(عذراء فلسطين) الاسم الحركي للأسيرة هناء الشلبي

موضوعات ذات صلةً

• عندما تحتضن أم ابنتها الأسيرة لدقائق: تتوقف الكلمات
• رسالة الأسيرة إسراء الجعابيص من داخل سجنها

رام الله - وفا- يلهب إصرار وعزيمة الأسيرة هناء الشلبي على مواصلة إضرابها عن الطعام لليوم ال 32 على التوالي، المشاعر الوطنية لدى الفلسطينيين، في وقت ترفض فيه دولة العدو القبول بأي مقترح سلمي ينهي احتلالها للأرض الفلسطينية. وتخوض الشلبي إضرابها احتجاجا على إعادة بعد الإفراج عنها أواخر العام ØŒ« إداريا » اعتقالها الخطيرة » الماضي، حيث توصف حالتها الصحية ب بعد فقدانها حوالي 13 كيلوغراما من وزنها، « جدا إضافة إلى عدم انتظام دقات القلب، ونقص السكر في الدم، عدا عن نوبات الدوار، وهزال عضلي، وفقدان الوعي، وازدياد نسبة الأملاح في الدم، ما أثر على الكلى، حيث ترفض تناول أي شيء سوى الماء منذ اعتقالها. كما بات « جان دارك » وتواصل الأسيرة هناء أو يلقبها البعض، إضرابها في وقت حذرت فيه السلطة الوطنية من انفجار الوضع داخل سجون الاحتلال مع تزايد أعداد المضربين عن الطعام في صفوف الأسرى ليصل عددهم إلى أكثر من 20 أسيرا، استمر إضراب بعضهم لما يزيد عن 15 يوما، بعد إضراب مماثل عن الطعام امتد لأكثر من 66 يوما نجح عقبها الأسير خضر عدنان في تخفيض فترة اعتقاله، في خطوة وصفها الشارع الفلسطيني  الأسطورية « ب ويربط البعض بين الشلبي ( 30 عاما) وهي من بلدة عذراء » برقين بمحافظة جنين، وجان دارك الملقبة التي شكلت نموذجا ملهما للفرنسيين ØŒ« أورليانز في القرن الخامس العشر في نضالهم ضد المحتل الانجليزي في حرب امتدت لأكثر من مئة عام، فضلت خلالها عذراء أورليانز التضحية بنفسها في واحدة من أبشع طرق الإعدام (الحرق حية)ØŒ لتطوب وهي الخطوة المؤهلة للقب « مباركة » بعد ذلك Ùƒ القديسة، ولتتحول بعدها من أشهر الرموز العالمية في مقاومة الاحتلال. لقد كنت هناك واختبرت ذات الحالة، وأعرف تماما » قالت الأسيرة المحررة عطاف ØŒ« ما تمر به هناء عليان التي خاضت إضرابا مفتوحا عن الطعام عام 1997 ØŒ استمر لأكثر من 40 يوما احتجاجا على إعادة اعتقالها، مرة أخرى بعد الإفراج عنها، اعتقالا إداريا. القناعة والتضحية هما وقود » وأضافت عليان أن الأسير المضرب عن الطعام، ففي الأيام الأولى تكون الآلام والمعاناة لا توصف، وبعد أسبوعين يدخل المضرب عن الطعام في قناعة مفادها بأنه مستشهد لا محالة إن استمر حاله على ما هو عليه، إلا أنني ومن تجربتي كنت أريد الخروج من الاعتقال الإداري حية أو ميتة لا يهم، المهم هو الخروج، فلا  شيء أسوأ من ذلك الاعتقال واستخدمت دولة العدو الاعتقال الإداري ما يزيد عن 20ألف مرة ضد أسرى ومعتقلين فلسطينيين منذ عام 2000 ØŒ حيث يقبع في سجون الاحتلال الآن نحو 300 معتقل إداريا. وكانت الشلبي والتي أعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، عن رفض مقترح صهيوني  يقضي بإبعادها إلى قطاع غزة، قد اعتقلت في 16 شباط/ فبراير الماضي بعد أن أطلق سراحها ضمن صفقة تبادل الأسرى (صفقة شاليط)ØŒ وتشير مصادر رسمية إلى أن الاحتلال أعاد اعتقال 6 محررين من الأسرى المفرج عنهم في الصفقة من بينهم الشلبي، إلى جانب إعادة اعتقال حوالي 20 أسيرا آخر أفرج عنهم بعد أيام من الاعتقال. « وتزخر مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بصور وعبارات الدعم والمساندة للأسيرة هناء، عدا عن الوقفات التضامنية التي ينظمها ناشطون شباب وحقوقيون، للاحتجاج على استمرار اعتقال الشلبي ومن معها من الأسرى. سنكثف من » وقال الناشط الشبابي علي عبيدات حجم هذه الوقفات التضامنية، وإن كانت هذه الوقفات لا ترقى إلى حجم التضحيات التي تقدمها الشلبي والتي تعكس الصورة الحقيقية للمرأة الفلسطينية، التي ناضلت لعقود طويلة في وجه الطغيان والاحتلال، وهي بهذا المعنى قديسة حقيقية ومثال للتضحيات والإيمان، ونحن نتمنى أن تعود الشلبي إلى أهلها وديارها، فمثلها هم  الأجدر بالحرية قدسية النظرة لتضحيات المرأة الفلسطينية لا تقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل تعدتها لتصل حتى إلى المجتمع الصهيوني، إذ صورت فنانتان صهيونيتان بمعرض في تل أبيب، المناضلات الفلسطينيات كقديسات، لكن بعد ذلك أجبرتا على إلغاء معرضهما والتبرؤ من مضمونه تحت ضغط احتجاجات المتطرفين.

(المصدر:جريدة الحياه,19/03/2012)

تعليقات الفيسبوك