السبت 27 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والدا الأسير الشاعر يأملان لقاءه قبل أن يغيبهما الموت

    آخر تحديث: الأربعاء، 04 يوليو 2012 ، 00:00 ص

     

    كانت لحظة فارقة في حياة والد الأسير صلاح الشاعر عندما أُعلنت أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم في صفقة التبادل التي أبرمتها المقاومة مع سلطات الاحتلال برعاية مصرية ولم يكن اسم ابنه ضمن المفرج عنهم، لتتدهور حالته الصحية بعد أن أصيب بصدمة نفسية أثرت في قدرته على الحديث والحركة، وبات لا يميز أحيانا بين أفراد عائلته، كمدا وحزنا على فراق نجله.
    ولا تختلف حال أم الأسير عن والده، إذ تعاني هي الأخرى من بعض الأمراض المزمنة وانتكاسة صحية كبيرة على صعيد قدرتها على السير والحركة، ولا زالت حتى الآن تعيش هي وزوجها على أمل لقاء قريب يجمعهما بابنهما.
    ويخشي والدا الأسير الشاعر كغيرهم من آباء وأمهات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين أوهن أجسادهم المرض، من شبح الموت والرحيل وأن يفارقا الحياة، دون أن يعانقا ابنهما وينعما برؤيته، حيث أنهما ممنوعان من الزيارة منذ ما يزيد على خمس سنوات.

    ألم وأمل
    ومع إطلالة كل فجر جديد تبدأ مسيرة متجددة من الحزن والألم والمأساة للحاجة السبعينية "شوقية الشاعر" التي حرمها الاحتلال رؤية ابنها المعتقل منذ تسعة عشر عاما.
    وقالت بصوت يملؤه الحزن والأسى: "ذقت شتى أنواع العذاب خلال السنوات الست الماضية التي حرمت فيها من رؤية ابني، فمرت وكأنها ستة عقود طويلة، المرض نهش جسدي والهزال أتعبني، فوالله إنني أشعر بالمرارة المضاعفة التي لا يمكن وصفها بالكلمات، فحرمان الأم من رؤية فلذة كبدها جريمة كبرى مخالفة للقيم الإنسانية".
    وتابعت الحديث بعد أن اختزلت أوجاع وأهات كافة أمهات الأسرى في تنهيدة عميقة: "ضاع كل أملي في الصفقة، ثم عادت إليَ روحي مرة أخرى عندما تم الاتفاق على زيارة أهالي غزة لأبنائهم الأسرى في السجون، فأخذت في تجهيز نفسي وترتيب أغراضي لموعد الزيارة، ولكن حتى الآن ما زالت حياتي معلقة بهذا الأمل الذي لم يتحقق بفعل المماطلة الصهيونية".
    وأضافت الحاجة المسنة التي أذاب الشوق قلبها وأنهكها وجع الانتظار: "أستيقظ مع كل أذان فجر أصلي وأدعو الله أن يمكنني من احتضان ابني وضمه لصدري، فالعمر يمضي سريعا والسن يتقدم بي، ومن حقي أن أراه قبل أن أموت، ومن حقي أن أعيش لحظات الفرح الأخيرة".
    وأجلت إدارة السجون الصهيونية زيارات أهالي الأسرى من قطاع غزة لأبنائهم والتي كانت مقررة في العشرين من الشهر الماضي إلى إشعار آخر بعد الاتفاق الذي أنهي الأسرى بموجبه إضرابهم المفتوح عن الطعام بداية شهر أيار المنصرم والذي استمر لمدة 28 يوما.

    كبرياء وصمود
    دأبت والدة الأسير التي يلفها كبرياء وصمود أمهات الأسرى منذ سنوات طويلة على الذهاب في كـل يوم اثنين إلى مقر الصليب الأحمـر بغزة لتهتف هناك مع القلوب المتلهفة لرؤية القابعين خلف القضبان الحديدية، إلا أن سنوات عمرها التي تجاوزت السبعين، والمرض منعاها مؤخرا من المشاركـة في الفعاليات الخاصة بالأسرى.
    واعتقلت سلطات الاحتلال الأسير صلاح الشاعر "39 عاماً" بتاريخ الرابع عشر من يوليو عام 1993، وحكمت عليه بالسجن المؤبد وخمسة عشر عاما بتهمة القتل، أمضى منها تسعة عشرة عاما متنقلاً بين السجون.

    واقع المعاناة
    "والداي يعيشان الآن حاله صعبة جدا، وكل يوم تزداد حالتاهما الصحية تدهورا، وكل ما يشعران به من أمراض جسدية أساسها الضغوط النفسية التي تضخمت خلال فترة الحديث عن إطلاق الأسرى". بهذه الكلمات بدأ تيسير الشاعر شقيق الأسير حكاية العذاب المؤلمة التي يعيشها والداه في ظل غياب شقيقه.
    ويضيف تيسير: "أكثر ما يؤلم والدي خشيته من مغادرة الدنيا قبل أن يكحل عينيه بروية ابنه، وخصوصا بعدما استوطن المرض جسده، ونفس الحال ينطبق على أمي التي تمر بأوقات صعبة للغاية، فلا تكاد صورة شقيقي تفارق حضنها منذ اعتقاله".
    وقال بعدما سيطرت عليه لحظات من الصمت لكبر حجم المعاناة: "كان والدي يعول كثيرا على صفقة التبادل ويتلهف شوقا وحرارة لرؤية ابنه ينعم بالحرية ليكمل معه ما تبقي من عمره أو حتى يحظى بفرصة وداعه، ولكن هذا الأمل تبدد دون أن يتحقق الحلم الذي طالما صبر وتحمل لأجله".
    ويواصل شقيق الأسير حديثة قائلا: "على العكس من الآخرين، فإن الأعياد والمناسبات السعيدة توقد بداخلنا جرعات الشوق والحنين، فمأساتنا تتجدد كل يوم، والحزن على البعد لم يفارقنا، والدموع لم تجف يوماً".
    ووفقا لتوثيق المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، فإن المئات من أمهات وآباء وأقارب الأسرى غيبهم الموت قبل أن يعانقوا أبناءهم ويُكحلوا أعينهم برؤية فلذات أكبادهم المعتقلين في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين.

    (المصدر: صحيفة الاستقلال، 2/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية