Error loading files/news_images/شقيق الشهيد مهند الحلبي المولود مهند.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهداء عادوا حقًا. مهند الحلبي يولد من جديد

    آخر تحديث: الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019 ، 12:20 م

    رام الله/ إبراهيم أبو صفية

    لو أنني قلت لكم: الشهداء يعودون هذا الأسبوع، فلابد أنكم ستتهمونني بالجنون أو على الأقل ستندهشون مما أقول، وربما تتساءلون أو يتساءل بعضكم بقدر لا بأس به من التهكم والسخرية، كيف يمكن أن يعود هؤلاء الشهداء إلى بيوتهم وإلى أهاليهم وأصدقائهم ومحبيهم بعد أن انتقلوا للدار الآخرة؟

    بدأ الكاتب الجزائري الطاهر وطار روايته "الشهداء سيعودون هذا الأسبوع" بهذه الكلمات، حيث ناقش فيها ردَّات الفعل المحتملة على هذه الفكرة، وكيف يتقبل الأحياء فكرة عودة الأموات، إذ أن لكل واحد فينا حساباته الخاصة فيما لو عاد شهيدًا من الذين ارتقوا على طريق الوطن والتحرير، فمن نهب الوطن يفكر كيف قتل فعل الشهداء، وما هي ردة فعل الشهيد على خيانته، ومن حصل على وظيفة تحت مسمى أهل الشهداء، يصبح يتساءل عمَّا قدمه من عمل لروح الشهيد أو أن يُبقي ذكراه يطرق جدران الصمت، أو صديق ارتقى صديقه شهيدًا، ستنخر الأسئلة عقله، أو يخشى إن عاد صديقه الشهيد، أن يفتضح أمر مؤامرة نسجها لقتل صديقه مثلًا، وكثيرًا هي الأمثلة، بل وكثيرًا هي التساؤلات، والنقاش الداخلي فيما لو فكرنا بشكل جدي حول نظرية عودة الشهداء.

    نظرية عودة الشهداء التي هي ضربًا من الفانتازيا، أضحت اليوم واقعًا وإن لم يكن الشهيد بعينه. فإطلاق أسماء الشهداء على مواليد جدد، هي إعادة روح الشهيد وفعله؛ لأننا نواجه بها محتلًا يسعى لإبادة الفكرة قبل الجسد.

    يقول الشهيد بهاء عليان في وصيته التاسعة من وصاياه العشرة: "لا تجعلوا مني رقمًا من الأرقام، تعدوه اليوم وتنسوه غدًا"، لذلك إن إعادة تسمية الأبناء الجدد بتسمية الشهداء هي حفاظًا على إرثهم الثوري، وفعلهم الفصيح الذي يجيب عن كثير من التساؤلات والبرامج السياسية المهترئة، بل يضعنا على المسار الحقيقي، بأن هذه الأمة على موعد مع الدم، أي الدم الذي به تتحرر الأوطان ويتحرر الإنسان.

    في صباح الجمعة، الثالث عشر من تشرين الدم والشهادة، وضعت والدة الشهيد مهند الحلبي، طفلها الجديد، لتعود دورة الحياة مع مهند الجديد، والذي حمل اسم شقيقه الشهيد مهند شفيق الحلبي، مفجر انتفاضة القدس.

    إن هذا التحدي الذي رسخته كلمات والدة الشهيد مهند الحلبي، بأن العائلة كلها تعود من جديد وليس مهند فقط، وبالتالي أصبحت العائلة تتكون من ثلاثة أولاد وبنتين وخصوصا بالمهند، الذي ظن الاحتلال بقتله بأنه قتل الروح المعنوية والوطنية للعائلة.

    وأشارت الوالدة الصابرة إلى أن الوالد لم يعلم أنه سيؤذن للمولود مهند مرتين في الحياة، فقبل 22 عامًا احتضن طفله "الشهيد مهند الأول فرحًا به راجيًا من المولى أن يجعله قرة عينه، واليوم وبعد مرور أربع سنوات على استشهاده، رزقه الله بمولودنا الجديد لنطلق عليه "مهند" ليُكبِّر في أذنيه ويجدد الدعاء بأن يحفظه الله ويجعله من الصالحين".

    ووسط حالة من الفرحة استقبلت عائلة الحلبي مولودها، حتى أصبحت تسترجع طفلها الشهيد، بملامحه الطفولية للمهند الجديد، ويشتم رائحته بين الحين والآخر.

    وأكدت أم مهند أن هذا الميلاد، له أبعاد ورسائل كثيرة، فأولها للعدو الصهيوني أنكم إن تقتلوا مهندًا فمن أصلابنا سيخرج ألف مهندا، ونعيد الكرة مرة أخرى في تربيته على حب الوطن والقدس كما كان شقيقه الشهيد، إضافة إلى أنها رسالة للعالم بأننا نحب الحياة، وأننا نضع أبناءنا في كل مرة على أمل أن يحيوا حياة كريمة، فمنهم أدرك بأن هذه الحياة تكمن بالشهادة، لذلك يتوجهون لذا يضحوا بأنفسهم على طريق تحرير الوطن والقدس، أما البعد الثالث والأخير، بأن حياة الشهداء تحتم علينا أن نتقمص أدوارها من خلال الإنجاب بهم من جديد.

    مهند الحلبي هو الابن الثاني لأبيه وأمه، وله أربعة أخوة، واليوم أصبحوا خمسة أخوة، ليكتمل عدد أفراد أسرته الأول من جديد، وقد وُلد الشهيد في بلدة سردا شمال مدينة رام الله، ودرس الحقوق في جامعة القدس أبو ديس، حتى انخرط بالرابطة الإسلامية، الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في الجامعة، وأصبح يعبر عن فكره الثوري والوطني حتى ارتقاء صديقه الشهيد ضياء التلاحمة، ليتجهز مهند لعملية استشهادية في قلب القدس المحتلة.

    مع حلول مساء الثالث من تشرين الأول " تشرين الدم والشهادة" 2015م، أقدم مهند على تنفيذ عملية طعن في باب الأسباط ببلدة القدس القديمة، قُتل على إثرها مستوطنيْن وأصيب 3 آخرين بجروح متفاوتة، وينظر للعملية على أنها بداية ما يعرف بــــ"ثورة السكاكين"، وأُطلق عليه لقب مفجر انتفاضة القدس.

    وأخيرًا فإن استلهام فعل الشهداء يضعنا أمام استحقاقات الواجب المقدس في الدفاع عن الذي ارتقوا من أجله، وكذلك أن تبقى أثارهم حية متداولة بيننا، لذا فإن أحد أهم سبل إحياء فعل الشهيد هو إبقاء اسمه متجددًا في الذاكرة، ولن يكون ذلك إلا بتسمية الكثيرون من أطفالنا الجدد، تيمنًا بمواصلة الطريق الذي ابتدأها الشهيد.

    22/10/2019


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية