26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدة الأسيرين شواهنة: لم يبق في حياتنا أفراح ما دام أسرانا في سجون الاحتلال

    آخر تحديث: الأربعاء، 20 مايو 2015 ، 10:17 ص

    "منذ 11 عامًا، أقضي أيامي متنقلة بين السجون رغم المرض وآثاره، فما دمت قادرة على الوقوف لن اتخلف عن زيارتهما، وأمنية عمري الفرح بحريتهما"..

    بهذه الكلمات، استهلت المواطنة فاطمة شواهنة، حديثها الممزوج بالدموع والألم، جراء استمرار اعتقال ولديها الأسيرين بشار ومحمد حسين فارس شواهنة، وعقاب الاحتلال لها بتفريقهما ورفض جمعهما في سجن واحد، اضافة لما تعيشه من خوف وقلق بسبب إهمال إدارة السجون علاج أسيرها بشار الذي يعاني من عدة أمراض.

    حياة العذاب
    في منزلها في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، لا تتوقف الوالدة السبعينية أم بشار عن البكاء كلما حدقت في جدرانه التي تتزين بصور أسيريها، وتقول "حياتي عذاب وألم في ظل غيابهما وفراقهما القسري، ما أعانيه من أمراض وما تعرضنا له من عقوبات حتى بهدم منزلنا، لم تؤثر علينا، لكن الحزن يكبر والعمر يمضي وأنا محرومة من عناقهما"، وتضيف "كلما تذكرت لحظات رحيل والدهما قبل عامين دون أن يتمكن حتى من وداعهما تتفاقم معاناتي ويكبر حزني، فالاحتلال يعاقبني حتى بتفريقهما في سجونه، وأدعو الله رب العالمين أن يمنحني العمر حتى أعيش فرحة عمري برؤيتهما أحرار بدون قيود".

    الأسير بشار
    يعتبر الأسير بشار 38 عاما، باكورة أبناء العائلة، وهو متزوج وله طفلان، البكر الحسين (14 عامًا)، والأصغر محمد يبلغ من العمر 12 عامًا، ورغم حبه للتعليم وتأسيس أسرة لم يتردد عن تأدية واجبه النضالي والوطني، وانتمى لحركة الجهاد الاسلامي، وتقول والدته "ابني شاب خلوق ومناضل ومتميز في كل شيء، حنون ومحب لعائلته ووطنه وشعبه، ومثلما حقق النجاح والتفوق في تعليمه ودراسته الثانوية، شارك في كافة الفعاليات والأنشطة والمسيرات"، وتضيف "كرس الكثير من وقته للقضية وعمل الخير وتأدية الواجب، وبعدما أنهى التوجيهي بتفوق، انتسب لجامعة القدس المفتوحة، لكنه لم يستطع إكمال دراسته الجامعية بسبب تكرار الاعتقالات".

    مسيرة نضال
    قبل وخلال انتفاضة الأقصى، برز دور بشار النضالي في مقارعة الاحتلال، وتقول والدته "تزايد نشاطه ودوره عبر انخراطه في حركة الجهاد الإسلامي ، فاستهدفه الاحتلال، وتعرض لاعتقال مرات عديدة لم تنل من عزيمته ومعنوياته", وتضيف "رغم زواجه ومسؤولياته، لم يثنه شيء عن حب وطنه والقيام بواجبه خاصة خلال انتفاضة الأقصى، فكان الاعتقال الأخير عندما داهمت قوات الاحتلال منزلنا في شهر آذار عام 2003، وبعد تدمير محتوياته بشكل كامل، انتزعوه من بين أسرته وطفليه واقتادوه لأقبية التحقيق لفترة طويلة".

    هدم المنزل
    أيام عصيبة، عاشتها عائلة الأسير عندما انقطعت أخباره خلال مرحلة التحقيق، وتقول الوالدة أم بشار "وسط الحزن لاختطافه والقلق لعدم توفر أي معلومات عنه، وأثناء تعرضه للتعذيب في زنازين سجن الجلمة، اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا بعد شهرين من اعتقاله، وهدمته خلال لحظات وشردت العائلة"، وتضيف "لم يكتف الاحتلال بالانتقام منا وحرماننا من ابني، فحكموا علينا برحلة معاناة وشتات طويلة، واستمرت العقوبات بنقله بين السجون، وحاليا يقبع في سجن جلبوع".

    معاناة السجن والمرض...
    تؤكد الوالدة أم بشار، أن ابنها لم يكن يعاني من أية أمراض قبل اعتقاله، وتقول "بعد رحلة العذاب القاسية في أقبية التحقيق وظروف العزل الرهيبة في الزنازين الانفرادية، أصبح بشار يعاني من عدة أمراض منها ضيق في التنفس وضعف في النظر، وطوال السنوات الماضية، أهملت سلطات الاحتلال علاجه"، وتضيف "منذ أكثر من عام، أصبح يعاني من ألم حاد ومستمر بسبب الباصور، وإثر مضاعفاته الحادة أقر له الأطباء اجراء عملية جراحية، ولكن الإدارة ما زالت تماطل وترفض إجراء العملية غير آبهة بما يكابده من ألم ومعاناة حولت حياته لجحيم في ظل الآثار الخطيرة عليه".

    اعتقال الابن الثاني
    ووسط صمودها وصبرها، عقب اعتقال بشار وهدم المنزل، عاشت المواطنة أم بشار الصدمة الثانية باعتقال ابنها محمد 34 عاما في نفس العام، وتقول "تلك الأيام من عام 2003، تعتبر أقسى وأصعب لحظات عمري، فالاحتلال استمر باستهداف أسرتي، ولم نكد نضمد الجراح بعد الحكم على بشار بالسجن الفعلي 18 عاما، حتى انضم ابني محمد لقائمة الأسرى"، وتضيف "تكررت معاناته المريرة في أقبية التحقيق، حتى حوكم بالسجن الفعلي لمدة 16 عاما، وطوال السنوات الماضية، رفضت إدارة السجون جمعهما في سجن واحد، فمحمد يقبع في سجن النقب، وكلاهما قدم عشرات الطلبات لوضعهما في نفس السجن، وتخفيف معاناتي بتنقلي بين السجون لكن دون جدوى فالعقاب مستمر حتى اشعار آخر".
    تضم ام بشار صور اسيريها وتعانقها دون أن تتوقف عن تقبيلها، وتقول "من شدة الحزن والبكاء والكوارث التي حلت بحياتنا بعد اعتقالهما والأحكام التعسفية بحقهما، أصبحت أعاني من عدة أمراض، لكني صابرة وأملي بالله أن أعيش حتى أفرح باجتماع الشمل بهما"، وتضيف "في كل يوم أبكي وأتحسر لأن والدهما توفي قبل عامين دون أن يتمكن من وداعهما، فهو تأثر كثيرا بعد اعتقالهما، وأصيب بجلطة ولم يتمكن من زيارتهما في الشهور الأربعة الأخيرة التي قضاها طريح الفراش، ورحل وهو يردد اسميهما، وعم الحزن لدينا وعاش بشار ومحمد الماسي المريرة بوفاته دون رؤيتهما له".
    تعانق أم بشار حفيديها، وتقول "أي قانون وشريعة تجيز حرمان حفيدي من حضن وحنان والدهما، عاشا حياتهما على بوابات السجون ولم يعرفا والدهما إلا من خلف القضبان، وكلما كبرا تزداد معاناتهما لشوقهما لوالدهما، وأتمنى أن يجتمع شملهما به قريبا وتنتهي رحلة عذاب بشار ومحمد خلف القضبان"، وتكمل "خلال سنوات اعتقالهما، تعرضا للعزل والعقوبات، ولم أفرح بزفاف أحد من أبنائي، بينما ابني نزار الأكثر حزنا لأنه معاقب بالرفض الأمني وطوال السنوات الماضية لم يسمح له بزيارتهما سوى مرة واحدة".

    نداء الحرية
    ووسط الخوف والقلق، ناشدت الوالدة أم بشار، هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير وكافة المؤسسات المعنية العمل على حل قضية ابنها المريض بشار ووضع حد لمماطلة إدارة السجون في علاجه، وتقول "ينتظر إجراء عملية الباصور منذ أكثر من عام كامل، ونطالب بعلاجه وإدخال طبيب مختص له قبل فوات الأوان"، وتضيف "إلى متى سنبقى نعاني والعمر يمضي والسجون تختطف أبناءنا وحياتهم وحريتهم، في كل زيارة أتمنى أن تتكسر القضبان والقيود وأعود وكل أمهات الأسرى مع أبطالنا لمنازلنا لنفرح بحريتهم، فلم يبق بحياتنا أفراح ما دام أبناؤنا أسرى".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية