17 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    معتصم في الكيماوي

    آخر تحديث: الإثنين، 08 إبريل 2013 ، 00:00 ص

    بقلم ميرفت صادق

    أم مؤمن كانت جارة لنا في حيّ بعيد... تربي أربعة أطفال مرضى، وهي خامسهم، كانت تواجه مرض السرطان الذي استدعى استئصال جزء من جسدها.. وفي كل مرة كانت تذهب إلى جلسة "العلاج بالكيماوي" كانت توصي الأهل والجيران والناس بأبنائها، "كنت أشعر بأنني سأموت" قالت.. ولما تعود، تغيب عن وجه الحياة ثلاثة أيام، تصارع ألماً لا يوصف، وتسكن السخونة "جسماً مسموماً كأنه تجرع المجاري" هكذا وصفت..
    وهكذا كانت تردد دائما.. "جلسة الكيماوي تمرين للموت"!!
    اليوم تذكرتها، وأنا أكتب عن أسير شاب جميل اسمه "معتصم رداد" عمره 27 عاماً من بلدة صيدا .. قابلت شقيقه بالأمس، وكان يحكي عن انتظاره في "تابوت" .. وقد تمكن منه المرض بعد تسعة أعوام في الأسر.
    منذ الأمس وأنا أنظر لصورته، تبدو قديمة، إذ لا أثر فيها سوى لحياة مطمئنة وثابتة رغم سجنها.. ثم سأعود لأقرأ عنه ومنه: "محكوم بالسجن 25 سنة، ويعاني من التهابات وأورام سرطانية في الأمعاء ونزيف دموي حاد ومتواصل وآلام شديدة أدت إلى إصابته بفقر الدم"..
    ثم لا أستطيع مطابقة الصورة الذهنية عن شاب أنهكه المرض بتلك التي في إطار حمله شقيق يرتجف من لحظة موته..
    أفكر في معتصم، في جلسات الكيماوي التي تقررت له بعدما ماطل سجانوه كثيراً في علاجه وجعلوا جسده حقل تجارب وهددوا باغتيال قلبه مرات عدة.. أفكر فيه؛ ماذا يفعل بعد جلسة كيماوي "تمرين الموت" كما قالت جارتنا.. لا أم تهدهد ألمه، ولا أخت تبدل خرقة الماء البارد على جسد يغلي من الحمى ..!!
    أفكر فيه، وحيدا يتألم في زنزانة لا شمس فيها ولا هواء .. يقول دائما " يا الله يا الله " ..
    وأذهب لقراءة ما كتب في "رسالة تئن"، بعث بها منذ شهر: "جسمي صار حقل لكل أنواع الأدوية.. أتناول 25 حبة دواء يومياً، ولا يوجد أي تقدم.. لا زلت أعاني من نزيف دائم في معدتي وقصور في عمل القلب وارتفاع دائم في ضغط الدم وانتفاخ في اليدين والرجلين وتشنجات في العضلات وسعال شديد".
    ثم شد على روحه ليضيف: "أنا أموت بالتدريج.. موتاً بطيئاً، والوقت يمرّ بسرعة والخيارات مغلقة، لقد رفضت العودة إلى ما يسمى مستشفى الرملة لأنه عبارة عن مسلخ يمارس الأطباء الصهاينة فيه وحشيتهم علينا، وهذا المستشفى ليس أكثر من ثلاجة للموتى. ."!!
    وكي لا يُختَصر ذكركَ يا معتصم في النزيف فقط، .. لتحتفي الأمهات بأولاد سيبذلون الكثير ليشبهونك يوم "اشتباكك واستشهاد رفاقك " .. وليحتفي وطن ينساك اليوم، ويذكرك غداً .. بدمك الذي رفعه!! .. نحن لا ننساك!
    يا معتصم، "يا اسم البرتقال .. و بسملة الندى و الزعتر البلدي و لمنزل
    يا أيّها الولد الموزّع بين نافذتين
    لا تتبادلان رسائلي
    قاوم
    يا أيّها الولد المكرّس للندى
    قاوم !
    يا أيّها البلد - المسدس في دمي
    قاوم !

    (المصدر: أسرى فلسطين، 8/4/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهدين عثمان صدقة ومصطفى عبد الغني من سرايا القدس بعد اشتباك مسلح مع القوات الصهيونية التي حاصرتهم في مدينة نابلس

17 مايو 2006

استشهاد المجاهد خالد إبراهيم الزق أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة بيت حانون

17 مايو 2003

استشهاد الأسير المحرر ماجد عبد الحميد الداعور نتيجة سنوات السجن الطويلة حيث أمضى ما يقارب 10 سنوات في السجون الصهيونية وهو من مخيم جباليا

17 مايو 1999

ستة أسرى من حركة الجهاد الإسلامي ينجحون بتنفيذ عملية هروب ناجحة من سجن غزة وهم مصباح الصوري، سامي الشيخ خليل، صالح شتيوي، محمد الجمل، عماد الصفطاوي، وياسر صالح

17 مايو 1987

الأرشيف
القائمة البريدية