26 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشقيقان مطر.. في توقيت صرختين رحل الأول وجاء الثاني

    آخر تحديث: الأحد، 25 نوفمبر 2012 ، 00:00 ص

    صرختان اثنتان كانتا المدة الزمنية الفاصلة بينَ رحيل الأخ الكبير مطر أبو العطا وقدوم الشقيق الأصغر مطر أبو العطا إلى الحياة مولودا جديدا، صوتانِ مؤلمان لم تتمكن والدتهما من كتمانهما لما سمعت بخبر استشهاد ابنها البكر ذي التاسعة عشر، ولما جاءها المخاض مؤلما لتلدَ بعدَ ساعة ونصف الساعة مطر الصغير.
    الوالدة التي تأخرت عن موعد ولادتها لتنجب صغيرها في يوم استشهاد شقيقه لم نتمكن من الوصول لها وكانت ملفوفة بحزنها وبألمها، حزنا مركبا لم تجربه امرأة قبلها في غزة، والوالد الذي سيطرت مشاعر الحزن عليه متغلبة بجدارة على فرحه بالمولود الجديد بصعوبة بالغة تمكنا من اصطياده من بين المعزين لرواية قصة ابنيه الراحل والقادم.
    "
    كان يحلم باقتناء سيارة، كان يحب القيادة وأنا لضيق ذات اليد لم أمنحه إلا سيارة متواضعة بألف دينار ما لبثت أن بعتها بعدَ أن عجزت عن استصدار ترخيص لها"، قال والده بحسرة وألم مضيفا: "كُنت أعنفه للبحث عن عمل ولو أنني أعلم أنني سأفقده لما ارتفعَ صوتي عليه أبدا."
    لحظات من الصمت تخللتها دموع لا نعرفُ كيفَ شقت طريقها إلى فم الرجل فبات يمسحها بيده السمراء وهم يتابع حديثه: "مطر ابني البكر لم يكن جيدا في التعليم المدرسي وكان يهوى قيادة السيارات ولأنني بحاجة إلى المساعدة في العمل كُنت أطلب منه البحث عن مهنة يقتات منها ويكفي نفسه على الأقل".
    "
    كانَ مطر يهددني بأنه إن لم يعمل سائقا سيجد وظيفة ويغادر المنزل، وها هو قد غادر المنزل ولكن بلا عودة"، لحظات صمت طويلة قطعها صوت حشرجة الألم في حلق الأب عماد قبل أن يواصل: "استشهد مطر في السابعة مساء وبعدَ أقل من ساعة فقط نقلنا والدته إلى المستشفى بحالة مخاض، وأنجبت شقيقه مطر بعدَ ساعة ونصف الساعة".

    يشبه الصغير شقيقه الراحل، إلا أن والده يتمنى أن يكون حظه في الدنيا أفضل بكثير، وأن يمده الله بحياة جيدة وسعيدة يتمكن من خلالها من تحقيق جميع أحلامه، واعدا بأن يعمل جاهدا على أن يحقق لصغاره المتبقين أمنياتهم ويعوض خسارته لمطر بهم.

    (المصدر: صحيفة فلسطين، 12/11/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير المحرر رائد نزال من قلقيلية في اشتباك مسلح خلال تصديه لقوات الاحتلال وكان قد أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال

26 إبريل 2002

اغتيال الأسيران المحرران رمضان عزام وسمير زعرب والمناضلين سعدي الدباس وياسر الدباس نتيجة لتفجير جسم مشبوه في رفح

26 إبريل 2001

قوات الاحتلال الصهيوني ترتكب مجازر في خربة الدامون وعرة السريس قضاء حيفا، وخربة سعسع قضاء صفد

26 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية