الأربعاء 08 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    القيادي عصفور.. عقدان من المعاناة

    آخر تحديث: الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013 ، 11:09 ص

    لم تنجح زوجة الأسير عدنان عصفور بإحصاء عدد المرات التي اعتقل فيها زوجها خلال السنوات الماضية، مفضلة الرجوع إلى أوراق الصليب الأحمر للتأكد من ذلك والحديث عن أهم وأطول هذه الاعتقالات وتجاهل القصيرة منها على اعتبار أنها لا تدخل في الحسبان.
    الأسير والمفكر السياسي عدنان عصفور (50 عاما)، وُلد بمدينة نابلس، حيث كان يعمل والده فرانا لتأمين قوت العائلة المكونة من 6 أولاد ذكور و5 بنات.
    درس المرحلة الإعدادية والثانوية في مدرسة قدري طوقان في نابلس، وبعد حصوله على شهادة الثانوية في الفرع العلمي انتقل للدراسة في جامعة القدس أبو ديس في تخصص الالكترونيات، غير أنه ومع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 وما رافقها من إغلاقات ومنع للتجول اضطر للانتقال للدراسة في جامعة النجاح، ليحصل على شهادة البكالوريوس في تخصص العلوم السياسية عام 1997، وقد تأخر تخرجه حينها بسبب اعتقالاته المتكررة.
    في أيلول 1992 تزوج عصفور من إحدى الفتيات النابلسيات وأنجب منها ابنة واحدة تدرس اليوم الهندسة في جامعة النجاح وثلاثة أولاد ذكور: صايل ومحمد وصلاح الدين، وفي عام 1997 توفي والده حين كان معتقلا لدى السلطة الفلسطينية.

    عصفور في القفص لأول مرة
    لم تلبث الانتفاضة الأولى أن تنتهي حتى كان لعصفور نصيبا من إفرازاتها، حيث تقول زوجته: "بتاريخ 9/7/1993 وبعد أقل من عام على زواجنا وقبل ولادة ابنتي البكر بثمانية أيام اقتحم جنود الاحتلال منزلنا الكائن في منطقة المخفية بنابلس ثم اقتادوا أبو صايل إلى السجن، وبعد ثلاثة أشهر من مكوثه في التحقيق أصدرت المحكمة حكما بسجنه لمدة 6 شهور"، وتشير أم صايل إلى أن الاحتلال أفرج عن زوجها بداية عام 1994 وبعد أشهر قليلة من الإفراج عنه أعاد اعتقاله ثانية لمدة شهر.
    وبعد أشهر قليلة من اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية وبروز دور عصفور السياسي في مقاومة الاحتلال وفي بداية عام 2001 وضع جهاز الشاباك الصهيوني اسمه على قوائم المطلوبين لديه، عندها تحول إلى أشبه بالمطارد فلم يعد يتواجد في بيته إلا ما ندر خاصة بعد اشتداد الملاحقة الصهيونية واغتيال عدد من قيادات حركة حماس السياسة في مدينة نابلس كالشهيدين جمال سليم وجمال منصور، اللذين كانا من رفقاء عصفور وأصدقائه.

    مسرح للاقتحامات
    وفي هذا السياق تقول أم صايل: "خلال عامين تحول بيتنا إلى مسرح للاقتحامات الصهيونية اليومية بحثا عن زوجي، واستمرت عملية المطاردة والملاحقة حتى تمكن الاحتلال من اعتقاله في شهر كانون أول عام 2003، وبعد أسابيع من التحقيق المتواصل وفشل النيابة في إدانته أصدرت المحكمة الصهيونية حكما رادعا بسجنه 30 شهرا.
    وتعود بذاكرتها عشر سنوات إلى الوراء وتصف تلك المرحلة، فتقول: "كانت أيام مخيفة وصعبة.. كنت في كل لحظة أتوقع سماع خبر اغتيال عدنان أو اعتقاله".
    وتكمل: "في إحدى المرات وبعد اقتحام عشرات جنود الاحتلال لمنزلنا وفشلهم باعتقال أبو صايل، توجه الضابط المسئول عن الوحدة الصهيونية وقال لي متهكما: "بيتكم صغير جدا.. أين ستقيمين مأتم العزاء عندما نقتل زوجك؟ أنصحك بعمل العزاء في إحدى القاعات الواسعة كما عملت حماس عندما اغتلنا جمال سليم وجمال منصور".

    السجن .. بيته الثاني
    بعد هذا الاعتقال الثالث توالت الاعتقالات بحق عصفور حتى أصبح الإفراج لا يفصل عن الاعتقال الذي يليه سوى أشهر قليلة، فتحول السجن إلى بيته الثاني.
    وتحاول زوجته استرجاع الأيام القليلة التي قضاها خارج السجن، فتقول: "بعد الإفراج عن أبي صايل بأشهر معدودة، أسرت المقاومة في غزة الجندي جلعاد شاليط خلال أواخر حزيران عام 2006، وبعدها بيوم كان عدنان من بين المئات الذين اعتقلهم الاحتلال من قادة حركة حماس ونواب المجلس التشريعي ورؤساء البلديات، فكان ذلك فاتورة سياسية دفعها العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني ومن بينهم زوجي الذي استمر اعتقاله لمدة 30 شهرا".

    في قبضة الاعتقال الإداري
    ومع استمرار الاعتقالات المتلاحقة كان عصفور على موعد مع الاعتقال الخامس وهو أطول اعتقال في تجربته مع السجون، حين اعتقل بتاريخ 17/3/2009 ليمكث (40 شهرا) في الحبس الإداري تخللها (9 تمديدات) إدارية على التوالي، ليصبح بذلك حامل لقب عميد الأسرى الإداريين وأقدمهم في ذلك الوقت.
    وتشير زوجته إلى أن هذا الاعتقال كان بمثابة حقبة مأساوية في حياة العائلة، حيث تقول: "بعد انتهاء كل تمديد كنا نتوقع الإفراج عنه ولكن سرعان ما يفاجئونا بتمديد جديد، الأمر الذي حطم نفسيتي وأبنائي".

    بُعد ومنع
    وبعد سنوات من الإبعاد القسري عن عائلته لم يرق لقوات الاحتلال أن يجلس عصفور فترة إضافية بين أبناءه أو أن يكمل دراسته العليا حيث التحق بقسم التنمية السياسية في جامعة النجاح، حتى عاجلته باعتقال سادس لم تتضح مدته حتى هذه اللحظة.
    وتقول أم صايل: "بعد الإفراج عن زوجي بعدة أشهر من اعتقاله الإداري الطويل والقاسي، فاجأتنا قوات الاحتلال بتاريخ 4/2/2013 في مشهد ألفناه وحفظناه عن ظهر قلب، حين اقتحموا منزلنا بصورة وحشية واجروا تحقيقا مطولا مع أبو صايل في المنزل، قبل أن يقتادوه إلى سجن مجدو وهناك كان ينتظره الاعتقال الإداري".
    وبعد شهرين من اعتقاله ألغى الاحتلال القرار الإداري وحوّل عصفور إلى مركز تحقيق بتاح تكفا، حيث مكث هناك حوالي (50 يوما) في الزنازين الانفرادية دون أي مراعاة لحالته الصحية حيث يعاني من البروستاتة والربو والشقيقة، ومن ثم أُعيد مجددا إلى سجن مجدو وينتظر صدور حكما بحقه.
    ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد منعت المخابرات الصهيونية عائلة عصفور من زيارته في سجنه ولا يوجد أي وسيلة للتواصل معه إلا من خلال جلسات المحاكمة التي تعقد مرة كل شهرين أو عبر زيارة المحاميين. وبهذا يكون القيادي عصفور أمضى في سجون الاحتلال أكثر من (116 شهرا) خلال اعتقالات عديدة طوال العقدين الماضيين.

    الأب الحنون والرجل المثقف
    "لم يترك الاحتلال زوجي يشاركنا فرحتنا لمرة واحدة، فأولادي لم يذوقوا طعم السعادة بنجاحهم في الثانوية العامة وغيرها من المناسبات مثل أقرأنهم الآخرين"، تقول أم صايل.
    وتشير إلى أن زوجها وبالرغم من كثرة اعتقالاته وانشغالاته الكثيرة إلا أنه كان حريصا على إبقاء علاقات اجتماعية قوية مع أقاربه وجيرانه وأصدقائه، وتضيف: "هذا الأمر لم ينقطع حتى بعد اعتقاله حيث يذكرنا ومن خلال الرسائل التي تصلنا من المحامي بضرورة زيارة فلان والاطمئنان عن صحة فلان وتقديم التهنئة والمواساة لآخر ومساعدة ثالث".
    وتصف زوجها بالرجل الهادئ المتزن قليل الكلام كثير الفعل غزير الثقافة والمعرفة وصاحب نظرة مستقبليه ولديه القدرة على تحليل الأمور واختيار القرارات الصائبة، وهو يتمتع إلى جانب ذلك بالمشاعر الجياشة والرقة.
    ويتمتع عصفور بثقافة أدبية وعلمية وسياسية ودينية واسعة اكتسبها من كثرة القراءة والمطالعة، الأمر الذي أهله لقيادة النشاط الأكاديمي والفكري داخل السجون، فكان ممن تخصصوا في الخطابة وتقديم المحاضرات والدروس ونشر الفكر والوعي بين الأسرى في مختلف المجالات والتخصصات.

    (المصدر: فلسطين الآن، 24/9/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد محمد الشاعر من سرايا القدس أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة فى منطقة التفاح بخانيونس

08 مايو 2003

الجماهير الفلسطينية تنتفض تضامناً مع الأسرى في السجون الصهيونية وتقدم 8 شهداء في أيام متقاربة

08 مايو 2000

استشهاد الأسيرين المحررين أنور أحمد أبو لبن وبسام محمد شريتح الكرد في اشتباك مسلح على الحدود المصرية

08 مايو 1993

الأرشيف
القائمة البريدية