الثلاثاء 07 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    والد الأسير السعدي: والدته فقدت البصر والمرض يحرمنا زيارته

    آخر تحديث: السبت، 04 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    "فقدت البصر لحزني وألمي لغيابه ولكني أعيش على أمل أن أعانقه واسمع صوته وقضاء رمضان واحد معه والفرح بزفافه "، بهذه الكلمات استهلت الحاجة سهام صادق جرادات من بلدة السيلة الحارثية حديثها لتعبر عن مشاعرها وهي تستقبل شهر رمضان المبارك والسجون الصهيونية ما زالت تحرمها نجلها أحد عمداء الأسرى وقادة الحركة الأسيرة الشيخ رائد محمد السعدي للعام الثالث والعشرين على التوالي والذي شطب خلالها أسمه من الصفقات وعمليات التبادل والإفراجات رغم انه اعتقل قبل توقيع اتفاقية "أوسلو".

    حياة الجحيم
    الحاجة أم عماد التي يغص منزلها بالأبناء والأحفاد لا تتوقف عن البكاء خاصة على مدار شهر رمضان المبارك، وتقول: "أولاً لن يسد أحد مكان رائد فهو قلبي وحياتي وعمري وثانيا اجتماع العائلة يزيد معاناتي وحزني لأن رائد هو الغائب الدائم جراء الظلم الصهيوني الذي يسلبه حياته ويحول معيشتنا لجحيم"، وتضيف "أقسى أيام حياتي في رمضان والأعياد فكيف أصف لكم حياتي ومشاعري وحزني و الاحتلال يغيب ابني عني منذ 23 عاما، كل ثانية فيها يتساوى الموت بالحياة".
    ومما يضاعف ألم تلك الوالدة السبعينية ورغم معنوياتها العالية أنها لم تعد وزوجها قادرين على زيارة رائد بسبب المرض، وتقول: "كلما اجتمعنا على مائدة أتحسر وأبكي وأنا أفكر بحالة ابني وطعامه وشرابه ووضعه لأننا لم نتمكن من زيارته منذ عامين بعدما نالت منا الأمراض بسبب تأثرنا وحزننا على ابني الذي ما زال يدفع ثمن العقوبة التي أقرتها دولة الاحتلال لكل فلسطيني يحب وطنه"، وتضيف "فكل تلك السنوات الطويلة غير كافية بالنسبة للكيان التي تتفنن في عقابنا وأسرانا حتى لم تراع كبر سني وزوجي وشيخوختنا فحرمتنا لسنوات زيارة رائد بل ولم تتورع عن ابتداع أحد أكثر أشكال العقوبات قساوة عندما زعمت قبل سنوات أنه لا يوجد صلة تربطنا برائد فحرمتنا زيارته".
    ولا تختلف صورة الحزن للوالد أبو عماد، ويقول: "أصعب اللحظات هي إحياء رمضان فمع كل إفطار وسحور لا تتوقف والدته عن البكاء من حسرتها وشدة شوقها له فقد طالت غيبته منذ ظلمه وعدم الإفراج عنه في أوسلو واليوم تعاني من السكري والضغط وفقدت البصر". ويضيف "كل الصدمات وقعت فوق رؤوسنا والعمر يمضي والصفقات تنتهي والإفراجات تنفذ وابني رهن الأسر وحتى زيارته أصبحت مستحيلة بسبب وضع والدته المريضة ويؤلمنا أنه رمضان الثاني الذي يأتي دون أن نتمكن حتى من معايدته وزيارته فأخباره مقطوعة عنا فلا نملك سوى الدعاء لله ليصبره حتى يمن عليه بالفرج والإنعتاق من قيد السجون ".

    رائد في الذاكرة
    ورغم كل محاولات العائلة التخفيف عنها، تقول أم عماد "في يوم رمضان تتفتح الجراح وتكبر الأحزان لان كل الناس يجتمعون ويفرحون أما نحن فالسجن والاحتلال سلبنا كل معاني الفرح والسعادة ولم نعد نفر".
    وبنفس مشاعر الشوق والحنين يتذكر الوالد السعدي الكثير من تفاصيل حياة رائد الذي ولد في بلدة السيلة الحارثية ويقول: "رائد الثالث في عائلتنا المكونة من 12 نفرا، تميز بالجد والاجتهاد في دراسته وحبه لوطنه حتى انه كان في عام 1994 وخلال استعداده لامتحان الثانوية أول من يتحدى الاحتلال ويرفع علم فلسطين على أعمدة الكهرباء في القرية"، ويضيف "اعتقل رغم صغره سنه وحوكم بالسجن لمدة 6 شهور، فحرم من الامتحانات وبعد إطلاق سراحه نجح في الثانوية العامة وحينما اندلعت الانتفاضة الأولى أدى واجبه وكان من قادتها الميدانيين ومن أوائل المطلوبين للاحتلال بسبب نشاطه الفاعل ودوره النضالي".
    تعانق الوالدة صورة رائد وتضمها لصدرها، وتقول: "لا زلت أحصي الثواني والدقائق والأيام وأشرب كاس الصبر والأمل بانتظار اللحظة التي تتحقق فيها أجمل الأحلام، وهي عناق ابني رائد الذي يبلغ من العمر اليوم 46 عاما وعودته لمنزلي الذي تسكنه الأحزان والآلام منذ اعتقاله نهاية عام 1988 بعدما كان مطلوبا للاحتلال الذي حاكمه بالسجن المؤبد مرتين إضافة إلى عشرين عاما بتهمة القيام بعمليات فدائية".

    أريد ابني
    في سجن "أيشيل" يستقبل رائد رمضان ولم يجد وسيلة لمعايدة والدته سوى رسالة تأخرت حتى وصلت فقبلتها واحتفظت بها وكلما اشتاقت إليها تشتم رائحته فيها، وتقول: "كل ليلة أصلي ووالده ليتحقق حلمنا خاصة بعد خيبة أملنا وصدمتنا لأنه لم يفرج عنه في صفقة شاليط، فنحن نعيش عذابا لا يتصوره أحد لأننا نشعر أنه لا يوجد أحد في العالم يشعر بألمنا ". ويضيف "رائد الصابر والبطل والمضحي في سبيل شعبه صمد في سجنه رغم أنه يعاني من أمراض القلب والمعدة ولكن إلى متى هذا المنفى القسري والظلم الصهيوني"، وتضيف والدته "في كل عام عندما يأتي رمضان يكبر الأمل بانتهاء رحلة العذاب لرائد الذي لا يغيب عني لحظة واحدة لا يغمض لي جفن ولا طعم لطعامي وشرابي بينما أموت قهرا وحزنا لفراقه لذلك ندائي الوحيد للجميع فقدت بصري ولم أيأس فارحموا حالي ولا أريد منكم سوى ابني فأعيدوه إلي".
    ويعتبر الأسير الشيخ رائد السعدي عميد أسرى حركة الجهاد الإسلامي في محافظة جنين.

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 31/7/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد ذاكر أبو ناصر وسائد مصيعي من سرايا القدس بعد اشتباكهما مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزلهما بمخيم نور شمس بطولكرم

07 مايو 2004

أولى عمليات جيش الجهاد المقدس ضد ثكنة للجيش البريطاني غرب القدس، حيث أطلق عبد القادر الحسيني الرصاصة الأولى لبدء الثورة

07 مايو 1936

بدء العمل لبناء أول 100 منزلاً في مستوطنة (أهوزات باييت) وهي التي ستعرف لاحقاً باسم (تل أبيب)

07 مايو 1909

الأرشيف
القائمة البريدية