الثلاثاء 07 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    للعام الثامن رمضان يفتح جراح الحاجة مريم أبو غليون

    آخر تحديث: الأربعاء، 01 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    للعام الثامن على التوالي تستقبل الحاجة مريم أبو غليون شهر رمضان المبارك في منزلها في مخيم جنين وسط مشاعر الحزن والألم لأن الاحتلال ما زال يغيب اثنين من أبنائها في سجونه التي قضت سنوات طويلة من عمرها على أبوابها لأن الاحتلال لم يستثن عبر الانتفاضتين أحدا من أبنائها أو أحفادها من الاعتقال، ولكنها ما زالت صابرة وكلها أمل أن يستجيب الله لدعواتها في هذه الأيام المباركة ويفرج كرب ولديها ويجتمع شملها بهما قريبا رغم أحكامهما العالية.
    ولا تتوقف اللاجئة السبعينية عن الحديث عن ولديها منتصر صالح محمد أبو غليون (36 عاما) وعمار (30 عاما)، وتقول: "أكثر أيام حياتي صعوبة وقساوة هي أيام شهر رمضان عندما يبدأ الإفطار أو نجهز السحور فأشعر بألم وحسرة لأن الاحتلال فرق شمل أسرتنا وحرمني من أبنائي رغم اجتماع الأبناء والأحفاد حولي ومحاولتهم التخفيف عني، فقلبي لا يحتمل ألم الفراق حتى قبل اعتقالهم، إذ بدأ الاحتلال بمطاردة منتصر عقب اندلاع انتفاضة الأقصى وبسبب المداهمات لم يشاركنا إفطارا أو سحورا لأنهم كانوا يدهمون منزلنا في هذه الفترات.
    الطريق نحو السجون بدأت في حياة الحاجة مريم منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، ففي شهر رمضان لاحقت قوات الاحتلال نضال الذي أسس مع إخوانه مجموعات الفهد الأسود الجناح العسكري لحركة فتح، وبعد اعتقاله لم تنته المعاناة فقد جاء رمضان وهو في أقبية التحقيق والأسرة مشردة بعدما هدم الاحتلال منزلها. وتقول الحاجة مريم: "عاشت أسرتي المكونة من 14 نفرا سنوات مريرة بسبب العقوبات الجماعية فنضال حكم بالسجن المؤبد، ومنعونا من بناء منزل جديد بعد هدمه ثم اعتقال منتصر وعمار".
    تحرر نضال في دفعة الأسرى الذين أفرج عنهم في اتفاقية أوسلو، ولكن مع اندلاع انتفاضة الأقصى كان منتصر يواصل المشوار، وانخرط في صفوف حركة فتح وهو على مقاعد الدراسة، وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة لم يتمكن من مواصلة دراسته الجامعية بعد نجاحه في الثانوية العامة. ورغم نشاطه ومشاركته في المسيرات والمواجهات فإن منتصر استمر في العمل في عدة مهن حرة في الداخل الفلسطيني حتى اشتدت الانتفاضة فلبى النداء وأصبح يشارك في مقاومة الاحتلال ثم التحق بكتائب شهداء الأقصى فبدأت قوات الاحتلال بملاحقته ونصب الكمائن له وقاد مجموعات الكتائب في كل المعارك رغم التهديد بتصفيته.
    جراء دوره القيادي البارز، اشتدت ملاحقة الاحتلال لمنتصر الذي أدرج اسمه على رأس قائمة المطلوبين للتصفية، وتقول الحاجة مريم: "أصبحت مداهمات الاحتلال لمنزلنا يومية يرافقها الكمائن وفي كل مرة يدمرون محتويات منزلنا ويهددوننا بهدم المنزل الذي أعاد ابني محمد تشييده على حسابه لأننا لم نحصل على التعويض المطلوب بعد هدم منزلنا، وفي أحد الكمائن لاحقته الوحدات الخاصة وقوات كبيرة من الجنود الذين القوا القنابل الصوتية نحوه فأصيب من أثارها بعينيه وأذنه ونجا من الاعتقال، وكان الله معه واستجاب لدعواتي ونجا من جميع محاولات الاغتيال التي تعرض لها".
    شارك منتصر في معركة مخيم جنين، واستمر في تأدية واجبه حتى تمكن الاحتلال من اعتقاله في عملية خاصة فجر 7- 1- 2004، وتقول والدته: "فرضوا حظر التجول على المخيم وحاصروا المنطقة التي كان فيها وخلال محاولته الهرب اعتقل وكانت فرحة كبيرة للجنود الذين احتفلوا باعتقاله والتقطوا الصور معه من شدة غضبهم بعدما تمكن من تضليلهم طوال الانتفاضة وقضى ثلاثة شهور متواصلة في أقبية التحقيق في سجن الجلمة حتى حكم بالسجن المؤبد 5 مرات إضافة لـ 50 عاما بتهمة العضوية في قيادة كتائب شهداء الأقصى والمسؤولية عن عدة عمليات".

    الوضع الصحي
    خلال انتفاضة الأقصى، وبعد فترة من اعتقال منتصر داهمت قوات الاحتلال منزل الحاجة مريم واعتقلت نجلها عمار، في مطلع عام 2005 وتعرض للتعذيب ولكنه أفرج عنه ضمن صفقة التبادل التي أجراها حزب الله لكن قوات الاحتلال لم تتوقف عن ملاحقته لمدة عامين حتى اعتقل في عملية خاصة في مخيم جنين في 5/19/ 2007، وتقول: "تعرض عمار للتعذيب وصدر بحقه حكم قاس ولا زال أسيرا في سجن مجدو، أما حفيدي رامي بلال صالح أبو غليون فقضى 5 سنوات بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى وأفرج عنه بعد قضاء الحكم، وفي السجن فرق الاحتلال شمل أبنائي، فحتى اليوم ما زالت إدارة السجون ترفض جمع منتصر وعمار في سجن واحد رغم عشرات الطلبات لكن دون جدوى وأحيانا تأتي زيارة منتصر في نفس يوم عمار، وحتى لا أتأخر أو انقطع عن أحد أحاول بكل قدرتي أن أزورهما فالزيارة صلة تواصلهما الوحيدة مع العالم، وحتى في شهر رمضان، رفضوا جمعهما للتخفيف من عناء المشقة والسفر وسط إجراءات التفتيش والانتظار والاحتجاز الرهيبة بين جلبوع ومجدو، إذ نغادر منزلنا بعد السحور ونعود أحيانا بعد الإفطار".
    في رمضان، لا تملك الحاجة مريم سوى الصلاة والدعوات لنهاية الفرقة والمعاناة، ويقول نجلها محمد: "إن أمي مناضلة وصابرة ورغم كبرها في السن ومرضها فهي تتحدى وتقاوم الألم المزودج بين غياب الأبناء ومحطات العذاب في الزيارة وهي تعتز ببطولة وتضحيات أبنائها ولكنه قلب الأم لذلك نشاركها الدعوات في هذه الأيام المباركة لله تعالى ليعوضها عن صبرها ويعيد إلينا منتصر وعمار، فحياتها ترتبط بهما ولن تفرح حتى عناقهما وعودتهما لمكانهما الذي لن يحل مكانه أحد". وأكمل: "نأمل من الرئيس محمود عباس الثبات على موقفه فليس هناك أمل لإخواني المحكومين أحكاما عالية سوى رعاية الرئيس ومحبته ودعمه حتى كسر القيود وتحريرهما ونأمل أن يأتي العيد وهما وكل الأسرى قد تحرروا".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 29/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد ذاكر أبو ناصر وسائد مصيعي من سرايا القدس بعد اشتباكهما مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزلهما بمخيم نور شمس بطولكرم

07 مايو 2004

أولى عمليات جيش الجهاد المقدس ضد ثكنة للجيش البريطاني غرب القدس، حيث أطلق عبد القادر الحسيني الرصاصة الأولى لبدء الثورة

07 مايو 1936

بدء العمل لبناء أول 100 منزلاً في مستوطنة (أهوزات باييت) وهي التي ستعرف لاحقاً باسم (تل أبيب)

07 مايو 1909

الأرشيف
القائمة البريدية