السبت 04 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    ليلة القبض على عيسى عبد ربه

    آخر تحديث: الخميس، 31 أكتوبر 2013 ، 11:10 ص

    اصطف المواطنون في شارع القدس-الخليل أمام مخيم الدهيشة، حتى ساعة مبكرة من فجر امس، في انتظار وصول عيسى عبد ربه، الذي يعود إلى المخيم بعد غياب 29 عاما و9 أيام.
    لم يكن يقلل من نسمات البرد، وضجر الانتظار، سوى تفحص السيارات المارة، والتي في معظمها تحمل صورا لأسرى وأعلاما فلسطينية وفصائلية. ويوجه المواطنون التحيات لراكبي السيارات الذين يجوبون الشوارع انتظارا لوصول الأسرى المحررين من رام الله.
    ومن مكبرات الصوت تهدر الأغاني الوطنية، يتخللها بين الوقت والآخر، خطيب يبث الحماسة في المتجمعين، وأغلبهم لم يعرفوا عيسى، ولديهم شوق كبير، لاحتضان مَن أصبح يمثل لهم رمزا لصمود قارب الثلاثة عقود.
    وصلت "طلائع" مستقبلي عيسى في رام الله، ليطمئنوا الموجودين، بان موعد اللقاء معه اقترب، وانها مسألة دقائق، ويكون بينهم. ولكن الدقائق طالت، واقتربت الساعة من الرابعة فجرا.
    شقيقه عبد الفتاح كان مفعما بالمشاعر، وهو يروي لحظات اللقاء الأولى بين عيسى ووالدته، وكيف ان الرئيس محمود عباس، طلب منه مغادرة المنصة والإسراع لمقابلتها، وهو ما حدث.
    وعندما مرّ موكب الأسير المحرر رزق صلاح، الذي ألقى كلمة في المقاطعة باسم زملائه، في طريقه إلى بلدة الخضر، تعالت الأصوات المهنئة والهتافات والأهازيج الوطنية.
    وأخيرا وصل عيسى على ظهر مركبة رباعية الدفع، يحيط به عدد من الشبان، ولم ينتظر مَن فقدوا الصبر في انتظار هذه اللحظة، توقف المركبة، فصعدوا إلهيا، و"خطفوا" عيسى بقوة، ولم يكن ذلك سهلا، وعندما حمله الشبان على أكتافهم، وارتفعوا به على منصة أمام باب المخيم، ظهرت أجزاء من ملابس عيسى ممزقة، من التدافع، والتسابق لمعانقته.
    والدته التي كانت تجلس في المركبة التي يعتليها ابنها، تركت "خاطفيه" يذهبون به، وهي تعلم بانها لا تستطيع "مقاومتهم"، وانها ستلتقيه بعد فترة وجيزة.
    ظهر عيسى في صحة جيدة ومعنويات مرتفعة، وهو يلوح للمواطنين، ويؤكد ان السجن لم يهزمه، وإنما المقاوم هو من يهزم السجن والسجان.
    وسار المواطنون، وفي المقدمة عيسى محمولا على الأكتاف، إلى منزله، بينما كانت تنهال على رؤوس الساهرين المفعمين بالمشاعر تجاه عيسى، بعد فترة الغياب الطويلة، قطع الحلوى المغلفة التي تنثرها نساء المخيم من على شرفات منازلهن الضيقة.
    في منزل ابن عمه الشهيد محمد، تم انزال عيسى في خطوة رمزية، فعيسى نفذ عمليته الفدائية انتقاما لمقتل ابن عمه الطفل بدم بارد، حين جره جنود الاحتلال إلى الجبل المقابل لمخيم الدهيشة وقتلوه.
    وبعد استشهاده، نظم ناس المخيم، رغم قمع الاحتلال، وحظر التجوال، وحملة الاعتقالات، اعتصاما على مدى أيام في منزل الشهيد، وكانوا يتحدون الاحتلال، بالغناء والأناشيد الوطنية، ونفس المشهد تكرر مع عودة عيسى. رغم أن كثيرا من المياه جرت في أنهر الحياة.
    كانت "معركة" صعبة، بين الحضور للوصول إلى عيسى ومعانقته، طلب بعض مجايليه، من الجيل الأصغر إفساح المجال لهم للسلام على عيسى الذي يعرفهم، بينما لا يكاد يعرف أحدا من الجيل الأصغر، ولكن هذه "الاستراتيجية" لم تنجح. ولم يتقبلها الشبان، فكل واحد يريد "حصته" من عيسى، دون تأجيل.
    استمر عيسى بتلقي التهاني، وحضر رفيق السجن الطويل، خالد عساكره، الذي أمضى عشرين عاما في السجون، وتحرر في المرحلة الأولى من هذه الصفقة، بينما حرص زميله أبو عدنان الزير، الذي أمضى سبع سنوات مع عيسى، على ان يكون الشخص الثاني الذي يسلم عليه بعد والدته، في المقاطعة.
    قال عيسى متهللا وهو يرى وجها مألوفا: "أنت؟!!"-أجاب أبو عدنان "نعم أنا هو".
    صلى أبو عدنان الفجر في مسجد مخيم الدهيشة، وعاد لمنزله في منطقة التعامرة شرق بيت لحم، ليعود بعد ساعات، بناءً على وصية عيسى: "ابق بجانبي" إلى مخيم الدهيشة، حيث يتلقى أبناء المخيم التهاني بعودة عيسى في مقر جمعية اسر الشهداء.
    ورغم التعب والإرهاق، فان عيسى كان قادرا على مصافحة المهنئين بقوة وثقة، ومعانقتهم، وتقبيلهم بحرارة.

    (المصدر: صحيفة الحياه، 31/10/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال الصهيوني تحتل قرية خربة الشونة قضاء صفد، والطابغة والسمكية وتلحوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة

04 مايو 1948

بريطانيا تصدر مرسوم دستور فلسطين المعدل 1923

04 مايو 1923

استشهاد المجاهد مهدي الدحدوح من سرايا القدس متأثرا بجراحه التي أصيب بها في قصف صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة

04 مايو 2007

الأرشيف
القائمة البريدية