الأربعاء 15 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد أيمن الرزاينة: أفنى حياته دفاعاً عن فلسطين

    آخر تحديث: السبت، 02 فبراير 2019 ، 09:17 ص

    الميلاد والنشأة
    في مخيم صاغت الهجرة الفلسطينية أركانه... وصنع بطش جنود الاحتلال من سكانه قلعة صمود... ولد شهيدنا المجاهد "أيمن ديب عثمان الرزاينة" (أبو إسلام) بتاريخ 1/7/1970، حيث هجرت عائلته عام 1948، من قرية برير قضاء المجدل ليولد شهيدنا في أسرة مكنونة من اثني عشر فرداً... كان الأب - كما القطاع الأكبر من شعبنا - يخرج منذ ساعات الفجر الأولى يفتش عن قوت عياله في أرضه المحتلة... يجتثه من الصخر... ليعود في المساء ليحكي لأبنائه قصة وطنهم المضيع... عن بيتهم المهدم والمبعثرة حجارته في قريتهم التي تئن تحت وطأة الجلاد الصهيوني... ومن بين مئات الحكايا التي كان يسمعها أيمن من أبناء المخيم ونسائه... كانت حكاية الشهداء... هي ما يشد هذا الطفل الشاهد والشهيد... يبحث عنها ويحفظها... وينحت في ذاكرته أبطالها... القسام والحسينى... وحفظ دير ياسين وكفر قاسم وقبية...
    التحق شهيدنا أيمن بمدرسة أبو حسين الابتدائية في معسكر الثورة - جباليا - ولكن رحلته مع الدراسة انتهت بعد إتمام المرحلة الابتدائية... لينتقل شهيدنا إلى مساعدة والده في العمل نظر للظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها العائلة، كما كل العائلات الفلسطينية.
    تزوج الشهيد في العام 1991، ورزقه الله بثلاث زهرات... كان أكبرهم إسلام والذي كان عمره يوم استشهاد والده خمس سنوات وآيات سنتين، ومحمود أربعة أشهر.

    صفاته
    كان شهيدنا مثالاً للشاب المسلم المجاهد، كان يتمثل لقوله تعالى: "أشداء على الكفار رحماء بينهم"، فكان ذا علاقة طيبة مع الجميع، كان ذا جسم رياضي قوي البنية، فكان يحب رياضة كرة الطائرة، وقد منحه الله قوة الجسم ووسامة الوجه في آن واحد، كان مبدعاً في كل ما يقوم به، ففي حين كان بطلاً في الرياضة حيث كان لاعباً في فريق خدمات جباليا وشارك في حصوله على بطولة القطاع عدة مرات، وقد حمل لقب أفضل لاعب لكرة الطائرة في قطاع غرة، كما ساهم في تأسيس نادي السلام الرياضي، وساعده في الصعود إلى الدوري الممتاز "كرة الطائرة" ثم انتقل إلى صفوف الجمعية الإسلامية التي كانت محطته الأخيرة، كان بطلاً وأسداً لوائياً في الجهاد... تعرفه شوارع وأزقة الوطن... تعرفه ميراج... وكفار داروم...

    مشواره الجهادي
    كانت الانتفاضة المباركة بداية شهدينا البطل في العمل المنظم ضد قوات الاحتلال الصهيوني، فقد شارك في كل فعالياتها منذ اللحظة الأولى في مخيم الثورة - جباليا - بل من أول أيامها، فقد كان من أوائل الذين هاجموا الجيب العسكري الذي تم إحراقه في ساحة الشهداء في وسط المخيم الثائر في نفس اللحظات التي استشهد فيها الشهيد الجهادي (حاتم السيسي) هذه الشجاعة والبسالة التي رآها الجميع في مهاجمته لقوات الاحتلال جعلته محط أنظار أخوه الشهيد (أنور عزيز) الذي نظمه في اللجان العاملة الجهاد الإسلامي في فلسطين.  
    ونظراً لاعتباره من نشطاء حركة الجهاد الفاعلين في مخيم جباليا تم اعتقاله في عام 1989، ليدخل مدرسة يوسف عليه السلام ليسطر أروع آيات التحدي والصمود في أقبية التحقيق، وهناك في المدرسة الجهادية - النقب - تعلم شهيدنا الكثير من معاني الجهاد والمقاومة من إخوانه المجاهدين حيث الشهيد أنور عزيز رفيق دربه... تعلم كيف يصنع من ثواني عمره مشروع شهادة.
    أمضى الشهيد الرزاينة في السجن ثمانية عشر شهراً ليخرج بعدها أكثر إصراراً وعناداً عاقداً العرم على مواصلة درب الشهداء ولينضم إلى الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - القوى الإسلامية المجاهدة - ولتبدأ رحلته الأخيرة نحو لقاء ربه.

    محطات جهادية
    شارك الشهيد أيمن في العديد من العلميات العسكرية ضد جنود الاحتلال الصهيوني وأذاقهم طعم الموت الذي يجرعونه لشعبنا ليل نهار، فشارك في عملية (ميراج) حيث قام عدد من المجاهدين بالتربص لدورية صهيونية راجلة فقتلوا اثنين وأصابوا الثالث بجراح خطيرة، كما شارك في عملية عسكرية على حاجز إيرز بمشاركة عدد من المجاهدين فقتل ثلاثة جنود واستطاع المجاهد الأسد العودة إلى عرينه بعد أن انفض على فريسته.
    وواصل الشهيد عملياته العسكرية، بجانب العمل على تطوير الجهاز العسكري للحركة، حيث وصلت ذروة العمل في عملية بيت ليد الشهيرة التي نفذها المجاهدان أنور سكر وصلاح شاكر، والتي قتل فيها 23 جندياً صهيونيا وأصيب العشرات.
    وقد كان الشهيد أيمن من المخططين لهذه العملية التي أربكت قادة الأمن الصهيوني وسعت جاهدة بكل أجهزتها وعملائها للكشف عن الذين يقفون وراءها، حتى استطاع اعتقال اثنين من أعضاء الحركة، وليظهر اسم شهيدنا أيمن ورفيق دربه الشهيد عمار الأعرج إلى العلن ولتبدأ رحلة الخطر.
    وقد اعتقل شهيدنا - الشاهد على ظلم هذه المرحلة - على أيدي أجهزة السلطة الفلسطينية لمدة شهر ونصف ثم مرة أخرى لبضعة أيام، ليتأكد شهيدنا أن قدره المحتوم هو الشهادة في سبيل الله فيقرر الاختفاء عن العيون بعد أن أصبح مطلوباً للأجهزة الأمنية الفلسطينية.

    الشهادة
    وفي السابع عشر من رمضان الموافق 2/2/1996 وقبيل أذان المغرب بدقائق، وفي منزل صغير تكسو جدرانه ملامح الفقر والمعاناة والحرمان وفي إحدى غرف القرميد العتيقة في مخيم الشاطئ كان الشهيد جالساً مع رفيق دربه عمار يرتلون سورة الأنفال فإذا برصاصات الغدر تنالهم... بعد أن انطلقت من بنادق أبناء جلدتهم العاملين في أجهزة السلطة... لتشفى صدور قوم كافرين وأدمت قلوب قوم مؤمنين.

    ردود الفعل
    تقول والدة الشهيد: "لقد تعودت على فراق أيمن وكنت أتوقع استشهاده في كل لحظة وحين سمعت النبأ أخذت أزغرد لأن والدي شهيد". أما زوجته فقالت: "إن ابنه إسلام لا يعرف شكل أبيه... فقد كان أبوه مطارداً ولم يكن يراه إلا قليلاً" أما والده فقد قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل على القتلة".

    كرامات الشهيد
    بعد أيام قليلة من استشهاده جاء أهل البيت الذي قتل فيه أيمن لتخبر أهله أن رائحة مسك نفاذة تفوح في المكان الذي استشهد فيه أيمن، وبالفعل انطلق أهل الشهيد ليجدوا رائحة مسك قوية كما هي ورغم قيام أهل البيت بغسله عدة مرات، إلا أن الرائحة بقيت كما هي، وقد تدافع أهل المخيم لرؤية هذه الكرامات.
    وعندما كان الشهيد يودع أزقة المخيم على أكتاف المجاهدين إذا بأحد الأقرباء يمسك بقدم الشهيد وبعد لحظات كانت رائحة يد هذا الشخص تفوح عطراً لمد طويلة رغم غسلها.
    وهكذا غادر أيمن هذه الحياة بكل عزة وشموخ وبقيت روحه تحلق في سماء الوطن لتصب لعنات تطارد كل الخونة والقتلة ولتسربلهم بالخزي والعار.

    (المصدر: سرايا القدس، 3/2/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

ذكرى يوم النكبة الفلسطيني، يتذكر الفلسطينيون ما حل بهم من مأساة إنسانية و تهجير، وقد اتُّفِق على أن يكون يوم الذكرى هو اليوم التالي لذكرى إعلان قيام دولة الاحتلال

15 مايو 1948

احتلال قرى أم الزينات قضاء حيفا، والحرم والجماسين الشرقي وأبو كشك قضاء يافا، والبروة قضاء عكا، المغار والقباب قضاء الرملة

15 مايو 1948

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة عكا التي أسفرت عن 100 شهيد

15 مايو 1948

الجمعية العامة للأمم المتحدة تعلن عن تشكيل اللجنة الخاصة بفلسطين المكونة من 11 دولة لدراسة الأزمة في فلسطين ووضع الحلول لها

15 مايو 1947

الأرشيف
القائمة البريدية