03 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد فادي بهتي: رحلة جهاد وعطاء معبدة بالتضحية

    آخر تحديث: الأربعاء، 26 يونيه 2019 ، 08:56 ص

    كم هو صعب إن تمسك القلم لنرثي الشهداء ويزاد الآمر صعوبة عندما نحاول الوصول إلي حدود دمهم المبارك ولكنه قدر العاشقين الذاهبين إلي نهايتهم الأجمل والأطهر Ù„كنه قدر فادي منذ أن اختاره الله ليسكن فلسطين ويلتحم بترابها وهوائها لتصبح جزء من حياته وشرابه وعشقها وهو يعلم أن النهاية العشق لفلسطين قد تكون رصاصة أو شظية أو انفجار.

    ميلاد بطل
    أشرقت أرض فلسطين بمولد فادي التيني "بهتي" بعد أن جابه في رحم أمه الموت والعياء فنالت ما نالت منه من التعب والمرض إلى أن أنجبته وبمشيئة خالقه في تاريخ 5/3/1979م.
    ترعرع شيخنا المجاهد في قرية شويكة البسيطة التركيب في عائلة محافظة مكونة من عشرة أفراد من ذكور وإناث. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة شويكة الثانوية للبنين أنهى فيها تعليمه السنة تلو الأخرى حتى شارف على شهادة الثانوية العامة فقطع طريقه للعمل والكد والتعب لعدة سنوات ومن ثم إلى طريق الكفاح والجهاد.

    معاناة أهله
    نمى جسد الشيخ المجاهد وروحه الطاهرة على غضب ومقت وحقد دفين لقوات الاحتلال الغاشمة التي حرمته من رؤية أخيه أنور التيني ابن (13 ربيعاً) بتاريخ 31/12/1988م، حيث استشهد جراء عيار ناري في الرأس أقعده مدة (25 يوماً) في مستشفى المقاصد حتى تغمده الله برحمته واستشهد.
    تفجرت ثورته وزاد حقده وغضبه، بدأ كفاحه ونضاله كغيره من أقرانه رشق الجيبات العسكرية والآليات المدرعة ونصب الكمائن الصغيرة ورمى العبوات الحارقة ليثبت رفضه لهذا العدو الغاشم، حتى نمت طموحاته وقرر توسيع عملياته قام فادي بفتح محل لبيع قطع المركبات المستوردة كد الكثير الكثير إلى أن بدأ يثمر هذا العمل ثماره وجنى منه ما جنى فكان هدفه الوحيد وأمله الوليد أن يبتاع قطعة من السلاح يطفئ فيها نار قلبه وحقده الدفين على من عذب أشقاءه الشهيد منهم والأسير والمعذب والسقيم.
    فذاك أخوه البكر البالغ من العمر (32 عاماً) حرمته قوات الاحتلال من حياته الزوجية اعتقلته قوات الاحتلال قبل زواجه بفترة وجيزة مكبل الأيدي والأرجل معصوب العينين ولكن بكرامة وعزة بتهمة شريفة ترفع لأجلها الرؤوس، وحكم عليه أربع سنوات.
    داهمت قوات الاحتلال منزل الشهيد المغوار مرات عديدة تدمر، تعتقل، وتضرب وتخرب وتهدد وتتوعد لذاك الأسد، تارة تطلب.. وماذا تطلب من أبيه أو أمه وأخيه أو أخته؟.. بأن يسلم فادي نفسه، ذاك أيمن ضرب ضرباً مبرحاً وسجن كأخيه أيمن وأهين الصغير أنور، وفشلوا هم وعيونهم بأن يصلوا له قبل أن يريد له الخالق ذلك.

    تلبية النداء
    نزع الشهيد جسده من قريته وذهب لإغاثة أمته المظلومة في جنين ومخيمها فرافقه رفاق دينه ودربه فهناك شيخنا رياض بدير وأسعد دقة ومحمود طوالبة.
    كانت قوافل الشهداء من نساء، وأطفال، وشيوخ وشباب وتبعهم ذلك القائد بسرايا القدس الشهيد أسعد دقة فطالته يد الغدر والعدوان في قرية عرابة لينشر فيها رائحة المسك وينشر شمس صباحه فيها، وتبعه الشيخ رياض بدير فروى بدمه مخيم جنين بعد أن تخلى عن زوجته، أطفاله، أهله وأحبته في بلدته ليكتب مع الشهداء إن شاء الله، ومن ثم محمود طوالبة وغيره الكثير.
    وبقي ذاك الأسد المغوار يترصد للعدو من قرية لأخرى ومن مدينة لأخرى حتى طلبته يد العون والإغاثة في نابلس والبلدة القديمة، أُحب وأحب من الناس من رأى، ساعد وعاون الشيوخ وحمى وحافظ على النساء ورعى الصغار وداعبهم، فلم يخلو بيت من اسم شيخنا أو روحه وصوته، أحبه الله وحبب جميع خلقه فيه.. حموه وأعانوه، أسقوه وأطعموه ورعوه.

    رغم الألم
    أصيب الشهيد فادي بأمراض عديدة منها ما جاء جراء الجوع ومنها من التلوث ورائحة الجثث المتعفنة والأوساخ ومنها من الإصابات والشظايا والعيارات.
    أصيب بتكسر في قدمه أفقده صحته، ولكن رعته أمهات نابلس جميعاً حتى عادت صحته واسترجع قوته فأصيب وأصيب وبقي حيا يقاوم ويناضل إلى أن أصيب بطلقات نارية دمرت ساقه اليسرى أعطبتها فنقل على إثرها إلى مشفى رفيديا في نابلس، فقرر أحد الأطباء بتر ساقه.
    فكان الأمر كالحكم عليه بالإعدام لم يبق الشهيد مكتوف الأيدي طلب المساعدة واستغاث بغيره ونال ما نال أبقى على ساقه لكنه استبدل جزاءا منها بأخرى بلاتينية وعكاز خشبية.
    بقي على حاله ستة أشهر لم تتركه قوات الغدر فيها يرتاح كان متعبا منهكا فقامت بنشر بيان يقولون فيه ويحثون أهل نابلس والقرى المجاورة أن مطلوباً يختبئ يريدونه حيا أم ميتا فتكشفت أوراقك يا فادي وعرفك الصغير والكبير.. عرفك من لم يعرفك إلا باسم الشيخ إبراهيم.

    تنقلت بعكازك ورجلك المعطوبة وبقيت روحك تعلو وتعلو في سماء نابلس وفلسطين.

    استشهاده
    بتاريخ 26/06/2004 كان البطل على موعد مع الشهادة، عندما باغتته قوات الاحتلال الصهيوني وقتلته برفقة عدد من إخوانه المجاهدين: "وهم نايف أبو شرخ القائد العام لكتائب شهداء الأقصى في فلسطين (45 عاماً)، جعفر المصري القائد الميداني لكتائب عز الدين القسام وعمر المسمار (24 عاماً)، وجدي القدومي (26 عاماً)، وسامر عكوب".

    فهنيئا لك ما طلبت وما تمنيت يا شيخنا هنيئا لك ولصحبك هنيئا لكم الجنة أنتم فيها خالدين إن شاء الله.

    (المصدر: موقع سرايا القدس، 26/6/2004)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تسيطر على قرية العباسية قضاء يافا

03 مايو 1948

السلطان العثماني عبد الحميد الثاني يرفض اقتراح ثيودور هيرتزل بإنشاء جامعة يهودية في القدس

03 مايو 1902

الأرشيف
القائمة البريدية