الاحتلال يستفرد بالأسيرات.. وواقعهن مأساوي.. والتضامن "خجول"

موضوعات ذات صلةً

• عندما تحتضن أم ابنتها الأسيرة لدقائق: تتوقف الكلمات
• رسالة الأسيرة إسراء الجعابيص من داخل سجنها

بينما تخوض بعض الأسيرات في سجون الاحتلال إضرابا عن الطعام في معركة لتحقيق مطالبهم تعيش المحررات معاناة رفيقاتهن في الأسر، وخاصة في ظل المعركة التي يخوضها الأسرى وبعض الأسيرات ضد إدارات السجون لانتزاع حقوقهم العادلة ووقف سياسات الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي والحرمان من الزيارة.
ووصفت المحررات الواقع الذي تعيشه الأسيرات بالمأساوي، "فإدارة السجون تتعمد الاستفراد بهن والاعتداء عليهن، وسحب إنجازاتهن، ولاسيّما مع ضعف التضامن الشعبي مع قضاياهن ومعاناتهن".
وتشير المحررة قاهرة السعدي إلى أن وضع الأسيرات في السجون تماما مثل وضع الأسرى في تعامل ما يسمى بإدارة مصلحة السجون.
وتؤكد السعدي: أن إدارة السجون تعمل على سحب الأدوات الكهربائية في قسم الأسيرات، "وتجعل غرف الأسيرات كالزنازين، بحيث تعمل على إخراج الكنتين، وتعزل قيادة الحركة الأسيرة".

وتضيف السعدي بأن إدارة مصلحة السجون تعمل على فرض العقوبات الغرامية، وتمنع الأهالي من الزيارة بحيث يبقين الأسيرات في انعزال تام عن العالم الخارجي، ويقوم مدير سجن الهشارون بعزل الأسيرة التي تخوض الإضراب، ويتم فرض عقوبات مختلفة داخل القسم مثل إغلاق القسم ومنع الفورة ومنع التواصل مع المحاميين.
وتشير المحررة السعدي: بأن الاحتلال قام منذ يوم الأحد على نقل الأسيرة لينا الجربوني ممثلة المعتقل من سجن الهشارون الى سجن الرملة، في محاولة منه لكسر إضرابها المستمر منذ أكثر من أسبوع حتى نيل مطالبها العادلة ومطالب الأسرى بشكل عام.

وأعربت السعدي عن أملها بأن يتم الوفاء بالوعد المصري بالإفراج عن لينا وبقية الأسيرات اللواتي تم استثنائهن في صفقة وفاء الأحرار. منتقدة في الوقت نفسه التقصير الشعبي في التضامن مع قضية الأسرى والأسيرات الذين يخوضون معركة شرسة مع إدارات السجون الصهيونية لانتزاع حقوقهم، داعية وسائل الإعلام إلى تحشيد الشارع الفلسطيني والعربي والدولي خلف قضية الأسرى باعتبارها قضية إنسانية يجب ألا تظل مغيبة ومستباحة من قبل الاحتلال. وتعد الجربوني ممثلة الأسيرات في سجن "هشارون" من حركة الجهاد الإسلامي أقدم أسيرة في سجون الاحتلال، وقد رفض الاحتلال الإفراج عنها ضمن صفقة "وفاء الأحرار" بدعوى أنها تحمل الهوية الصهيونية حيث تنحدر من قرية عرابة البطوف من الداخل الفلسطيني المحتل.

سلاح الإرادة
بدورها تحدثت المحررة هيام البايض عن تجربة الإضراب للأسيرات، مشيرة إلى أن الأسيرات يعشن خلال الإضراب لحظات غاية الصعوبة حيث تمارس عليهن ضغوطات نفسية وجسدية من قبل إدارة السجن لكسر الإضراب، إلا أن الإرادة التي يتسلحن بها الأسيرات تنجح في إفشال سياسات الاحتلال بحقهن.
ترى "البايض": أن اعتصام الأسيرة بالله والتوكل عليه يشكل حافزا قويا لها لمواصلة إضرابها حتى تحقيق غاياتها وحقوقها كما حدث مؤخرا مع المحررة هناء الشلبي ومن قبلها مع المحرر الشيخ خضر عدنان.

التفاوض واجب
وانتقدت المحررة هبة حميدات من مدينة رام الله ضعف التضامن الشعبي مع الأسرى في سجون الاحتلال، مؤكدة أن التضامن هو عملية مكملة للإضراب عن الطعام، وهو دعم معنوي ونفسي للأسير المضرب.
وترى "حميدات": بأن التضامن مع الأسرى واجب أخلاقي وشرعي ووطني على الجميع، يجب ألا يقصر أحد في القيام بدوره وكل في موضعه.
وتصف "حميدات" واقع الأسيرات بعد أن تمت صفقة وفاء الأحرار "سيء للغاية"، حيث الانتهاك المتواصل بحقوق الأسيرات في سجن الهشارون، وهو الأمر الذي يدفع الأسيرات للانضمام إلى الإضراب عن الطعام مع جموع الأسرى. مشيرة إلى أن إجراءات الاحتلال القمعية للأسيرات والأسرى يدفع الأسرى كافة إلى خوض الإضراب احتجاجا على ممارسات المحتل.

وأكدت "حميدات" التي خاضت إضرابا عن الطعام في سجن الهشارون في العام ٢٠٠٤ م، أن الإضراب من أصعب ما يمر على الأسير، وهو أقوى وسيلة يدافع فيها عن حقوقه.

(المصدر: صحيفة الاستقلال، 26/4/2012)

تعليقات الفيسبوك