26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    وصية الشهيد المجاهد: خالد رايق محمد حسين

    آخر تحديث: الأربعاء، 16 نوفمبر 2016 ، 10:47 م

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله معز المجاهدين ومذل القاعدين، والصلاة والسلام على من أنار الله بجهاده قلوب الموحدين الصادقين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن سار على دربه واهتدى بهديه وجهاده إلى يوم الدين. وبعد:

    أنا العبد الموحد بالله (خالد بن رايق بن محمد بن حسين) "أبو محمود الشامي"، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، والساعة حق، وأن الله يبعث من في القبور.

    يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم. [التوبة: 111]، ما أعظمها من آية وما أجلها من بيعة مع الله. إن هذه المعاني لا يدركها إلا من شرح الله صدره لحب الجهاد والشهادة، وهذه نعمة ومنة من الله يقذفها في فؤاد أوليائه وأحبائه، أما من يزهد في هذه المعاني وتجذبه عوالق الدنيا الرخيصة فقد حرم الاصطفاء والاجتباء وذلك هو الخسران المبين.

    وأخيرًا أهلي، أحبتي، إخواني وبعد سنوات مريرة قدر الله لي فيها القيد، ومنَّ عليَّ بالصبر والاحتساب، جاءت الحرية التي لم يكن لها الطعم الذي أريده، فلم يبق من الأحبة الذين تحلوا بصحبة الحياة أحد، فمع كل روح كانت تخرج من أرواحهم كنت ألفظ أنفاسي، وكأن روحي كانت تخرج معهم فجميعهم ودعتهم على بوابة السجن على أمل اللقاء في ساحة الجهاد، ولكن كلماتهم كانت بمثابة أنيس لي في وحشة الدنيا عندما كانت تتردد في مسامعي:

    لئن لم نلتق في الأرض يوما               وفرّق بيننا كأس المنون.

    فموعدنا غدا بدار خلد                     يحيا بها الحنون مع الحنون

    نسأل الله أن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة وعلى حوض فيه المصطفى، كثيرة هي الكلمات التي تختلج مشاعري، وأود لو أن مرادي يفيض بها، لكن آثرت أن أختصر قدر الإمكان.

    فوصيتي لكم أهلي الأحبة: (أمي) الحنونة، (أبي) العزيز، إخواني أخواتي، وكل أحبائي ومن يعرفني، أن لا تركنوا للدنيا الرفيعة الفانية والتي لم ترد آية في كتاب الله إلا وتحقر من شأنها، فكونوا على أهبة الاستعداد للرحيل إلى الله تابعين ملتي وبأقصر الطرق وأعظمها أجرًا، إنه الجهاد والشهادة والتي هي أمنية كل الصادقين المخلصين، كيف لا وقد تمناها من هو أعظم منا ومن كل البشر نبينا الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه حين قال: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً، فَأَحْمِلَهُمْ وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو، فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ). [صحيح مسلم]

    إن الشهداء هم أعظم الناس أجرًا بعد النبيين، والمجاهدين هم أفضل الناس وأكرمهم عند الله، والجهاد أفضل من الحج والعمرة ومجاورة مكة والمدينة، وأفضل من صيام النهار وقيام الليل والصدقة مع عظم أجرها، لكن الجهاد أعظم منها وكل هذا ثابت في الكتاب والسنة وارجع إلى فضائل الجهاد والشهادة التي لا تحصى ولم أذكر منها إلا القليل، فهل كل بعد هذا التكريم الإلهي العظيم يتبقى هناك من يتمسك بهذه الدنيا الفانية؟ فكونوا كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى). [مسند أحمد بن حنبل]، ويقول الإمام الحسن البصري رحمه الله: (المؤمن في الدنيا كالغريب، لا يأنس بعدها ولا يجزع من ذلها، للناس حال وله حال). اللهم لا أعيش إلا عيش الآخرة، وإذا كانت النفوس للموت قد أنشئت، فقتل النفس بالسيف في سبيل الله أفضل، وإنما هي موتة واحدة فلتكن في سبيل الله. والله الذي لا إله إلا هو لم أجد طعم الراحة والطمأنينة إلا بعد أن خضت غمار الجهاد، وأصبحت على حافة الشهادة فمن كان الله معه فمن عليه؟.

    وأخيرًا أهلي، أحبتي، إخواني: أوصيكم بالصدقة والإخلاص بالقول والعمل، كما يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: (العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه)، واتقوا الله فيما بقي من حياتكم. وأوصيكم أن تكون جنازتي وقبري على السنة المطهرة، وأن لا يبكي عليَّ أحد أو يندب أو يلطم ويشق الجيوب. فأنا بريء أمام الله من كل من يفعل هذا، أوصيكم بعدم التبذير في طباعة الصور وإلصاقها على الجدران، وتصدقوا عن روحي كلما سمحت الفرصة لذلك.

    وأخيرًا: أدعو الله الذي لا يرد سائلاً ولا يغيب للعبد وسائل، أن يرزقني ما قذف في قلبي حبه وعشقه، ورجائي الوصول إليه شهادة في سبيله يراق فيها دمي، وتمزق فيها أشلائي، ويرضى بها عني، وأن يكرمني أن أخرج من هذه الدنيا الملوثة بنظافة، وأن أغسل جسدي بدمي أنا وجميع الإخوان المجاهدين معي في جنة رب السماء مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

    والله قد قدمت روحي راغبًا                 ثمنًا ليبقى أصل ديني عاليا

    قحمت أسباب المنايا حاملاً                بيدي لنصرة دعوتي أكفانيا

    يا أخي لا تبكِ لفقدي دمعةً                وابكِ لدين ما علي بواكيا

    فالموت خير من حياة مذلةً                وأنا لديني قد نذرت حياتيا

    وعلى جدار الموت خططت ملامحي      ظفرا بظفر والمداد دمائيا

    وبالله لا تنسونا من صالح دعائكم، بأن يتقبلنا ربنا عز وجل. استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    أخوكم الشهيد بإذن الله

    خالد رايق علي حسين


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية