الثلاثاء 07 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الابنة شهيدة وعبد الله وعبد الرحمن خلف القضبان

    آخر تحديث: الأربعاء، 08 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    بالدموع استقبلت الوالدة رقية برغيش شهر رمضان المبارك، وبينما كان الأهل والأصدقاء يتبادلون التهاني فإنها تمضي ساعة وأكثر يوميا في المقبرة بين قبور الشهداء ولجانب ضريح ابنتها بشرى التي استشهدت خلال دراستها الثانوية داخل منزلها.
    قرب الضريح جلست أم عبد الله تزينه بالورود وتتلو ما تيسر من كتاب الله وهي تردد الدعوات وتقول: "أي مصيبة أكبر من هذه التي أعيشها فقدت ابنتي واكتويت بنار الحسرة والفراق لأنها كانت الوحيدة التي تعيش معي جراء اعتقال أخيها الأكبر وملاحقة الاحتلال لشقيقها عبد الرحمن ورغم الحزن كانت تواسيني وتخفف عني"، وأضافت "خلال اقتحام الاحتلال للمخيم حاصروا منزلنا وأطلقوا النار نحو بشرى خلال دراستها".
    تبكي أم عبد الله وتكمل "ابنتي كانت تستعد للثانوية العامة وحكموا عليها بالإعدام برصاص قناص وفي رمضان ومن شدة حزني عليها وعلى إخوتها قررت أن استقبله بجانب قبرها لعل ذلك يخفف من آلامي وأحزاني التي لن تنتهي".

    12 عاما من الغياب
    وبينما تقضي العائلات أوقاتها في متابعة المسلسلات الرمضانية والتحضير لموائد الإفطار الشهية تختلف تفاصيل المشاهد في مسلسل حياة أم عبد الله في منزلها في مخيم جنين، وتقول: "من يفهم معنى أن يغيب الأبناء عن والدتهم وأن تستقبل رمضان دون أحبتها، للعام الثاني عشر على التوالي يأتي رمضان ولا زال الاحتلال يفرض أشد أنواع العقاب التي تعجز عنها الجبال"، وأضافت "في شهر الرحمة الذي تتألف فيه القلوب ويجتمع الشمل ويعيش الأهل والأسرة معا يغيب عن بيتي ومائدتي كل أحبتي لندفع ثمن الظلم الصهيوني فأعيش الحزن والألم وذكريات ماساتنا المستمرة".
    وتقول الوالدة الصابرة: "تنهمك الأمهات في رمضان في تحضير أشهى أنواع الطعام والمقبلات والحلويات أما أنا فأمضي أيامي بالدموع على فراق أحبتي ابنتي الشهيدة وأبنائي المعتقلين الذين يتعمد الاحتلال تفريق شملهم بين فترة وأخرى حتى في سجونه". وتضيف "أحيانا يجتمعون في سجون وسرعان ما يعاقبونهم ويفرقونهم كل في سجن مما يزيد من حزني ومأساتي فحتى في السجن يعاقبون أبنائي ويستهدفهم وكان عقاب اعتقالهم غير كاف".

    ألم الحرمان في رمضان
    الأم الفلسطينية التي تجاوزت العقد السادس ووهبت حياتها لأبنائها تعيش رهينة الأسر والعذاب اليومي الذي يتفاقم في شهر رمضان، وفي الوقت الذي يتبادل فيه الجميع التهاني والعزائم فإن أم عبد الله تعيش أصعب اللحظات في ذكريات الألم التي صنعها الاحتلال في حياتها، وتقول: "لا يوجد من يعوضني في العالم عن أبنائي ثلاثة في عمر الورود لا اقدر على ضمهم أو عناقهم أو مشاهدتهم، يتحدثون عن العدالة وحقوق الإنسان ولكن أي قانون أو شريعة التي تجيز ظلما المستمر منذ 12 عاما وأنا استقبل رمضان وحيدة في منزلي الذي لو نطقت جدرانه لصرخت حزنا وألما لوجعي فلن أشعر بحياتي وأنا محرومة من أبنائي".
    لكن حلقات المعاناة لم تنته ولم يختلف الحال كثيرا في رحلة عذاب الأم الصابرة التي تستقبل وتودع في رمضان على بوابات السجون لزيارة أكبر أبنائها عبد الله، وتقول: "في مثل هذه الأيام في شهر رمضان اعتقلت القوات الصهيونية باكورة أبنائي عبد الله بعدما طورد منذ بداية انتفاضة الأقصى، عبد الله الذي تحمل مسؤولية إعالة أسرتنا بعد وفاة والده لم يحتمل صور العذاب والمآسي التي صنعها الاحتلال بأبناء شعبه وخاصة في مخيم جنين فاختار طريق المقاومة وأصبح من قادة سرايا القدس، ولأنه دافع عن شعبه وأدى واجبه استهدفه الاحتلال وتعرض للملاحقة والكمائن ونجا من عدة عمليات اغتيال، وطوال 3 سنوات حرم من دخول منزلنا الذي رصدته القوات الصهيونية، كان يأتي رمضان وبعد العيد وأنا ابكي لحرماني منه"، وتضيف "طوال فترة مطاردته كنت أتمنى أن يشاركني فطور أو سحور ولكن كان قدره الاعتقال والحكم بالسجن 23 عاما، ومنذ 10 سنوات تنقلت من سجن لآخر لزيارته، فكيف أفرح أو أشعر بطعم رمضان في غيابه، فاعتقاله جرح لا يندمل".
    وتفتقد الوالدة الصابرة أسيرها الثاني عبد الرحمن وتقول: "لاحقته القوات الصهيونية وحاولت اغتياله عدة مرات ولطالما بكيت وحزنت خاصة في شهر رمضان لغيابه وخوفي عليه والذي لم يتوقف حتى بعد اعتقاله في عملية خاصة". وتضيف: "في كل لحظة من رمضان أشعر بالمزيد من المعاناة لأن جراحنا النازفة لم تندمل وسيبقى الحزن يلازمني في كل لحظة فكيف لقلبي أن يهدأ أو يرتاح وأحبتي غيبهم الاحتلال".

    عذابات الزيارة
    ورغم العذاب الذي تواجهه في الزيارة، لا تتأخر أم عبد الله عن الموعد المحدد، وتقول: "الجنود لا يراعون حرمة رمضان وأوضاعنا فهم يحتجزوننا في ظل ظروف الطقس الحارة ويرغموننا على التفتيش والانتظار ولكن كل الألم زال وانتهى عندما شاهدت عبد الله الذي يمضي رمضان العاشر في سجنه".
    وتضيف "شعرت بالارتياح لأنني هنأته برمضان ونسيت عذابات رحلة الزيارة ولكن لدى عودتي بكيت بحسرة ومرارة لأني سأبقى وحيدة في منزلي دون أن يتمكن أحد من نقل صورة تلك المأساة في مسلسل العذاب اليوم الذي لا يتوقف طوال رمضان بدون تمثيل أو تأليف ليعبر عن ألم أم تتمنى أن تعيش يوما بدون أحزان".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 5/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد ذاكر أبو ناصر وسائد مصيعي من سرايا القدس بعد اشتباكهما مع قوات الاحتلال التي حاصرت منزلهما بمخيم نور شمس بطولكرم

07 مايو 2004

أولى عمليات جيش الجهاد المقدس ضد ثكنة للجيش البريطاني غرب القدس، حيث أطلق عبد القادر الحسيني الرصاصة الأولى لبدء الثورة

07 مايو 1936

بدء العمل لبناء أول 100 منزلاً في مستوطنة (أهوزات باييت) وهي التي ستعرف لاحقاً باسم (تل أبيب)

07 مايو 1909

الأرشيف
القائمة البريدية