الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد المجاهد محمود يوسف الغندور: فارس الوحدة الصاروخية

    آخر تحديث: الأربعاء، 22 يناير 2014 ، 00:00 ص

    كم هو مؤلم أن نتحدث نحن الأحياء عن عظمة الشهداء، ففي كل يوم نرصد حياة شمعة من شموع هذا الوطن، شموع اشتعلت لتضيء الطريق نحو فلسطين كل فلسطين، فكم أنت عظيمة يا فلسطين بتضحيات أبنائك التي لم تتوقف رغم كل الأزمات والمراهنات والمناكفات والتحديات، بقيت يا فلسطين حاضرة بقوة في كل الميادين بفضل عطاء أبنائك المتواصل.

    ميلاد شهيد
    ولد شهيدنا المجاهد "محمود يوسف الغندور" "أبا حمزة" في حي الصفطاوي الصامد شمال مدينة غزة في التاسع من سبتمبر عام 1989م.
    نشأ شهيدنا المجاهد "أبا حمزة" في أسرة بسيطة مؤمنة بالله، تلك الأسرة التي هجرت عام 1948 كباقي الأسر الفلسطينية من بلدتها الأصلية "يافا". تتكون أسرة شهيدنا "محمود الغندور" من اثني عشر فرداً وكان ترتيبه السادس بين إخوته.
    درس الشهيد "محمود الغندور" في مدارس شمال غزة، فحصل على الابتدائية من مدرسة سعد بن أبي وقاص والإعدادية من مدرسة أسامة بن زيد، والثانوية من مدرسة عثمان بن عفان، ومن ثم التحق الشهيد بجامعة الأزهر ليواصل تعليمه الجامعي في كلية التربية تخصص مواد اجتماعية.
    ارتبط شهيدنا المجاهد "أبا حمزة" بعلاقات ممتازة مع أسرته، فكان محباً للجميع، ومحبوباً من الجميع.

    صفاته وعلاقاته
    كان شهيدنا الفارس "أبا حمزة" حريصاً على الصلوات الخمس في مسجد "طه" بمنطقة "حي التوام" وخاصة صلاة الفجر، وقراءة القرآن. كما كان شهيدنا المجاهد "أبا حمزة" يحرص على صوم النوافل وأداء الطاعات وزيارة الأرحام.
    كان شهيدنا المجاهد "أبا حمزة" يتصف بالكرم والجود وحب البذل والتضحية في سبيل الله، وكان باراً بوالديه حيث كان شديد الحرص على طاعتهما وكان يوصي إخوته بذلك.
    تميز شهيدنا المجاهد "محمود" بطيبة القلب وكانت الابتسامة لا تفارق شفتيه محباً للجميع ومحبوباً من قبل الجميع. كان لا يعرف الحقد والكراهية يتمني الخير للجميع. كان شهيدنا المجاهد "محمود" زاهداً في هذه الدنيا الفانية طامعاً في جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين. كان شهيدنا الفارس "أبا حمزة" يتمتع بمكانة مميزة بين إخوته حيث كان حريصاً علي طاعة من هم أكبر منه و احترام الأصغر منه سناً.
    كان شهيدنا الفارس "أبا حمزة" حريصاً على إدخال البهجة في قلوب إخوته الصغار وإرضائهم في المناسبات وخاصة الأعياد بالهدايا والألعاب.

    مشواره الجهادي
    شب شهيدنا المجاهد "أبا حمزة" على حب الله والوطن وعشق الجهاد والمقاومة، فمنذ نعومة أظفاره كان يحرص على المشاركة في تشييع جنازات الشهداء والمشاركة في الفعاليات المختلفة.
    ارتبط حضور شهيدنا بالحركة الطلابية الجهادية (الرابطة الإسلامية) حيث عمل في أطرها في المدارس الإعدادية والثانوية وكان له الدور البارز في العمل الطلابي الذي أكد دوماً على أهميته حتى يوم استشهاده. عرف شهيدنا بجهده الطلابي البارز في جامعة الأزهر حيث التزم العمل بكل مفرداته الثقافية والاجتماعية. كان شهيدنا "أبا حمزة" شديد التعلق بالشهيد المجاهد الاستشهادي "موفق الأعرج"، حيث تتلمذ على يديه. انضم شهيدنا المجاهد "أبا حمزة" إلى الخيار الأمل حركة الجهاد الإسلامي عام 2001م.
    التحق شهيدنا الفارس "أبا حمزة" في صفوف "سرايا القدس" عام 2003 وكان احد أفراد الوحدة الصاروخية في شمال قطاع غزة. شارك شهيدنا "محمود الغندور" في التصدي للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا الفلسطينية.
    شارك الشهيد "أبا حمزة" في العديد من عمليات إطلاق قذائف الهاون والصواريخ على بلدة سديروت ومدينة عسقلان.
    كان شهيدنا الفارس "أبا حمزة" يوصي دائما بأن يدفن حال استشهاده في المقبرة القريبة من موقع رباطه حتى يأنس بالمرابطين.
    تدرب شهيدنا "محمود" على عملية إطلاق النار والقنص على يد الشهيد القائد "رائد فنونة"، وقد أتقن شهيدنا الفارس آنذاك عملية القنص وإطلاق النار وإطلاق قذائف الآر بي جي ببراعة ملحوظة و حصل على شهادة تفوق في إحدى الدورات العسكرية التي تلاقها.
    كانت تربط شهيدنا "محمود" علاقات حميمة مع الاستشهادي "محمد السكسك" والشهيد "عبد العزيز الحلو" والشهيد "زكريا التتر" والشهيد "حسام حرب" أفراد الوحدة الصاروخية.
    حتى الأيام الأخيرة قبل استشهاده كان شهيدنا المجاهد "محمود الغندور" يساعد إخوانه المجاهدين في تجهيز الصواريخ والقذائف لإطلاقها علي البلدات والمغتصبات الصهيونية.

    موعده مع الشهادة
    في ليلة الأحد 20/1/2008م، خرج شهيدنا "أبا حمزة" برفقة إخوانه المجاهدين و ذلك لإطلاق الصواريخ على البلدات والمغتصبات الصهيونية وذلك رداً على جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا، ولكن إرادة الله كانت هي الغالبة فاستهدفته طائرات الغدر الصهيونية بصواريخها الحاقدة لتصيبه بجروح حرجة نقل على إثرها إلى المستشفي لتلقي العلاج وبذلك نال شهيدنا "أبا حمزة" ما تمنى أن يبقى مصاباً قبل استشهاده حتى يخفف الله عنه. وبعد يومين على إصابته ارتقي شهيدنا "محمود" إلى العلا ليلاقي ربه شهيداً بإذن الله بعد أن جاد بروحه ودمه في سبيل الله.

    وصية الشهيد المجاهد: محمود يوسف العبد الغندور ( أبا حمزة )

    {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }.

    الحمد لله رب العالمين ناصر المجاهدين .. ومذل الكافرين .. والصلاة والسلام على قائد المجاهدين محمد صلى الله عليه وسلم.
    أنا العبد الفقير إلى الله/ محمود يوسف العبد الغندور "أبو حمزة" ابن الإسلام العظيم، وجندي من جنود الوحدة الصاروخية التابعة لسرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي .. أهب نفسي إلى الله تعالى راجياً منه أن يتقبلها في عباده الصالحين، ولا أزكيها عليه واحتسبها كذلك إن شاء الله على درب الشهداء .. أبا عماد وأبو سلمان وأبو عزيز والشهيد محمود عوض وأبو جهاد وأبو يحيى وكل شهداء فلسطين الحبيبة من نهرها إلى بحرها.
    لقد طال صبرنا على مجازر أحفاد القردة والخنازير، لقد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، ولقد تجبر هذا العدو الغاصب ونسي أن الله له بالمرصاد ... ونسي جند السماء وجند الأرض .. الذي أسأل الله أن يجعلني منهم وأن يمكنني من رقاب يهود .. وأن ينزل العار بالمساومين المتخاذلين وأن يجعل صواريخنا القدسية تدب الرعب في قلوبهم وتزلزل المغتصبات من تحتهم وتوقع فيهم القتلى والجرحى بإذنه تعالى.
    أمي الغالية/ كوني كما علمتيني الأم الصابرة المؤمنة بقضاء الله تعالى، التي تعرف أن الشهداء لا يموتون بل يصعدون إلى الجنان، إليك كل سلامي وتحياتي، اعلمي أنك في رضى من الله لأنه اصطفى لك شهيداً حتى يأخذ بيدك إلى الفردوس الأعلى إن شاء الله، فسامحيني يا أمي الغالية في كل خطأ ارتكبته بحقك، وادع لي الله أن يرجمني و ليقبلني شهيداًُ عنده إن شاء الله.
    إلى أبي الصابر/ عليك يا والدي بتقوى الله والاحتساب عند الله لأنه من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأريد منك أن تتقبل خبر استشهادي بكل صبر واحتمال وأن تسامحني إن أخطأت في حقك.
    إلى أخواتي وإخوتي/ عليكم بالالتزام بالإسلام والحفاظ على الصلوات الخمس، واحترام والديكم وإطاعتهم، وعليكم بتقوى الله تعالى والسير على نهج الشهداء، وعليكم بمودة من يودني وصحبة من يصاحبني، وعليكم بالصبر والسلوان.
    إخواني في الله، أصدقائي، أحبابي، رفاق دربي/ أبعث إليكم بسلامي وتحياتي وأنا أرتحل عن عيونكم لأصعد إلى جنة عرضها عرض السماوات والأرض بإذن الله، وإنه ليحزنني فراقكم ولكن اللقاء عند رب السماوات والأرض، إليكم إخواني في مسجد طه أدعوكم لرص الصفوف والتآخي والتحابب ولا سبيل لنا إلا الوحدة بإذن الله، وان تكونوا صفاً واحداً لا يفرقكم إلا الموت، وصيتي لكم أن تحفظوا دمنا وتسيروا علي دربه ولا تخونوا الأمانة التي حملكم الله إياها ولا تنخدعوا بدعاة الهزيمة والانكسار ولا تضعوا الآمال في الرؤساء المتخاذلين فإن النصر من عند الله، فإن الحق وحياة العز لا تأتي إلا بالجهاد.

    و في الختام لا يسعني إلا أن أقول لكم أحبتي ،، الملتقى الجنة بإذن الله

    أخوكم ابن الوحدة الصاروخية – سرايا القدس
    الشهيد بإذن الله / محمود يوسف العبد الغندور

    (المصدر: سرايا القدس، 22/1/2008)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية