26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد إياد حردان: فارس المقاومة.. وعاشق الشهادة

    آخر تحديث: الأربعاء، 04 إبريل 2018 ، 11:50 ص

    الميلاد والنشأة
    في أسرة مؤمنه مجاهدة ولد شهيدنا "إياد محمد نايف حردان" في الأول من أبريل للعام 1974، ليكون الابن السادس في أسرته المكونة من تسعة أفراد.
    تعلم شهيدنا المجاهد في مدارس بلدة عرابة وأنهي تعليمه الثانوي فيها حيث أدرك الطريق لله والمسجد والجهاد في سن مبكرة , فكبر وكبرت في أعماقه ملامح الإيمان فكان من السباقين للصلاة في المساجد والمهتمين بمتابعه كافه الدروس الدينية وقراءة الكتب ودراسة تاريخ قضيته رغم صغر سنه فأصبح من أكثر الناس حماسا لقضيته وكراهية لعدو شعبه.
    ومع اندلاع الانتفاضة المباركة الأولي كان شهيدنا من أوائل الذين تصدوا للاحتلال في بلدة عرابة وشارك في جميع المواجهات التي كانت تدور بين شباب البلدة والصهاينة، وكان دوماً يقوم برشق جنود الاحتلال بيده اليمني وهو يقول الله أكبر، كان دائما يواجههم من مسافات قريبة جدا حتى يتحقق من إصابة الهدف بحجارته المقدسة التي كانت تطاردهم أينما ولوا وجوههم.

    صفاته وأخلاقه
    كان شهيدنا مداوما على الصلاة والعبادة ويتنقل في مساجد البلدة، وكان كثيراً ما يجلس في حلقات الذكر وتعليم القرآن بالمسجد، كما كان شهيدنا صواماً، قواماً، قارئاً للقرآن، يحب الجميع والجميع ينظر إليه بنظرات الخير والمحبة.

    مشواره الجهادي
    لم يبلغ عمر شهيدنا "إياد" 16 عاما حتى أخذ منحنى آخر فانضم لصفوف حركة الجهاد الإسلامي وهو من المؤسسين لمجموعات عشاق الشهادة مع الشهيد عصام براهمة وأنور حمران وكان الشهيد إياد أول من أحضر السلاح ولكن ليس بالمال بل انتهج نهج الشهيد عز الدين القسام عندما كان يقول لأصحابه من يريد أن ينتمي إلى صفوف حركتنا فليحضر سلاحه معه، وبالفعل ذهب إياد هو ورفاقه إلى المستوطنة القريبة من البلدة وقاموا بأخذ سيارة كان بداخلها سلاح من نوع عوزي ومسدس أخذوه وذهبوا به إلى الشهيد عصام براهمة ليدربهم على السلاح، لأن الشهيد عصام كان قد تدرب على السلاح في سوريا وعلى جميع أنواع الأسلحة وهكذا دخل شهيدنا التاريخ من أوسع أبوابه وسرعان ما أصبح مجاهدا متميزا حتى أن اسمه بدا يقلق العدو، فاعتقل عدة مرات وتعرض للتعذيب وذلك بتهم مختلفة منها الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي وحتى في السجن كما يضيف رفاقه كان ينبوع عطاء متدفق وشعله إيمان وعمل يمضي وقته في القراءة ودراسة القرآن وتاريخ الجهاد وتأسيس الأشبال وتربيتهم على عقيدة وفكر ومنهج الجهاد الإسلامي وعندما كان يفرج عنه كان يواصل عمله الجهادي.
    فكان السجن بالنسبة لشهيدنا محطة للشحن والتعبئة ولمزيد من الاستعداد للتضحية والجهاد لذلك يقول رفاقه بعد أن خرج من السجن لم يتراجع أو يتردد لحظة واحدة في مواصله مسيرته الجهادية فكان ينظم المجموعات الجهادية ويشتري السلاح وعندما بدأت انتفاضة الأقصى تم سجنه عند السلطة وهرب من السجن هو وبعض إخوانه وتم إلقاء القبض عليه وسجنه مرة أخرى في جنين ومن هناك بدأ تشغيل المجموعات الجهادية, وإضافة لحرصه على تأدية واجبه الجهادي حرص الشهيد على مواصله تعليمه الأكاديمي فانخرط في جامعة القدس المفتوحة.
    وحسب رفاقه فإن دور الشهيد إياد تميز بشكل بالغ مع انطلاقة انتفاضة الأقصى فكانت مشاركته نوعية فلقد وضع سيارة في الخضيرة قتل فيها خمسة صهاينة وأصيب عدد آخر ولقد سلح أكثر من ثلاثين شابا كانوا يسيرون تحت قيادته، فجروا ووضعوا العبوات والسيارات المفخخة وبعثوا الاستشهاديين وكل عمل تقوم به السرايا من انطلاقتها وإلى ما شاء الله سوف يكون له الأجر عليه لأنه سن سنة حسنة فهو المؤسس لها لقد كان شهيدنا "إياد" قائدا بمعنى القائد ومجاهدا لذلك عندما استشهد إياد، وقف :بن اليعزر" ليقول "ليسترح الشعب (الاسرائيلي) الآن بعد أن تخلصنا من إياد حردان".
    ويروي رفاقه أنه كان على علاقة متينة وقوية مع معلمه الشهيد عصام براهمة الذي كان مطارد لقوات الاحتلال والذي كان ينتمي للجهاز العسكري للجهاد الإسلامي ويعتبر قائده، في ذلك الحين فبعد قيامه بتدريبه قرر تنفيذ أول عمليه في مستوطنة "دوتان" في شتاء عام 1991م التي تسلل إليها رغم الإجراءات الأمنية المشددة وتمكن من الاستيلاء على 11 قطعة رشاش عوزي انطلق بها فرحا إلى قرية عنزة ليهدي عصام قطعة عوزي وسط قبلات البطولة والفخار ولم تكن استهانته بـ مستوطنة "دوتان" هي المرة الأولى والأخيرة بل عاد في إليها مرة أخرى ليزرع عبوة ناسفة على مدخل الطريق المؤدي للمستوطنة متقدماً على زملاءه، حيث أصر على أن يقوم بزراعة العبوة لوحده ودون أن يكون معه أحد وبعد أن انتهى بنجاح وقف ليجد صديقه واقفا خلفه بهدوء وليحدث العناق وبعد أن مرت سيارة الجيب العسكرية التي تحرس المستوطنة شد إياد السلك المربوط بالصاعق ولكن العبوة لم تنفجر فأصيب إياد وصديقه بالإحباط وسارا نحو عنزة ليبلغا عصام ما حدث ولما وصلا وجدا خبر استشهاد حسن براهمة عضو المجموعة وقد انفجرت به عبوة كان يعد بها ليماثل إياد في وضعها في مكان آخر, وفي أعقاب استشهاد القائد عصام براهمة في المواجهة المشهورة في 11/12/1991 اعتقل بعض أعضاء مجموعته ومنهم تلميذه الجريء إياد حردان الذي أمضى ثلاث سنوات وعدة أشهر في سجون الاحتلال نهل خلالها من مناهل تربيته الجهادية على يد كوادر ورموز الحركة لتصقل شخصيته أكثر ويخرج في عام 1995 برؤية أعمق لخط وفكر مفهومه المقاومة وسرعان ما عاد إلى تفاعله من جديد مسطرا بداية الانتقال من العنصر إلى القائد في شهر كانون ثاني 1996م، واستطاع المجاهد الأسير صالح طحاينة أن يخلص نفسه من أسر الاحتلال بخطة ذكية انطلت على إدارة معتقلي جنيد وأنصار 3 حيث خرج هو بدل أحد المجاهدين من سجن جنيد إلى النقب تحت اسم مجاهد اقترب موعد إفراجه ويخرج اسمه في الموعد المحدد للإفراج وينجو من مدة محكوميته البالغة عشرين عاماً، خرج طحاينة الذي يعرفه حردان والتقى به في تلال محافظة جنين وتعاهدا على العمل فشكل إياد خلية صغيرة من بلدته تحت ظل من السرية والتكتم الشديدين وكانت أول المهمات رصد ضابط شرطة يمر بسيارته من بلدة بديا قضاء طولكرم.
    وفي الأول من شهر حزيران 1996 م ترجل إياد وصاحبه وتقدما فوجدا الشرطي الذي هم بشراء حاجيات من بقالة في المكان وأطلقا النار عليه فخر صريعا وأصيبت زوجته ومن ثم انسحب المجاهدان سريعا وعادا إلى موقعهما سالمين ولقد عملا بسرية تامة حيث لم يتم الإعلان عن الجهة المسؤولة عن العملية وبعد شهرين وبالتحديد في شهر 8-1996 توجه عدد من أفراد المجموعة إلى باقة الغربية حيث من المعتاد أن يحضر بعض الصهاينة ليأخذوا بعض العمال أطلقوا النار على اثنين من هؤلاء فأصيبا بجراح، وكان ذلك رد على استشهاد الشهيد صالح طحاينة الذي سقط على يد جهاز الشاباك الصهيوني وعملاءه في رام الله منتصف تموز عام 1997 م، والقي القبض على أفراد مجموعته واعتقل إياد الحردان الذي كان يسكن في جنين لدى أجهزة السلطة الفلسطينية لعدة شهور وخرج بعدها بجد وثبات ثم انتسب إلى جامعة القدس المفتوحة ليكمل تحصيله العلمي في مجال الثقافة الإسلامية.

    وفي شهر أيلول عام 1998 م تعرض حردان وبعض أصدقاءه للاعتقال بحجة علاقتهم بحادث انفجار سيارة مفخخة في سوق محنيه يهودا في القدس المحتلة والتي أصيب بها 23 صهيونياً، وأدت أيضا إلى استشهاد شابين من حركة الجهاد الإسلامي منهم شقيق الشهيد صالح طحاينة وهو سليمان والثاني يوسف الصغير من أبو ديس قضاء القدس ولم يثبت على إياد أي من التهم المنسوبة إليه وأمضى في سجن جنيد عن السلطة الفلسطينية أكثر من سنتين كمعتقل سياسي حتى أطلق سراحه مع إخوانه المعتقلين في شهر تشرين الثاني 2000 م مع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة وسرعان ما أخذ إياد مقعده في قطار انتفاضة الأقصى وشرع في ترتيب موقعه ليشرف على المواقع بهمة المخلص للعمل والباحث عن كل القدرات والطاقات المخزونة في قلوب وسواعد المجاهدين والمناضلين لإذكاء نار المقاومة والانتقام لما يراه يوميا من الفتك بأبناء شعبه وأرضه وغطرسة الأعداء والمحتلين وكان لاغتيال صديقه رفيق دربه الشهيد أنور حمران في 11-12-2000م اثر كبير في اندفاعه نحو التحدي خاصة وان الصحف الصهيونية بدأت تكتب عن إياد وأنور حمران فقد كتب روني شاكيد في يديعوت احرونوت في شهر كانون ثاني الماضي "أن أنور حمران أحد مساعدي إياد الحردان في الوقت الذي كانت قيادة منطقة جنين في السلطة الفلسطينية قد منعت إياد من التجول في المدينة وتحفظت عليه وامتاز حردان بقبوله وسهولة تفاعله الشخصي والعملي مع كل الفصائل والاتجاهات العاملة في الانتفاضة ولاقت شخصيته المرحة قبولا لدى الجميع الأمر الذي أدى إلى التفاف الكثير حوله من كل الاتجاهات ليمضي في العمل والمساهمة في الانتفاضة. ولقد أدلى المحلل العسكري في القناة الأولى في التلفزيون الصهيوني "ايهود يعاري" في معرض حديثه ردا على سؤال حول خطر الحردان في اللقاء الذي تلى استشهاده بساعات أن حردان بدا مؤخرا نسج علاقات مع أفراد التنظيم وبعض عناصر حماس للقيام بعمليات واسعة مستغلا قبوله والاحترام الذي يملكه الجميع وأن حردان نسج مؤخرا علاقات مع مجموعة من فتح صعبة الاختراق.

    استشهاده
    هذا النشاط والإصرار جعله هدف رئيسي لأجهزة الأمن الصهيونية التي طاردته بقوة وحاولت اغتياله بكل السبل وقد نجحت بذلك في الساعة الثانية وعشر دقائق بتاريخ 5-4-2001 يوم الخميس. وتقول والدته: عاد إياد من جامعة القدس المفتوحة في جنين القريبة من المقاطعة حيث يبيت هناك حيث قام باتصال هاتفي من جهاز عمومي قرب المقاطعة فما أن هم بإدخال الكرت وبعد نصف دقيقة تقريبا حتى دوى انفجار شديد وظن البعض أن المقاطعة التي تتخذ مقرا لبعض التشكيلات من القوات الفلسطينية قد تعرضت لهجوم جوي صهيوني وبعد لحظات تلاشى الدخان وبانت جثة ملقاة أرضاً وبعدها تبين أن الجثة للشهيد المجاهد القائد إياد حردان الذي نالت منه يد الغدر الصهيوني بمساعدة العملاء بوضع عبوة ناسفة في كبينة الهاتف وقد أدى ذلك إلى بقر بطنه وصدره وحرق يديه مما أدى إلى استشهاده

    (المصدر: سرايا القدس، 5/4/2001)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية