المحرر الداموني.. يغلق أشهر حادثة حول مقتل جندي صهيوني بالبريج

الأسير المحرر/ أحمد الداموني مع والدته

موضوعات ذات صلةً

• الاحتلال يفرج عن الأسير المجاهد جهاد فلنة من قرية صفا بمحافظة رام الله*
• محررو الجهاد ينظمون (جولة زيارات الواجب) لذوي الأسرى والمحررين في الأغوار

أعاد خروج الأسير المحرر أحمد سعيد الداموني من سجون الاحتلال الصهيوني أذهان أبناء مخيم البريج وسط قطاع غزة، لأشهر حادثة حول مقتل جندي صهيوني إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى على منارة المخيم.
وتعود القصة البطولية التي نفذت جماعيًا من قبل أبناء المخيم بحق الجندي الصهيوني "أمنون بوميرنتس"، وقت أن ضل طريقه في 20 أيلول/ سبتمبر 1990م في شوارع مخيم البريج المتفرعة، لينتهي الأمر بقتله وحرقه.
وقديمًا لم يكن المستوطنون والجنود الصهاينة يمرون من طرقات مخيم البريج للوصول شرقًا للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، غير أن "أمنون" ضل الطريق آنذاك، وبات يتجول بمركبته ذات "النمرة الصفراء" أي الصهيونية ، ليجد نفسه فريسة أمام هبة جماهيرية لشبان المخيم، بعدما اصطدمت مركبته بعربة حمار كان يستقلها اثنان من الشبان استشهد أحدهما.
ويشبه المحرر الداموني ذاك المشهد ب"رجم الحجاج لإبليس يوم الحج" في إشارة لرمي الحشد "أمنون" بالحجارة والكراسي والإطارات وغيرهما، وصولاً لسكب الوقود عليه وإحراقه بداخل سيارته.
ذاك المشهد دفع جميع شبان البريج للهروب إلى المخيمات المجاورة النصيرات والمغازي قبل علم قوات الاحتلال الصهيوني بالأمر، فأعقبته بحملة عسكرية واسعة ضد المخيم، اعتقلت المئات من الشبان والنساء، وهدمت العشرات من البيوت المحيطة بمكان الحادثة.
وأصدرت المحكمة الصهيونية آنذاك، أحكامًا متفاوتة بحق أبناء البريج المعتقلين إذ إن المشاهد للحدث يقضي حكمًا بالسجن 5 أعوام، أما المشارك من 10 أعوام وصولاً للمؤبد مثل المحرر الداموني.
وتنسم الداموني حريته بعد قضائه (23 عامًا) من حكمه المؤبد، ضمن الدفعة الثانية للأسرى القدامى التي أفرجت قوات الاحتلال عنها ضمن جملة من "حسن النوايا" أمام السلطة في أعقاب عودتها للمفاوضات معها.

شهادة أخرى
أما صهر الداموني الأسير المحرر في الدفعة الأولى للأسرى القدامى محمد نشبت، في أعقاب ذات التهمة الموجهة للأول بمشاركته في عملية قتل "أمنون"، فعاد بذاكرته إلى الوراء راويًا قصة بطولة أبناء البريج.
وأضاف نشبت: "قام شباب المخيم باستدراج أمنون إلى داخل المخيم من خلال لافتة مزورة باسم مستوطنة صهيونية باللغة العبرية يفترض لجوء أمنون إليها".
وتابع: "حينما تجول أمنون شرقًا داخل المخيم أدرك المصيدة التي وقع بها، فعاد مسرعًا للهروب فوجد نفسه أمام عربة حمار لم يستطع الهروب وقتها أو الدفاع عن نفسه بالسلاح".
وزاد: "بعد حصار شديد على المخيم اقتحم الاحتلال البريج، ونفذ مئات الاعتقالات بحق الشباب وكبار السن وبعض النساء عقابًا على مقتل الجندي المجحوم".
ووفق نشبت الذي قضى بالسجن ذات الأعوام الـ23 برفقة الداموني وغيره العشرات من أبناء مخيم البريج، "لم يتبق حاليًا أي معتقل داخل سجون الاحتلال من مخيم البريج على خلفية مقتل أمنون"، معبرًا في الوقت ذاته، عن فخره بمخيمه وبعمله البطولي "رغم الآثار التي ترتبت على ذلك بفعل وحشية الاحتلال".
وشهد مخيم البريج خلال الأعوام الماضية حرية أسرى كثر أمضوا في سجون الاحتلال قرابة العقدين، فيما أفرج عن آخرهم نشبت في الدفعة الأولى للأسرى القدامى، والداموني في الدفعة الثانية.

فرحة عارمة
الداموني الذي قضى أكثر من نصف عمره داخل سجون الاحتلال، أعدت والدته طعام الفطور الشعبي له في أول أيام حريته، وسط معالم للفرحة والسعادة على وجوه العائلة.
ويقول الداموني (43 عامًا): "لا أعلم ماذا أتكلم، هل هي حرية حقيقية أم حلم راودني كثيرًا في ليالي السجن وتحقق الآن"، مقاطعًا حديثه بين الحين والآخر بتقبيل جبين والدته الأرملة بعد رحيل والده في سنوات صغره.
فيما تقاطع والدته معبرة عن فرحتها "حنعمل فرح كبير لأحمد، وسنحتفل بزواجه بكرة"، متمنية في الوقت ذاته، أن ينعم جميع أهالي الأسرى برؤية أبنائهم وتعم عليهم الفرحة والسعادة.
في حين يتمنى المحرر بذات أمنية والدته، وتحقيق المصالحة الوطنية بين شقي الوطن ولا سيما أنها رسالة الأسرى لأبناء شعبه وفصائله.

(المصدر: صحيفة فلسطين، 1/11/2013)

تعليقات الفيسبوك