Error loading files/news_images/ناجح مقبل.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
السبت 27 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر ناجح مقبل: ولدت من جديد !

    آخر تحديث: الأحد، 03 نوفمبر 2013 ، 11:11 ص

    لم تحل أربعة وعشرون عاما قضاها الأسير ناجح مقبل من مخيم العروب للاجئين شمال محافظة الخليل دون تكيفه مع الأجواء الجديدة التي خرج إليها، بعد الإفراج عنه في ما سمّي بصفقة "حسن النوايا" الصهيونية لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
    وكانت والدة مقبل قد حققت حلمها بمعانقة نجلها الوحيد، بعد سنوات طويلة من الصبر والوقوف على أعتاب سجون الاحتلال لرؤيته وزيارته، دون أن تتمكن وعبر تلك الأعوام من مجالسته مباشرة أو ملامسته أو عناقه.
    يقول ناجح: "خلال أربعة وعشرين عاما من الاعتقال والتغييب عن واقع الحياة الطبيعي الأهل والأحبة والأصدقاء، لم يحل ذلك دون تواصلي الدائم مع كثيرين من الأهل والأصدقاء في الخارج".
    ويشير إلى أنّه وعبر الأعوام الطويلة من الاعتقال في سجون الاحتلال، حاول أن يدرّب نفسه على العيش خارجها حتّى لا يترك واقع الاعتقال فجوة بينه وبين الخارج، لأسباب مختلفة أهمّها المحافظة على المعنويات المرتفعة والقدرة على التكيّف مع الواقع في حال منّ عليه بالفرج يوما.
    ورغم الحكم المؤبّد الذي كان يقاسيه مقبل، إلّا أنّه كان واثقا بيوم التحرّر من سجون الاحتلال حتّى مع اشتداد وطأة وإجراءات الاحتلال ضدّ الفلسطينيين، مشيرا إلى أنّ الشعب الفلسطيني ما زال خيّرا ويحمل همّ الأسرى والمعتقلين في السجون، وهذا عامل طمأنة للأسرى القدامى والجدد، الذين يعيشون حالة يقين بأنّ الشعب لن ينساهم وأنّهم حاضرون على أجندات كافّة المعنيين.
    ويبين ناجح بعد تحرره، أنّه يفكر في مشاريع ومخططّات حلم كثيراً بتنفيذها في حياته قبل الاعتقال وبعده، مشيرا إلى أنّ الكثير من الأولويات سينجزها خلال الفترة القادمة وأهمّها الزواج والسكّن في منزله الذي شيّدته له والدته أثناء اعتقاله.
    وفيما يخصّ لحظات لقائه للوالدة، يوضّح ناجح بأنّ اللقاء كان ساخنا وشاعريا وجميلا، مشيرا إلى أنّه ليس هناك شيء أجمل من الحرّية والعودة إلى الأهل والأحبة، بعد سنوات الغياب الطويلة، لافتا إلى أنّه لم يعرف معنى للنوم خلال ساعات الليلة الأولى من الإفراج عنه، وأمضى ليلته يجلس مع والدته التي حلمت سنوات طويلة باليوم الذي أعود إليها، والحمد لله فقد حقّق لي ربي أمنيتي بالتحرر وأمنية والدتي التي حلمت بذات الحلم أيضا.
    ويقول: "أنا كأسير محرر لا أريد أن أكرّر ما يقوله الأسرى حين تحرّرهم، وما أودّ أن أقوله أنّ ملف الاعتقال خاصّة للأسرى القدامى يجب أن ينتهي، ويجب أن يأتي اليوم الذي لا يتم فيه تبييض السجون الصهيونية من المعتقلين الفلسطينيين، ولا بد من حرّية لهذا الشعب على أرضه.
    ويعرب المحرّر ناجح عن سعادته لما رآه من تطوّر كبير على صعيد العمران في المخيّم الذي ولد فيه وتربّى وعاش أيامه كاملة قبل الاعتقال، ويلفت إلى أنّ ما أسعده أكثر هو أنّ كامل سكّان المخيّم لم يناموا لحظة، وإنما بقوا مستيقظين طيلة الليل، وهم يواصلون احتفالاتهم بالإفراج عنه وعودته إلى مسقط رأسه، عادّا الاستقبال الذي لاقاه استقبالا للأبطال.
    أما الوالدة مريم "أم ناجح" فتبيّن بأنّها لم تعش يوم سعادة حقيقي كالذي تعيشه هذه الأيام، خاصّة وأنّها تمكنت من تحقيق أمنيتها الوحيدة في الحياة بعودة نجلها إلى أحضانها ومنزل العائلة.
    وتقول الوالدة: "بأنّها وعلى مدار أيام ثلاثة لم تعرف طعم النوم، وهي تنتظر وتبتهل وتدعو الله أن يرزق نجلها المعتقل فرجا من عنده"؛ خاصّة وأنها عاشت لحظات انتظار لكافة الصفقات ووعود الاحتلال بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن دون أن تثمر كلّ الجهود في الماضي في إعادة نجلها إليها، لكّنها تبين بأنّه وفي النهاية عاد والعودة كانت أجمل شيء في الحياة.
    وتشير إلى أنّها لا تريد الآن سوى أنّ تحتفل به وأن تزوّجه وتسكنه في بيته الذي بنته له في أحد أطراف المخيّم، حتّى تطمئن عليه وتكون قد أغلقت كافّة أبواب القلق على معاناة عمرها عشرات الأعوام، وتتمنّى الوالدة أن تعيش كافّة أمّهات الأسرى هذا الشعور، وهذه السعادة.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 3/11/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد وائل إبراهيم نصار "قرعان" من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط قطاع غزة

27 إبريل 2006

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية خربة المنصورة قضاء مدينة حيفا

27 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية