26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    عالم جديد غريب يعيشه الأسرى الفلسطينيون المحررون في القطاع بعد الإفراج عنهم

    آخر تحديث: الأربعاء، 22 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    ‎ ‎يحيى‎ ‎سنوار،‎ ‎‏٤٩‏ عاما،‎ ‎هو‎ ‎أبرز‎ ‎‎قيادي‎ ‎من‎ ‎حماس‎ ‎تفرج‎ ‎حكومة الاحتلال‎ ‎عنه‎ ‎خلال‎ ‎صفقة‎ ‎تبادل‎ ‎الأسرى. وهو‎ ‎واحد‎ ‎من‎ ‎‏٤٧٧‏‎ ‎أسيرا فلسطينيا‎ ‎تم‎ ‎إطلاق‎ ‎‎سراحهم‎ ‎مقابل‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎الجندي‎ ‎جلعاد‎ ‎شاليط.‎‏ ولكن‎ ‎حتى‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎هدأت‎ ‎الاحتفالات‎ ‎بإطلاق‎ ‎‎سراح‎ ‎الأسرى،‎ ‎فالكثير‎ ‎منهم‎ ‎تلقوا‎ ‎زيارات مواطني القطاع‎ ‎لتهنئتهم‎ ‎بهذه‎ ‎المناسبة.‎‏ عاد‎ ‎الأسرى‎ ‎ومنهم‎ ‎‎سنوار‎ ‎إلى‎ ‎عالم‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎باستطاعتهم‎ ‎أن‎ ‎يتخيلوه‎ ‎خلال‎ ‎فترة‎ ‎احتجازهم الطويلة.
    وكمقاتل‎ ‎سابق‎ ‎كان‎ ‎يتلقى‎ ‎السكاكين‎ ‎‎والبنادق‎ ‎من‎ ‎الحدود‎ ‎المصرية، لكنه‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎نقل‎ ‎من الحدود‎ ‎المصرية‎ ‎إلى‎ ‎مدينة‎ ‎غزة‎ ‎الأسبوع‎ ‎الماضي‎ ‎‎شاهد الآلاف‎ ‎من‎ ‎مقاتلي‎ ‎حماس‎ ‎يصطفون‎ ‎على‎ ‎جانبي الطريق‎ ‎وهم‎ ‎يحملون‎ ‎الأسلحة‎ ‎الأوتوماتيكية‎ ‎وقاذفات‎ ‎آر‎ ‎‎بي‎ ‎جيه،‎ ‎ويقودون‎ ‎شاحنات‎ ‎صغيرة‎ ‎ركبت عليها‎ ‎رشاشات‎ ‎ثقيلة.‎‏ كان‎ ‎مشهداً‎ ‎استعراضيا‎ ‎لقوة‎ ‎مسلحة‎ ‎أشبه‎ ‎بليبيا‎ ‎‎منها‎ ‎بغزة،‎ ‎وتفوق‎ ‎أسلحتها‎ ‎كثيراً‎ ‎ما‎ ‎كان‎ ‎لدى الحركة‎ ‎عندما‎ ‎شارك‎ ‎سنوار‎ ‎في‎ ‎تأسيسها‎ ‎قبل‎ ‎ربع‎ ‎قرن‎ ‎من‎ ‎الزمان.‎‏ ‏كان‎ ‎عمله‎ ‎حينذاك‎ ‎هو‎ ‎معاقبة‎ ‎من‎ ‎ينتهكون‎ ‎القيم‎ ‎الأخلاقية‎ ‎وقتل‎ ‎المتعاونين‎ ‎مع‎ ‎الكيان،‎ ‎ما تسبب‎ ‎في‎ ‎حكم‎ ‎‎صهيوني‎ ‎عليه‎ ‎بأربع‎ ‎مؤبدات‎ ‎بتهم‎ ‎محاولة‎ ‎القتل،‎ ‎والتسبب‎ ‎في‎ ‎أضرار‎‎‎ ‎جسدية جسيمة‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎العنف.‎‏ وكان‎ ‎‎وضع‎ ‎سنوار‎ ‎كقيادي‎ ‎في‎ ‎السجن‎ ‎واضحا‎ ‎بعد‎ ‎ساعات‎ ‎من‎ ‎الإفراج‎ ‎عنه،‎ ‎فقد‎ ‎دعي‎ ‎لإلقاء‎ ‎خطاب نيابة‎ ‎عن‎ ‎الأسرى‎ ‎‎من‎ ‎على‎ ‎مسرح‎ ‎أعد‎ ‎خصيصاً‎ ‎في‎ ‎غزة. وكان‎ ‎هناك‎ ‎ملصق‎ ‎ضخم‎ ‎عليه‎ ‎رسوم‎ ‎لثلاثة من‎ ‎مقاتلي‎ ‎الحركة‎ ‎ينسفون‎ ‎‎دبابات،‎ ‎وينقلون‎ ‎شاليط‎ ‎الذي‎ ‎أسر‎ ‎في‎ ‎غارة‎ ‎عام‎ ‎‏٢٠٠٦‏.‎‏ وفي‎ ‎خطاب‎ ‎سنوار‎ ‎ركز‎ ‎على‎ ‎الفترة‎ ‎التي‎ ‎غاب‎ ‎فيها‎ ‎‎الأسرى،‎ ‎وقال‎ ‎للحشد: "تركناكم‎ ‎يوماً‎ ‎نازفين تحت‎ ‎نيران‎ ‎الاحتلال‎ ‎في‎ ‎الأيام‎ ‎الأولى‎ ‎من‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الأولى".
