الثلاثاء 14 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد المجاهد صالح عمر قرقور: الحافظ لكتاب الله

    آخر تحديث: الثلاثاء، 12 مارس 2019 ، 09:15 ص

    منذ نعومة أظفاره عشق بندقية الجهاد دفاعا عن الأرض بعد أن تجرع حب الوطن بكافة أطياف العلم الفلسطيني، ورغم حداثة عهده تمكن بصلابته قهر الاحتلال وإجباره على إعلان هزيمته وآلته العسكرية المدججة أمام صدور عارية إلا من الإيمان بالله والعزيمة الصلبة ليقدم الشهيد المجاهد صالح قرقور (26) عاما من بلدة عتيل شمال مدينة طولكرم روحه رخيصة فداء للأرض والوطن بعد أن قضى مضرجا بدمائه الزكية في بلدة صيدا في كمين صهيوني جعله يرتقى شهيدا إلى السموات العلى.

    مولده ونشأته
    وعن مولده قال والد الشهيد: ولد "صالح" بتاريخ 28/6/1982م، حيث قضى صالح طفولته بدولة الكويت وعاد إلى أرض الوطن في العام 2006 بعد قضاء أربع سنوات في الأردن لأنني حاصلا على الهوية "لم الشمل" وأكمل تعليمه في مدرسة عتيل الثانوية، وحصل على التوجيهي داخل سجون العدو الصهيوني.
    وأضاف: "من خصاله التحدي والصمود وعدم الرضوخ مهما كانت الظروف وسلاحه الإيمان بالله والثبات في وجه المحتل الغاصب، ورسالته تحقيق الوحدة بين أبناء الشعب وبذل الطاقات كافة من أجل تحرير الوطن.

    سنوات من القهر والظلم
    ولم تكن سنوات القهر والظلم التي تجرعها المجاهد صالح قرقور بعد قضاء زهرة شبابه داخل سجون العدو الصهيوني، سوى دافعا لمواصلة مسيرته النضالية بثبات وعزيمة وقدرة على الصمود ومواجهة الترسانة الصهيونية بصدره العاري لإيمانه الراسخ بعدالة قضية شعبه ووطنه ولقناعاته أن الاحتلال وبسواعد المجاهدين زائل لا محالة.
    ورغم قسوة الفراق والغياب القصري وعدم تمكنها وعائلتها من رؤية نجلها حيا يرزق، لم تستوعب الحاجة أم أحمد قرقور نبأ غياب ابنها عن الحياة وبشكل أبدي لتحتضنه بعد طول اشتياق مضرجا بدمائه وتودعه الوداع الأخير بقلب مقبوض وعيون تقطر بالدموع وقبلات لا تكاد تنتهي وكأنها لا تريد مفارقة جسده المسجى على الأرض.
    وبنظرات الفخر حاولت والدة الشهيد "صالح قرقور" تمالك نفسها وقالت بقلب موجوع "ربنا يلهمنا الصبر والله يغفر لصالح ويرضى عليه".
    ولم يكن الوداع الأخير للشهيد قرقور سوى بداية لإطلاق وإعلاء سيرة حياته النضالية بعدما قضى زهرة شبابه مناضلا ومطاردا من قبل الاحتلال الصهيوني ليبق على هرم قائمة الأسماء المطلوبة لدى سلطات الاحتلال التي نالت منه بعد أن عجزت قوات الاحتلال عن ذلك طيلة العامين الماضيين.

    حديث مع والدة الشهيد
    ورغم الحزن والألم الذي تجرعته الحاجة أم أحمد إلا أنها بدأت وبقلب الأم الحاني تتحدث عن طفولة ابنها وذكرياتها معه وكأن الروح ردت إليها مجددا لتقول: "منذ أن كان طفلا يانعا وهو يتميز بالتفوق والذكاء والهدوء، أحبه جميع من عرفه لصدق تعامله وطيبته وقلبه ومساعدته للجميع دون استثناء.
    وأضافت بعد أن التقطت أنفاسها للحظات "كان الشهيد مؤمنا بالله مواظبا على الصلوات الخمس، وصوم النوافل والفروض، وحافظا لكتاب الله عز وجل عن ظهر قلب وبعدة قراءات، يمتلك صوتا مميزا في التجويد والترتيل، دائما يدعو برضا الله ثم رضا والديه".
    وقالت بقلب صبور: "كانت المرة الأخيرة التي رأيته فيها في الخامس عشر من شهر آذار/ 2008 حيث طلب مني أن أطبخ ما يحبه من طعام ليغيب دون أن أودعه حيث كانت تلك اللحظات من أصعبها علي لأنني لم أستطع ضمه إلى حضني لأنني لا أعرف أنه مغادرا من دون رجعة".

    والد الشهيد يتجرع مرارة الألم
    ووالد الشهيد أبو أحمد قرقور رغم أنه عجز عن الحديث لهول الفاجعة التي ألمت به إلا أنه استذكر الأيام القاسية التي عاشها نجله بالقول "حكم عليه بالسجن الفعلي مدة تسعة شهور في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر ولم يكن حينها يتجاوز السادسة عشر من عمره ولم تمض سنوات قليلة حتى تم اعتقاله بتاريخ 30/1/2002 مع بداية الانتفاضة الثانية حيث أصدرت المحكمة العسكرية حكما بالسجن لمدة خمس سنوات قضاها كاملة متنقلا بين سجون الحقد الصهيوني حتى تم الإفراج عنه بتاريخ 14/11/2006.
    وأشار الوالد أبو أحمد إلى أن جنود الاحتلال الصهيوني لم يتمكنوا رغم الحملات المتكررة والعمليات المتواصلة والمدججة بعشرات الآليات العسكرية وناقلات الجنود من اعتقال الشهيد صالح حتى في أقسى العمليات والتي كانت في السادس عشر من شهر أيار من العام المنصرم رغم الحملة الأمنية الصهيونية التي طالت منزل العائلة ومنزل شقيقته الكائنين في الجهة الجنوبية من جبل شحادة في بلدة عتيل والتي تم على أثرها اعتقال صهره الذي يحتضن ولد وبنت ويعمل في كراج للسيارات لمدة 22 شهر.

    استشهد دون استسلام
    وبتاريخ 12/3/2008 كانت جرافات الاحتلال قد هدمت منزلا في بلدة صيدا شمال طولكرم كان الشهيد قد تحصن بداخله وتم استشهاده بعد إطلاق الاحتلال لصواريخ الانيرجا والقنابل والرصاص الحي.
    وأوضح أهالي البلدة إلى أن الشهيد قرقور لم يستسلم رغم ما تعرض له من وسائل وأساليب انتقامية مارسها الاحتلال ضده حيث أثبت الاحتلال ضعفه وانكساره، مضيفين أن قرقور سيبقى اسمه علما مشرفا من أعلام النضال والكفاح ضد العدو الحاقد، وسيبقى وغيره من الفلسطينيين المقاتلين غصة في حلق "الصهاينة".

    وصية الشهيد القائد الحافظ لكتاب الله الشيخ "صالح عمر صالح قرقور" ابن سرايا القدس
    الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ابن عبد الله أبا القاسم، قائد المجاهدين عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
    أهلي الأحبة وإخواني الأعزاء وأصدقائي الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحمد الله عز وجل الذي أكرمني بالسير في ركب الجهاد في سبيله، هذا الجهاد الذي لا يوقفه عدل عادل ولا جور جائر، هذا الركب الذي سار به من سبقنا من قبل "الأنبياء والصالحين والشهداء والصحابة الكرام والتابعين" أما بعد:
    أوصيكم أيها الأعزاء بتقوى الله العزيز بلزوم طاعته، وأن لا تركنوا إلى دنيا الفناء، وسارعوا إلى الجنة ابتغاءً، وأن تحرصوا على أداء الصلاة وقيام ما تستطيعون من نوافل وطاعات وقربان إلى الله.
    أيها الكرام .. أكتب لكم هذه الوصية وأنا على يقين أنكم ستعملون بها إن شاء الله العلي الكريم، وأرجو منكم أن لا تبكوا عليّ بكاءً يُغضب الله عز وجلّ من أجله، بل أريده أن يكون راضياً عني، وأن تتبعوا السنة في القبر والجنازة وأن تحمدوا الله العليّ الكبير أن رزقني الشهادة في سبيله، وأن تقبلوا التهنئة وليس العزاء، فمن نال الشهادة لا يعزى بل يهنئ ويبارك له، كيف لا.. وهي مرتبة عظيمة وشرف لا يحظى به أيّ إنسان إلا من عمل واجتهد لأجل الله.
    أخواتي العزيزات..أرجو منكنّ أن تحافظن على الصلاة وعلى تربية أولادكن على طاعة الله والسير في طريق الجهاد في سبيل الله، وبإذن الله تعالى أنتظركم عند الله العليّ القدير وأن أشفع لكم عنده وهو واسع الرحمة والمغفرة، فأسألكم بالله أن تعينوني على ذلك بطاعتكم إياه.
    أهل بلدي الكرام .. أسألكم أن تدعوا الله لي ولإخواني الذين سبقوني بالرحمة والمغفرة وأن تتمسكوا بحبل الله المتين وأن تكونوا يداً واحدة أمام عدوكم، فدمكم واحد، وعرضكم واحد، وفلسطين واحدة، فلا تختلفوا ولا تتفرقوا.
    أحبابي شباب العقيدة والجهاد، كونوا عباد الله إخوانا وسيروا في طريق الله.. طريق الجهاد والاستشهاد، ولا تلهكم الدنيا بملذاتها وشهواتها.
    وأما من باعوا أنفسهم إلى العدو.. ارجعوا إلى رشدكم ودينكم من قبل أن يأتي عليكم يوم لا بيع فيه ولا خلال وتقولوا يا حسرتنا على ما فرطنا في جنب الله.
    وأخيراً وليس آخراً.. أسأل الله العلي العظيم أن يرزقني الشهادة في سبيله ونحن مقبلين غير مدبرين سعداءَ غير خُزيا ولا نادمين.
    لهذا الموت في زمن الحصار معانٍ يشرحها انفجاري ويرسلها للملأ اللواتي يمارسن السياسة كالجواري لقد أقسمت أن أحيا شهيداً لأحرس ما تبقى من شعاري وأحمي القدس ممن ضيعوها وباعوها بعرشٍ مستعارِ توحد بالسلاح فلا أمان وسر قدماً على نفس المسارِ ولا تخض الحوار الصعب إلا وسيفك فوق طاولة الحوار ِ.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ابنكم الشهيد الحي بإذن الله تعالى
    صالح عمر صالح قرقو
    ر

    (المصدر: سرايا القدس، 12/3/2008)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهدين إسماعيل حنايشة وإلياس أشقر ومعتصم جعارة من سرايا القدس أثتاء اشتباك مسلح مع القوات الصهيونية التي حاصرت منزلهم بقباطية القريبة من جنين

14 مايو 2006

استشهاد المجاهد محمود جمعة من سرايا القدس أثناء زرع عبوة ناسفة بالقرب من محررة رفيح يام غرب رفح

14 مايو 2004

استشهاد المجاهد فضل أبو عطيوي من سرايا القدس أثناء تصديه للقوات الصهيونية الخاصة المتوغلة فى منطقة المغراقة وسط قطاع غزة

14 مايو 2003

رحيل السير ألين كنيغام آخر مندوب بريطاني؛ ليعلن السفاح الصهيوني بن غوريون قيام دولة الاحتلال

14 مايو 1948

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية غوير أبو شوشة قضاء الرملة، وتقوم باحتلال قرى المنشية، السميرية، الزيب قضاء عكا

14 مايو 1948

قوة من المقاتلين العرب تتمكن من الاستيلاء على مستوطنة عطروت شمال القدس في بداية حرب فلسطين بين العرب والصهاينة

14 مايو 1948

الأرشيف
القائمة البريدية