26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    صلاح أبو حسنين.. مسيرة جهاد توجت بالشهادة

    آخر تحديث: الأحد، 31 أغسطس 2014 ، 02:49 ص

    بقلم / القذافي القططي "أبو جهاد"
    ترددت كثيرا عند كتابتي عن رفيق درب وأخ كبير وصديق وفي عرفته منذ خمسة وعشرون عاما وهو شامخ مقدام لا يتغير، حياته جهاد ومماته جهاد، عرفته شوارع المخيم وأزقته، ثائرا بعنفوان لا يلين، وصادحا بالحق لا يعرف التلون.
    نشأ يتيما مستضعفا كما الكثيرون من أبناء المخيم ولكن روح المقاومة والجهاد نشأت عنده منذ كان شابا صغيرا، تربى على حلقات القرآن في مسجد الهدى بمخيم يبنا، وحلقات العلم وتتلمذ على يدي الشهيد المعلم فتحي الشقاقي ورفيق دربه الشيخ نافذ عزام وقد شكل إيمانه بفكر الشقاقي وحركة الجهاد الإسلامي نقلة نوعية بمسيرة المجاهد القائد صلاح أبو حسنين، حيث الإيمان والوعي والثورة، حيث فلسطين القضية المركزية للأمة المسلمة.
    فأدرك السر الإلهي مبكرا، وأدرك أنه عرف اليقين، وعرف الطريق إلى السعادة الأبدية، حيث الجنان الوردية، أدرك ما أدركه حمزة وبلال وزيد والقعقاع، فكان مكافحا صنديدا، عندما تسمع صوت صلاح تدرك أن المخيم حاضرا بكل تفاصيله، الشوارع والأزقة والحجارة والمتراس والشعار والهتاف، كان حريصا أن يكون في ليلة القدر معتكفا بالمسجد الأقصى مع إخوانه في النواة الأولى لحركة الجهاد وقبل أن نمنع من اعتكافها بسبب الاحتلال وإن كنت أصغره سنا فإني كنت أحد تلامذته وأحبابه وعشت مراحل حياته بفعل الانتماء لنفس الخيار أو بحكم الجيرة بالمخيم.
    فقد كان يقارع الاحتلال ليل نهار دون كلل أو ملل وقد أصابته سبع رصاصات من الاحتلال في الانتفاضة الأولى بسبع مناسبات مختلفة أحداها كنت بجواره عندما أصيب إصابة خطيرة ببطنه وأخرى عولج ببيتنا المتواضع عندما أصيب بيده ولكن هذه الإصابات لم تمنعه من الاستبسال بالمقاومة والتحق سريعا بلجان حركة الجهاد الإسلامي الشعبية ومن أوائل مؤسسيها وانطلق مسرعا للعمل في صفوفها فكان يوزع بيانات الحركة التي تدعو الناس للثورة والاستمرار بالانتفاضة.
    اعتقلته قوات الاحتلال في أكثر من مناسبة وقضى ثلاث سنوات في سجونها، وهذا لم يمنع القائد من مواصله دوره داخل السجون منظرا وموجها لإخوانه الأسرى بل وخطيبا لهم في يوم الجمعة، خرج الشهيد من سجنه أشد صلابة وأقوى شكيمة، واستمر بمشواره الجهادي ليقود العمل الحركي بمحافظة رفح مع ثلة من المجاهدين الصادقين منهم من لقي الله شهيدا ومنهم من ينتظر واستمر بعنفوانه يؤبن الشهداء بكلمات مدادها نور وروحها مقاومة، عندما تستمع إليه فإنك تستمع لروح حمزة وبلال وعمار، ثائرا، ومتواضعا، وبعد قدوم السلطة عام 1994 لم يتوقف جهاده وكدحه فانتقل للعمل الخيري إلى جانب عمله التنظيمي وأسس مع ثلة من إخوانه المجاهدين جمعية الإحسان الخيرية ليساهم في تخفيف العبء عن أبناء شعبنا والاهتمام بعوائل الشهداء والأسرى وشكل دائرة لكفالة اليتيم وأنشأ رياض أطفال خيرية لأبناء المخيم الفقير، فكان جهادا من نوع آخر، لم تقف حدوده عند الحجر والمولوتوف والسكين، وذهب إلى ما هو إنساني ورحيم، فقد كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمات من معنى، لم أذكر أني وغيري طرقت بابه لأحد من الفقراء والمعوزين وردنا خائبين.
    فقد كان نصيرا لنا عندما عز النصير، عمله الدءوب لم يمنع اعتقاله من قبل أجهزة السلطة مرات ومرات وكان دائما متسامحا يدعو للوحدة رغم الألم والجرح، جاءت انتفاضة الأقصى لتشكل إضافة جديدة في مسيرة الجهاد والمقاومة للشهيد القائد فقد كان من أول المشاركين بها ومن أوائل من قادوها وقد عمل في قيادة الجهاد برفح وعضوا بمجلس الشورى فيها وتقلد مهام كثيرة أهمها مسئوليته عن ملف الإعلام والفعاليات.
    وقد كان في اللجنة العليا المشرفة على جميع فعاليات الحركة بالقطاع وأشرف على مهرجانات كبرى في ذكرى انطلاقة الحركة وتأسيسها شارك بها عشرات الآلاف برفقة أخيه الشهيد القائد رامز حرب، ليس هذا فحسب فلم يكن يرضى هذا القائد أن لا يكون مجاهدا في ساحات الوغى ليترجم خطاباته في تأبين معظم شهداء الحركة وخطاباته الحماسية بمهرجانات الحركة فعلا وقولا، فالتحق بصفوف السرايا مقبلا غير مدبر واختير مسئولا للإعلام الحربي بها على مستوى قطاع غزة وعضوا بالمجلس العسكري للسرايا وهو أرفع منصب عسكري بحركة الجهاد بعدما نال أرفع المناصب السياسية والدعوية والخيرية.
    فأبدع كما أبدع في كل الميادين ونقل المعارك في بشائر الانتصار والسماء الزرقاء وكسر الصمت والبنيان المرصوص صوتا وصورة للعالم بأسره وأظهر صورة الجندي المهزوم الذي صوره العالم بأنه لا يقهر وتألق في عالم الإعلام الحربي المقاتل وأسس وحدة من الإعلاميين بإمكانيات محدودة تفوقت على إعلام عدو أنفق المليارات لتعزيز صورته.
    فكانت حياته كلها جهاد ومقاومة وتوجها الباري له في السابع والعشرين من رمضان وبعد أن شهد ليلة القدر وفي يوم الجمعة المبارك بشهادة عظيمة ارتقى فيها لربه صائما مع أبناءه الأطهار مقبلا غير مدبر، تاركا لنا حملا ثقيلا وحزنا كبيرا وفراقا لا يمكن أن تزيله الأيام، وداعا يا صديقي فلنا بالتأكيد لقاء.

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية