26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    المحرر جاسر البرغوثي يروي تفاصيل التحرر والإستقبال في غزة

    آخر تحديث: الإثنين، 00 00 0000 ، 00:00 ص

    "‎لم‎ ‎يخيل‎ ‎لي‎ ‎أبداً‎ ‎أن‎ ‎أجد‎ ‎نفسي‎ ‎داخل‎ ‎قطاع غزة، فقد‎ ‎كان‎ ‎هذا‎ ‎آخر‎ ‎خياراتي، ولكن‎ ‎ما‎ ‎‎شهدته‎ ‎من‎ ‎روعة‎ ‎الاستقبال ودفء‎ ‎المشاعر‎ ‎وجمال‎ ‎غزة‎ ‎وأهلها‎ ‎صدمني‎ ‎وجعلني‎ ‎أدرك‎ ‎أنها‎ ‎عنوان‎ ‎الحب والعزة،‎ ‎وأن‎ ‎شاطئ‎ ‎بحرها‎ ‎يغمر‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎زارها‎ ‎بحبه‎ ‎وحنانه". بهذه‎ ‎الكلمات‎ ‎تحدث‎ ‎الأسير‎ ‎المحرر‎ ‎جاسر‎ ‎البرغوثي، ‏38‏‎ ‎عاما، عن قطاع‎ ‎غزة‎ ‎الذي‎ ‎احتضنه‎ ‎منذ‎ ‎لحظة‎ ‎الإفراج‎ ‎ضمن‎ ‎صفقة‎ ‎تبادل‎ ‎الأسرى حيث‎ ‎أبدى‎ ‎ومن‎ ‎معه‎ ‎‎من‎ ‎المحررين‎ ‎المبعدين‎ ‎سعادتهم‎ ‎الغامرة‎ ‎لوجودهم في‎ ‎غزة‎ ‎رغم‎ ‎الغصة‎ ‎التي‎ ‎تنتابهم‎ ‎لبعدهم‎ ‎عن‎ ‎أهلهم.‎‏ وجاسر‎ ‎‎إسماعيل‎ ‎البرغوثي‎ ‎من‎ ‎مدينة‎ ‎رام‎ ‎الله‎ ‎وهو‎ ‎محكوم‎ ‎‏8‏‎ ‎مؤبدات بتهمة‎ ‎تأسيس‎ ‎مجموعات‎ ‎لكتائب‎ ‎الشهيد‎ ‎عز الدين‎ ‎‎القسام‎ ‎ساهَمت‎ ‎في قتل‎ ‎‏18‏‎ ‎صهيونياً‎ ‎وأمضى‎ ‎‏8‏‎ ‎سنوات‎ ‎من‎ ‎مدة‎ ‎الحكم.‎

    زلزال‎ ‎الصفقة
    وأشار‎ ‎البرغوثي‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎‎الأمل‎ ‎كان‎ ‎ضئيلاً‎ ‎لدى‎ ‎الأسرى‎ ‎بأن‎ ‎يتحرروا‎ ‎ضمن صفقة‎ ‎تبادل‎ ‎وبخاصة‎ ‎من‎ ‎ذوي‎ ‎المؤبدات‎ ‎والأحكام‎ ‎العالية، ولكن‎ ‎مجريات الصفقة‎ ‎عززت‎ ‎الأمل‎ ‎بأنهم‎ ‎سينعمون‎ ‎بالحرية‎ ‎وبدأوا‎ ‎بتتبع‎ ‎القنوات العربية‎ ‎والعبرية‎ ‎وتعطلت‎ ‎كل‎ ‎‎الأمور‎ ‎التنظيمية‎ ‎داخل‎ ‎السجن‎ ‎ومنها‎ ‎أن بعض‎ ‎الأسرى‎ ‎خرجوا‎ ‎من‎ ‎الحمامات‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يلتزموا‎ ‎بزي‎ ‎السجن‎ ‎‎واكتفوا بلف‎ ‎المناشف‎ ‎على‎ ‎خصورهم‎ ‎حتى‎ ‎يتمكنوا‎ ‎من‎ ‎سماع‎ ‎أخبار‎ ‎الصفقة.‏ وأضاف: "زلزل‎ ‎خبر‎ ‎إتمام‎ ‎الصفقة‎ ‎‎أرجاء‎ ‎السجن، وأصبح‎ ‎الكل‎ ‎يترقب وكان‎ ‎خفقان‎ ‎القلب‎ ‎يزداد‎ ‎بشكل‎ ‎ملحوظ‎ ‎وأصبحت‎ ‎الدقائق‎ ‎تمضي‎ ‎بطيئة جداً‎ ‎‎.. كنا‎ ‎ننتظر‎ ‎أن‎ ‎تأتي‎ ‎إدارة‎ ‎السجن‎ ‎لتخبرنا‎ ‎بما‎ ‎حصل‎ ‎لكن‎ ‎أحداً‎ ‎لم يأت‎ ‎مما‎ ‎أشعرنا‎ ‎بحالة‎ ‎من‎ ‎الإحباط‎ ‎وفي‎ ‎اليوم‎ ‎‎الثاني‎ ‎بدأت‎ ‎ملامح‎ ‎الصفقة تتجسد‎ ‎على‎ ‎أرض‎ ‎الواقع‎ ‎حيث‎ ‎طالبت‎ ‎إدارة‎ ‎السجن‎ ‎من‎ ‎بعض‎ ‎الأسرى ارتداء‎ ‎‎الملابس‎ ‎المدنية‎ ‎وتهيئة‎ ‎أنفسهم‎ ‎فتأكدنا‎ ‎لحظتها‎ ‎أن‎ ‎ما‎ ‎سمعناه‎ ‎كان صحيحاً‎ ‎وأن‎ ‎الصفقة‎ ‎قد‎ ‎تمت.‏ وتابع‎ ‎البرغوثي‎ ‎: "كانت‎ ‎الكلمات‎ ‎عاجزة‎ ‎في‎ ‎تلك‎ ‎اللحظات‎ ‎أن‎ ‎تعبر‎ ‎عما يجول‎ ‎في‎ ‎خواطرنا‎ ‎وعندما‎ ‎عملت‎ ‎أنني‎ ‎ضمن‎ ‎الأسرى‎ ‎‎الذين‎ ‎سيتم‎ ‎الإفراج عنهم‎ ‎شعرت‎ ‎بأنني‎ ‎كنت‎ ‎ميتاً‎ ‎ووهبت‎ ‎لي‎ ‎الحياة‎ ‎من‎ ‎جديد، وجاء‎ ‎حينها خبر‎ ‎إبعادي‎ ‎فأنقص‎ ‎‎فرحتي‎ ‎ولكن‎ ‎ليس‎ ‎بالقدر‎ ‎الكبير‎ ‎لأن‎ ‎ما‎ ‎كان‎ ‎يعنيني هو‎ ‎أن‎ ‎أخرج‎ ‎من‎ ‎تلك‎ ‎السجون‎ ‎الظالمة‎ ‎ومن‎ ‎العزل‎ ‎المتواصل‎ ‎‎.

    شعور‎ ‎مزدوج
    وعن‎ ‎طريقة‎ ‎تعامل‎ ‎الأسرى‎ ‎المحررين‎ ‎مع‎ ‎رفاقهم‎ ‎الذين‎ ‎لم‎ ‎تشملهم الصفقة، قال‎ ‎البرغوثي: "كانت‎ ‎لحظات‎ ‎عصيبة‎ ‎بالفعل‎ ‎إذ‎ ‎امتزجت‎ ‎قلوبنا بالفرحة‎ ‎الكبيرة‎ ‎لأننا‎ ‎سنتحرر‎ ‎أخيراً‎ ‎والحزن‎ ‎الشديد‎ ‎لأننا‎ ‎سنفارق ‏إخوتنا‎ ‎وأحبابنا‎ ‎وأصبحنا‎ ‎نخفي‎ ‎فرحتنا‎ ‎حفاظاً‎ ‎على‎ ‎مشاعرهم‎ ‎ونشد من‎ ‎أزرهم‎ ‎ونرفع‎ ‎من‎ ‎صمودهم، ولحظة‎ ‎‎خروجنا‎ ‎من‎ ‎السجن‎ ‎سقطت‎ ‎كل الماديات‎ ‎وتجلت‎ ‎القيم‎ ‎الأخلاقية‎ ‎بمعانيها‎ ‎ومشاعرها‎ ‎الحقيقية، فأصبح ‏الكل‎ ‎يتعامل‎ ‎بشفافية‎ ‎وحب‎ ‎وحنان‎ ‎مع‎ ‎الآخر‎ ‎مع‎ ‎نبذ‎ ‎أي‎ ‎خلاف‎ ‎جانباً‎‎ØŒ كان‎ ‎الأسرى‎ ‎يظهرون‎ ‎فرحتهم‎ ‎لخروجنا‎ ‎‎ونحن‎ ‎نظهر‎ ‎الحزن‎ ‎لبقائهم‎ ‎وكنا نقنعهم‎ ‎أننا‎ ‎اعتقلنا‎ ‎لهدف‎ ‎وهو‎ ‎حماية‎ ‎الوطن‎ ‎والحفاظ‎ ‎على‎ ‎كرامته.‏ وتحدث‎ ‎‎البرغوثي‎ ‎عن‎ ‎الابتزاز‎ ‎الصهيوني‎ ‎للأسرى‎ ‎في‎ ‎اللحظات الأخيرة‎ ‎إذ‎ ‎أعد‎ ‎جهاز‎ ‎الشاباك‎ ‎بعض‎ ‎الأوراق‎ ‎‎حتى‎ ‎يوقع‎ ‎عليها‎ ‎الأسرى بأنهم‎ ‎نادمون‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎فعلوا، والتعهد‎ ‎بعدم‎ ‎فعل‎ ‎أي‎ ‎شيء‎ ‎ضد‎ ‎الكيان،‎ ‎لكنهم‎ ‎أجمعوا‎ ‎‎أن‎ ‎لن‎ ‎يوقعوا‎ ‎تلك‎ ‎التعهدات‎ ‎حتى‎ ‎وان‎ ‎اضطرهم‎ ‎الأمر للرجوع‎ ‎إلى‎ ‎السجن‎ ‎مجدداً.‏ وأضاف: "كان‎ ‎جهاز‎ ‎الشاباك‎ ‎‎يحاول‎ ‎أن‎ ‎يوقع‎ ‎الأسرى‎ ‎على‎ ‎تلك‎ ‎الأوراق في‎ ‎أسرع‎ ‎وقت‎ ‎ممكن‎ ‎لأنه‎ ‎لم‎ ‎يتبق‎ ‎وقت‎ ‎على‎ ‎إطلاق‎ ‎سراحهم، ولكنه ‏فشل‎ ‎في‎ ‎ذلك، وفي‎ ‎هذه‎ ‎اللحظات‎ ‎جاء‎ ‎الوفد‎ ‎المصري‎ ‎وطمأن‎ ‎الأسرى‎ ‎بان الجانب‎ ‎الصهيوني‎ ‎لن‎ ‎يتمكن‎ ‎من‎ ‎‎فعل‎ ‎شيء‎ ‎وقال‎ ‎للأسرى: "على‎ ‎الموساد أن‎ ‎يبل‎ ‎تلك‎ ‎الأوراق‎ ‎ويشرب‎ ‎ميتها" ØŒ‎ ‎وشعر‎ ‎الأسرى‎ ‎في‎ ‎تلك‎ ‎اللحظات ‏مدى‎ ‎عظمة‎ ‎الدور‎ ‎المصري‎ ‎الذي‎ ‎جعلهم‎ ‎يفتخرون‎ ‎بعروبتهم.

    الفاتورة‎ ‎الصهيونية
    وشدد‎ ‎البرغوثي‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎‎المحررين‎ ‎خرجوا‎ ‎وهم‎ ‎مصممون‎ ‎على‎ ‎مواصلة درب‎ ‎الكفاح، وقال: "نحن‎ ‎لم‎ ‎نندم‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎فعلناه، كان‎ ‎عندي‎ ‎‎حقد‎ ‎على الاحتلال‎ ‎وزاد‎ ‎هذا‎ ‎الحقد‎ ‎بعد‎ ‎سنوات‎ ‎الأسر‎ ‎القاسية‎ ‎وزادت‎ ‎الفاتورة‎ ‎التي ستدفعها‎ ‎دولة العدو.‏ وعن‎ ‎‎لحظة‎ ‎الخروج‎ ‎من‎ ‎السجن‎ ‎قال: "جمعونا‎ ‎في‎ ‎قسم‎ ‎والتقى‎ ‎جميع الأسرى، كانت‎ ‎لحظات‎ ‎مثيرة‎ ‎ورائعة‎ ‎جداً، وبعد‎ ‎‎أن‎ ‎خرجنا‎ ‎من‎ ‎بوابات السجن‎ ‎التزمت‎ ‎الصمت‎ ‎وكان‎ ‎قلبي‎ ‎يسبقني‎ ‎مئات‎ ‎الأمتار‎ ‎أمام‎ ‎الحافلات التي‎ ‎كانت‎ ‎تقلنا‎ ‎‎وكأنه‎ ‎ينتظرني‎ ‎حتى‎ ‎أصل‎ ‎إليه، كان‎ ‎الوقت‎ ‎يمضي‎ ‎ببطء شديد‎ ‎وكنا‎ ‎غير‎ ‎مستوعبين‎ ‎لما‎ ‎يجري‎ ‎حتى‎ ‎تلك‎ ‎اللحظة‎ ‎‎.‏ وأشار‎ ‎إلى‎ ‎أن‎ ‎الأسرى‎ ‎لم‎ ‎يصدقوا‎ ‎أن‎ ‎حكومة الاحتلال‎ ‎أذعنت‎ ‎بالفعل‎ ‎لاملاءات المقاومة‎ ‎فهذا‎ ‎يعد‎ ‎هزيمة‎ ‎لها‎ ‎ليس‎ ‎بعدها‎ ‎‎هزيمة، وانتصاراً‎ ‎حقيقياً للمفاوضين‎ ‎الذين‎ ‎ثبتوا‎ ‎على‎ ‎مطالبهم‎ ‎وصمدوا‎ ‎حتى‎ ‎تحققت.‏ وتابع‎ ‎وصف‎ ‎حالة‎ ‎‎الأسرى‎ ‎لحظة‎ ‎وصولهم‎ ‎للجانب‎ ‎المصري: "كنا‎ ‎نشك في‎ ‎آخر‎ ‎لحظات‎ ‎بأننا‎ ‎سنرجع‎ ‎إلى‎ ‎السجن‎ ‎ولكن‎ ‎هدأت‎ ‎قلوبنا‎ ‎‎واطمأنت عندما‎ ‎دخلنا‎ ‎الجانب‎ ‎المصري، فأخذنا‎ ‎نهتف‎ ‎لجمهورية‎ ‎مصر‎ ‎الشقيقة التي‎ ‎عادت‎ ‎وبقوة‎ ‎إلى‎ ‎ريادة‎ ‎‎الأمة‎ ‎العربية.‏ وعن‎ ‎لحظة‎ ‎دخول‎ ‎الأسرى‎ ‎غزة‎ ‎قال: "لم‎ ‎أتخيل‎ ‎مطلقاً‎ ‎غزة‎ ‎بهذا‎ ‎الشكل‎‎ØŒ كانت‎ ‎مفاجئة‎ ‎لم‎ ‎أتخيلها‎ ‎‎في‎ ‎يوم‎ ‎من‎ ‎أيام‎ ‎حياتي.. رأيت‎ ‎غزة‎ ‎بأكملها‎ ‎قد خرجت‎ ‎لاستقبالنا‎ ‎مع‎ ‎أن‎ ‎أهلها‎ ‎لا‎ ‎يعرفوننا‎ ‎شخصياً، لحظتها‎ ‎‎نسيت‎ ‎أنني مبعد‎ ‎وتأكدت‎ ‎أنني‎ ‎في‎ ‎وطني، وأنساني‎ ‎ذلك‎ ‎اللقاء‎ ‎آلامي‎ ‎التي‎ ‎قاسيتها خلال‎ ‎سنوات‎ ‎الاعتقال.

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 25/10/2011)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية