26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر الكفيف عبادة بلال: غزة احتضنتني كأم غاب عنها ولدها سنوات

    آخر تحديث: الأربعاء، 22 فبراير 2012 ، 00:00 ص

    "رأيت‎ ‎غزة‎ ‎مختلفة‎ ‎عما‎ ‎كنت أتخيلها‎ ‎كأي‎ ‎جزء‎ ‎من‎ ‎الوطن،‎ ‎وجدتها‎ ‎بلا‎ ‎‎احتلال‎ ‎رغم‎ ‎الحصار ‎‎المحيط‎ ‎بها،‎ ‎شعرت‎ ‎بكرم‎ ‎أهلها‎ ‎وعظمتهم،‎ ‎لم‎ ‎أر‎ ‎ملامح مواطني‎ ‎قطاع‎ ‎غزة‎ ‎‎لحظة‎ ‎خروجهم‎ ‎لاستقبالنا،‎ ‎ولكني‎ ‎تخيلت شعورهم‎ ‎الرائع‎ ‎والحنون". بهذه‎ ‎الكلمات‎ ‎عبر‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎الكفيف ‎‎‎"‎عبادة‎ ‎سعيد‎ ‎بلال"‎ عن فرحته‎ ‎بدخول‎ ‎غزة،‎ ‎واصفاً‎ ‎إياها‎ ‎بالأم‎ ‎التي‎ ‎احتضنت‎ ‎ولدها‎ ‎بعد‎ ‎عشر سنوات‎ ‎من‎ ‎البعاد‎ ‎‎والفراق، وقال: "لم‎ ‎يحدث‎ ‎لأي‎ ‎زعيم‎ ‎بالكرة‎ ‎الأرضية استقبال‎ ‎حافل‎ ‎كما‎ ‎حدث‎ ‎معنا"‎وأضاف‎ ‎ممازحاً: "كنا‎ ‎‎نسمع‎ ‎أن‎ ‎الغزيون يمتازون‎ ‎بالقوة‎ ‎والقسوة ولكن‎ ‎هذا‎ ‎أمر‎ ‎مزعوم‎ ‎فغزة‎ ‎أحن‎ ‎من‎ ‎الأمهات".
    وكانت‎ ‎الفرحة‎ ‎بادية‎ ‎‎على‎ ‎وجه‎ ‎المحرر‎ ‎عبادة الذي‎ ‎عرف‎ ‎عن‎ ‎نفسه قائلاً: "أنا‎ ‎من‎ ‎مواليد‎ ‎مدينة‎ ‎نابلس اعتقلت‎ ‎عام‎ ‎‏2002‏‎ ‎بتهمة‎ ‎‎الانتماء لحركة‎ ‎حماس‎ ‎وكتائب‎ ‎القسام‎ ‎والمشاركة‎ ‎في‎ ‎أنشطة‎ ‎ضد‎ ‎الكيان‎ ‎ضمن فعاليات‎ ‎الانتفاضة‎ ‎الثانية حكمت‎ ‎لمدة‎ ‎‏11‏‎ ‎عاما،‎ ‎وبعد‎ ‎‏8‏‎ ‎سنوات‎ ‎ونصف من‎ ‎السجن‎ ‎أضيف‎ ‎لحكمي‎ ‎‏15‏‎ ‎عاما،‎ ‎ليصبح‎ ‎الحكم‎ ‎‏26‏‎ ‎عاما".
    وتحدث‎ ‎عن‎ ‎شعوره‎ ‎لحظة‎ ‎إتمام‎ ‎الصفقة‎ ‎حيث‎ ‎كان‎ ‎الخوف‎ ‎هو‎ ‎سيد الموقف‎ ‎من‎ ‎تشكيلة‎ ‎الصفقة‎ ‎وترتيبها،‎ ‎مضيفا: "ولكننا‎ ‎شعرنا‎ ‎لحظتها بنصر‎ ‎حقيقي‎ ‎لأنه‎ ‎سيتم‎ ‎الإفراج‎ ‎عن‎ ‎جزء‎ ‎أصيل‎ ‎من‎ ‎الأسرى،‎ ‎فقد‎ ‎كنا نرقب‎ ‎هذا‎ ‎الإنجاز‎ ‎‎لحظة‎ ‎بلحظة،‎ ‎وكنا‎ ‎على‎ ‎ثقة‎ ‎كبيرة‎ ‎بالمفاوض‎ ‎أنه‎ ‎لن يخرج‎ ‎بصفقة‎ ‎باهتة".
    وتابع: "لحظة‎ ‎معرفتي‎ ‎بشمول‎ ‎‎الصفقة‎ ‎اسمي‎ ‎اختلطت‎ ‎لدي‎ ‎مشاعر السعادة‎ ‎غير‎ ‎المسبوقة‎ ‎بالحزن‎ ‎الكبير‎ ‎لأنني‎ ‎سأترك‎ ‎أصدقاء‎ ‎اقتسمت معهم‎ ‎‎لقمتي،‎ ‎ولكني‎ ‎لم‎ ‎أعش‎ ‎أجواء‎ ‎الفرحة‎ ‎التي‎ ‎عاشها‎ ‎الأسرى‎ ‎الذين سيتم‎ ‎الإفراج‎ ‎عنهم‎ ‎لأنني‎ ‎كنت‎ ‎في‎ ‎العزل‎ ‎‎الانفرادي‎ ‎مع‎ ‎صديقي‎ ‎أحمد المغربي‎ ‎من‎ ‎بيت‎ ‎لحم‎ ‎المعزول‎ ‎منذ‎ ‎‏9‏‎ ‎سنوات،‎ ‎والمحكوم‎ ‎ب‎ ‎‏18‏‎ ‎مؤبدا".

    الأسير عريس
    وأضاف: "كان‎ ‎صديقي‎ ‎رائعا‎ ‎حيث‎ ‎احتضنني‎ ‎وكان‎ ‎فرحاً‎ ‎وكأنه‎ ‎هو من‎ ‎سيفرج‎ ‎عنه وكان‎ ‎يرش‎ ‎علي‎ ‎‎من‎ ‎عطره‎ ‎الخاص‎ ‎وكأنه‎ ‎يجهز‎ ‎عريساً ليوم‎ ‎فرحه‎ ‎ودموعه‎ ‎تنهمر"‎. ÙˆØ§Ù†ØªÙ‚Ù„‎ ‎للحديث‎ ‎عن‎ ‎لحظة‎ ‎تجمع‎ ‎الأسرى ‏المدرجين‎ ‎ضمن‎ ‎الصفقة‎ ‎في‎ ‎سجن‎ ‎النقب واصفاً‎ ‎تلك‎ ‎اللحظة‎ ‎بأنها‎ ‎حلم كان‎ ‎الجميع‎ ‎يخاف‎ ‎أن‎ ‎يستيقظ‎ ‎منه،‎ ‎‎ويتساءلوا "هل‎ ‎نحن‎ ‎في‎ ‎حلم‎ ‎أم حقيقة؟".
    وتابع‎ ‎عبادة‎ ‎حديثه‎ ‎وقد‎ ‎بدت‎ ‎على‎ ‎عينيه‎ ‎اللتين‎ ‎لا‎ ‎تريا‎ ‎شيئا‎ ‎التأثر:‎‏ ‏"‎كانت‎ ‎حالة‎ ‎من‎ ‎الدهشة فأصبحنا‎ ‎مجمدين‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎نقدر‎ ‎على‎ ‎التعبير عما‎ ‎يجول‎ ‎بخواطرنا ولكن‎ ‎كان‎ ‎شعوراً‎ ‎‎رائعاً كنا‎ ‎نهتف‎ ‎ونكبر‎ ‎بأعلى صوتنا‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎نخاف‎ ‎من‎ ‎السجان‎ ‎الذي‎ ‎كان‎ ‎يضربنا‎ ‎ويشبحنا‎ ‎إن‎ ‎أصدرنا صوتاً‎ ‎‎ولو‎ ‎تمتمة شعرنا‎ ‎بعزة‎ ‎وانتصار‎ ‎وعنفوان".
    وتحدث‎ ‎عن‎ ‎غيظ‎ ‎بعض‎ ‎السجانين‎ ‎من‎ ‎هتافات‎ ‎وتصرفات‎ ‎الأسرى‎ ‎‎الذين سيفرج‎ ‎عنهم حيث‎ ‎سمع‎ ‎عبادة‎ ‎أحد‎ ‎الضباط‎ ‎الصهاينة‎ ‎وهو‎ ‎يقول لزميله: "هؤلاء‎ ‎يتعاملون‎ ‎معنا‎ ‎من‎ ‎‎فوقية‎ ‎منذ‎ ‎أسبوع‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎نستطيع فعل‎ ‎أي‎ ‎شيء"‎ØŒ‎ ‎موضحا‎ ‎أن‎ ‎السجانين‎ ‎حاولوا‎ ‎فرض‎ ‎ورقة‎ ‎تعهد‎ ‎على‎ ‎الأسرى ‏كي‎ ‎ينبذوا‎ ‎العنف‎ ‎ويظهروا‎ ‎ندمهم‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎فعلوا،‎ ‎وقال: "لكن‎ ‎قادتنا‎ ‎داخل السجن‎ ‎وضعوا‎ ‎هذه‎ ‎الأوراق‎ ‎على‎ ‎‎الأحذية". وأكد‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎الصهاينة‎ ‎لن‎ ‎يأخذوا‎ ‎اعترافا‎ ‎بالندم‎ ‎من‎ ‎أي‎ ‎مقاوم‎ ‎أو مواطن‎ ‎فلسطيني‎ ‎قاوم‎ ‎الاحتلال،‎ ‎‎موضحا‎ ‎أن‎ ‎الفلسطينيين‎ ‎مضطهدين ولابد‎ ‎لهم‎ ‎من‎ ‎الدفاع‎ ‎عن‎ ‎أنفسهم وعن‎ ‎لحظة‎ ‎خروج‎ ‎الأسرى‎ ‎من‎ ‎السجن، ‏قال: "لم‎ ‎نستطع‎ ‎فعل‎ ‎شيء‎ ‎لأن‎ ‎الجرح‎ ‎عميق".

    من‎ ‎وراء‎ ‎القضبان
    وأوضح‎ ‎عبادة‎ ‎أن‎ ‎الأسرى‎ ‎الذين‎ ‎لم‎ ‎تشملهم‎ ‎‎صفقة‎ ‎التبادل‎ ‎طالبوا المفرج‎ ‎عنه‎ ‎بألا‎ ‎ينسوهم‎ ‎من‎ ‎الدعاء‎ ‎والحب وأن‎ ‎يتضامنوا‎ ‎معهم‎ ‎في الفعاليات‎ ‎المساندة‎ ‎‎للأسرى لافتاً‎ ‎إلى‎ ‎أنه‎ ‎كان‎ ‎مستاء "‎كأسير‎ ‎سابق" من قلة‎ ‎التضامن‎ ‎مع‎ ‎الأسرى‎ ‎محلياً‎ ‎وإقليميا.‎‏ ÙˆØªØ§Ø¨Ø¹‎ ‎سرد‎ ‎مطالب‎ ‎‎الأسرى‎ ‎غير‎ ‎المفرج‎ ‎عنهم بأن‎ ‎يشرحوا‎ ‎معاناتهم لمن‎ ‎خارج‎ ‎السجن وأن‎ ‎يوضحوا‎ ‎مدى‎ ‎الهجمة‎ ‎الصهيونية‎ ‎‎المتواصلة عليهم وتحديداً‎ ‎الأسرى‎ ‎داخل‎ ‎العزل‎ ‎الانفرادي وقال: "صديقي‎ ‎أحمد المغربي‎ ‎يعاني‎ ‎من‎ ‎أمراض‎ ‎‎قاسية‎ ‎دون‎ ‎أي‎ ‎علاج نحن‎ ‎تركنا‎ ‎نصف‎ ‎قلبنا خلف‎ ‎القضبان". ووصف‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎عبادة‎ ‎بلال‎ ‎الطريق‎ ‎من‎ ‎‎النقب‎ ‎إلى‎ ‎مصر وقال:‎‏ ‏"‎كان‎ ‎الطريق‎ ‎مليئاً‎ ‎بالتكبير‎ ‎والهتاف‎ ‎والضحك‎ ‎الهستيري‎ ‎الممزوج بالخوف‎ ‎والقلق لأننا‎ ‎‎تعودنا‎ ‎على‎ ‎الغدر‎ ‎الصهيوني‎ ‎ونقض‎ ‎العهود والمواثيق ولكن‎ ‎اطمئن‎ ‎قلبنا‎ ‎لحظة‎ ‎دخول‎ ‎الباصات‎ ‎للأراضي‎ ‎‎المصرية وعندما‎ ‎صعد‎ ‎الضابط‎ ‎المصري‎ ‎للحافة‎ ‎بدأنا‎ ‎نهتف‎ ‎بهتاف‎ ‎الثورة‎ ‎المصرية ارفع‎ ‎راسك‎ ‎فوق‎ ‎أنت‎ ‎‎مصري".
    وأوضح‎ ‎أن‎ ‎جمهورية‎ ‎مصر‎ ‎العربية‎ ‎استقبلت‎ ‎الأسرى‎ ‎الفلسطينيين المفرج‎ ‎عنهم‎ ‎ضمن‎ ‎صفقة‎ ‎شاليط استقبال‎ ‎الأبطال‎ ‎المنتصرين مضيفاً:‎‏ ‏"‎هذه‎ ‎هي‎ ‎مصر‎ ‎الثورة ننحني‎ ‎أمامها‎ ‎احتراماً‎ ‎بعد‎ ‎أن‎ ‎عادت‎ ‎بشكل‎ ‎سريع ‏لريادة‎ ‎الأمة‎ ‎وللدفاع‎ ‎عن‎ ‎حقوق‎ ‎العروبة‎ ‎والإسلام".
    ووجه‎ ‎عبادة‎ ‎رسالتين‎ ‎كانت‎ ‎الأولى‎ ‎للقائمين‎ ‎على‎ ‎صفقة‎ ‎‎التبادل قال فيها: "نحن‎ ‎مدينون‎ ‎لكم‎ ‎بحياتنا نحن‎ ‎ولدنا‎ ‎من‎ ‎جديد‎ ‎على‎ ‎أيديكم" شاكراً‎ ‎المفاوض‎ ‎الفلسطيني‎ ‎العنيد‎ ‎‎الذي‎ ‎ثبت‎ ‎على‎ ‎مطالبه‎ ‎لكي‎ ‎يخرج بصفقة‎ ‎مشرفة‎ ‎تشمل‎ ‎هذا‎ ‎العدد‎ ‎الكبير‎ ‎من‎ ‎الأسرى.‎
    أما‎ ‎رسالته‎ ‎الثانية‎ ‎فكانت‎ ‎‎للأسرى‎ ‎داخل‎ ‎السجون‎ ‎قال فيها: "إخواني‎ ‎أنتم‎ ‎جرح‎ ‎مفتوح‎ ‎ومؤلم‎ ‎ونازف الكل‎ ‎استقبلنا‎ ‎وقبلنا ‏وأتبع‎ ‎ذلك‎ ‎بوعد‎ ‎أن‎ ‎الأسرى‎ ‎سيخرجون إن‎ ‎انكسار‎ ‎العقيدة‎ ‎الصهيونية ينبئ‎ ‎بأن‎ ‎الانتصار‎ ‎أقرب‎ ‎مما‎ ‎نتخيل سندافع‎ ‎عنكم‎ ‎ونفضح‎ ‎ممارسات الاحتلال‎ ‎بحقكم".

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 26/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية