Error loading files/news_images/باسم خندقجي.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الأحد 19 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير باسم الخندقجي.. قصة معاناة وصمود

    آخر تحديث: الثلاثاء، 04 مارس 2014 ، 11:25 ص

    أقول لكم إننا لن نهزمكم… ولكننا سوف نساعدكم على هزيمة أنفسكم من الداخل... شكرا لكم على مؤبداتكم شكرا لأنكم قتلتم ذلك الإنسان في داخلي… دعوني أقول لكم الآن بكل معاناة وألم أنتم النازيين الجدد على هذه الأرض وهنيئا لنا بما ستجلبوه بوحشيتكم من دمار وخراب لشعبكم.
    هكذا وقف أمام جلاديه ليصدمهم بحقيقتهم... وكيف لا وهو الكاتب والأديب الشاعر والثوري المناضل أنه الأسير البطل باسم محمد الخندقجي.
    ولد الأسير باسم محمد صالح أديب الخندقجي, في الثاني والعشرين من ديسمبر "كانون أول من العام 1983 في مدينة نابلس، ودرس في مدارس محافظة نابلس، حيث بدأ في مدرسة المعري أولى مراحل الدراسة الابتدائية وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة الملك طلال والتحق بجامعة النجاح الوطنية دراسة خاصة قسم العلوم السياسية ثم حول إلى قسم الصحافة والأعلام.
    بدأ باسم حياته الطفولية مثل أي طفل فلسطيني داخل الوطن وعاصر جنون الاحتلال بكل قسوته ومعانيه وبدأت الانتفاضة الأولى وكانت محطة قوية في ذاكرة ذلك الطفل الذي بدأ ينمو سريعا أكبر من طفولته وكان قد تأثر بالأحداث التي تجري حوله وكان تأثيره الشديد بالفكر اليساري، حيث كان عمه عضوا ناشطا في الحزب الشيوعي وكانت الانتفاضة الأولى في أوجها.
    كان باسم مولع منذ صغره بالقراءة وبالأحداث التي تجري حوله وكانت أول رواية قد قرأها وهو في السن العاشرة من عمره وهي نهاية رجل شجاع، مما لفت انتباه الصحفي سميح محسن فأجرى معه لقاء صحفيا لصالح جريدة الطليعة المقدسية في ذلك الوقت حول مفهوم الرواية.
    انتقل باسم من المرحلة الأساسية إلى المرحلة الثانوية في مدرسة الملك طلال وهناك أسس أول مجلة حائط تحت اسم مجلة الاتحاد والتحق في صفوف حزب الشعب الفلسطيني الشيوعي سابقا وكان عمره آنذاك 15 عاما، وكان من النشطاء هو ومجموعة من الرفاق في داخل المدرسة.
    لم ينجح باسم في امتحان الشهادة الثانوية فأكمل في مادة الرياضيات ورغم ذلك أبى إلى أن يكمل تعليمه وأعاد الامتحان ونجح وحصل على معدل 65.8 رغم أن معدله لم يؤهله أن يدخل الجامعة إلا أنه صمم على الدخول حتى ولو دراسة خاصة وأمام هذا الإصرار منه فما كان من العائلة وخاصة والدته لبيع مصوغاتها الذهبية من أجل تعليمه.
    كانت انتفاضة الأقصى قد دخلت عامها الأول وبدأ باسم نشاطه داخل الجامعة وخارجها مدعوما من الحزب ومؤسسات الحزب، حيث شارك في بعض المؤتمرات المحلية وفي العمل التطوعي المجتمعي والمخيمات الصيفية وورشات العمل من خلال بعض المؤسسات المجتمعية وشكل مجموعة الحماية الدولية لحماية الشعب الفلسطيني من أصدقاء من أوروباـ انتخب نائب لسكرتير كتلة اتحاد الطلبة التقدمية في جامعة النجاح وعضو محلية الجامعة وكانت آخر بصماته في جامعة النجاح معرض التراث.
    تأثر باسم كثيرا عند شاهد الطفلة إيمان وهي تقتل بيد جنود الاحتلال في قطاع غزة فشكل هو مجموعة طلائع اليساريين الأحرار وهي تضم مجموعة من الرفاق من مجمل اليسار.
    اعتقل باسم بتاريخ الثاني من نوفمبر لعام 2004 على يد قوات الاحتلال بعد عملية سوق الكرمل البطولية في الأول من نوفمبر للعام 2004 والتي نفدها الاستشهادي عامر عبد الله من كتائب الشهيد أبو على مصطفى، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة صهاينة وجرح ما يقل عن 50 آخرين، حيث اتهم باسم بأنه كان أحد أعضاء المجوعة التي خططت للعملية والتي أطلق عليها في حينها "وحدة اليساريين الأحرار".
    عندما اعتقل باسم، اختلفت آراء البعض في العائلة، بأن الاعتقال لن يدوم قليلا كونه لم يعمل بأي عمل عسكري ففوجئت العائلة ببيان مكتب رئيس الوزراء الصهيوني، يقول: "إن عملية سوق الكرمل لم تكن مقصودة وإنما المقصود السفارة الأمريكية في تل أبيب وكانت صورته على الصحف الصهيونية وبدأت رحلة السجن"، حكم عليه بتاريخ السابع من أغسطس لعام 2005 بثلاث مؤبدات.
    في المحكمة التي لم يعترف باسم بشرعيتها وقف أما قاضي المحكمة وقال له: أنا أحد أبناء هذا الجيل… الذي عاش في كنف الانتفاضة الأولى وتوقفت أحلامه وطموحاته من النمو في الانتفاضة الثانية حين قتلت أفكاركم الوحشية التي تطقن فن القتل وإراقة الدماء ذلك الإنسان البريء في داخلي حين رأيت بأم عيني الضحية التي تحولت إلى وحش… لقد قتلتم في داخلي ذلك الإنسان حين قام أحد جنودكم في بإفراغ مخزن بندقيته في جسد طفلة في غزة اسمها إيمان.
    بدأ باسم رحلته داخل السجن بمرحلة قاسية من خلال حكمه ومن خلال معاملة إدارة السجون له فاتجه إلى رحلة الكتابة وإنشاء مكتبات داخل السجون وكانت عائلته تزوده بأحدث الكتب التي تصدر في العالم العربي من كتابته داخل السجن (مسودات عاشق وطن) وهي عبارة عن 10 مقالات تحكي عن الهم الفلسطيني (وهكذا تحتضر الإنسانية) وهي عبارة عن تجربة الأسير الفلسطيني داخل السجون وهمه اليومي، وأيضا من كتابته ديوان شعر بعنوان (طرق على جدران المكان) Ùˆ(شبق الورد أكليل العدم) وأيضا دراسة عن المرأة الفلسطينية وكتاب (أنا الإنسان نداء من الغربة الحديدية) تكريما له قام بعض أصدقائه في فرنسا في ترجمة أعماله إلى اللغة الفرنسية ونشرها على cd.s ÙˆØ´ÙƒÙ„وا لجنة تقوم بالاتصال بأهله حتى الآن للاطمئنان عليه.
    على الرغم من اعتقال باسم والحكم عليه بالمؤبدات الطوال إلا أنه لا زال يتعرض للتضييق ومحاولة خنق صوته الذي يأبي إلا أن يظل صادحا فتعمد إدارة السجون إلى نقله نقلا تعسفيا بين الفترة والأخرى، وقد أبلغ باسم والدته في زيارته الأخيرة أنه كان ينوي عدم الخروج للزيارة احتجاجا على ما تمارسه إدارة السجن من تحويله للاستجواب العسكري على ما يقوم بنشره من إصدارات أدبية ومقالات، وأبلغوه أنه يتم متابعة ما ينشر له عبر النت والصحف باعتبار ذلك نوعا من أعمال التحريض إلا أنه قام بالزيارة خوفا عليها وعلى والده وقد قرر باسم أنه في حال استمرت إدارة السجون النازية بتهديده بكتاباته فإنه سيعلن الإضراب عن الطعام احتجاجا على خنق صوته.
    سنوات طوال مضت ولا زال باسم يعد الأيام والسنين وكتاباته تملأ الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية.. وأشعاره تفيض بصوت الأسرى ومعاناتهم وقلمه ينزف ألما وحسرة على وطن جريح؛ لكن شعلة الأمل في قلبه لا زالت مشتعلة ويزداد لظاها يوما بعد يوم كيف لا وهو القائل: "إن الحياة ينبغي أن تفهم بالرجوع إلى الخلف… وأن تعاش بالاتجاه إلى الأمام.. ولكنني لم أزل مع الأمل في دياجير الظلام أناشد الوطن بأن يلدني مرة أخرى… لدني من جرح يا وطني لا من وهم لدني… لدني كي أتمرد وأتجدد فالحلم لم يحن موعد نومه بعد.

    (المصدر: أسرى فلسطين، 4/3/2014)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد أحمد راجح كميل من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية بالحارة الشرقية في قباطية القريبة من مدينة جنين

19 مايو 2005

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة بحق مسيرة احتجاج سلمية في رفح تسفر عن 12 شهيداً

19 مايو 2004

الاستشهادية هبة ضراغمة من سرايا القدس تفجر نفسها بمجمع تجاري في مدينة العفولة المحتلة موقعةعشرات القتلى والجرحى في صفوف الصهاينة

19 مايو 2002

بدء الإضراب العام في فلسطين

19 مايو 1936

الأرشيف
القائمة البريدية