Error loading files/news_images/والدة الأسير مسعود.PNG مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الفرحة الأولى لوالدة المحرر مسعود.. بعد غياب أكثر من 20 سنة

    آخر تحديث: الخميس، 31 أكتوبر 2013 ، 11:10 ص

    جاءت الصحافة مُهرولةً؛ الجهة المقصودة ذلك المنزل الذي كان كئيبًا، وصار "ثكنة صحفية" بامتياز؛ البحثُ هذه المرة عن الحاجّة السبعينية التي تعيش "أوّل فرحةٍ" في حياتها، الحلم صار واقعًا، والقدرُ منحها "فرصةً" لا لتلمح فلذة كبدها "المسلوب" فحسب، بل ليتعانقا روحًا وجسدًا، دون أن يعكّر صفوهما سجانٌ أحمق!.
    عتبة البيت، فممر صغير، كانا الفاصل بين جموع "المُهروِلينَ" من الناس وغرفة صغيرة كانت السبعينية تتربع فيها منهمكة بتناول طعام الإفطار (سمك، ولوازمه)؛ لأول مرةٍ دون فواصل أو عوائق، بجانب ابنها الذي لم تتخيل أنها ستراه قبل موتها، تلك اللحظة التي عاشتها بقلبها، مرارًا وتكرارًا، بلا جدل تتحقق الآن. عمر مسعود؛ انتقل أخيرًا من قائمة الأسرى بعد انتظار طال، لا لأيام بل ل 20 سنة أو زد على ذلك قليلاً، إلى قائمة "المُحرَّرين"، وقد بلغ من عمره 40 سنةً، قضاها بين الألم والأمل هناك؛ حيث يقبع خمسة آلاف أسير في سجون مظلمة، لا علاقة لها بالحياة، تنشئها دولة الاحتلال لتتفنن في انتهاك القيم الإنسانية، ولم تدخل الفرحة قلوب أمهاتهم بعد.
    كان وصوله إلى معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، عند ساعات الفجر، وهو التوقيت الذي اختاره الاحتلال عن سبق إصرار وترصد، لئلا يتسلل الفرح إلى قلوب عائلات الأسرى، المفرج عنهم، ويُقدّروا ب 26 أسيرًا، بموجب اتفاق بين السلطة في رام الله والاحتلال، وجميعهم ممن أُسِروا قبل توقيع اتفاق "أوسلو" سنة1993 م.
    تحت زخات المطر، راح يصف الحرية ب"شعور جميل، أن تكون بين الناس الطيبة، مجتمعك وناسك، اللي بتحبهم وضحيت عشانهم، الحرية لا تقدر بثمن، غالية جدًا، كنا نناضل من أجل حريتنا، لكن انتبه.."! توقف عن الحديث كأنما يريد التشديد على أمر ما: "الحرية كلمة عادية، لكن العمل على الحرية مش شيء بسيط".
    هذا الكلام استنتجه بعد أن عاش تجربة الصراع مع الاحتلال في سبيل الحرية، مرحلةً بمرحلة، يفسره بأن "الحرية تتعلق بتقرير المصير، بقضايانا الإستراتيجية، مع ذلك كنت متفائلاً بأني سأخرج من السجن، سأغادر كل زواياه المظلمة بدعاء الناس الطيبة".
    هناك في السجن، كان الحنين يلف قلبه، إلى أمه، وأهله، سبعة أشقاء، وثلاث أخوات؛ "الإنسان بحاجة دائمًا إلى الحنان، بكل الوسائل ما في إنسان فاقد للحنان بيقدر يستمر في الحياة" !وفق حديثه.
    مسعود لم ينس أن يصف الانقسام الفلسطيني الحالي ب"آفة اجتماعية، مش صحيحة، ومش صحية"، كما لم ينس أن يطالب الفصائل الفلسطينية ب"التخلص من الانقسام، لأنه مرض، ويجب إعادة اللحمة الوطنية إلى النسيج الفلسطيني".
    الحرية التي ينشدها الأسرى في سجون الاحتلال كانت حاضرةً أيضًا، في كلامه: "الأسرى يطالبون بالحرية، ويبحثون عنها، إنهم يطالبون الفصائل بالعمل على ذلك، ويتعرضون للتعذيب اليوم، فمجرد تقييد حريتهم هو تعذيب".
    هو سيرتبط "ببنت ناس (زوجة) وسيقف إلى جانب شعبه"، تلك هي الخطوة التالية لما بعد استرداد الحرية، أما بقية الأسرى فسيكثف لهم الدعاء، وهم جميعًا أحرار أيضًا، كما يقول، لكن بإرادتهم، فتقييدهم داخل السجون، لا يعني تقييد إرادتهم!.

    "غريبة" في فرح أبنائها!
    "اليوم الفرق كتير كبير عن امبارح، 22 سنة ممنوعين من زيارته، أروح لحالي عنده على سجن نفحة، ويرجعونا (إدارة السجون الصهيونية)، الآن الحمد لله طلع وتحرر، وانبسطنا"؛ هذه المرة كانت تتحدث السبعينية والدة المحرر، قبل أن تقاطعها الزغاريد، إذ يعجّ الفرح في كل زاوية بالمنزل.
    لئن سألتها عن ذكرياتها مع السجان الصهيوني، عندما كانت تزور ابنها، فستقول: "كنت أروح لوحدي، وأحيانًا معي أبوه، يتقاتل مع السجان عشان الحاجز الزجاجي بينه وبين عمر، ولما قالوا في صفقة إفراج عن الأسرى، ما توقعنا يكون فيها، لأنه ما طلع في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الصهيوني جلعاد شاليط".
    وكان يقين السبعينية بأن ابنها سيرى الحرية فعلاً، قد زادها حماسًا ل"ممارسة الفرح"، الجميع توجه نحو المعبر قبل الموعد المنتظر بساعات جسدًا، وبأيام عقلاً وروحًا، تقول: "صاروا يقولوا طلع اسمه على النت، قلت يمكن بس المرضى رح يطلعوا، لكن لما تأكدت فرحت، وكنت في المعبر من بدري".
    "صارت هيصة"؛ وفق ما تحب أن تصف به اللحظة "التي حمل فيها كل أب أو أخ أحد الأسرى المحررين الخمسة الذين يقطنون قطاع غزة، لحظة وصولهم، مش مصدقين، ومبسوطين، ما كنا نتوقع إنهم يطلعوا، لولا الصحفيين وصوتهم في قضية الأسرى، كان الاحتلال ما أفرج عنهم"، كأنما تحاول الثناء على الصحفيين من حولها!.
    وتؤيد هي تمامًا رغبة ابنها في الزواج، مُفسِّرةً: "يعني يستقر في دار، ويجيب أولاد، والله ولا فرحة دخلت قلبي زي اليوم، هدي (هذه) الفرحة الأولى اللي بتخش قلبي، كنت في زواج أولادي أقعد زي الغريبة، لأنه عمر مش معانا".
    غير أنها توجه رسالة للاحتلال، مفادها "أن جميع الأسرى في سجونك لابد أن يرجعوا لأهلهم وذويهم؛ لأن القوي ما بضل (لا يظل) قوي، ودولة الاحتلال لازم تنمحي عن الوجود، وكل اشي رح يتغير، وحيرجع أولادنا وأسرانا وأرضنا إن شاء الله"ِ.
    على أي حال، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ينتمي إليها مسعود، تبدي الترحيب الكبير بالإفراج عن الأسرى "الذين أمضوا زهرة شبابهم وحياتهم لينعم شعبنا بالحرية، وهم محل فخر واعتزاز لنا، على التضحيات التي قدموها من أجل فلسطين والقضية"، وفق القيادي في "الجبهة" جميل مزهر.
    مزهر يقول أيضًا: "إن قضية الأسرى ستبقى من أولى القضايا والاهتمامات لدى فصائل العمل الوطني والإسلامي، وفي العقل والوجدان"، مؤكدًا: "إننا سنواصل وكل القوى العمل بكل الأشكال والوسائل لتحرير أسرانا، الذين ضحوا من أجل الحرية".
    لكن في ذلك المنزل العتيق الذي يعج ب"فرحة العمر" في معسكر الشاطئ غرب غزة، ولا تتوقف ساحته الخارجية عن محاولات استيعاب المهنئين، بتحرير مسعود الذي حُكم بالسجن مدى الحياة ثلاث مرات؛ تتجه العيون نحو اليوم الذي ستشرق فيه الحرية على بقية الأسرى، وفلسطين!.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 31/10/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية