الثلاثاء 07 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    طفلة الأسير عثمان محمد أتمنى أن تصل رسالة المعايدة إلى أبي

    آخر تحديث: الإثنين، 06 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    حل موعد الإفطار ولكن الطفلة عرين (13 عاما) واصلت الجلوس أمام صورة والدها الأسير لتواصل كتابة رسالة معايدة له بمناسبة شهر رمضان الذي تستقبله هي وأشقاؤها إسلام وغدير مع والدتهم للعام العاشر وهم محرومون من والدهم عثمان محمد أبو خرج الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد، فكتبت تقول: "عشر سنوات وقلبي يبكي الكثير وما من أحد يسمع نبضات الحزن الذي تحاصر حياتنا وكأن السجن أصبح قدرنا حتى في شهر رمضان فامنحنا يا أبي بركة دعائك بعدما حرمنا عناقك وقبلاتك فأبواب السماء تتفتح في هذه الأيام لتلبي نداء المظلومين ومن في العالم يتجرع حسرة الظلم والألم أكثر منا".
    وتابعت "في يوميات رمضان يا أبي يكبر الألم والجرح لأننا تعبنا من فراقك نشتاق لأن تكون معنا ككل الآباء، تشاركنا مائدتنا فنأكل من يديك ونشاركك الصلاة وطقوس الشهر الفضيل التي تعلمناها ولكننا لم نحياها فلا نعرف سوى الدموع والحزن والدعوات، الآن بدأ الآذان في بلدتنا وعاد الآباء لمنازلهم يحملون الحلوى والهدايا لأبنائهم فمتى يأتي دورنا ؟".

    متى ستعود؟
    عرين التي كانت في عمر 3 سنوات لدى اعتقال والدها تابعت "في كل يوم وخلال الإفطار يسأل إخوتي أمي متى سيعود أبي ويجتمع شملنا كأبناء أعمامنا وجيراننا، تنهمر الدموع ولا نشعر بمذاق طعام أو شراب فأرجوك عد إلينا ولا تتأخر لأننا نريد أن نقول لك كل عام وأنت بخير وجها لوجه".
    وتضيف "ورغم كل الألم والعذاب أرسل لك بطاقة معايدة تحمل أمنياتي ودعواتي فهي كل ما املك على أمل أن تتحطم تلك القيود ويستجيب الله لدعواتنا فيتحقق الحلم وتعود لنستعيد فرحنا المأسور معك قبل رمضان القادم".

    أجمل هدية
    طوت عرين رسالتها وجهزتها لترسلها لوالدها في البريد المستعجل وكلها أمل أن تصل ولا تصادرها إدارة السجون، ولكن في ظلال تلك الكلمات، ارتسمت معالم الحزن على وجه والدتها وأشقائها إسلام (11 عاما) وغدير (8 سنوات) الذين شاركوها الدعاء لتحقق حلمها واجتماع الشمل مع الزوج والوالد، وتقول عرين "نريد أبي فحياتنا مسلسل طويل من المآسي لأننا محرومون من حضنه وحنانه، اعتقلوه وعمري ثلاث سنوات وكبرت وأنا أتمنى أن أنام وأشقائي بقربه ونحصل على عيدية منه، فأجمل عيدية وهدية لنا في رمضان هي عودة أبي إلينا"، وأضافت "في كل يوم من رمضان نبكي مع أمي الصابرة على كل مائدة لأننا نشتاق لأبي ونحتاج إليه، أي شريعة التي تجيز انتزاع الأب من بين أبنائه وحياته وقتله بشكل بطيء لأنه يعيش أوضاعا صحية قاسية إثر إصابته بمرض خطير عقب اعتقاله".

    الكارثة الكبرى
    أمام هذا الواقع، تسعى الزوجة الصابرة أم إسلام لتخفيف معاناة أبنائها وإخفاء حقيقة مشاعر المرارة التي تنتابها في كل لحظة من لحظات حياتها، فإضافة لألم غياب الزوجة وافتقاده خاصة في رمضان فان الكارثة الكبرى المرض الخطير الذي أصاب زوجها عقب اعتقاله وأصبح يتهدد حياته وما زالت السلطات الصهيونية ترفض الإفراج عنه، وتقول: "طاردت القوات الصهيونية عثمان عقب اندلاع انتفاضة الأقصى ثلاث سنوات بسبب نشاطه ودوره النضالي في كتائب شهداء الأقصى واعتقل في 12- 9- 2003 وحوكم بالسجن المؤبد إضافة إلى 20 عاما".
    صمد عثمان رغم الحكم وتمسك برسالته ومبادئه التي آمن بها منذ سنوات بعيدة، وتضيف أم إسلام "زوجي مثالاً للمناضل الحقيقي الذي قدم وطنه وشعبه على حياته وبعدما فشلوا باغتياله خلال ملاحقته تكررت المحاولة بعد اعتقاله، فقد حقنوه بإبرة ملوثة سببت له مرض في الكبد يسمى مرض C.
    وتتذكر أم إسلام، أن عثمان قبل وبعد اعتقاله لم يعان من أية أمراض ورغم التحقيق تمتع بصحة ممتازة حتى أصيب بآلام شديدة في أسنانه بعد 4 سنوات من سجنه، وتقول: "اشتد الألم دون علاج سوى الاكمول حتى أغمي عليه في أحد الأيام ونقلوه لعيادة المعتقل وهناك حقنه الطبيب بإبرة ملوثة". وأضافت "بعد عودته للسجن ظهرت عليه أعراض مختلفة ومجهولة وأصيب زوجي بآلام حادة حتى أصبح غير قادر على النوم والطعام وبعد مماطلة لإخفاء معالم الجريمة اضطروا لنقله للمستشفى".
    بضغوط من الأسرى ومؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان خضع عثمان لفحوصات كاملة ورغم محاولة الإدارة إخفاء تقرير الأطباء الرسمي سرعان ما اعترف أطباء مصلحة السجون أنه أصيب بمرض الكبد، وتضيف "هددوا زوجي بعقوبات قاسية إذا قدم شكوى وطالب بالتحقيق في وقت رفضوا الإفراج عنه رغم أن الأطباء اجمعوا على ضرورة المباشرة بعلاجه لأن التأخير سيدمر كل المقاومة في جسده ويفتك بالخلايا والكبد مما سيؤدي إلى وفاته".

    مرض ومعاناة
    رفض عثمان الخضوع للتهديدات، وتابع الشكوى ضد أطباء مصلحة السجون التي رفضت علاجه زاعمة أن العلاج غير متوفر في الكيان ويجب نقله لمصر، وتقول أم إسلام: "6 سنوات مرت منذ اكتشاف المرض الذي حول حياة زوجي لجحيم، فوضعه في تدهور ولكن يواصلون نقله من سجن لآخر ولم يتلق أي علاج سوى المسكنات ويزعمون أن علاج مرضه موجود في مصر لأنهم لا يريدون علاجه". وتضيف "وبدأنا نعيش في دوامة طويلة في ظل إجراءات الاحتلال، فكيف نوفر العلاج لزوجي أو ننقله لمصر بينما يعتقل ويقضي حكما عاليا ورفضوا الإفراج عنه في صفقات التبادل وعمليات الإفراج ومنعوا اللجان الطبية من فحصه والمساعدة في علاجه بينما لا زالت حالته في تدهور مستمر واليوم لا يتناول الطعام و يحقن ويتغذى بواسطة ابر الجلوكوز".

    الأمنية الوحيدة
    وفي غياب الاهتمام والمتابعة من كافة المؤسسات الدولية التي توجهت لها أم أسلام، تقول: "في رمضان نتمنى أن تصل صرختنا لعل الجميع يتحرك للضغط على الكيان للإفراج عن زوجي لإنقاذ حياته قبل فوات الأوان، وكلي ثقة أن الله سيستجيب لدعائنا وصلاتنا، فليس لدى سوى صلاة الليل ودعوات الزوجة المغلوبة على أمرها لأنه لم يتبق لنا سوى الله ليستجيب لدعواتنا"، أما الصغيرة عرين التي تحفظ تفاصيل حكاية والدها ومعاناته، فقالت: "كل مؤسسات حقوق الإنسان لا تريد أن تشعر بمعاناتي وأشقائي بسبب حرماننا من والدنا وقلقنا لخطر الموت الذي يهدده لذلك باسم طفولتنا المعذبة أناشد ما تبقى من ضمائر العالم الحية لتساعدنا في إنقاذ حياة أبي، لا نريد هدايا والعاب ونياشين وشعارات وأوسمة نريد أبي حيا وليس في كفن كما حصل مع الأسير الشهيد زهير لباده فمن يحقق لنا هذا الأمل؟"

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 4/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد ذاكر أبو ناصر وسائد مصيعي من سرايا القدس بعد اشتباكهما مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزلهما بمخيم نور شمس بطولكرم

07 مايو 2004

أولى عمليات جيش الجهاد المقدس ضد ثكنة للجيش البريطاني غرب القدس، حيث أطلق عبد القادر الحسيني الرصاصة الأولى لبدء الثورة

07 مايو 1936

بدء العمل لبناء أول 100 منزلاً في مستوطنة (أهوزات باييت) وهي التي ستعرف لاحقاً باسم (تل أبيب)

07 مايو 1909

الأرشيف
القائمة البريدية