الأحد 05 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المبعد عدوي: حتى والدتي حرموها مشاركتي فرحة زواجي

    آخر تحديث: الخميس، 30 أغسطس 2012 ، 00:00 ص

    عبر الهاتف تابعت والدة المبعد إياد عبد الله العدوي من منزلها في مخيم الدهيشة مراسم زفافه في منفاه في غزة والتي حضرها كما يقول العدوي: "كل شيء إلا الفرح الذي أصبح يتمناه ونتحسر عليه مع استمرار كارثة إبعاده وتفريق شمله حتى في المناسبات السعيدة، لأن حكومة الكيان تضع قائمة العقوبات التي لم ولن تنتهي وكأنها تفرض الاعتقال القسري لكل أحلامه وحياته".
    العدوي الذي أبعدته دولة الكيان ضمن مجموعة مبعدي كنيسة المهد الـ 39 اثر حصارها الذي استمر أربعين يوما، رفض الزواج على مدار السنوات الماضية لأنه كان يعيش مع باقي المبعدين ويقول: "أتزوج على أمل انتهاء قضية الإبعاد وعودتنا لأسرنا وأهلنا ومنازلنا ولكن مضت 10 سنوات ودخلنا عاما جديدا وما زالت ماساتنا مستمرة رغم الجهود التي بذلناها لذلك أصبحنا مرغمين على إعادة تنظيم أمور حياتنا ".
    ويضيف: "رغم حزن وألم والدتي لغيابي وشوقها لي مع حرمانها كباقي أهالي المبعدين من تصاريح الزيارة بدأت تلح علي للزواج حتى لا أبقى وحيدا، رفضت وكلي أمل أن تنتهي المحنة الأليمة والقاسية لكن تمضي الأعوام وما زال المنفى الذي نتمنى أن نغيره لذلك لبيت طلب أمي".

    لحظات مؤثرة
    في منزله الذي رتب فيه حياته في غزة، بدا العدوي يستعد للزواج بعدما خطب الشابة آلاء القدوة وهي خريجة جامعية، وفي نفس الوقت بدأ يسعى للحصول على تصريح لوالدته التي لم تتمكن من زيارته سوى مرة واحدة طوال فترة إبعاده، ويقول: "وفقني الله لاختيار رفيقة دربي وحياتي والتي تفهمت ظروفي وكانت فلسطينية أصيلة تمتلك روح التحدي والوفاء وقفت لجانبي وساندتني بمحبة وإخلاص، فبدأنا بترتيب أوضاعنا لكني حزنت كثيرا خلال خطبتي وعقد القران لغياب والدتي وأشقائي والأكثر ألما أن والدي رحل متأثرا عقب إبعادي قبل أن يعيش اللحظة التي تمناها دوما".
    وفي لحظة لا يستطيع أن يتحرر فيها حتى بفرحه من الذكريات التي تحول سعادته لحزن، يقول العدوي: "في كل يوم وخاصة خلال الأعياد ينتابني حزن لا حدود له لافتقادي لوالدي وعجزي عن زيارة ضريحه فعندما كنت أسعى للحصول على تصريح لزيارته وعائلتي لي فور إبعادنا أصيب بصدمة كبيرة لأن السلطات الصهيونية ترفض ذلك "،ويضيف " منذ اللحظة الأولى لصدور قرار الظلم والعذاب أكثر شيء كان آثار خوفي وقلقي تأثير ذلك على والدي لأنه طاعن في السن ومريض لذلك حاولت أن احضره لغزة لأخفف عنه ولكنه لم يحتمل الصدمة وخلال العام الأول من إبعادي وفي 1- 6- 2003 رحل وأمنيته رؤيتي"، ويكمل "وفاة والدي كانت أقسى من كل محطات المعاناة في حياتي ولا زلت أبكي لأنهم حرموني من وداعه وتخفيف حزن والدتي التي تتجرع المصائب والنكسات منذ إبعادي، وأمنيتي أن أعود لازور ضريحه وأرعى والدتي ولا أراها تبكي أبدا".

