26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحررة ايرينا الأوكرانية: حكاية عطاء وتضحية لا تنضب داخل السجن وخارجه

    آخر تحديث: الأحد، 05 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    تحرص الأسيرة المحررة ايرينا سراحنة الأوكرانية الأصل على أن تجامل كل من أتى إليها ‏لمصافحتها وتهنئتها بالسالمة بمناسبة تحررها من السجون الصهيونية بعد أن أمضت نحو عشر سنوات داخل ‏السجن وأطلق سراحها ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
    حشود كثيرة من الوفود الرسمية والشعبية وممثلي المؤسسات المختلفة أتت الى منزل عائلة زوجها الكائن في مخيم الدهيشة للاجئين ‏لهذا الهدف، وظلت على مدى الأيام الستة الماضية وهي تستقبل زوارها ولكنها في ذات الوقت مازالت ‏مندهشة ومتفاجئة من هذه اللحظات العظيمة وهي لحظات الانعتاق من قيود السجن والسجان، ومع ذلك فهي ‏تجامل زوارها باللغة العربية إذ تعلمت هذه اللغة وهي داخل السجن أما قبله فلم تكن تعرف كلمتين على ‏بعضهما البعض حسبما قالت.
    وعندما زارها الوزير عيسى قراقع بعيد تحريرها كان لسانها يلهج بأسماء ‏الأسيرات اللواتي بقين خلفها في السجن فقالت له: "الأسيرات يا معالي الوزير( أي بما معناه انها توصي ‏على العمل لإطلاق سراحهن)ØŒ ورد قراقع الذي لم يخف اندهاشه من هذه المشاعر بقوله "إن شاء الله".
    وقالت انها تعرفه اسمه من خلال التقارير ‏المنشورة في الصحيفة التي تصل المعتقلين داخل سجونهم، مشيدة بهذه الصحيفة ودورها في متابعة قضايا ‏الأسرى والأسيرات. مازالت ايرينا تلك الشابة بيضاء البشرة ذات العينين الزرقاوين وبملامح غربية ‏تستكشف الحياة خارج السجن وأجابت انها تشاهد اليوم الشجر والسماء والقمر بدون قيود وبدون أسلاك شائكة ‏وهذا بحد ذاته مبعث اندهاش وارتياح، مشيرة الى انه وقبيل إجراء مقابلة معها كانت قد ذهبت مع ‏سلفها وابنتيها ياسمين وغزالة ووالدتها الروسية القادمة من روسيا مع ابنتها الأولى الى معصرة الزيتون الكائنة ‏في مدينة بيت جالا وشاهدوا جميعهم آلية عمل عصر الزيتون فهذا هو موسمه بامتياز حيث ينشغل الشعب ‏الفلسطيني في هذا الوقت بموسم الزيتون الذي يطلق عليه موسم الخير والبركة، لا سيما وانه يتحول الى ‏معركة جدية مع المستوطنين الذين يلاحقون المزارعين في حقولهم أثناء الموسم لمنعهم Ù… Ù† القطاف ‏فتحولت الحكاية الى ملحمة مليئة بالتحدي والإصرار على مواجهة هذه الاعتداءات. خرجت ايرينا من السجن ‏حيث كان قد حكم عليها لعشرين سنة بتهمة المشاركة في مقاومة الاحتلال فيما حكم على زوجها إبراهيم ‏بالمؤبد لمرتين فتركته خلفها، وهذا ما يؤرقها ويجعلها قلقة وحزينة في ذات الوقت رغم انها خرجت الى ابنتيها ‏ياسمين وهي من أب أوكراني وغزالة وهي من أب فلسطيني، حيث أكدت انها مقبلة على الحياة من ‏اجل ابنتيها وهي تتوق الى ذالك اليوم لان تستيقظ صباحا وتوقظ ابنتيها وتجدل شعرهما وتضع الفطور لهما ‏لتذهبا الى المدرسة. وأضافت: "وهذا بلا شك أصبح في متناول اليد لأنني أريد أن أعوضهما على ما حرمتا منه ‏طوال السنين الطويلة وأنا داخل السجن، وعن سؤال إن كانت تحبذ البقاء في فلسطين أو العودة الى أوكرانيا ‏فقالت إنني سأبقى في بلد ابنتي وزوجي فهنا سأبقى، وليس ذلك وحسب وأيضا لا يمكن لي أن أنسى والدي ‏زوجي (أبو يوسف) Ùˆ(أم يوسف) اللذين ظلا يواكبان زيارتي على مدى هذه السنين وعملا أيضا على تربية ‏ابنتي والاعتناء بها أيما اعتناء فأنني اعتبرهما والدي لأنهما وقفا إلي جانبي بكل ما تحمل الكلمة من معنى".
    وتعتبر ايرينا أن الحصول على هوية فلسطينية وجواز سفر هما أمر أساسي لها وناشدت الرئيس أبو مازن أن ‏يصدر تعليماته بهذا الشأن من اجل استصدار هوية شخصية لها مقدمة له الشكر الجزيل بهذا الصدد. وأجابت ‏ايرينا عن سؤال إن كان هناك أي ايجابي في السجن بقولها انها لا تحب السجن على الإطلاق فهو يكبل الحريات ويمس بالكرامات ويقمع المشاعر ويقطع الأوصال ويعزل الأسرى ويحول حياتهم الى جحيم ويهدف الى ‏قبرهم أحياء ولهذا كله فأنها لا تحب السجن، وأضافت: "أتمنى أن يطلق سراح كافة الأسرى والأسيرات ‏وعلى رأسهم زوجي إبراهيم وشقيقيه موسى وخليل المحكومين بالسجن المؤبد منذ عشر سنوات"ØŒ وأعربت عن ‏أمنيتها أن يتحقق السلام العادل وان تنتهي حالات الصراع المتواصلة على هذه الأرض.
    وخلال المقابلة تدخلت ‏الأسيرة المحررة رشا العزة التي كانت قد خرجت من السجن قبل نحو ثالث سنوات بعد اعتقال استمر أربع ‏سنوات فهي تحرص على التواجد مع ايرينا اكبر وقت ممكن منذ تحررها لأنها صديقتها وتحبها كثيرا ولهذا ‏تتواجد باستمرار معها لأنها بحاجة الى وقفتها بهذه الظروف، وتصف ايرينا انها إنسانية بامتياز ‏ومتواضعة واجتماعية وتحب مساعدة الأسيرات وكان قلبها دائما عليهن وفوق كل هذا فأنها كانت تطبخ لهن ‏طعاما روسيا وخاصة السلطة الروسية المكونة من البطاطا والمرتديلا والبصل والخيار والبندورة فهي ‏سلطة لذيذة إن كانت كل شهر مرة. ترتدي ايرينا اللباس الإسلامي وهي لا تصافح الرجال وقالت إن ذلك حرام ‏في الإسلام وهي إشارة الى أنها قد اعتنقت الإسلام بعد الديانة الكاثوليكية، إضافة الى انها مستقلة بعدما اتهمت ‏بالانتماء لكتائب شهداء الأقصى  الجناح العسكري لحركة فتح. وخلال المقابلة جلس والد زوجها احمد سالم ‏البالغ من العمر 77 عاما الى جانب كنته "ايرينا" يستمع لها باهتمام وحماسة، معبرا عن فرحته المنقوصة لهذا ‏الإفراج، مشيرا الى انه يوم مشهود ولكنه بالتأكيد ليس كاملا فأبنائه الثلاثة موسى  50 عاما، وابراهيم  42 ‏عاماً وخليل  30 عاما محكومون بالسجن المؤبد منذ عشر سنوات، وقال انه لديه الأمل أن يتم إطلاق ‏سراح احد أبنائه وأضاف: "الحمد لله على كل حال فتحرير ايرينا خفف كثيرا من معاناتنا وأملنا بالله سيبقى ‏كبيرا وأنا متأكد أنه سيأتي اليوم الذي سأشاهد فيه أبنائي الثلاثة وهم بين أحضاني.".

     

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 23/10/2011)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية