الأربعاء 08 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    لينا الجربوني صمود رغم الألم والمنغصات والمرض

    آخر تحديث: الخميس، 04 أكتوبر 2012 ، 00:00 ص

    بالشموخ والتحدي تقود الأسيرات في معركة الصمود ومواجهة إجراءات إدارة السجون الصهيونية التي تستهدف تدمير معنوياتهن، ورغم أنها ودعت كل رفيقاتها في رحلة الاعتقال المستمرة للعام العاشر على التوالي وبعد استثنائها وشطب اسمها من كل الصفقات والإفراجات ما زالت صابرة تتمتع بمعنويات عالية، تتحدى ألم السجن والجسد وتتصدى لغطرسة السجانين وتحتضن الأسيرات الجدد اللواتي يعتقلهن الاحتلال يوميا، لتكرس حياتها لرعايتهن والدفاع عن حقوقهن، وتعلمهن وتحرص على تثقيفهن خاصة في قضايا الدين لتحول غرف الاعتقال إلى جامعة صغيرة.
    إنها الأسيرة لينا احمد صالح الجربوني 37 عاما من عرابة البطوف في الداخل الفلسطيني التي تعتبر عميدة الأسيرات الفلسطينيات والتي تقول عنها رفيقة دربها على مدار عشر سنوات من الأسر المحررة قاهرة السعدي: "لينا مناضلة يفخر بها كل فلسطيني وتنحدر من عائلة مناضلة كان لها دور تاريخي في النضال ضد الانتداب البريطاني والاحتلال، فالحاج علي، جد لينا كان أحد الثوار الذين قاوموا البريطانيين قبل نكبة 48 وصدر بحقه حكم غيابي بالإعدام، ووالدها الحاج أحمد، كاتب وطني كبير واعتقل 8 سنوات في نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي، أما خالها عمر الجربوني فقد استشهد خلال الحرب الصهيونية على لبنان عام 1982، ومنذ اعتقالها صمدت وتحدت ظروف التحقيق القاسية رغم أن الاحتلال اعتقل معها شقيقتها لميس ووشقيقها سعيد للضغط عليها، واحتجزت 30 يوما في مركز الجلمة ولم ينل منها الحكم بالسجن 17 عاما بتهمة العضوية في حركة الجهاد الإسلامي والقيام بنشاطات معادية للاحتلال، وخلال اعتقالها تفانت في خدمة القضية والرسالة التي آمنت بها، وأصبحت ممثلة الأسيرات، وكانت في كل معارك الأسيرات ضد إدارة السجن التي عاقبتها واستهدفتها طويلا".

    ذكريات لا تنسى
    في سجن الشارون، تحتجز سلطات الاحتلال لينا مع 7 أسيرات، وتقول: "لأننا نؤمن بحق شعبنا العادل والمشروع ونرفض الاحتلال اخترنا طريق النضال والتضحية لذلك استهدفنا الاحتلال بالاعتقال، ورغم مرور السنوات أتذكر لحظة اعتقالي في 11- 4- 2002 وما تعرضت له من عقوبات كوني من الداخل فقد كان الانتقام مضاعفا ومبرمجا ولكن بحمد الله صمدت وكسرت مع باقي أسيرات الداخل كل نظريات الاحتلال للفصل والتمييز بيننا، إننا نريد أن يعيش شعبنا حرا كريما مستقلا في أرضه ووطنه دون احتلال ومستوطنات لذلك لم تتوقف العقوبات بحقنا وكانت المحطة القاسية التي عشتها في أقبية التحقيق محاولة لتجريدي من هويتي الفلسطينية ولكني صمدت وأفخر أنني فلسطينية وأديت واجبي، رغم أنهم تعمدوا احتجازنا في ظروف غير إنسانية وغرف سيئة لا تصلح حتى للحيوانات، عزلونا وعاقبونا منعوا عن الكانتين رغم أن طعامهم سيء وحرمونا من أبسط حقوقنا وعشنا مع الصراصير والفئران وحرمنا من إدخال الملابس المناسبة وجردنا من الكتب وحتى الأعمال اليدوية التي كانت تنجزها الأسيرات أصبحت ممنوعة".

    معاناة المرض
    ووسط ظروف الاعتقال القاسية، داهمت الأمراض لينا كباقي الأسيرات وتعرضت للإهمال الطبي المتعمد حتى عاشت خلال الفترة الماضية طريحة الفراش وإدارة السجن ترفض تحديد موعد لإجراء عملية جراحية لها رغم أن أطباء مصلحة السجون اقروها لها لوضع حد لمعاناتها الناجمة عن التهاب حاد في الزائدة الذي أضيف للأمراض العديدة التي أصيبت بها خلال رحلة اعتقالها المستمرة للعام العاشر.
    وتقول والدتها عن زيارتها لها: "منذ وصولها لغرفة الزيارة شاهدت آثار المرض بشكل واضح على معالم وجهها، كانت لينا حريصة على الحديث عن كل شيء إلا مرضها ولكن حتى كلماتها أكدت لنا أن وضعها الصحي صعب ورغم محاولتها التهرب وإخفاء الحقيقة روت لنا تفاصيل معاناتها المستمرة منذ فترة، وقالت إنها راجعت طبيب العيادة عدة مرات لكنه لم يهتم بوضعها ورفض علاجها واكتفى بتزويدها بالحبوب المسكنة، ورفضوا نقلها للمستشفى، وبمرور الوقت لم تعد لينا قادرة على تناول الطعام وفقدت القدرة على النوم. ولم يكن أمام لينا من خيار سوى الصمود لإفشال المخطط الجديد لاستهدافها والشكاوى التي قدمتها ضد طبيب عيادة السجن لم تجد نفعا، وقد بدأت الأسيرات بالضغط على الإدارة لعلاج لينا وبعدما رفضت بدأن بتنفيذ خطوات احتجاجية وهددن بإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام، فاضطرت الإدارة لنقلها للمستشفى، وتبين وجود التهاب حاد في الزائدة وقرر الأطباء حاجتها الماسة لإجراء عملية جراحية فورا ولكنهم رفضوا تحديد الموعد وأعادوها للسجن دون علاج مناسب.

    سياسة مبرمجة
    وأكدت لينا، أن ما يجري معها نموذج للحالة الماسأوية التي تعيشها كافة الأسيرات اللواتي يعانين من أمراض، وهن يتدارسن إمكانية مقاطعة العيادة.
    وكانت الجربوني قد أبلغت محامي نادي الأسير لدى زيارته لها مؤخرا، أنه رغم أن طبيب المستشفى أوصى بتقديم طعام خاص يتناسب وحالتها الصحية ولا يؤثر على الزائدة إلا أن الإدارة لا تهتم ولم تلتزم بتطبيق هذه التوصية.
    وأشار نادي الأسير، إلى أن الوحدة القانونية قدمت عدة طلبات لإدارة السجن لإجراء العملية الجراحية للينا وعدم المماطلة ولكن بلا جدوى. وتقول والدتها: "لينا تستحق الحرية وعندما أعلنت الصفقة الأخيرة كانت أول من زغردت وكبرت ورسمت الفرحة على شفاه الأسيرات ولكن صدمتها كانت كبيرة عندما لم يفرج عنها، ورغم ذلك هي صامدة وصابرة ونصلي لله ليل نهار ليفرج كربها وتعود لنا، ومنذ اعتقالها لم نشعر بفرح أو سعادة، وأصبح ألمي مضاعفا عندما استقبلت رمضان العاشر والعيد ال 21 خلف القضبان".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 30/9/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد المجاهد محمد الشاعر من سرايا القدس أثناء تصديه لقوات الاحتلال المتوغلة فى منطقة التفاح بخانيونس

08 مايو 2003

الجماهير الفلسطينية تنتفض تضامناً مع الأسرى في السجون الصهيونية وتقدم 8 شهداء في أيام متقاربة

08 مايو 2000

استشهاد الأسيرين المحررين أنور أحمد أبو لبن وبسام محمد شريتح الكرد في اشتباك مسلح على الحدود المصرية

08 مايو 1993

الأرشيف
القائمة البريدية