Error loading files/news_images/(22) تعبيرية.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
السبت 27 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    النقب معركة مصيرية على الهويّة والمستقبل

    آخر تحديث: ، 18 فبراير 2022 ، 10:16 ص

    (4)

    ✍️ بقلم الأسير المجاهد/ المعتصم بالله

    🔗سجن النقب الصحراوي🔗

    ساحة مواجهة جديدة

    نحن أمام سيلٌ جارف من التحديات، ويعتبر فتح جبهة جديدة في النقب وأراضينا المحتلة عام 1948م من أكبر التحديات التي ستواجه المشروع الصهيوني وستكون الأشد إيلامًا عليه، وهي بمثابة عود الثقاب الذي سيفجر خزّان الغضب المتراكم نتيجة السياسيات الصهيونية الممنهجة والطافحة في إذلال فلسطينيي الداخل، ومحاولات الأسرلة والهندسة الاجتماعية، وتنامي موجات هدم المنازل الذاتي والقهري، ومشاريع التهويد الاستيطانية، وتشتيت أهلنا بلا مأوى في حرّ الصيف وقسّر الشتاء، وفرض غرامات باهظة عليهم ثمن تكاليف الهدم والتي بلغ بعضها 150 ألف شيقل فتثقل كاهل الفقراء وتهدد مستقبل حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، ناهيك عن حرمانهم من أدنى مقوّمات الحياة وحشرهم في غيتو وتحت معايير صهيونية مما سيؤدي إلى استفحال الأزمة السكانية لديهم.

    بالإضافة إلى هيمنة الخطاب التحريضي الأيديولوجي لحكومة الاحتلال ووسائل إعلامهم المجندة على أهلنا في أراضينا المحتلة عام 1948م، كل ذلك وغيره سيجعل فرص المواجهة مرتفعة جدًا والمعركة حتمية في ظلّ تنامي الكفاح الوطني وبداية النهوض الثوري الذي ظهر إرهاصاته في معركة سيف القدس، وأثبت أهلنا في الداخل المحتل بمنازلاتهم الأسطورية أنهم شعب حيوي لم يمت.

    فنحن مقبلون على فصل جديد من فصول الصراع عنوانه النقب والداخل الفلسطيني الذي تستعر الهجمة الصهيونية ضدهم.

    هذا السيناريو المتوقع سيكون له ارتدادات وانعكاسات على مختلف الساحات وربما يطح بالحكومة الصهيونية الحالية وبكل السياسات الدفاعية والهجومية على الداخل المحتل، ويجهض كل نجاحاتهم الداخلية والخارجية، ويعقّد أزماتهم الداخلية وتزداد التصدُّعات والانشقاقات عندهم، ويخلخل العلاقة المشتركة بين اليهود والعرب وخاصة في المدن المختلطة بحيث يصبح كيانهم غير آمن أو مستقر وقابل للتفكيك.

    فالكيان الصهيوني يُسرّع الخُطى للتدمير الذاتي والانتحار الجماعي، وسيموت خنقًا من الداخل والخارج نتيجة سياساته العنصرية والهجومية وبسبب الاكتظاظ السكاني للمستوطنين حيث يفتقد للعمق الإستراتيجي ولا يوجد مجال لاستيعاب هؤلاء من ناحية اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية، كما أن قدرة جيشه تتآكل ولم يحسم الصراع حتى الآن بعد أكثر من قرن من الزمان على تأسيس المشروع الصهيوني ورغم كل عمليات التطبيع الظرفية.

    ونظرية الحروب الخاطفة والحسم السريع قد ولّت بلا رجعة، ولن ينفع التفوق الجوي الكمي والنوعي وطائرات F35 ولا مقلاع داود ولا العصا السحرية ولا القبة الحديدية أو منظومة ثاد الأمريكية ولا كل ترساناتهم العسكرية الضخمة والفتاكة وتفوقهم التكنولوجي، فكل ذلك لا يضمن حسمًا ولا يصنع نصرًا.

    كما ستؤثر أي مواجهة مستقبلية مع النقب على تراجع نسبة التجنيد بين البدو في صفوف جيش الاحتلال على الرغم أن الذين يتجندون هم قلة قليلة وهامشيون ومنبوذون اجتماعيًا، ولا يخطون بأي احترام بين عائلاتهم وعشائرهم.

    ففتح جبهة جديدة في النقب من شأنه توسيع دائرة المواجهات الملحمية في ساحات عديدة على امتداد فلسطين التاريخية فشعبنا محمّل بالمفاجآت.

    فغزة العزةّ التي فرضت معادلة جديدة في الصراع أثناء معركة سيف القدس أصبحت حامية للكل الفلسطيني رغم الحصار والجراح، ولن تترك النقب والداخل الفلسطيني لقمة سائغة للعدو سهل ابتلاعها، وستستثمر كل نقاط التوتر هناك، وقد أعطى تصريح المقاومة مؤخرًا دعمًا معنويًا وزخمًا نضاليًا لأهلنا في النقب والداخل المحتل.

    والضفة الغربية مازالت بواعث الثورة تتصاعد فيها رغم كل المحاولات الحثيثة لوأدها، وستكون رافعة للنضال لأهلنا في الداخل الفلسطيني لرفع العنف التاريخي عنهم.

    أما القدس فستبقى عنوان الصراع وصاعق التفجير، وهي الحافز والمحرك والمفجّر لكل طاقات الأمة والكاشفة لعورات المطبعين، وربما تنزلق الأمور وتفتح جبهات خارجية فمحور المقاومة يضيق الخناق على العدو من جميع الجهات، ومعركة سيف القدس أعادت الاعتبار للوعي العربي تجاه القضية الفلسطينية، عندئذ ستتغير موازين القوى وستعيد تصويب البوصلة التي انحرفت عن فلسطين عمدًا إليها، وستبدّد كل أوهام أصحاب أنصاف وأثلاث وأرباع الحلول، وسيُصاب اللاهثين وراء أوهام التطبيع من عبيد أمريكا بالإحباط والخيبة والخسران بإذن الله.

    خلاصة

    نحن أمام تحدٍّ وجودي في معركة البقاء، وهذه المعركة بحاجة إلى نفس طويل ولا سبيل لإفشال مخططات تهويد النقب سوى استحضار دروس هبة الأرض في تاريخ 30/03/1976م، وتشكيل قيادة جماعية مبدعة وخلاقة قادرة على إدارة الصراع بحكمة وحنكة سياسية على أسس واقعية بما يتناسب مع قدرات وإمكانيات وظروف شعبنا في أراضينا المحتلة عام 1948م، ووفق برنامج كفاحي منظم يستنهض كل الهمم والطاقات، ويوظّف كل عناصر القوة الداخلية والخارجية، وأهمها توحيد الصفوف ونبذ عوامل الفرقة.

    يُضاف إلى ذلك معركة الأرحام، فيجب على العرب الإكثار من التناسل، وهو شكل أساسي من أشكال المقاومة للثبات على الأرض، وسيُحدث خلخلة في الميزان الديموغرافي لصالح العرب على المدى المنظور، وسيهدد وجود الكيان الصهيوني على المستوى الإستراتيجي، من هنا تكمن أهمية هذا الأمر في صراع الوجود.

    فالمقاومة بكل أشكالها هي الضمانة الحقيقية لإفشال كل المشاريع التصفوية المشبوهة الأهداف والمرامي، وهي بوابة النصر لكل الشعوب المقهورة كالنقب المحتل الذي ينتفض حماية لهويته العروبية ومستقبله.

    ومهما بلغت قوة الاحتلال الطاغية ستنتصر الإرادة والإيمان على قوة السلاح، وستكون كل شعوب وأحرار العالم إلى جانب المستضعفين بإذن الله، ولعلَّ ضمير منصور عباس وأمثاله من الخانعين يصحون من غفلتهم وإلا أكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض.

    18/02/2022


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

اغتيال المجاهد وائل إبراهيم نصار "قرعان" من سرايا القدس بقصف صهيوني وسط قطاع غزة

27 إبريل 2006

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجزرة في قرية خربة المنصورة قضاء مدينة حيفا

27 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية