الإثنين 06 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسيرات المحررات معاناة مستمرة مع المرض داخل وخارج السجن

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    بالرغم من فرحتهن بصفقة التبادل وخروجهن من السجون الصهيونية إلا أنهن يعانين من أمراض مزمنة وبحاجة إلى علاج دائم، وذلك بسبب الإجراءات التي كانت تتبعها إدارة السجون معهن طوال فترة اعتقالهن من حرمان لزيارة الطبيب وعدم الحصول على الدواء وعدم إيصال احتياجات المرأة من مواد نظافة وغيرها، عدد مع الأسيرات المحررات اللواتي يعانين من أمراض مزمنة وبحاجة ماسة للعلاج ومنهن من تخضع للعلاج في المشفى تحدثن حول هذا الموضوع.
    الأسيرة المحررة لطيفة محمد أبو ذراع "47 عاما"، وهي حاصلة على دبلوم لغة عربية، وأم لسبعة أولاد، تحدثت في البداية عن اعتقالها فقالت: "حكم علي بالسجن 25 عاما، قضيت منها 8 سنوات، لم أتوقع أن أسجن لأنني كنت أحسب الأمور بدقة، وبالمقابل لا أستطيع الجلوس والنظر إلى ما يدور حولي من النافذة فقط، وفي بداية عام 2002 تم هدم بيتي من قبل الاحتلال، وكان لدي أصدقاء استشهدوا وتم هدم بيوت كثيرة وتشرد آخرين، وفي كل مرحلة من وجهة نظري لها طريقة في النضال، ولو عاد الزمن بي إلى الوراء سأفعل ما سجنت لأجله ولكن بحرص أكثر.
    وتحدثت أبو ذراع عن الإضرابات داخل السجن فقالت: "منذ أول يوم دخلت فيه إلى سجن الرملة كان هناك مشكلة ما بين الأسيرات وإدارة السجن، وتم عزل ممثلة الأسيرات آمنة منى، وضرب أسيرات أخريات، وأعلنت الأسيرات الإضراب عقب ما حدث، أما ثاني إضراب خضته كان عقب ضرب ممثلة الأسيرات آمنه منى بدون سبب، حيث امسك بها ضابط الأمن وجرها من شعرها على الأرض إلى العزل، وبدأنا جميعا بالدق على الأبواب بأيدينا وبعبوات المعلبات، أما ثالث إضراب شاركت فيه كنت في العزل وكان قد صدر حكم من المحكمة ضدي بتقييد يدي ورجلي لمدة أربع سنوات، وحتى في الساعة التي كانوا يخرجوني فيها كانوا يقيدونني. وتابعت قائلة: "وفي إحدى المرات ذهبت إلى المستشفى ولم يوافقوا على فك قيودي وحقنوني بحقنة اليود التي كانت تشعل جسدي، وكنت لا أستطيع تحريك يدي والتهمة هي أنني أشكل خطرا عليهم، وأذكر في إحدى الم رات انه تم ضرب إحدى الأسيرات على يديها ورجليها وهي مقيدة وعندما شاهدت الموقف لم أتحمل وطلبت من المسؤول في السجن أن يمنع السجانة من ضرب السجينة فرد علي بألا أتدخل، واستمرت السجانة بضرب الأسيرة بعنف على ظهرها، ففقدت صوابي، وهجمت على السجانة، لكي أمنعها من ضرب الأسيرة، ولكن السجانة هجمت علي لكي تضربني فضربتها".
    وأضافت تقول: "ووضعوني على أثر ذلك في غرفة عزل تحتوي على كاميرات مراقبة وكان الحمام الذي ليس له باب في داخل الغرفة، ومن ثم وضعوني لمدة أسبوع في العزل ومن ثم حولوني إلى سجن الرملة وهناك منعوني لمدة أسبوعين من الحصول على أدوات التنظيف مثل الشامبو والأشياء الشخصية بالنساء، وكان في غرفة السجن حمام عربي وكان فوق قاعدة الحمام مباشرة حنفية ماء كنت أشرب منها، كما أنه تم عزلي مع السجينات الجنائيات المسجونات بسبب المخدرات أو القتل أو غيره، وغير هذا العذاب كان هناك سجانات مدنيات عندما كانوا يعرفون أنني سجينة أمنية كانوا يتعاملوا معي بالكثير من الحقد، بالإضافة إلى أن بعض السجينات المدنيات كن دائمات الصراخ لأنهن بحاجة إلى جرعة من المخدرات. وعن طبيعة وضعها الصحي داخل السجن فقالت: "كان وضعي يتطلب العلاج، وعندما كنت في سجن الشارون عملت عدة صور طبقية وكان لدي ألياف في الرحم، وعندما صوروني كانت كريات الدم البيضاء فوق معدلها بثلاثة أضعاف، وأرسلوني إلى المشفى لمعرفة السبب، واكتشفوا أن معدتي لا تعمل بشكل طبيعي لأنها لا تهضم نهائياً، وصورني باستخدام الناضور فوجدوا أن لدي أكياس ماء تؤدي إلى الرحم، وأن لدي القولون وغضروف في يدي ورجلي، وفي أخر عامين في سجن الدامون لم يكون هناك أي علاج لي، وأصبح الحديد في دمي صفر، وارتفع الكولسترول لدي بالإضافة إلى التخثر في الدم، وبالرغم من ذلك لم يكن هناك استجابة من قبل إدارة السجن لإكمال علاجي، كما أن الدواء الذي كانوا يعطوني إياه كان عبارة عن مسكنات.
    وتابعت عن زيارات الأهل لها في السجن فقالت: "لم يستطع الجميع زيارتي في السجن باستثناء من هم دون سن السادسة عشرة لأنهم لا يملكون هوية وسمح لهم بالزيارة مع مرافق في الشهر مرة إذا كان المرافق ليس من نفس العائلة، أما إذا كانوا برفقة أختي فأنهم يستطيعون زيارتي كل أسبوعين. وفي السجن كل شيء ممكن أن يحدث، وكثيرا ما كانوا يحرموني من الزيارات وكانوا يضعون علي غرامات، وكنت أرى أن السجن عبارة عن حالة طوارئ دائمة كنت أتوقع فيه ما هو أسوء دائما"، وعن لقائها بعائلتها قالت: "قضيت فترة طويلة أتخيل أن أولادي بقوا مثل ما تركتهم وذلك ليس بسبب البعد، ولكنني كنت لا أريد أن اشعر بأنهم كبروا، لأنني لا أريد أن أشعر عندما أخرج من السجن بأنني يجب أن أعوضهم عما فاتهم، بل كنت أقول لنفسي أنهم لم يكبروا، وهنا توقف معي ومعهم الزمن، وكنت أفكر في أولادي في كل ساعة وكنت أشعر في السجن أنني مع أولادي وهم أيضا معي".
    حول صفقات التبادل التي كانت تسمع عنها وعما إذا كانت تفكر أنها ستكون ضمن تلك الصفقات قالت: "عندما تم إصدار الحكم علي في المحكمة، كانت النيابة العامة قد طلبت إصدار حكم المؤبد بحقي، وصدر الحكم فغضب المحامي الخاص بي، فقلت له: "لا تحزن هذا فضل من الله، ولكن ثق تماما وأخبر القضاة أن يثقوا بأنني في يوم من الأيام سأخرج من السجن"، فرد القاضي علي من خلال المترجم، كيف ستخرج فقلت له: "الأمل موجود"، فأمر القاضي بإخراجي بسرعة من القاعة.
    وتابعت قولها: "ابني الصغير حضنني في المحكمة، وقال لي لا تبك لأنك بطلة ورفعت رأسنا للأعلى، وكانت هذه أخر مرة احضن فيها احد أولادي، واعتبرت أن السجن صفحة أخذت منها العبر وطويتها، وصحيح أنني عشت في السجن ولكنني لا أريده أن يعيش في داخلي، لان لدي تربية أولاد ودراسة في الجامعة.
    وعما أفرحها وأحزنها عند خروجها من السجن فقالت: "أول شيء أسعدني هو وجود عائلتي وأولادي وأهل مخيمي معي الآن، ورؤية ابنتي وابني الذين تزوجا عندما كنت في السجن ولدي ثالثة أحفاد فرحت برؤيتهم، وما أحزنني هو إبعاد الأسيرة المحررة آمنه منى كنت أفكر فيها في كل لحظة لأنها كانت معي في نفس الغرفة وعملية إبعادها عن أهلها تركت في داخلي حزن ولا استطع أن ارفع سماعة الهاتف لكي أحادث أمها". وتابعت قولها: "كان أولادي يرسلون لي الرسائل دائما، ولكنها كانت لا تصلني بسبب رفض إدارة سجن الاحتلال، وحاولت أن أرسل رسائل لهم ولكنها كانت لا تصل بسبب اجراءات في السجن".
    وعن الأسيرات الحوامل داخل السجن قالت: "تذهب الأسيرة إلى مستشفى الولادة وتكون مقيدة الرجلين واليدين أثناء ولادتها في المشفى، ومثال على ذلك الأسيرة منال غانم، وكل الأسيرات اللواتي ولدن في السجن كان حكمهن مطابق للمدة المسموح لرضيعها البقاء فيها داخل السجن إلا الأسيرة منال غانم اخذوا منها ابنها وأرسلوه إلى عائلتها وكانت هذه مأساة فالطفل لا يعرف أحد في عائلته وكانت الأم قد تعودت على ابنها وفجأة اخذوا طفلها ووضعوها في سجن الرملة لوحدها وبعد ذلك أعادوها إلى القسم الذي كنت فيه، وكانت لحظات حزينة مؤلمة جدا.
    وتحدثت عن طموحاتها فقالت: "إن شاء الله تنجح ابنتي في التوجيهي بمعدل عال، وأن ادرس تخصص العلوم السياسية في الجامعة، كما أن لدي هواية تنسيق الورد الصناعي، ولدي أولاد أخوة عددهم تقريبا 20 فرد، وكلهم نفس الطول تقريبا وهم يعتبرونني صديقة لهم، وأرغب في أن اعمل مشروع مشترك معهم، ولكي نكون يد وحدة، وكامرأة فلسطينية وأسيرة محررة، أقول للنساء العربيات أن الدول العربية في مرحلة ثورات ضد الحكومة والنظام ونحن بحاجة إلى وقفة جادة عسكريا واجتماعيا واقتصاديا، ويجب أن تعتمد المرأة على نفسها وأتمنى أن تتمسك بالتعليم وان يكون لها دور فعال في إنشاء الوطن وتعميره، ولأخواتي الأسيرات أقول عليكن بالصبر إن شاء الله الفرج قريب بإذن الله.
    أما الأسيرة المحررة أمل جمعة من مخيم عسكر الجديد، التي تخضع للعلاج في إحدى مستشفيات الضفة الغربية بعد خروجها من السجن، والتي كان سيحكم عليها بالسجن مدة 38 عاما، ولكن الحكم النهائي كان 11 عاما، قضت منها ثماني سنوات ومن ثم خرجت من السجن مع صفقة تبادل الأسرى الأخيرة. تحدثت أمل عن عملية التحقيق في السجن فقالت: "كانت جدا قاسية وكان أصعبها الشبح بالكرسي أي تقيد اليدين والرجلين بالكرسي لساعات طويلة وكانوا يشغلون التكيف البارد جدا علي، وكان هناك عدم تلبية لمطلبنا الشخصية النسائية". وتابعت: "تم ضربي خلال التحقيق كثيرا، وتم تقيد يدي ورجلي لكي ينتقصوا من حقوقي ولفرض هيمنتهم علي، وخضت معركة الأمعاء الخاوية في شهر أيار، ولكن رجلي بعد فترة توقفت عن الحركة، وصار لدي نزيف حاد وطلبوا مني أن أفك الإضراب، وبالرغم من التجربة المريرة والقاسية إلا أنها كانت حلوة لأن فيها مطالب لنا".
    وأضافت قائلة: "كنت أتخيل أن السجن كالمنفى، وأنني لن أرى أي أسيرة، ولكنني وجدت أن كل أربع أسيرات في غرفة صغيرة جدا فارتاحت نفسيتي عندما رأيتهم، ومن ناحية أخرى تعرضت للعزل مرتين بسبب بعض المشاكل مع إدارة السجون، ولأنني لم اقبل الوضع الذي أعاني منه، وبقيت في السجن لمدة سبع سنوات وسبع شهور".
    وتحدثت أمل عن صفقات التبادل التي كانت تسمع عنها وهي في السجن فقالت: "منذ أول عام في اعتقالي كنت متفائلة، وطوال الخمس سنوات كان لدي أمل كبير في الإفراج، وكنت أكتب دائما على الحائط رقم واحد عشرة مرات وفي كل يوم أشطب رقم منها وعندما تنتهي أكتب عشرة أرقام أخرى، لأنني كنت أحن إلى كل شيء في الخارج، وكنت أحب أن أموت بين أهلي، ومن ناحية أخرى كانت همتنا عالية داخل السجن وكنا نواجه الطغيان بتحدي لان الشعب الفلسطيني لا يكل ولا يمل. وعندما تم الإفراج عني في صفقة التبادل كنت فرحة وحتى لو كان قرار الإبعاد إلى غزة سأفرح جداً لان هناك أهلي أيضا، ولو كان قرار الإبعاد إلى خارج فلسطين فهذه ستكون حكمة ربنا".
    وتحدثت عن خروجها من السجن فقالت: "ما صدمني هو أنني لم اعرف الكثير من الناس الذين قابلتهم وتحديدا من الذين كانوا صغار في السن عندما تم سجني، وطوال مدة سجني تم زيارتي من قبل أهلي سبع زيارات، ولي أخ مشلول لم أراه طوال فترة سجني لان الاحتلال رفض ذلك، وكنت اطمئن على أهلي من خلال الصليب الأحمر والمحامين، وكنت أتضايق جداً عندما أرى أهلي على شاشة التلفاز وهم يبكون بسبب سماعهم عن مرضي وقلقهم علي، وكان هذا الأمر يحزنني ويجعل بداخلي غصة، وحتى الآن مصدومة بما شاهدته عندما خرجت من السجن. كما أنني تركت في السجن سبعة أسيرات ومنهن ورود قاسم، وكلي أمل أن يفرج عنهن جميعا". وتابعت قائلة: "من الأمور التي أفرحتني هي رؤية أخي وأختي وبيتنا ومسقط رأسي وشاهدت صور والداي فلم أكن أتوقع خروجي من السجن، وكنت أعد لحظات موتي.
    وتحدثت عن حالتها الصحية داخل المعتقل فقالت: "تم إجراء عملية لي حيث تم استئصال الرحم ولا زلت مريضة حتى بعد خروجي من السجن، وبحاجة ماسة إلى العلاج والدواء بشكل دائم، كما أنني فقدت جميع أسناني بسبب الماء الذي كنت اشربه في السجن، كما أنهم أعطوني في السجن أدوية للهلوسة، وهناك بعض العلاجات التي كانوا يقدمونها لي، وهي تعمل على تشميع الكبد إذا استعملت كثيرا، وكانوا أحيانا يقولون لي أن الدواء الخاص لعلاجك غير موجود. وتابعت قائلة: "كل الأسيرات في السجن يعانين من أمراض، فالمكان هو الذي يصيب الإنسان بالمرض، إضافة إلى الصراصير الذين ينامون بجانبنا، والغرفة التي كنا نعيش فيها كانت بمثابة حظيرة للحيوانات. وبالنسبة لأخواتي اللواتي بقين في الأسر قلبي معهن، واقسم بالله أنني لا اشعر بالفرح منذ أن أفرج عني، واحترق لأجلهن وكانت أمنيتي أن ابقي معهن، وأتمنى الحرية للأسيرات والأسرى جميعا".
    واختتمت حديثها عن أمنياتها فقالت: "أتمنى للأسيرات المحررات أن ينعمن بالحرية وأن يفتحن صفحة جديدة، وأن يتمسكن بالوطن وأن تزيدهم المعاناة التي تعرضن لها داخل السجن عزيمة وإصرار، فنحن شعب فلسطيني من حقه أن يدافع عن وطنه بكل الوسائل، وأتمنى أن تستمر المصالحة بين فتح وحماس، ولا انحاز لأحد منهما، فالدم الذي يسير في عروقنا واحد، والوحدة هي أفضل وسيلة لتحقيق الوطن ودولتنا".
    وأضافت: ليس لدي أي طموحات، فقط أريد أن استكمل علاجي، ولا أفكر بالعمل حاليا، حتى أنني لا أستطيع أن أرى الشباك الذي في بيتنا لان عليه قضبان وهذا يذكرني بالسجن وعلى اثر ذلك أفقد أعصابي، كنت مرحة جدا داخل السجن، ولكنني عندما خرجت منه شعرت بأن أي شيء يستفزني وهذا ليس بيدي، ولا اعرف ما يحصل معي أحيانا، وأتمنى أن تكون فترة وتنتهي".
    أما الأسيرة المحررة فتنة أبو العيش من نابلس التي خرجت من السجن ولديها معرفة وثقافة كبيرة، وتم إصدار حكم 15 عاما عليها، ولم تكن تتوقع هذا الحكم لأنه الحكم المطلوب لها كان المؤبد، واستطاع المحامي أن يخفض الحكم من مؤبد إلى 15 عاما، وتحدث عما تعرضت له داخل السجن فقالت: "لم أتعرض للعزل ولكنني تعرضت للضرب المبرح من الجيش والشرطة في أول اعتقالي، وكانوا يقيدونني خلال فترة التحقيق ويستخدمون معي التعذيب النفسي، ويطلقون علي كافة الشتائم الوقحة، وكنت أبقى مقيدة اليدين والقدمين بالكرسي لمدة 9 ساعات تقريبا، وعندما كانوا يقيدونني كانوا لا يبقوا معي". وتابعت: "أضربت عن الطعام في أول فترة اعتقالي لكي يخرجونني من الزنزانة، وبعده فترة تم إعادتي إلى غرف الأسيرات في السجن، وكنت امرض داخل السجن واشعر أن لدي ديسك في ظهري وضعف نظر في عيني، وكانوا لا يرسلوني للعلاج في السجن، وكانت تمر علي أيام لا أحب فيها فراشي ولا الوقوف ولا الجلوس وابكي بشدة لان ظهري كان يؤلمني كثيرا، ولازلت أعاني منه، وسأستمر في علاجي عند الأطباء في نابلس".
    وأضافت: "لم يتمكن أحد من زيارتي خلال أربع سنوات بسبب الرفض الأمني لهم، ولكنهم تمكنوا من ذلك في السنتين الأخيرتين وذلك بمساعدة الصليب الأحمر والمحامين الفلسطينيين". وعن رؤية الأهل في الزيارات داخل السجن قالت: "وعندما رأيت أهلي بعد أربع سنوات من الأسر كان جميعهم قد تغيروا في شكلهم، وتعرفت على أمي وأبي ولكنني لم أعرف إخوتي، وعندما نظرت إليهم بدأت أبكي وأضحك في آن واحد، وحتى رفيقاتي في السجن كن يبكين معي.
    وتحدثت عن صفقات التبادل فقالت: "عندما كنت أسمع عن صفقات التبادل كنت أتوقع أن أكون من ضمنهم، وفي آخر أسبوع لإعلان الصفقة أعلمونا انه لن يتم إطلاق سراح جميع الأسيرات، وكنت أقول في نفسي أنني لن اخرج ضمن هذه الصفقة أنني لا أريد أن أحلم بذلك بعد أن قمت بتحضير نفسي وحقيبتي فمن الممكن أن تأتي إدارة السجن وتقول لي: لن تخرجي". وتابعت: "تركت الأسيرات في وضع جدا صعب، ومنهن من انهار على أبواب الغرف في السجن، وكأن هناك ميت يقوم الجميع بتوديعه، والأسيرات كن يقلن سلموا على أهلنا وتواصلوا معهم، وعندما خرجا من السجن كنا غير فرحين لأن هناك أسيرات أخريات في السجن، ولو كان هناك قرار بإبعادي إلى غزة فأنني لن أتقبل، وستكون لدي غصة وحزن شديد لأنني لن أرى أمي وإخوتي وأبي وأهلي، وهذا صعب جدا علي، فكل أسيرة من حقها أن ترى أمها وتحضنها.
    وقالت فتنة أبو العيش عن لحظة اللقاء: "حتى الآن مصدومة ولا استوعب وضعي الجديد وكأنني أحلم، ولا أصدق أنني بين أهلي، ودائما أسرح وتلاحظ أمي ذلك وعندما تسألني عن السبب أقول لها تخيلت أنني ما زلت داخل السجن، واعتقدت أنكم زميلاتي الأسيرات وكنت سأنادي عليكم بأسمائهن، مكثت في السجن 6 سنوات عشت فيها الأمور الحلوة والصعبة مع الأسيرات، وكن بالنسبة لي أكثر من أخوات، وفي لحظة اللقاء أغمي علي وقام إخوتي برفعي عن الأرض، وكنت قد تركت إخوتي العشرة الصغار ورائي عندما دخلت السجن وعندما خرجت وجدتهم قد أصبحوا شباب، وكنت أتوقع أن أراهم مثلما تركتهم أو كبروا قليلا، ولكن ليس لهذه الدرجة، لأنني كنت أتخيل كل شيء كما تركته". وتابعت: "كنت احفر على جدران غرفة السجن اسمي وفي غرفة أخرى كتبت اسمي على الحائط باللون الأسود، لأنني كنت أريد أن اشعر من سيدخل الغرفة التي كنت فيها من أسيرات أو أسري انه كان يوجد أسيرة فتاة هنا، وحتى اليوم لازلت اشعر أنني داخل السجن، واصحوا الساعة الخامسة صباحا، وأوقظ عائلتي وأقولهم الآن حان موعد العدد كما في السجن، ولا أستطيع أن أرى شباك له قضبان فما زال هاجس السجن في داخلي".
    واختتمت فتنة أبو العيش حديثها قائلة: "أتمنى أن أكمل تعليمي، وأن يتم الإفراج عن باقي الأسيرات في سجون الاحتلال، وأن أفعل ما بوسعي لصالح قضيتي ووطني".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 20/11/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

الاستشهاديان محروس البحطيطي وحازم الوادية من سرايا القدس يقتحمان موقع كيسوفيم ويوقعان عددا من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال

06 مايو 2002

الأسرى داخل السجون يعلنون الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على أوضاعهم السيئة

06 مايو 2002

استشهاد المجاهد محمد عبد الله زقوت من الجهاد الإسلامي في مواجهات مع قوات الاحتلال وسط قطاع غزة

06 مايو 1989

الأرشيف
القائمة البريدية