26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    راما.. شهيدة الخوف التي تفتقدها عائلة الشندي!

    آخر تحديث: الأربعاء، 05 ديسمبر 2012 ، 00:00 ص

    ليلة التاسع عشر من نوفمبر كانت سهرة إجبارية كغيرها من ليالي الحرب التي فرضتها راما عماد الشندي "الحية" ابنة العام ونصف العام على والديها، كونها تصاب بالذعر الشديد من أصوات القصف المتكرر لمنطقة تل الهوى حيث تقطن العائلة، حيث اجتمع جميع من في العمارة في شقة والدي راما علها تكون ملاذاً آمناً لهم من بطش القصف الصهيوني الذي لم يترك بشراً ولا شجراً...
    عصر ذلك اليوم طلبت "أم مجد" من زوجها أن يسارع لإحضار مستلزمات السهرة الليلية قبل أن يشتد القصف من أطعمة ومشروبات ل "راما" فسارع والدها الذي يحبها بشكل جنوني ليحضر لها كمية كبيرة من الفواكه والعصائر، في تلك الليلة وعلى غير العادة، أخذ والدا راما باللعب معها والضحك بصوتٍ عالٍ، فقد كانت تلاعبهم بخفة ظلها ومرحها وتضحك بصورة غير مسبوقة.

    "ضحكنا كثيراً في تلك الليلة حتى أنني طلبت من زوجي أن يصمت خشية أن يعيب علينا بقية أهل البيت الذين يحتمون في شقتنا بأننا نضحك بينما الشهداء يرتقون من حولنا، لكنني لم أكن أعرف أن راما كانت تودعنا"، تضيف والدتها.
    شعرت بالنعاس الشديد والكلام لأم مجد فالنوم في ليالي الحرب كان يسيراً فطلبت من زوجي أن يهتم ب"راما" وأن يهدهدها حتى تنام وخلدتُ أنا إلى النوم، فقام بالتغيير لها وأسقاها ماءً وظل يهدهدها حتى غفت .. لكن أصوات القصف أيقظت شقيقتها "زينة" "خمسة أعوام" التي كانت نائمةً معنا في نفس الغرفة فزعة في الساعة الخامسة فجراً، فلم أستطع أن أغالب نعاسي في تلك اللحظة وطلبت منها أن تغطي وجهها وتنام وتتجاهل القصف.
    الوالد استيقظ في تلك اللحظة، واستدار ناحية طفلته "راما" فوجدها قد أصيبت بالتشنج، فصار يصرخ وينادي على من في البيت، الذين سارعوا لإضاءة كشافات الجوالات فقد كان التيار الكهربائي مقطوعاً والظلام يلف المكان، هرع بها والدها إلى الخارج، فأخذها جدها، وهرع بها إلى المستشفى بينما لحق به أبوها سيراً على الأقدام..
    في المستشفى أخبرهم الأطباء بأنها قد فارقت الحياة، مما أصابهم بحالة من الحزن الشديد والذهول، فقد أغمي على والدها بمجرد سماعه الخبر، فهو قد فعل المستحيل حتى لا تتضرر راما من حالة الخوف التي أصابتها بسبب أصوات القصف الصهيوني المرعبة.. "لا أصدق بأن راما قد ذهبت، ففي كل لحظة أتذكرها، أحبها كثيراً وأصطحبها معي إلى كل مكان أذهب إليه ..لقد حرمنا من طلتها الجميلة ..كانت تملأ حياتنا بهجة وسعادة ..وكان الجميع يحسدوننا على جمالها، ويطلبون منا أن نخبئها حتى لا تصاب ب"العين"، واليوم حرمنا طلتها للأبد"، تضيف والدتها.

    "جميع من في المنزل كانوا يحبون راما ..التي كانت تبهرهم بحركاتها الطفولية المرحة ويتذكرونها في كل لحظة، ولم نتوقع فقدانها بهذه الطريقة لكن حسبنا الله ونعم الوكيل في الاحتلال الذي لا يراعي كبيراً ولا صغيراً، لكن هذه ليست أول التضحيات التي قدمتها عائلتنا التي قدمت عدداً كبيراً من الشهداء".

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 1/12/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية