهب كأجمل ما يكون.
    وبعد هذا كيف يمكن أن تكون نشأة (إسلام حرب) وفي هذا البيت بالذات جمع بين الإسلام وحب هذا الخيار.
    كان إسلام سنة 1985 لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، ولكنه عمل على توزيع أول مجلة فكرية كانت تصدرها حركة الجهاد الإسلامي وقتها وهي (الطليعة) وكذلك نشرات ومختارات من مجلة "المختار الإسلامي".. Ù†Ø¹Ù… رغم صغر سنه ومع بداية الحلم نشط وقدم جمال إحساسه المرهف والذي دفع به أن يعشق هذا الخيار.
    وإسلام كان من الشبان الأذكياء منذ الصغر.. فلقد أنهى جميع مراحله Ø¨Ù…عدل ممتاز وخاصة الثانوية العامة، ولكنه أحب رحمه الله أن يدخل في مركز التدريب المهني بوكالة الغوث حيث حصل على درجة امتياز. ÙˆÙ„قد اختار رحمه الله أن يكون من ضمن المنتفعين بمنحة تقدمها وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين للطلبة المتفوقين. 

    صفاته
    كان إسلام حرب هادئاً جداً ومتواضعاً لأبعد الحدود وعمل على مساعدة والده في مجال التجارة.. والتزم الصلاة في المساجد، وكان رحمه الله متفانياً في تقديم الواجب رغم قلة الزاد، فكان يكتب بخط يده نشرات خاصة بفكر الجهاد الإسلامي ويعمل على توزيعها على كل مساجد رفح دون أن يطلب أي مساعدة من أحد. لقد أحبه كل من عرفه وخاصة إخوانه الذين عجزوا عن وصف هذا الطاهر. 

    حياته ومشواره الجهادي
    كانت أحداث معركة الشجاعية الباسلة والتي سطع من وقتها اسم الجهاد الإسلامي الأثر الكبير في نفوس الناس. ولكن عند إسلام كان لها معنى آخر، رغم صغر سنه.. كان من القلة الذي نشطوا في زرع بشائر الجهاد وذلك عن طريق توزيع النشرات الخاصة وتقديم كل ما يمكن تقديمه... ومع بدء الانتفاضة المباركة.. ومع بدء تكوين النواة الأولى لطلائع الجهاد الإسلامي.. كان (إسلام حرب) أحد أولئك الذين طبعوا اسم الجهاد الإسلامي على جدران المخيم بدماء الشهداء.
    واستمر في تقديم واجبه إلى أن جاءت الضربة الشهيرة التي تعرضت لها حركة الجهاد الإسلامي وذلك سنة 1989 والتي طالت معظم كوادر وعناصر الجهاد الإسلامي.. حيث كان لهذه الضربة الأثر الواضح على نشاط الجهاد الإسلامي، أما (إسلام) الذي لم يتعرض للاعتقال لم ييئس رغم أن جميع من عرفهم كانوا وقتها معتقلين، فلقد حاول وبإمكاناته المحدودة أن يؤكد أن الجهاد الإسلامي حاضر رغم الضربات المتلاحقة وكأنه يؤكد أن مفردات العمل الجهادي يمكن أن تجمع في حركة وفي فرد واحد طالما أنه سافر بالحلم من محطة إلى محطة ومن حي إلى حي. لقد كانت جهوده مثمرة رغم تواضعها، حيث عمل رحمه الله على تنظيم أخيه للعمل بجانبه. 
    وظل هكذا إلى أن عمل على تكوين أول مجموعة تابعة لحركة الجهاد الإسلامي بعد الضربة الشهيرة, حيث أتقن الدور بكل شجاعة وإخلاص حتى جن جنون المخابرات التي كانت تعتقد أنها اقتلعت جذور الجهاد الإسلامي التي لا يمكن أن تصاب بسوء طالما أن فرعها في السماء. وترعاها معية الله ورحمته.
    نعم لقد نقش اسم الجهاد الإسلامي على جدار المخيم الحزين ونشط على مستوى حفلات التأبين التي كانت تجري على شرف الشهداء.. حتى أنه رحمه الله كان يستعد لمثل هذه الحفلات التأبينية قبل حدوثها.. ويقول صديق له: "لقد جهز في أحد الأيام نشرة يرثي فيها أحد الشهداء الذي لم يكتب اسمه بعد، ولكن كانت هذه النشرة من نصيب إسلام نفسه حيث أضيف اسمه على شرف هذه النشرة التي أعدها". 

    استشهاد البطل
    لا يمكن أن نتحدث عن يوم التاسع من ديسمبر دون أن نستعرض المجزرة الرهيبة التي تعرض لها مخيم الشابورة في مدينة رفح، حيث بدأت المعركة في صباح يوم 29-12-1990 قبل أيام قليلة من حرب الخليج. 
    لقد بدأت المعركة حين قامت وحدات "مستعربة" تابعة للمخابرات الصهيونية بقتل شابين أمام أعين الناس الذي انقضوا عليهم من كل ناحية، مما أدى إلى إطلاق النار وبشكل عشوائي على الجموع الغاضبة. 
    وحسب التقديرات الطبية وقتها فقد أصيب حوالي 200 شاب خلال نصف ساعة فقط بالإضافة إلى استشهاد عدد من الملثمين. 
    أما إسلام حرب والذي تعود على مواجهة جنود الاحتلال خرج بسلاحه المتواضع مثله مثل بقية المخيم.. واقترب بشكل ملحوظ من رجال المخابرات الذي قتلوا الملثمين واستطاع أن يصيب أحدهم بحجر كبير، مما دفع هذا الحاقد لإطلاق رصاصة الغادر ليسقط إسلام ومعه ثلاثة شهداء آخرون.
    ولتمتد المواجهات في كافة أرجاء رفح لتكون حصيلة هذا اليوم فقط، أربعة شهداء وأكثر من ثلاثمائة جريح. 
    نعم سقط ولكن لم يسقط "السيف" الذي بدأ بالتململ وهو الذي حمل بين أطيافه بشائر القوى الإسلامية المجاهدة بفضل دماء الأحرار أمثال أمير السيف "إسلام حرب". 
    أما والده وعند سماعه خبر استشهاد إسلام حرب استبشر خيراً وقال: "لو كان الأمر بيدي لأضحي بجميع أبنائي" نعم هذا هو إيمان هذا الرجل العجوز تمنى أن ينال الشهادة جميع أبنائه، أما كتائب سيف الإسلام والتي كان الشهيد إسلام حرب أميرها فقدمت وبسلاحها المتواضع أكثر من "أربعين" زجاجة حارقة، ألقاها حينها المجاهد أشرف حرب والذي استشهد بعد فترة قصيرة. 

    لقد استشهد إسلام حرب على أعتاب مرحلة جديدة، كان الغرب وقتها يصوغ "سايس بيكو" جديدة.

    (المصدر: سرايا القدس، 29/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

الاستشهاديان محروس البحطيطي وحازم الوادية من سرايا القدس يقتحمان موقع كيسوفيم ويوقعان عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال

06 مايو 2002

الأسرى داخل السجون يعلنون الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على أوضاعهم السيئة

06 مايو 2002

استشهاد المجاهد محمد عبد الله زقوت من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال وسط قطاع غزة

06 مايو 1989

الأرشيف
القائمة البريدية