    البكاء قدرنا
    لكن البكاء هو قدر العدوي ووالدته حتى في لحظة العمر التي ينتظرها كل عريس في زفافه، ويقول: "بعد الاستعداد وتجهيز أوضاعنا، قرعت كل الأبواب وناشدت الجميع لمساعدتي في الحصول على تصريح لوالدتي التي زارتني مرة واحدة عام 2005 وبعدها لم تتمكن من العودة بسبب وضعها الصحي ومشقة السفر عبر الأردن ومصر، وحاليا بسبب رفض الاحتلال منح أهالينا تصاريح للمرور عبر معبر ايرز".
    تأجل الموعد عدة مرات وإياد يعيش أمل اكتمال الفرحة بين رمضان والعيد بمشاركة والدته حفل زفافه ولكن دون جدوى، ويستطرد العدوي بالقول: "بسبب استمرار المنع التعسفي الذي يعتبر عقوبة لا تقل قساوة وظلم عن الإبعاد تحدد موعد العرس ورغم حضور أهل العروس وسعيهم على نشر أجواء الفرح ومعهم أصدقائي المبعدين وأهلنا في غزة لكن لم اشعر بالفرحة الحقيقية التي يتمناها كل عريس".
    ويضيف: "كيف أفرح والأم التي أنجبتني ومنحتني حياتها وحبها لن تقر عينيها برؤيتي عريسا كما أحبت فكان شعوري ممزوجا بالفرحة والحزن، فرح لأنني سأتزوج وحزن لعدم حضور كل عائلتي لزفافي والسبب هو دولة الاحتلال".
    ويكمل: "سياسة القهر والإذلال والعدوان والظلم التي تمارسها حكومة الاحتلال أدت لإبعادنا لغزة ولكن فصول المعاناة لم تنته وكانت أقسى صورها لحظة زفافي عندما بحثت عن أهلي ولم أجدهم معي رغم حبي واحترامي لكل من حضر وشاركني ولكن لا أحد يعوضني عن أمي وحضنها وأشقائي وأسرتي".
    ورغم الحضور والمشاركة في فرحه خاصة من إخوانه مبعدي المهد، يستدرك العدوي "شعرت لحظتها بأهمية وجود أهلي بجانبي خاصة في زفافي، فكانت فرحتي منقوصة بسبب ظلم الكيان الذي حرمنا من العودة إلى بلدنا والآن يحرمنا من الفرح بلقاء أهالينا والفرح معهم فهو أيضا يحرمنا الفرح".

    أحزان ودموع
    وخلال ساعات الحفل، رافق الهاتف الخلوي إياد فوالدته كانت تعيش معه اللحظة مباشرة من منزلها في مخيم الدهيشة دون أن تتوقف الأحزان والدموع، ويقول: "تمنيت أن يصبح الهاتف بساط ريح ينقلني لحضن والدتي التي تحدت الحزن واحتفلت في منزلنا على طريقتها الخاصة وأرادت أن تقول للكيان أنه قادر على تفريق أجسادنا ولكن أرواحنا تحلق في سماء فلسطين ولن تتوقف عن الدعاء رغم كل الظروف".
    ولكن الموقف أصبح أكثر مأساوية كما يقول إياد: "عندما بدأت والدته بتهنئته والمباركة له وللعروس والدعاء والحديث عن هديتها ونقوطها الخاص له ولعروسته والذي سترسله رغما عن دولة الاحتلال وبكيت ويقول: "بطريقة تعجز عن وصفها كلمات لأن أجمل هدية بالنسبة لي كانت حضور أمي فرحي".
    ويضيف "تمنيت لو منحني الله قدرة لأحطم الحواجز والحدود وأحضر والدتي وكل أهلي لنعيش اللحظة ونتحرر من تلك الظروف التي كانت صعبة جدا، ففرحي كان حزنا شديدا وأنا استمع لدعوات وأمنيات والدتي وأنا أبكي وادعوا الله أن يفرج كربنا ويجد لماساتنا مخرجا ".

    21 عيدا في المنفى
    وتجددت أحزان العدوي وباقي المبعدين مع استقبالهم عيد الفطر السعيد في المنفى، ويقول: "لم نعد قادرين على احتمال هذا الظلم، صبرنا يعجز عنه الصبر ولكن إلى متى بينما لا نشاهد اهتمام أو متابعة لقضيتنا من أحد، مر 21 عيدا علينا ونحن نتألم ونتحسر ونتمنى العودة إلى مخيمنا وبيت لحم وأصدقائي"، ويضيف "في هذه الأيام المباركة ونحن نتذكر حياتنا وماضينا نتطلع رغم الألم للأمل بإعادة الاهتمام بقضيتنا ونناشد الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وكافة مؤسسات وفعاليات شعبنا دعم حقنا الشرعي في العودة إلى مسقط رأسنا بيت لحم وحتى يتحقق ذلك لابد من إيجاد حل لمشكلة التصاريح وتسهيل وصول أهلنا لنا ونتمنى أن تكون الصورة تغيرت في العيد القادم باجتماع الشمل وإغلاق ملفنا للأبد".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 25/8/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد بلال البنا وعبد الله أبو العطا بقصف طائرات الاحتلال شرق الشجاعية

05 مايو 2019

استشهاد المجاهد عبد الفتاح يوسف رداد من سرايا القدس بعد اصابته واعتقاله من قبل قوات الاحتلال

05 مايو 2005

اغتيال أحمد خليل أسعد من سرايا القدس عندما أطلقت النار عليه وحدة صهيونية خاصة في منطقة الجبل بمدينة بيت لحم

05 مايو 2001

اغتيال الأسير المحرر خليل عيسى إسماعيل من بيت لحم خلال اطلاق نار وبشكل متعمد ومن نقطة الصفر ومن الجديرذكره أن الشهيد أمضى أكثر من 10 سنوات في سجون الاحتلال

05 مايو 2001

استشهاد رسمي سالم ديب من الجهاد الإسلامي باشتباك مسلح مع القوات الصهيونية جنوب لبنان

05 مايو 1995

استشهاد الأسير أحمد إبراهيم بركات في معتقل النقب الصحراوي، والشهيد من سكان نابلس

05 مايو 1992

استشهاد الأسير المحرر محمد شاكر أبو هشيم من طولكرم خلال مواجهات مع قوات الاحتلال

05 مايو 1990

الأرشيف
القائمة البريدية