الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسيرة المحررة صمود كراجة تروي تفاصيل معاناتها في الأسر

    آخر تحديث: الثلاثاء، 21 فبراير 2012 ، 00:00 ص

     

    التقت رئيس وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الإعلام، ناريمان عواد، ورولا دويكات الأسيرة المحررة صمود كراجة في منزلها في قرية صفا في حديث مطول حول تجربة الأسر.
    فتحت عيونها على الدنيا لترى والدها وأعمامها أسرى في سجون الاحتلال الصهيوني فحرمت من أن يسميها والدها فأطلق عليها شيخ جليل من القرية اسم صمود.
    صمود كراجة، 23 عاماً من بلدة صفا في محافظة رام الله ابنة لأسرة مناضلة مكونة من تسعة أفراد، حكمت 20 عاما قضت منها سنتين قبل إطلاق سراحها في الصفقة الأخيرة، منذ صغرها عاشت صمود تجربة نضالية مميزة حيث كانت قرية صفا موقعاً نضالياً هاماً في مقارعة الاحتلال لقربها من مستوطنة موديعين؛ فكانت قوات الاحتلال والمستوطنون يعتدون على سكان القرية بشكل دائم وخاصة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، تقول صمود: «Ù…ا عشته جعلني أفكر ملياً في الاحتلال وما يفرضه علينا من إجراءات قمعية تعسفية، فكانت المواجهات تحدث أمام عيني كل هذا أثر في وفي الشعب الفلسطيني بأكمله وأدركت مدى ظلم الاحتلال وعدوانه».
    وتضيف صمود: «Ø¨Ø¹Ø¯Ù…ا رأيت ما يعانيه شعبي، قررت أن أمارس حقي الشرعي في الدفاع عن وطني. كنت حينها طالبة في جامعة القدس المفتوحة، والتحقت بجبهة العمل الطلابي، وكنت أشارك بجميع النشاطات السياسية، من مظاهرات واعتصامات، وبعد سنتين من التحاقي بالجامعة، تم اعتقالي بتهمة محاولة طعن جندي صهيوني على حاجز قلنديا، هنا بدأت مرحلة جديدة من حياتي، وبدأت تجربة الأسر المريرة. وعلى الرغم من وعيي الكامل بالأساليب المتبعة مع الأسرى من خلال تجربة والدي وأقاربي، لكن التجربة نفسها كانت صعبة وقاسية جدا».
    تقول: «ØªØ¹Ø±Ø¶Øª منذ دخولي السجن لأساليب تحقيق كثيرة، وخضعت للتحقيق لمدة شهر كامل وعزل انفرادي، إضافة إلى ذلك التهديدات المستمرة بهدم منزلنا وأسر والدي ووالدتي، وتهديد أسرتي بأكملها. كنت أخاف كثيرا على مستقبل إخوتي، كان شعورا مؤلماً لا أستطيع أن أصفه، ولكني صمدت وقاومت كل هذه التهديدات». ووصفت صمود العزل الانفرادي بالمؤلم والقاسي: «Ù„قد كانت أياما مؤلمة فكنت لا اعرف شيئا عن الوقت والأيام، حتى وقت الصلاة، كنت أخمن الوقت من خلال الوجبات، ومع إنهم كانوا يقدمون وجبة العشاء في الساعة الرابعة مساء كنت أعتقد أنها الثامنة، كان كل شيء مبهما ومجهولا».
    وأضافت بأنها كانت تجلس لساعات وأيام لا تسمع خلالها إلا صوت السجانين يوجهون لها الشتائم والإهانات والألفاظ النابية، ويطرقون باب الزنزانة بشكل همجي وعنيف، كان إحساسها بأن الثلاثين يوما ثلاثون عاما لا تنتهي. وقالت: «ÙˆØ¬Ø¯Øª داخل الزنزانة أعقاب سجائر فكتبت على الجدران الأيام وأصبحت أعدها لعلها تنتهي. ورغم طول فترة التحقيق وكل الأساليب التي استخدموها معي إلا أنهم لم يحصلوا مني على أي اعتراف، وحينها تم نقلي إلى سجن «Ù‡Ø´Ø§Ø±ÙˆÙ†» ووجهت لي لائحة اتهام، هناك التقيت بالأسيرات، وكان أول لقاء لي مع الأسيرتين قاهرة السعدي ولينا الجربوني اللتين كانتا لي بمثابة المثل الأعلى بصمودهما وصبرهما على الأسر، فكنت دائما أتساءل كيف سأقضي سنوات طويلة في السجن وعندما رأيت قاهرة وهي دائمة التفكير بأولادها الأربعة، والأسيرة إيمان الغزاوي وايرينا سراحنة اللتين لا تكفان الحديث عن ابنتيهما؛ فقد كانت واحدة في أوكرانيا والأخرى بفلسطين وزوجها أسير في سجون الاحتلال. وكانت كل منهن تسأل في كل لحظة ماذا يفعل أولادنا؟؟ هل أكلوا؟؟ هل درسوا ؟؟ هل نجحوا في الامتحان ؟؟ هل مرضوا؟؟ وأسئلة كثيرة أخرى.
    «Ø­ØªÙ‰ باقي الأسيرات غير المتزوجات كن في قلق دائم على عائلاتهن وكن جميعا يتمنين الخروج من الأسر قبل فقدان أي عزيز على القلب مع أن عدة أسيرات فقدن أحد الوالدين كالأسيرة وردة بكراوي التي توفيت والدتها والأسيرة آمنة منى التي فقدت والدها وهي في الأسر وغيرهن الكثير، ولينا الجربوني التي تتمنى حتى اللحظة أن تكتحل عيناها برؤية أمها (ثمانون عاماً) وألا تفقدها وهي داخل الأسر. حينها تعلمت الصبر من باقي الأسيرات وأدركت أن وضعي أفضل من غيري على الرغم من إنني كنت دائما متخوفة من حدوث أي مكروه لعائلتي».
    وقالت صمود أنها خاضت تجربة الإضراب عن الطعام مرتين واحدة كانت لمدة تسعة أيام بشكل فردي لكي يتم نقلها لسجن الدامون، والثانية بشكل جماعي للمطالبة بالإفراج عن الأسرى من العزل الانفرادي. وكانت الأسيرات أول المضربات عن الطعام وآخر من يفك الإضراب.

    البوسطة ورحلة عذاب
    عندما تحدثت صمود عن «Ø§Ù„بوسطة» اغرورقت عيناها بالدموع ووصفتها برحلة العذاب المميت، وقالت: «Ø®Ø±Ø¬Øª للمحكمة 21 جلسة خلال السنتين». في كل مرة كانت تخرج فيها للبوسطة تودع باقي الأسيرات وكأنها لن تعود ثانية لشدة ما يحدث معها في الطريق إلى المحكمة. «ÙƒØ§Ù†ÙˆØ§ يوقظوننا في الثالثة صباحاً في البرد الشديد وننتقل من سجن لسجن ومن بوسطة لبوسطة (الحافلة الخاصة بنقل الأسرى)ØŒ من الدامون إلى هداريم إلى الرملة والنقب وغيرها». وأضافت: «ÙƒØ§Ù†ÙˆØ§ يخرجونني من سجن الدامون لأصل بعد أسبوع إلى عوفر مع أن المسافة الفعلية بين الدامون وعوفر ثلاث ساعات، حيث كانت البوسطة تتنقل بين عدة سجون لجمع الأسرى الذين لديهم محكمة، يتم خلالها التنقل من باص إلى آخر ومن سجن إلى آخر وكنا نقضي أياما ونحن جالسون في الباص الذي يقلنا. وكان أشدها قسوة في فصل الشتاء كنت أتجمد بردا ولا أستطيع أن أحرك جسدي، والذي كان يزيد الوضع سوءا الوحدة المسؤولة عن البوسطة المسماة «Ø¨Ø§Ù„نحشون» فقد كانوا قساة بطريقة غير عادية لدرجة أنني كنت أشعر أنهم ليسوا من البشر وكل شيء كنا نطلبه يرفض حتى لو كان طلبنا أن نشرب الماء أو نذهب إلى الحمام».
    ومع كل المرارة التي وصفت بها صمود البوسطة لكنها شعرت بالسعادة لأنها من خلال رحلة العذاب هذه تعرفت على فلسطين المحتلة بمدنها وقراها فتقول: «Ø±Ø£ÙŠØª قبة الصخرة المشرفة، أحسست بقدسية المدينة من خلف تلك النافذة الصغيرة التي كانت في الحافلة، ورأيت البحر الذي لم أره طيلة حياتي».
    واستذكرت صمود لحظات زيارة عائلتها؛ حيث حضروا ثلاث مرات فقط خلال السنتين، مدة كل زيارة 45 دقيقة كانت أصعبها الزيارة الأولى لأنها وعائلتها لم يتكلموا مع بعض ولكن دموعهم تكلمت.
    وأكدت صمود أن المتابعة الصحية سيئة للغاية؛ فإدارة السجون لا توفر أي رعاية صحية للأسيرات ولو بالحد الأدنى، مع أن اغلبهن يعانين من أمراض مختلفة، كالدسك والغضروف. وإذا شعرت أي أسيرة بأي الم يقدمون لها حبة اكامول دون إجراء أي فحص أو تحليل؛ فكان الاكامول الوصفة العلاجية لكل الأمراض حتى المزمنة والخطيرة منها. وتتذكر صمود الأسيرة أمل جمعة فتقول: «Ø¹Ù†Ø¯Ù…ا جئت إلى السجن التقيت بالأسيرة والمناضلة أمل جمعة التي كانت تعاني من مرض خطير، وتنزف بشكل دائم. وبعد شهر أجرت عملية استئصال للرحم بسبب إصابتها بمرض السرطان وتردي حالتها الصحية وعدم متابعتها من إدارة السجون.
    وفي نهاية اللقاء شكرت صمود كراجة كافة الجهود الرسمية والأهلية لمتابعة قضية الأسرى ولكنها عتبت على وزارة المرأة لعدم متابعتها الحثيثة للأسيرات وتكليف محامين مختصين للالتفات لاحتياجاتهن الخاصة. وتتساءل صمود: «Ù„ماذا لم تهتم الجهات المعنية بالأسيرة وفاء البس من غزة التي منعت من الزيارة لمدة 6 سنوات ولم يكن يصل إليها ملابس أو أية احتياجات أخرى؟؟».
    كما عتبت على وسائل الإعلام التي لا تهتم بالأسيرات الفلسطينيات إلا لحظة خروجهن من الأسر ولا تتابع قضاياهن بشكل متواصل وأخيرا طالبت صمود السلطة الوطنية بتوفير رعاية خاصة للأسيرات المحررات، وخاصة بعد قضاء سنوات داخل الأسر فهن بحاجة إلى من يقف إلى جانبهن وأن تفتح كل المؤسسات الفلسطينية أذرعها للأسيرات لتقديم المساعدة والدعم النفسي والعلاجي والتعليمي والوظيفي.

    (المصدر: صحيفة الحياة الجديدة، 17/01/2012)

     


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

الاستشهاديان محروس البحطيطي وحازم الوادية من سرايا القدس يقتحمان موقع كيسوفيم ويوقعان عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال

06 مايو 2002

الأسرى داخل السجون يعلنون الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على أوضاعهم السيئة

06 مايو 2002

استشهاد المجاهد محمد عبد الله زقوت من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال وسط قطاع غزة

06 مايو 1989

الأرشيف
القائمة البريدية