    وفي‎ ‎‎حالته‎ ‎هو‎ ‎كان‎ ‎اعتقاله‎ ‎أوائل‎ ‎العام‎ ‎‏١٩٨٨‏‎ ‎ØŒ‎ ‎عندما‎ ‎كان‎ ‎عمر‎ ‎حماس‎ ‎شهراً‎ ‎واحداً.‎‏ والسؤال‎ ‎هو‎ ‎ما‎ ‎إذا‎ ‎كان‎ ‎هو‎ ‎‎وزملاؤه‎ ‎الأسرى‎ ‎والكثيرون‎ ‎منهم‎ ‎من‎ ‎المقاتلين‎ ‎سيطالبون‎ ‎حماس‎ ‎الآن بالعودة‎ ‎إلى‎ ‎مسار‎ ‎الانتفاضة،‎ ‎أم‎ ‎اختيار‎ ‎‎اتجاه‎ ‎جديد‎ ‎لمرحلة‎ ‎جديدة.‎
    كان‎ ‎يجلس‎ ‎في‎ ‎خيمة‎ ‎ترحيب‎ ‎في‎ ‎بلدته‎ ‎خان‎ ‎يونس،‎ ‎وتحفظ‎ ‎بخصوص‎ ‎الدور‎ ‎الذي‎ ‎قد‎ ‎‎يقوم‎ ‎به خارج‎ ‎السجن. واكتفى‎ ‎بالقول: "الوقت‎ ‎مبكر. كنت‎ ‎بعيدا‎ ‎لربع‎ ‎قرن‎ ‎وتغير‎ ‎العالم‎ ‎من‎ ‎حولي. أحتاج ‏للاسترخاء‎ ‎والتقاط‎ ‎أنفاسي‎ ‎ومعرفة‎ ‎الأوضاع‎ ‎من‎ ‎حولي،‎ ‎وبعد‎ ‎ذلك‎ ‎سأقرر".
    وأضاف‎ ‎إنه‎ ‎مثل‎ ‎كثيرين‎ ‎استخلص‎ ‎‎أن‎ ‎أسر‎ ‎شاليط‎ ‎بعد‎ ‎سنوات‎ ‎من‎ ‎المفاوضات‎ ‎الفاشلة،‎ ‎أثبت‎ ‎أنه التكتيك‎ ‎الذي‎ ‎أثبت‎ ‎نفسه‎ ‎لتحرير‎ ‎الأسرى‎ ‎الذين‎ ‎‎تحتجزهم‎ ‎حكومة الاحتلال.‎‏ وقال: "قضية‎ ‎الأسرى‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎حلها‎ ‎إلا‎ ‎بهذه‎ ‎الطريقة،‎ ‎وبالنسبة‎ ‎للأسير‎ ‎الفلسطيني‎ ‎‎كان‎ ‎الإمساك بجندي‎ ‎صهيوني‎ ‎هو‎ ‎أفضل‎ ‎الأخبار‎ ‎في‎ ‎الكون،‎ ‎لأنه‎ ‎يعلم‎ ‎أن‎ ‎بصيصا‎ ‎من‎ ‎الأمل‎ ‎قد‎ ‎لاح‎ ‎له".‎‏ وذكر‎‎ ‎‎‎أنه‎ ‎قضى‎ ‎وقته‎ ‎في‎ ‎السجن‎ ‎في‎ ‎دراسة‎ ‎المجتمع‎ ‎الصهيوني‎ ‎وفي‎ ‎المراحل‎ ‎الأخيرة‎ ‎شارك‎ ‎في المفاوضات‎ ‎المتعلقة‎ ‎‎بتبادل‎ ‎الأسرى.‎
    واستطرد: "أرادوا‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎السجن‎ ‎قبرا‎ ‎لنا‎ ‎أو‎ ‎آلة‎ ‎لتحطيم‎ ‎إرادتنا‎ ‎وأجسادنا. ولكن،‎ ‎والحمد‎ ‎لله،‎ ‎‎فإن إيماننا‎ ‎بقضيتنا‎ ‎جعلنا‎ ‎نحول‎ ‎السجن‎ ‎إلى‎ ‎مكان‎ ‎للعبادة،‎ ‎وأكاديمية‎ ‎للدراسة. درسنا‎ ‎الكثير‎ ‎عن‎ ‎الكيان وتاريخ‎ ‎‎الشعب‎ ‎اليهودي‎ ‎وأستطيع‎ ‎القول‎ ‎إنني‎ ‎الآن‎ ‎خبير‎ ‎في‎ ‎تاريخ‎ ‎الشعب‎ ‎اليهودي‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎العديد‎ ‎من الصهاينة".
    ووسط‎ ‎الوجوه‎ ‎المتعبة‎ ‎كان‎ ‎قلائل‎ ‎يعربون‎ ‎عن‎ ‎الأسف‎ ‎عن‎ ‎الأعمال‎ ‎التي‎ ‎أدت‎ ‎لاعتقالهم، لكن‎ ‎الغالبية‎ ‎العظمى‎ ‎‎منهم‎ ‎كانوا‎ ‎في‎ ‎حالة‎ ‎من‎ ‎التحدي.‎‏ وقال‎ ‎شعيب: "أنا‎ ‎فخور‎ ‎بما‎ ‎عملته‎ ‎ولا‎ ‎أشعر‎ ‎بالندم". ‎وتلقى‎ ‎هذا‎ ‎المقاتل‎ ‎حكما‎ ‎‎بالمؤبد‎ ‎قضى‎ ‎منه ‏١٣‏‎ ‎عاما‎ ‎في‎ ‎السجن.‎‏ والبعض‎ ‎من‎ ‎الأسرى‎ ‎زاد‎ ‎تشددهم‎ ‎نتيجة‎ ‎المعاناة‎ ‎التي‎ ‎قاسوها‎ ‎في‎ ‎‎السجن.‎
    وفي‎ ‎مخيم‎ ‎جباليا‎ ‎للاجئين‎ ‎تنتمي‎ ‎وفاء‎ ‎البس‎ ‎إلى‎ ‎حركة‎ ‎فتح،‎ ‎وقد‎ ‎حاولت‎ ‎تهريب‎ ‎حزام‎ ‎ناسف‎ ‎إلى الكيان‎ ‎‎عام‎ ‎‏٢٠٠٥‏. وهناك‎ ‎صورة‎ ‎للرئيس‎ ‎الراحل‎ ‎ياسر‎ ‎عرفات‎ ‎في‎ ‎غرفتها.‎‏ وكانت‎ ‎تحيي‎ ‎النساء‎ ‎اللواتي‎ ‎قدمن‎ ‎للتسليم‎ ‎‎عليها‎ ‎في‎ ‎خيمة‎ ‎نصبت‎ ‎في‎ ‎الشارع.‎‏ وقالت‎ ‎إن‎ ‎أسر‎ ‎شاليط‎ ‎كان‎ ‎الطريقة‎ ‎الفعالة‎ ‎لتحقيق‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎الأسرى،‎ ‎لأن‎ ‎‎المفاوضات‎ ‎بهذا‎ ‎الخصوص لم‎ ‎تنجح. ولم‎ ‎تعرب‎ ‎عن‎ ‎ندم‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎قامت‎ ‎به‎ ‎وقالت: "لماذا‎ ‎أشعر‎ ‎بالأسف‎ ‎‎والاحتلال‎ ‎مستمر‎ ‎لأرضنا؟ سأناضل‎ ‎حتى‎ ‎النفس‎ ‎الأخير".
    وقالت‎ ‎البس،‎ ‎‏٢٦‏‎ ‎عاما،‎ ‎إنها‎ ‎تنوي‎ ‎أداء‎ ‎فريضة‎ ‎الحج،‎ ‎‎وسوف‎ ‎تعود‎ ‎للدراسة الجامعية‎ ‎لتتخصص‎ ‎في‎ ‎علم‎ ‎النفس.‎

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 25/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية