تضحيات الأسرى تُكلَّل بعد الإفراج عنهم.. بقطع رواتبهم

فعالية للأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم - أرشيف

موضوعات ذات صلةً

• الاحتلال يفرج عن الأسير المجاهد جهاد فلنة من قرية صفا بمحافظة رام الله*
• محررو الجهاد ينظمون (جولة زيارات الواجب) لذوي الأسرى والمحررين في الأغوار

من لحظة اعتقال الأسير يظل الأمل متعلقاً بلحظة الإفراج التي ينتظرها كل أسير وينتظرها معه أحباؤه، تمر الأيام والشهور والسنوات ليأتي موعد الإفراج عنه، معتقدًا هو ومن حوله بأن مأساته قد انتهت وأن الحرية الوردية قادمة، ولكن هل تنتهي معاناة الأسير بعد تجازوه بوابة السجن؟ أم تبدأ فصول جديدة من المعاناة؟!.
الأسير صلاح المحتسب من مدينة الخليل، له تجربته الخاصة بهذا الصدد، وقال: "اعتقلت عند الاحتلال لمدة تزيد عن 5 سنوات، وبناء على قرار الرئيس الراحل ياسر عرفات، فقد قررت السلطة عام2007 ، صرف راتب دائم لي، لكن وبعد 3 شهور أصدر مجلس الوزراء قراراً بقطع هذا الراتب".
وأضاف المحتسب: "راجعت وزارة تأهيل الأسرى في الخليل، ووزارة شئون الأسرى والمحررين في رام الله لمعرفة السبب؛ فكانت الإجابة أن لديك مشكلة مع الأجهزة الأمنية في الخليل حول الانتماء السياسي".
وتابع: "في عام2008 ØŒ اعتقلت لدى المخابرات الفلسطينية لمدة شهر ولم يثبت بحقي أي اتهام، وبعد هذا الاعتقال رفعت كتباً ورسائل إلى وزير الأسرى في حكومة رام الله عيسى قراقع، لمعالجة الموقف لكن دون فائدة، وفي عام  2010استدعاني جهاز الوقائي لأكثر من  12مرة ولم يثبت بحقي أي اتهام".
وأشار إلى إبلاغه في شهر يونيو/ حزيران الماضي، من قبل وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن قضيتي انتهت، وأن مجلس الوزراء قرر إعادة صرف الراتب المقطوع، والقرار وقع عليه وزير الداخلية، ومجلس الوزراء، وفعلاً تم صرف راتب شهرَيّ.(6-7)
ولفت النظر إلى تفاجئه عند توجهه للبنك لاستلام راتب شهر أغسطس الماضي، بأن رصيده صفر، وعند مراجعة البنك قال له المسؤول إنه لا يوجد اسم له في الكشوفات، ما دفعه إلى مراجعة وزارة الأسرى والمحررين في الخليل ورام الله؛ أبلغوه أن المشكلة السابقة قد عادت.

مخالف للشرعية
ولم يكن الأسير المحرر المحتسب حالة خاصة في هذه المعاناة بمدينة الخليل، فالأسير أشرف أبو خلف والذي أمضى أكثر من 5 سنوات في الأسر عنده قصة أخرى، يسرد تفاصيلها، فيقول: "بعد انقطاع الراتب لعدة أشهر بدأت بالاستفسار لمعرفة السبب لكن لم أحصل على أي إجابة".
وأضاف: "في البداية توجهت إلى وزارة الأسرى، ومن ثم نادي الأسير والمجلس التشريعي ممثلاً بالنائب خالدة جرار، وتوجهت لشخصيات وزارية وقيادية في السلطة الفلسطينية وحركة فتح ورئاسة بلدية الخليل ومحافظ الخليل فلم أجد رداً مقنعاً".
وأشار المحتسب إلى توجهه للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، والتي أخبرته برد وزارة الأسرى على استفسارها والذي جاء كالتالي: "راتب المدعو أشرف قطع لأسباب ليس للوزارة علاقة بها".
وتابع: "تفاجأت قبل شهرين تقريباً بنزول راتبي بعد انقطاع استمر حوالي  6سنوات ولكنه لم يستمر سوى شهرين، عدت للوزارة للاستفسار عن السبب فقالوا لي: " أمرك عاد كما كنت سابقاً، أنت مخالف للشرعية".
بدوره؛ يرى مدير مركز أحرار فؤاد الخفش، أن أي دولة أو نظام لا يقدّر أسراه وشهداءه تكون لديه مشكلة كبيرة، مشددًا على ضرورة عدم التعامل مع الفلسطينيين حسب الانتماء وأن يكون المعيار الأول هو المواطنة.
وقال الخفش: "بتنا نلاحظ في الآونة الأخيرة قطعاً لرواتب عدد كبير من المحررين بسبب الانتماء وهذا برز بعد الانقسام الفلسطيني".
وأكد على أهمية "تجنيب هذه الفئة كافة أشكال التمييز، وأن يتم التعامل معهم باحترام وتقدير لا أن تقطع رواتبهم ويعتقلون على خلفيات سياسية، ويجب أن يحظوا بمعاملة استثنائية، فهم أفنوا أعمارهم خلف قضبان السجن وبالتالي هم غير قادرين فعلياً على ممارسة الأعمال الصعبة".

(المصدر: صحيفة فلسطين، 12/10/2013)

تعليقات الفيسبوك